"من يتصدى للمشروع الإيراني في اليمن؟": متابعات الصحف العربية والأجنبية

الثلاثاء 03/يونيو/2025 - 11:19 ص
طباعة من يتصدى للمشروع إعداد فاطمة عبدالغني
 
تقدم بوابة الحركات الاسلامية أبرز ما جاء في الصحف ووكالات الأنباء العربية والعالمية بخصوص الأزمة اليمنية، ومشاورات السويد، والدعم الإيراني للحوثين، بكافة أشكال الصحفي (أخبار – تعليقات – متابعات – تحليلات– آراء) اليوم 3 يونيو 2025.

الجيش الإسرائيلي يعترض صاروخا أطلق من اليمن

قال الجيش الإسرائيلي مساء اليوم الاثنين إنه اعترض صاروخا باليستيا أطلق من اليمن باتجاه الأراضي الإسرائيلية، ما أدى إلى انطلاق صفارات الإنذار في عدة مناطق.
وأضاف الجيش في بيان «رصد الجيش الإسرائيلي إطلاق صاروخ من اليمن باتجاه الأراضي الإسرائيلية، وتمكنت منظومات الدفاع الجوي التابعة لسلاح الجو الإسرائيلي من اعتراضه». وجرى إغلاق مطار تل أبيب بعيد إطلاق الصاروخ من جماعة الحوثيين اليمنية.
ويشن الحوثيون في اليمن هجمات على إسرائيل وحركة الملاحة في البحر الأحمر منذ بداية الحرب بين إسرائيل وحماس في غزة في أكتوبر (تشرين الأول) 2023، وذلك دعما للفلسطينيين. ونفذت إسرائيل هجمات عديدة على الحوثيين، وتقول إنها تعمل على فرض حصار جوي وبحري عليهم في مسعى لردع الجماعة عن شن هجمات على إسرائيل في المستقبل.

العليمي يعود إلى عدن رفقة رئيس وزرائه لاحتواء التدهور الاقتصادي

وسط تفاقم الأزمة الاقتصادية وتدهور الخدمات وتهاوي سعر العملة المحلية في مناطق سيطرة الحكومة اليمنية، عاد رئيس مجلس القيادة الرئاسي رشاد العليمي، إلى العاصمة المؤقتة عدن رفقة رئيس وزرائه سالم بن بريك، في سياق المساعي لاحتواء التدهور ومساندة الحكومة لمواجهة الأزمة، وفق ما أفاد به الإعلام الرسمي.

وكان العليمي أجرى زيارة رسمية إلى روسيا الاتحادية ضمن مساعيه لاستجلاب الدعم السياسي للحكومة الشرعية، وتوضيح السرديات المضللة بخصوص طبيعة الجماعة الحوثية المعرقلة لجهود السلام.

وإلى جانب زيارة موسكو، كان العليمي شارك في القمتين العربية والاقتصادية بالعاصمة العراقية بغداد، وأجرى مشاورات في الرياض بشأن مستجدات الوضع اليمني والتطورات في المنطقة، وسبل التخفيف من وطأة الأوضاع المعيشية التي فاقمتها الهجمات الحوثية على المنشآت النفطية، وخطوط الملاحة الدولية، وفق ما ذكرته المصادر الرسمية.

وأفاد مصدر مسؤول في مكتب الرئاسة اليمنية بأن العليمي سيواصل مع أعضاء المجلس، الذي يقود الجهود، «لتعزيز دور الحكومة في مواجهة الأزمة الاقتصادية والإنسانية التي صنعتها الميليشيات الحوثية الإرهابية المدعومة من النظام الإيراني».

وأكد المصدر أن رئيس مجلس القيادة الرئاسي سيعقد لقاءات برئاسة الحكومة، وقيادات السلطات المحلية، والجهات ذات العلاقة، لتشارك الخطط والسياسات الموجهة لتعزيز مسار الإصلاحات الشاملة، وتحسين الموارد العامة للدولة، واحتواء التدهور الاقتصادي، والخدمي خصوصاً في قطاعي الكهرباء، والمياه، ودعم معركة التحرير، واستعادة مؤسسات الدولة.

