أفريكوم تضاعف ضرباتها الجوية في الصومال ضد داعش وحركة الشباب: ماهي النتائج؟

الإثنين 02/يونيو/2025 - 04:20 م
طباعة أفريكوم تضاعف ضرباتها علي رجب
 
شهدت الصومال تصعيدا ملحوظا في الغارات الجوية الأمريكية خلال عام 2025، في إطار دعم مباشر للعمليات العسكرية التي تنفذها الحكومة الصومالية ضد الجماعات المتطرفة، وعلى رأسها تنظيم "داعش" و"حركة الشباب" المرتبطة بتنظيم القاعدة. 
وبحسب تقرير حديث صادر عن مؤسسة "أمريكا الجديدة" – وهي معهد أبحاث مقره واشنطن يتابع الحملة الجوية الأمريكية – فقد نفذت القوات الأمريكية حتى الآن 34 غارة جوية في الصومال هذا العام، أسفرت عن مقتل ما لا يقل عن 109 إلى 174 شخصا.

وبحسب الجنرال مايكل لانغلي، قائد القيادة الأمريكية في أفريقيا (أفريكوم)، فإن الغارات الجوية تأتي "استجابة لطلب الحكومة الصومالية" وتندرج ضمن إطار حملة متصاعدة تهدف إلى "ملاحقة الجهاديين والقضاء عليهم". وأوضح في إحاطة إعلامية في 30 مايو أن "الغارات الجوية حققت مكاسب تكتيكية ضد داعش وحركة الشباب"، مؤكدا في الوقت نفسه على "الواجب الأخلاقي" بحماية المدنيين خلال العمليات.

ضعف عدد الغارات مقارنة بعام 2024
نفذت القوات الأمريكية أكثر من 20 غارة جوية خلال الأشهر الخمسة الأولى من عام 2025، وهو ما يعادل تقريبا ضعف إجمالي الغارات التي تم تنفيذها في عام 2024. وتعد هذه الزيادة مؤشرا واضحا على تصاعد الحملة الجوية الأمريكية في البلاد، في وقت تتكثف فيه المواجهات العسكرية بين القوات الحكومية والمسلحين المتطرفين في عدة مناطق نائية.

أبرز الضربات الجوية
من أبرز الغارات هذا العام، الهجوم الكبير الذي شنته حاملة الطائرات الأمريكية "هاري إس ترومان" في الأول من فبراير، حيث أسقطت 124 ألف رطل من الذخائر على أهداف لداعش، ما أدى إلى مقتل 14 شخصا. وقد وصفت الضربة بداية بأنها "أكبر غارة جوية في تاريخ العالم"، قبل أن تعيد البحرية الأمريكية توصيفها بأنها "الأكبر من حيث الذخائر التي تطلقها حاملة طائرات واحدة".

وفي ديسمبر الماضي، أكدت "أفريكوم" مقتل محمد ميري، القيادي البارز في حركة الشباب، في غارة جوية. وفي الشهر التالي، لقي أحمد ماء العينين، أحد أبرز ممولي ومجندي تنظيم داعش، مصرعه أيضا في أول غارة جوية معلنة لهذا العام.

حصيلة غير واضحة للضحايا المدنيين
ورغم البيانات المتكررة من القيادة الأمريكية التي تؤكد عدم وجود ضحايا مدنيين في معظم الغارات، إلا أن منظمات حقوق الإنسان تطالب بمزيد من الشفافية بشأن هذه العمليات. ووفقا لـ"نيو أمريكا"، فإن عدد المدنيين الذين قتلوا منذ بداية حملة الغارات الجوية الأمريكية في الصومال بعد هجمات 11 سبتمبر، لا يقل عن 33 مدنيا، فيما لم تحدد القيادة الأمريكية عدد المدنيين الذين قد يكونوا قتلوا في غارات 2025.

تاريخ الغارات الجوية في الصومال
بدأت الولايات المتحدة تنفيذ ضربات جوية في الصومال عام 2007 خلال إدارة جورج بوش الابن، والتي نفذت حينها 12 غارة. وارتفع هذا العدد بشكل ملحوظ في عهد باراك أوباما، ثم شهد تصعيدا كبيرا في فترة ولاية دونالد ترامب الأولى، حيث تم تنفيذ 219 غارة. وفي المقابل، شهدت إدارة بايدن تقليصا كبيرا في عدد الضربات، مسجلة 51 غارة فقط على مدى أربع سنوات. ومع عودة ترامب إلى السلطة، نفذت إدارته الثانية ما يقرب من نصف هذا الرقم خلال الأشهر الأربعة الأولى من ولايته الجديدة.

دعوات للمساءلة
وفي ظل استمرار الحملة الجوية الأمريكية، تتعالى الأصوات الحقوقية المطالبة بآليات واضحة للمساءلة، خاصة في ضوء التقارير المتضاربة بشأن الضحايا المدنيين، والحاجة لمراقبة مستقلة للغارات. وتؤكد "أفريكوم" من جهتها أنها تتخذ "تدابير فعالة" لتفادي سقوط ضحايا من غير المقاتلين، مشددة على أن "حماية المدنيين جزء أساسي من استراتيجيتها".

شارك