كيف يهدد تحالف الحوثي والشباب الملاحة الدولية؟
الثلاثاء 10/يونيو/2025 - 05:56 م
طباعة

حذر مركز إفريقيا للدراسات الاستراتيجية، ومقره العاصمة الأمريكية واشنطن، من تنامي التعاون العسكري بين حركة الشباب الصومالية وجماعة الحوثيين في اليمن، مؤكدا أن هذا التقارب يشكل تهديدا مباشرا على أمن الملاحة البحرية في البحر الأحمر وخليج عدن وغرب المحيط الهندي.
وفقا لتقرير صدر بتاريخ 28 مايو 2025، فإن أدلة متزايدة تشير إلى تطور هذا التحالف على الصعيد العملياتي واللوجستي، بما يشمل تبادل التدريب والمعدات والأسلحة، وتنسيق الأنشطة التخريبية ضد السفن التجارية، لا سيما في مضيق باب المندب الاستراتيجي.
تهديد الملاحة البحرية وتصاعد القرصنة
ومنذ نوفمبر 2023، كثف الحوثيون هجماتهم باستخدام الطائرات المسيرة، والصواريخ، والقوارب المفخخة على أكثر من 100 سفينة تجارية، أدت إلى شل حركة 6 سفن بالكامل.
كما أدى التعاون مع حركة الشباب إلى تصاعد أعمال القرصنة، إذ تم تسجيل 47 حادثة قرصنة منذ أواخر 2023، مقارنة بفترة ركود استمرت لعدة سنوات منذ آخر عملية اختطاف بحرية في عام 2019.
تبادل المعدات والتدريب العسكري
وكشفت الأمم المتحدة في فبراير 2025 عن أدلة تشير إلى لقاءات شخصية عام 2024 بين قيادات حوثية وقيادات في حركة الشباب، تبادل خلالها الطرفان معدات عسكرية متطورة وتدريبا تقنيا، مقابل دعم الشباب في تهريب الأسلحة وتكثيف أعمال القرصنة.
ويحصل الحوثيون عبر هذه العلاقة على شبكات تهريب بحرية وبرية عبر شمال كينيا والصومال، فيما تستفيد حركة الشباب من الحصول على أسلحة متقدمة مثل الطائرات المسيرة المسلحة والصواريخ، إلى جانب تدريب متخصص في تكنولوجيا الطائرات بدون طيار.
كما يركز التهريب على سواحل بونتلاند شمال الصومال، حيث تنقل الشحنات القادمة من إيران وغيرها عبر سفن صغيرة إلى الموانئ اليمنية، فيما حركة الشباب بتقديم دعم أمني ولوجستي لهذه العمليات، وتشرف على بعض عمليات إعادة الشحن بالكامل، وفقا لمصادر أممية.
وتظهر تقارير أن الحوثيين يصنعون الطائرات المسيرة وبعض الصواريخ محليا، باستخدام مواد مزدوجة الاستخدام يتم تهريبها إلى اليمن والصومال لتجميعها ونقلها.
مصادر تمويل ضخمة
وأدى استمرار الهجمات الحوثية في البحر الأحمر إلى جني نحو 180 مليون دولار شهريا من رسوم الحماية المفروضة على بعض وكالات الشحن لضمان عبور آمن.
ومن جانب آخر، زاد تحول خطوط الملاحة جنوب رأس الرجاء الصالح من فرص القرصنة، إذ يقدر أن عملية اختطاف السفينة "MV عبد الله" في أبريل 2024 حققت 5 ملايين دولار.
وتشير التقديرات إلى أن هذه الأنشطة تساهم في تعزيز إيرادات حركة الشباب، التي تصل إلى 200 مليون دولار سنويا، بحسب مركز أفريقيا للدراسات.
إلى جانب الأسلحة، تعمل كل من حركة الشباب والحوثيين في تجارة المخدرات، خاصة الكبتاغون والهيروين، بدعم إيراني مباشر.
ويعتقد أن الحوثيين بدأوا بتوسيع قدراتهم الإنتاجية محليا، فيما تهرب هذه المواد إلى أسواق مثل الصومال والمملكة العربية السعودية، بحسب تقرير مركز مكافحة الإرهاب في لأكاديمية العسكرية الأمريكية.
ويعتقد الخبراء أن هذه مجرد بداية لأسلحة أكثر تطورا قد تأتي بعد تدريب الحوثيين، وقد أظهرت حركة الشباب قدرات أكبر واستخداما للطائرات المسيرة في هجومها عام 2025، حيث تمكنت من استعادة مساحات واسعة من الأراضي التي استولت عليها الحكومة الصومالية في السنوات السابقة، ولكن الاخطر هو تهديد أبرز واهم ممر ملاحي دولي في العالم وهو ممر باب المندب، بالإضافة إلى الطريق البديل رأس الرجاء الصالح، مما يعني تهديد وشل اقتصاد العالم.
وكشف تقرير أممي صدر في فبراير 2025 عن لقاءات شخصية جرت في 2024 بين قيادات من الحوثيين وحركة الشباب داخل الصومال. ويظهر التحالف القائم طابعا براغماتيا أكثر منه أيديولوجيا، حيث يسعى الحوثيون إلى توسيع شبكة تهريبهم وتأمين سلاسل توريد السلاح، فيما تسعى حركة الشباب للحصول على أسلحة نوعية وتمويل إضافي.
وحسب مركز إفريقيا للدراسات الاستراتيجية أن لا تقتصر نتائج هذا التحالف على الجانب الأمني، بل انعكست مباشرة على الاقتصاد العالمي:
انخفضت حركة السفن في قناة السويس، التي تمثل 12-15% من التجارة العالمية، بنسبة 50-60%.
كما زادت التحويلات البحرية عبر رأس الرجاء الصالح بنسبة 420%، ما أضاف نحو أسبوعين و6000 ميل بحري للرحلات.
كذلك قفزت تكاليف الشحن من 1660 دولارا للحاوية في 2023 إلى حوالي 6000 دولار في 2024.
أيضا خسرت مصر أكثر من 70% من عائدات قناة السويس السنوية، بما يعادل 800 مليون دولار شهريا، بحسب التقرير.