وأثنى المصدر الرئاسي على مواقف السعودية والإمارات وتدخلاتهما الإنسانية والإنمائية، التي أسهمت في استمرار وفاء الدولة بالتزاماتها الحتمية، وإفشال مخططات الحوثيين لإغراق البلاد بأزمة إنسانية شاملة.

وعود حكومية
وفي ظل التدهور المستمر للاقتصاد والعملة والخدمات، أكد رئيس الحكومة اليمنية سالم بن بريك المعين قبل نحو شهر في المنصب، حرص حكومته على تلبية احتياجات مواطنيه، وتيسير عمل السلطات المحلية في مواجهة التحديات، والوفاء بالأولويات العاجلة لتخفيف المعاناة المعيشية القائمة، واحتواء التدهور الاقتصادي والخدمي.

ونقلت وكالة «سبأ» الرسمية عن بن بريك، عقب وصوله إلى عدن رفقة رئيس مجلس القيادة الرئاسي رشاد العليمي، أنه أوضح أن حكومته ستعمل وبتنسيق كامل مع رئيس وأعضاء مجلس القيادة الرئاسي وشركاء اليمن، لإيجاد الحلول للتحديات الراهنة وحشد كل الإمكانات والقدرات لخدمة معركة استكمال استعادة الدولة، وإنهاء الانقلاب الحوثي المدعوم إيرانياً والتخفيف من معاناة المواطنين، وتنفيذ خطة التعافي الاقتصادي.

وأشاد بن بريك بالدورين السعودي والإماراتي في استمرار وفاء الدولة اليمنية بالتزاماتها الحتمية، وأبدى تطلعه إلى مضاعفة الدعم من شركاء اليمن من الدول والمنظمات المانحة في هذه الفترة الاستثنائية، لإسناد جهود تخفيف معاناة اليمنيين.

وكان رئيس الحكومة اليمنية أجرى منذ تعيينه في المنصب، سلسلة لقاءات مع عدد من المسؤولين في السعودية ومجلس التعاون لدول الخليج العربي، وسفراء الدول العربية والأجنبية حول التطورات المحلية والإقليمية والدولية.

كما تطرقت اللقاءات، - بحسب الإعلام الرسمي - إلى أولويات حكومته والدعم المطلوب لإسناد جهودها، للتخفيف من وطأة الأوضاع المعيشية التي فاقمتها الهجمات الحوثية على المنشآت النفطية، وخطوط الملاحة الدولية بدعم من النظام الإيراني.

إتاوات الحوثيين تشعل أسعار المواشي وتحرم السكان من الأضاحي

نفذت الجماعة الحوثية أعمال جباية لم تستثنِ أحداً من التجار ومُلاك أسواق بيع المواشي في ثلاث محافظات يمنية خاضعة تحت سيطرتها، وذلك ضمن حملة تعسف جديدة تتزامن مع اقتراب عيد الأضحى، وهو ما من شأنه أن يزيد معاناة اليمنيين الذين يعيشون أوضاعاً حرجة.

وأكدت مصادر تجارية مطلعة أن حملات الاستهداف الحوثي نُفذت بإشراف مباشر من قادة الجماعة المسؤولين عن فروع مؤسسة المسالخ في محافظات إب، والحديدة والمحويت.

وتحت ذريعة إطلاق ما تسمى حملات توعية ورقابة ميدانية ومنعاً لذبح صغار المواشي خلال عيد الأضحى، شكل الانقلابيون قبيل انطلاق حملتهم الابتزازية، فِرقاً ميدانية مسنودة بدوريات ومسلحين لاستهداف التجار، ومُلاك الأسواق والمزارعين في أكثر من 10 أسواق محلية.

وطالت الحملات الحوثية تجاراً ومزارعين في أسواق المراوعة، وبيت الفقية وسوق الخميس بالحديدة، وفي السحول، والسويق، وسوقي العدين ومذيخرة في إب، وأسواق الحامضة، والعرقوب والرجم بمحافظة المحويت.

