الوضع الحالي للحرب والهدنة في إيران
الثلاثاء 08/يوليو/2025 - 04:20 م
طباعة
طهران: خاص بوابة الحركات الاسلامية
تمر إيران بأسبوعين من الهدنة غير الرسمية التي أُعلن عنها في 24 يونيو 2025، والتي أنهت 12 يوماً من الاشتباكات العسكرية المكثفة مع إسرائيل بوساطة الولايات المتحدة وقطر. رغم الهدوء النسبي الذي أحاط بهذه الهدنة، فإن الوضع يظل متوتراً للغاية، حيث تثير طبيعة الهدنة غير الملزمة، التي تفتقر إلى إطار قانوني رسمي، حالة رعب داخل النظام الإيراني من احتمالية خرقها أو تحويلها إلى أداة ضغط من قبل إسرائيل أو الولايات المتحدة. النظام يبذل جهوداً كبيرة لتقديم الوضع كانتصار دبلوماسي وعسكري، مستنداً إلى الصمود خلال الحرب، لكن التناقضات بين هذا الخطاب الرسمي والمخاوف الداخلية من الضغوط الاقتصادية والسياسية الخارجية تكشف عن أزمة استراتيجية متفاقمة. هذا التقرير يقدم تحليلاً مفصلاً للوضع الحالي بناءً على انعكاسات الصحف الإيرانية، مع التركيز على الديناميكيات الراهنة والتحديات المباشرة.
الوضع الحالي بناءً على انعكاسات الصحف
• اعتماد: من الحرب إلى الفرصة؟ (1) تناولت الصحيفة بشكل معمق التحول من حالة الحرب إلى الهدنة، مشيرة إلى أن الرعب من استمرار الصراع العسكري دفع القيادة الإيرانية إلى قبول هذا التهدئة المؤقتة بوساطة دولية. المقال يبرز أن هناك أملاً ضئيلاً في استغلال الهدنة كفرصة لإعادة تقييم الاستراتيجيات والدخول في مفاوضات محتملة مع الغرب، لكن هذا الأمل يتعارض مع شكوك عميقة حول نوايا إسرائيل والولايات المتحدة، خاصة بعد الاشتباكات الأخيرة التي كشفت عن ضعف في التنسيق الدفاعي. الوضع الحالي يعكس توازناً هشاً يمكن أن ينهار بسهولة إذا لم يتم التعامل بحذر مع الخطوات التالية.
• ابتکار: التسليم لا، التدبير نعم! (5) ركزت الصحيفة على موقف النظام الرافض لأي تنازل، مشيرة إلى أن الرعب من فقدان المكانة الإقليمية والداخلية يدفع القادة إلى التمسك بالسياسات الدفاعية الصلبة. المقال يؤكد أن الهدنة الحالية ليست استسلاماً، بل محاولة لإعادة ترتيب الأوراق عبر التدبير الدبلوماسي، لكن التناقض بين هذا التصميم على الصمود والحاجة الملحة إلى حلول عملية للأزمات الاقتصادية يضع النظام في مأزق، حيث يبدو الوضع الراهن عبارة عن وقفة تأمل غير مستقرة.
• جهان صنعت: لا مفاوضات في الوضع الحالي (34) أكدت الصحيفة غياب أي خطوات جادة نحو المفاوضات، مشيرة إلى أن الرعب من الوقوع في فخ دبلوماسي يمنع أي تقدم في هذا الاتجاه. المقال يشير إلى أن الوضع الحالي يتميز برفض قاطع للحوار مع الغرب، معتبراً أن أي مبادرة قد تكون محاولة للضغط على إيران، لكن التناقض يكمن في أن هذا الرفض يعزز العزلة الاقتصادية، مما يزيد من الضغط الداخلي ويجعل الهدنة مجرد تراجع مؤقت.
• کیهان: كن حذراً! (49) حذرت اليومية في افتتاحيتها من المخاطر المحتملة، مشيرة إلى أن الرعب من التلاعب السياسي أو العسكري من قبل الخصوم يفرض حالة تأهب مستمرة. المقال يؤكد أن الهدنة الحالية قد تكون ستاراً لخطط أمريكية أو إسرائيلية، مما يدفع إلى تعزيز الاستعدادات، لكن التناقض بين الحاجة إلى الراحة بعد الحرب والخوف من الغدر يخلق جواً من التوتر الدائم.
• جوان: المفاجآت الحقيقية للحرب! (51) تناولت الصحيفة دروس الحرب الأخيرة بتفصيل، مشيرة إلى أن الرعب من تكرار المفاجآت العسكرية، مثل الضربات غير المتوقعة، دفع إلى إعادة تقييم القدرات الدفاعية. المقال يشير إلى أن الوضع الحالي يتميز بجهود مكثفة لتحسين الاستخبارات، لكن التناقض بين التحليل الدقيق للماضي والعجز عن التنبؤ بالمستقبل يضع الجيش في موقف دفاعي متعب.
• جوان: الحرب لم تنتهِ، بل تغيرت أشكالها (53) أشارت إلى أن التهديدات مستمرة بأشكال جديدة، مشيرة إلى رعب من تحول الصراع إلى حرب اقتصادية أو إعلامية. المقال يؤكد أن الهدنة الحالية لا تعني نهاية التوتر، بل انتقالاً إلى ساحات أخرى، لكن التناقض بين الحاجة إلى التركيز على الداخل والاستعداد للخارج يعقد الوضع الراهن.
تحليل الوضع الحالي
الوضع الحالي يتميز بهدنة غير مستقرة، حيث يسود الرعب من خرقها أو استغلالها كأداة ضغط من الخصوم. التناقض بين الخطاب الرسمي الذي يحتفل بالهدنة كانتصار دبلوماسي والمخاوف الداخلية من الضعف العسكري والاقتصادي يعكس أزمة استراتيجية متفاقمة. الرفض الحالي للمفاوضات يعزز العزلة، بينما دروس الحرب تدفع إلى تعزيز الاستعدادات، مما يجعل الوضع مرهوناً بالخطوات القادمة من الداخل والخارج، مع تركيز متزايد على الحذر والتأهب.
الخاتمة
الهدنة الحالية توفر راحة مؤقتة لإيران بعد حرب قاسية، لكن الرعب من خرقها أو تحويلها إلى أداة ضغط من إسرائيل أو الولايات المتحدة يهدد الاستقرار. التناقض بين التصميم على الدفاع عن المكانة والحاجة الملحة إلى التفاوض أو إعادة البناء الداخلي يبرز أزمة معقدة. النجاح في هذه المرحلة يتطلب إدارة حذرة للتوترات، تعزيز القدرات الدفاعية بناءً على دروس الماضي، والعمل على تقليل الضغوط الاقتصادية، وإلا فقد يتحول الوضع إلى تصعيد جديد أو انهيار داخلي.
