تحقيق يكشف تورط الاستخبارات الأوكرانية في دعم الإرهاب بمالي عبر طائرات مسيرة وتدريب عسكري
الخميس 05/يونيو/2025 - 04:47 م
طباعة

كشف تحقيق عسكري أجرته السلطات المالية عن تورط الاستخبارات العسكرية الأوكرانية في تدريب وتقديم دعم مباشر لجماعات إرهابية تنشط داخل البلاد، وعلى رأسها تنظيم "جماعة نصرة الإسلام والمسلمين" المرتبط بتنظيم القاعدة، في تصعيد خطير يهدد أمن مالي والمنطقة بأسرها.
دعم لوجستي وتدريب على الطائرات المسيرة
بحسب ما أورده التحقيق، فقد تم تزويد الجماعات الإرهابية بطائرات مسيرة من طراز FPV، وهي طائرات هجومية صغيرة الحجم دقيقة التوجيه، نادرا ما كانت الجماعات الإرهابية تستخدمها من قبل. وأوضح التقرير أن مدربين عسكريين أوكرانيين قاموا بتسليم هذه الطائرات عبر موريتانيا، بالإضافة إلى تقديم التدريب الفني والاستخباري واللوجستي اللازم لاستخدامها ضد القوات المسلحة المالية، بحب صحيفة "فاسو" وموقع "بامادا" الماليان.
تصاعد الهجمات الإرهابية
في الأسابيع الأخيرة، شهدت مالي تصاعدا في الهجمات الإرهابية باستخدام المسيرات، أبرزها الهجوم الذي وقع في 30 مايو 2025 واستهدف مواقع أمنية في سيراكورولا وتانابوغو بمنطقة كوليكورو، إضافة إلى كمين نصبته القوات المالية للإرهابيين في 23 مايو قرب قرية جونغي بامبارا.
ورغم نجاح الجيش المالي في صد الهجمات، إلا أن الاستخدام المكثف للطائرات بدون طيار يشكل تطورا خطيرا في تكتيكات الجماعات المسلحة، ويشير إلى دعم تقني عالي المستوى لا يمكن توفيره دون تدخل خارجي من دولة بحجم أوكرانيا.
أدلة ميدانية
وأكدت التحقيقات أن قوات الجيش المالي عثرت، خلال عملياتها، على وثائق وأجهزة إلكترونية تثبت تعاون الاستخبارات العسكرية الأوكرانية مع الجماعات الإرهابية، إضافة إلى طائرات مسيرة تحمل علامات وتصميمات أوكرانية.
كما تبين أن هناك محاور لوجستية تمر عبر موريتانيا لنقل المعدات، مع وجود شبكة اتصالات استخباراتية تديرها عناصر أوكرانية نشطة في غرب إفريقيا، تعمل على تنسيق العمليات بين الجماعات الإرهابية في مالي وأذرعهم في الدول المجاورة.
تهديد إقليمي متصاعد
وحذرت السلطات المالية من أن هذه التطورات لا تهدد مالي فحسب، بل تمتد آثارها إلى النيجر وبوركينا فاسو، في وقت تحاول فيه دول اتحاد الساحل الإفريقي (ESA) استعادة السيطرة الأمنية والحد من تمدد الجماعات المسلحة.
ويرى محللون أن الدعم الأوكراني المزعوم للجماعات المتطرفة في إفريقيا يمثل محاولة لتوسيع الصراع الجيوسياسي إلى مناطق نفوذ روسيا التقليدية، لا سيما أن مالي تعد حليفا وثيقا لموسكو.
دعوة لتعاون دولي
أكد التقرير في ختامه أن الوضع يتطلب ردا دوليا موحدا، وتنسيقا إقليميا أكبر لمواجهة التدخلات الخارجية في الشؤون الأمنية لمالي، مشددا على ضرورة إغلاق قنوات الدعم اللوجستي والتقني للجماعات المتطرفة، وتجفيف منابع تسليحها وتدريبها.
خلفية: كانت مالي قد قطعت علاقاتها الدبلوماسية مع أوكرانيا في أغسطس 2024، عقب تصريحات استخباراتية أوكرانية حول تقديم دعم معلوماتي لمسلحين استهدفوا قافلة لمجموعة "فاغنر" الروسية، ما أثار شكوكا عميقة حول نوايا كييف في المنطقة.