ويؤكد تجار في إب والمحويت لـ«الشرق الأوسط»، أن فرقاً حوثية ميدانية شنت حملات مباغتة ضدهم لجمع إتاوات نقدية بالقوة، تحت عناوين مختلفة؛ أبرزها مخالفات، ودفع تكاليف الحملة، التي تزعم الجماعة بأنها رقابية وصحية.

واشتكى توفيق، وهو تاجر ماشية بسوق مدينة العدين (غرب إب) من تعرضهم لاستهداف حوثي مفاجئ، وتهديد عناصر الجماعة لهم بمصادرة المواشي والاعتقال حال رفضهم الاستجابة لمطالبهم.

ويفرض الانقلابيون إتاوات مالية على تجار ومُلاك أسواق بيع الماشية تتراوح بين 50 ألفاً و150 ألف ريال يمني، كما يجبرون المزارعين خلال حملتهم التي يرافقها حصر يومي لأعداد الحيوانات التي تدخل كل سوق لغرض البيع، على دفع 200 ريال عن كل رأس ماعز أو ضأن صالح للأضحية، و500 ريال عن كل رأس من الأبقار (تفرض الجماعة سعراً ثابتاً للدولار بـ535 ريالاً).

وبحسب تاجر المواشي، تفرض الجماعة إتاوات أخرى في النقاط، تصل لنحو 1500 ريال على كل رأس من الأغنام أو الضأن، و3500 ريال على الرأس من الأبقار.

أسعار مرتفعة
وأدت إتاوات الانقلابيين الحوثيين المفروضة على تجار ومسوقي المواشي إلى رفع أسعار الأضاحي في عموم مناطق سيطرة الجماعة. واشتكى حيدر، وهو موظف في صنعاء، مما وصفه بـ«ارتفاع جنوني» لأسعار الأضاحي بمختلف أنواعها، تفوق قدرة السكان الشرائية وظروفهم المادية والمعيشية المتدنية.

وذكر حيدر أن سعر رأس الماعز أو الضأن في سوق للمواشي قريبة من منزله جنوب صنعاء، يتراوح ما بين 100 ألف و130 ألف ريال يمني. متهماً جماعة الحوثيين بالوقوف خلف ارتفاع أسعار الأضاحي نتيجة قيامها بفرضة جبايات على المزارعين والتجار العاملين في قطاع الثروة الحيوانية.

في السياق نفسه، أوضح مالك سوق لبيع المواشي في الحديدة أن الجماعة فرضت ضمن حملة ابتزاز تنفذها حالياً جبايات نقدية وعينية على تجار ومسوقي المواشي في مناطق عدة خاضعة تحت سيطرتها بالمحافظة.

وأكد التاجر في حديثه لـ«الشرق الأوسط»، أن الجماعة أرغمت الكثير منهم على تقديم رؤوس من الماشية لمصلحة مؤسسات وجمعيات حوثية مستحدثة، بحجة توزيعها خلال أيام عيد الأضحى على العائلات الفقيرة بالمحافظة.

وأشار إلى أن حملات الإتاوات السابقة أثبتت أن غالبية ما كان يُقدم للجماعة من ماشية يذهب لصالح كبار القادة والمشرفين وللمقاتلين في الجبهات دون غيرهم من المحتاجين.

الأمم المتحدة تجدد مطالبتها الحوثيين بالإفراج عن موظفيها المحتجزين

جدد الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، دعوته جماعة الحوثي في اليمن للإفراج الفوري وغير المشروط عن عشرات موظفي الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية والدبلوماسية المحتجزين تعسفاً منذ عامي 2021 و2023.
جاء ذلك في بيان بمناسبة مرور عام على احتجاز بعضهم، وبالتزامن مع قرب حلول عيد الأضحى المبارك.
كما كرر غوتيريش إدانته الشديدة لوفاة أحد موظفي برنامج الأغذية العالمي أثناء احتجازه في وقت سابق من هذا العام، مطالباً بتحقيق فوري وشفاف ومحاسبة المسؤولين، وأكد أن جماعة الحوثي لم تقدم تفسيراً للحادثة حتى الآن.
واعتبر الأمين العام استمرار الاحتجاز "ظلماً جسيماً" يعيق قدرة المنظمة على العمل بفعالية ويقوض جهود السلام، مؤكداً للمحتجزين أنهم "ليسوا في طيّ النسيان".
كما حث غوتيريش الدول الأعضاء على تكثيف جهودها لدعم إطلاق سراحهم.

