استغلال الاخوان للأزمة الانسانية في غزة للضغط على مصر

الأحد 27/يوليو/2025 - 03:33 ص
طباعة استغلال الاخوان للأزمة حسام الحداد
 
جماعة الإخوان المسلمين، المصنفة كمنظمة إرهابية في مصر وبعض الدول العربية، تستغل الأزمة الإنسانية في قطاع غزة لتحقيق أهداف سياسية تهدف إلى الضغط على الدولة المصرية وتشويه صورتها دوليًا. وفقًا لتقارير وتحليلات حديثة، تعتمد الجماعة استراتيجيات تحريضية عبر منصاتها الإعلامية وأذرعها في الخارج لاستغلال معاناة الفلسطينيين في غزة، خاصة بعد تصاعد الحرب الإسرائيلية منذ أكتوبر 2023.
كيفية استغلال الإخوان للوضع في غزة:
التحريض الإعلامي:
تستخدم قنوات إخوانية مثل "مكملين" و"الشعوب"، التي يديرها إعلاميون مثل محمد ناصر ومعتز مطر وأسامة جاويش، الأزمة في غزة لتوجيه انتقادات حادة ضد مصر والإمارات والسعودية والأردن، متهمة إياهم بعدم دعم القضية الفلسطينية بشكل كافٍ.
تنشر الجماعة مزاعم كاذبة، مثل اتهام مصر بعرقلة دخول المساعدات إلى غزة، وهو ما دحضته الأمم المتحدة وأكدت أن إسرائيل هي من دمرت معبر رفح من الجانب الفلسطيني وفرضت الحصار.
تسعى هذه الحملات إلى بث الفتنة وتحريض الشعوب العربية ضد حكوماتها، مع التركيز على مصر بسبب دورها المحوري في الوساطة وإدارة معبر رفح.
تنظيم تظاهرات أمام السفارات المصرية:
وفقًا لتقارير، نظمت الجماعة تحركات منسقة عبر خلية تضم كوادر من حركتي "حسم" و"ميدان" الإخوانيتين، بهدف محاصرة السفارات والقنصليات المصرية في مدن مثل لندن، باريس، برلين، فيينا، بروكسل، أمستردام، وأوتاوا.
هذه التظاهرات، التي يقودها شخصيات مثل مها عزام وأحمد مولانا، تهدف إلى تعطيل عمل المنشآت الدبلوماسية وابتزاز مصر للإفراج عن محتجزين في قضايا إرهاب، مع استغلال الوضع في غزة كذريعة لتصعيد الضغط السياسي.
التحركات تُصور على أنها دعم لفلسطين، لكن الهدف الأساسي هو تشويه صورة مصر دوليًا وإثارة أزمات دبلوماسية.
استغلال العواطف الدينية والإنسانية:
تعتمد الجماعة على استغلال المشاعر الدينية والإنسانية المرتبطة بالقضية الفلسطينية، عبر تنظيم فعاليات ومؤتمرات تدعو إلى "الجهاد بالنفس والمال"، مما يهدف إلى استقطاب الشباب وتعزيز التجنيد لصالح الجماعات الجهادية.
تستخدم الإخوان مصطلحات مثل "محاربة الإسلاموفوبيا" في أوروبا لتصوير أنفسهم كضحايا سياسات عنصرية، مما يساعدهم في كسب تعاطف الجاليات المسلمة وتبرير تحركاتهم ضد مصر.
موقف مصر:
الدور المصري في دعم غزة:
مصر حافظت على موقف ثابت في دعم القضية الفلسطينية، حيث فتحت معبر رفح بشكل مستمر، قدمت أكثر من 80% من المساعدات الإنسانية لغزة، واستقبلت الجرحى الفلسطينيين.
القاهرة رفضت محاولات التهجير القسري للفلسطينيين من غزة، وربطت إجلاء الأجانب بإدخال المساعدات، مؤكدة على ثوابت الأمن القومي المصري والعربي.
الدولة المصرية لعبت دورًا محوريًا في الوساطة بين إسرائيل وحماس، بشهادة الأطراف الإقليمية والدولية، رغم محاولات الإخوان للتشكيك في هذا الدور.
رد مصر على التحريض:
السلطات المصرية تعاملت بحزم مع التحركات الإخوانية، حيث تم اعتقال العشرات منذ أكتوبر 2023 بتهم تتعلق بالمشاركة في تظاهرات غير مرخصة أو دعم جماعات إرهابية، بما في ذلك تحريض ضد الدولة تحت غطاء دعم غزة.
هناك غضب شعبي مصري من تراخي بعض الدول الأوروبية في حماية البعثات الدبلوماسية المصرية، مما سمح للإخوان بتنظيم تظاهرات وأعمال تحريضية.
الخلاصة:
جماعة الإخوان تستغل الأزمة في غزة للضغط على مصر من خلال حملات إعلامية مضللة وتنظيم تظاهرات أمام السفارات المصرية في أوروبا وأمريكا الشمالية. هذه التحركات تهدف إلى تشويه صورة مصر دوليًا، التشكيك في دورها الداعم لفلسطين، وابتزاز الدولة لتحقيق مكاسب سياسية، مثل الإفراج عن معتقلين. على الجانب الآخر، تظل مصر ثابتة في دعمها للقضية الفلسطينية عبر الوساطة والمساعدات، مع مواجهة هذه التحركات بحزم داخليًا ودبلوماسيًا. الوعي الشعبي المصري يظل حاجزًا قويًا ضد هذه الأكاذيب، حيث يدرك معظم المصريين الدور الإيجابي للدولة في دعم غزة.

شارك