الحوثي يبتز السعودية: خطأ إستراتيجي يتحوّل إلى ورطة

يتصاعد الابتزاز الحوثي للسعودية يومًا بعد يوم، في مشهد يجسّد أحد أكثر فصول المفارقة السياسية مرارة وسخرية. 

فالجماعة، التي نشأت من رحم الخطأ الإستراتيجي السعودي، باتت اليوم تفرض شروطها على الرياض، وتُناورها من موقع الند، بل وتبتزها علنًا في ملفات تتجاوز الداخل اليمني إلى أمن الخليج نفسه.

لم تكن السعودية، في بدايات الحرب اليمنية (2015)، مجرد خصم للحوثيين، بل كانت، على نحو متناقض، أحد المساهمين في صعودهم.

تبدأ المأساة منذ ستينات القرن الماضي، حيث دعمت الرياض فلول النظام الإمامي بعد ثورة 26 سبتمبر 1962 التي أطاحت بالإمامة في اليمن.

فقد آوت السعودية شخصيات بارزة؛ مثل بدر الدين الحوثي، والد زعيم الجماعة الحالي عبد الملك الحوثي، وساندتهم في حرب استنزاف ضد النظام الجمهوري استمرت قرابة ثماني سنوات (1962 - 1970) [مركز ويلسون: ثورة اليمن الجمهورية وتأثيرها على السعودية].

في عام 1970، فرضت السعودية مصالحة بين الجمهوريين والملكيين عبر اتفاق جدة، أعادت بموجبها العناصر الملكية إلى السلطة ضمن النظام الجمهوري، مما سمح بتغلغل تدريجي للولاءات الإمامية في مفاصل الدولة اليمنية [الجزيرة: اليمن - تاريخ الصراع]. هذا التحرّك شكّل، عمليًا، بداية انقلاب داخلي على الجمهورية، مهّد لعودة التيار الإمامي بقوة لاحقًا.

في مرحلة لاحقة، وبعد ثورة 2011 في اليمن، دعمت السعودية - بالتعاون مع الإمارات وبدعم أمريكي وبريطاني - بشكل غير مباشر صعود الحوثيين عبر تحالفهم المؤقت مع الرئيس السابق علي عبد الله صالح. كان الهدف إضعاف جماعة الإخوان المسلمين في اليمن، متوهمة أن هذا التحالف سيبقى تحت السيطرة. لكن الحوثيين، بدعم إيراني متزايد، تجاوزوا هذا التكليف، وسيطروا على صنعاء في سبتمبر 2014، مما أدى إلى انهيار الدولة اليمنية [مجلس العلاقات الخارجية: أزمة اليمن].

في مارس 2015، أطلقت السعودية عملية "عاصفة الحزم" لاستعادة الشرعية اليمنية، لكن الأجندة الحقيقية بدت أكثر تعقيدًا. سعت الرياض إلى إضعاف الحكومة الشرعية وتفكيك اليمن إلى كيانات محلية موالية لها، بهدف تحقيق طموحات إستراتيجية؛ مثل السيطرة على منفذ بحري في بحر العرب أو ضم أراضٍ يمنية مثل حضرموت والمهرة [بروكينغز: الحرب في اليمن - الخطوط الجيوسياسية]. هذا النهج أضعف الشرعية وزاد من تعقيد الصراع.

في المقابل، استغل الحوثيون هذا الوضع، وبدعم من إيران وحزب الله طوّروا قدراتهم العسكرية بشكل ملحوظ.

تلقوا دعمًا تقنيًا غير مباشر من أطراف دولية، مثل روسيا والصين، مما عزز قدراتهم في الصواريخ الباليستية والطائرات المسيّرة [مركز الدراسات الإستراتيجية والدولية: القدرات العسكرية الحوثية].

هجوم أرامكو في سبتمبر 2019، الذي شلّ حوالي 50% من إنتاج النفط السعودي، كان رسالة إستراتيجية أظهرت قدرة الحوثيين على تهديد أمن الخليج [رويترز: الجدول الزمني - الهجمات على أرامكو السعودية].

تقاطعت طموحات الحوثيين مع مصالح قوى إقليمية ودولية وجدت فيهم أداة لتنفيذ أجنداتها في اليمن والمنطقة.

فقد أصبح الحوثيون "بندقية للإيجار" في أيدي لاعبين متعددين. السعودية والإمارات استخدمتا الحوثيين كأداة لتدمير الدولة اليمنية وغطاء لتمزيق اليمن إلى كانتونات متناحرة خدمةً لأجندتهما.

أما إيران فكان لها نصيب الأسد في استخدام الحوثيين لاستنزاف السعودية طويل الأمد، ضمن مساعيها لتوسيع نفوذها الإقليمي في منطقة تتنافس فيها مع إسرائيل وتركيا.

وفي الوقت ذاته، ساهمت روسيا والصين في تعزيز القدرات العسكرية الحوثية ضمن لعبة جيوسياسية معقدة تهدف إلى إضعاف النفوذ الأمريكي والغربي في المنطقة [معهد واشنطن: التحالف الحوثي - الإيراني].

أمريكا وبريطانيا، رغم تصنيفهما الحوثيين ك'جماعة إرهابية' في يناير 2021، استفادتا من استمرار الصراع لتبرير وجودهما العسكري في البحر الأحمر وزيادة مبيعات الأسلحة إلى دول الخليج المهددة بالخطر الحوثي.

كما سعتا إلى إشغال إسرائيل بالحوثيين للحد من طموحاتها الإقليمية المتزايدة، التي باتت تشكِّل مصدر قلق للغرب بسبب نفوذها المتغلغل في دوائر القرار الغربية [وزارة الخارجية الأمريكية: تصنيف أنصار الله ك'منظمة إرهابية أجنبية'].

حتى إسرائيل وجدت في الحوثيين "بعبعًا" يدفع دول الخليج نحو التطبيع والتنسيق الأمني معها، مستغلةً مخاوف المنطقة من التهديد الحوثي [معهد واشنطن: ديناميكيات التطبيع في الخليج].

في المفاوضات التي رعتها سلطنة عُمان، برز الحوثيون كطرف يتحدث بلغة الدول، ويفرض شروطًا من موقع قوة. تصريح عبد الملك الحوثي في أبريل 2023 بأن "السعودية تفاوضنا كدولة أمر واقع" يعكس هذا التحول [الجزيرة: الحوثيون - "نفاوض السعودية كدولة أمر واقع"]. 

هجماتهم المستمرة على السفن في البحر الأحمر، التي أثرت على التجارة العالمية، عززت هذا الوضع [بي بي سي: هجمات الحوثيين في البحر الأحمر].

- الحوثيون مارسوا ابتزازًا ماليًا وسياسيًا ضد السعودية

على الصعيد المالي، طالبوا بتعويضات مالية كبيرة خلال مفاوضات وقف إطلاق النار، مشروطة بتسوية رواتب موظفي المناطق التي يسيطرون عليها، بما يشمل ميناء الحديدة، مقابل وقف الهجمات على المنشآت السعودية [الغارديان: الحوثيون في اليمن يطالبون بتسويات مالية في محادثات السلام].

سياسيًا، ضغطوا للاعتراف بهم كسلطة أمر واقع في شمال اليمن، من خلال إجبار السعودية على التفاوض المباشر معهم، متجاوزين الحكومة الشرعية، مما يضعف شرعية الحكومة اليمنية المعترف بها دوليًا [مؤسسة كارنيغي: حركة الحوثيين في اليمن والديناميكيات الإقليمية].

بل إن الابتزاز الحوثي وصل إلى حد المطالبة بتعويضات عن الدمار الناجم عن الضربات الإسرائيلية والأمريكية على البنية التحتية في مناطق سيطرتهم. 

تقارير تشير إلى أن السعودية تكفلت بإصلاح مطار صنعاء الدولي بعد الدمار الذي لحق به إلى ما قبل الضربات الإسرائيلية الأخيرة في مايو 2025، كما مارست ضغوطًا على الحكومة الشرعية لإرسال الطائرة الرابعة التابعة للخطوط الجوية اليمنية إلى صنعاء لتفويج الحجاج إلى مكة.

لكن إسرائيل دمّرت هذه الطائرة لاحقًا، لتلحق بثلاث طائرات أخرى دُمّرت سابقًا. بعد ذلك، ضغط الحوثيون على السعودية لتسريع تفويج الحجاج برًا عبر مطار عدن، مما يفسّر الجهود المتسارعة لفتح الطرق المغلقة منذ سنوات، مثل طريق الضالع - صنعاء - عدن، لتسهيل نقل الحجاج [الشرق الأوسط: السعودية تدعم إصلاح مطار صنعاء.

اليوم، تواجه السعودية خيارات مريرة. فالحرب لم تسقط الحوثيين، والدبلوماسية لم تضعفهم، والتحالفات المحلية أدت إلى مزيد من الفوضى في اليمن. الحوثيون، الذين كانوا يُنظر إليهم كتهديد محدود في صعدة، أصبحوا لاعبًا إقليميًا متعدد الولاءات، تتقاطع حوله مصالح قوى دولية ترى فيه أداة لتشكيل مستقبل المنطقة [مؤسسة كارنيغي: حركة الحوثيين في اليمن والديناميكيات الإقليمية].

هكذا تنقلب اللعبة على صانعها. المعركة التي بدأت لضرب خطر محدود تحوّلت إلى حرب مفتوحة بلا أفق، يُبتز فيها اللاعب الإقليمي الأكبر على يد خصم كان ذات يوم لا يُؤبه له. 

وفي مفارقة لاذعة، تجد الرياض نفسها اليوم محاصرة بحصاد سياساتها المتخبّطة، التي أضعفت القوى اليمنية المناهضة للحوثيين، لتتحوّل الرياض إلى رهينة في يد جماعة صنعت منها السعودية، بمكر التاريخ، لاعبًا يخرجه من حالته كمتمرد محلي إلى فاعل مؤثر على مسرح الصراع الإقليمي والدولي. و... يا لمرارة الحصاد المُر الذي جنته السعودية.

"كيف تحول الحوثيون من حركة متمردة إلى قوة إقليمية؟" - ديلي صباح التركية


نقرأ في جولة الصحف اليوم مقالا من صحيفة "ديلي صباح" التركية عن كيف تحول الحوثيون من "حركة متمردة" إلى قوة إقليمية، ومقالا من صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية عن الشد والجذب بين نتنياهو والمحكمة العليا، ونختتم بمقال من الغارديان البريطانية عن تأثير سياسات ترامب على الأطفال.

نبدأ جولتنا الصحفية من صحيفة "ديلي صباح" التركية، ومقال بعنوان "الحوثيون.. من التمرد إلى قوة إقليمية"، بقلم أورال توغا.

يناقش الكاتب ما اعتبره صعود جماعة الحوثيين، من "تمرد صغير في شمال اليمن إلى قوة إقليمية تتحدى الاستقرار الإقليمي باستراتيجية مرتبطة بإيران".

ويشير الكاتب إلى أن الحركة – المعروفة باسم "أنصار الله" - بدأت في تسعينيات القرن الماضي كصحوة ثقافية ودينية للأقلية الزيدية الشيعية في اليمن، عُرفت باسم "الشباب المؤمن"، ثم تطورت إلى انتفاضة مسلحة بحلول عام 2004، وصولا إلى استيلائها على العاصمة صنعاء في عام 2014، وبحلول عام 2023، برزت على الأجندة الدولية من خلال هجمات مباشرة استهدفت إسرائيل والولايات المتحدة.

شارك