تقدم بوابة الحركات الإسلامية أبرز ما جاء في الصحف ووكالات الأنباء العربية، بخصوص جماعات الإسلام السياسي وكل ما يتعلق بتلك التنظيمات، بكافة أشكال التناول الصحفي (أخبار – تعليقات – متابعات – تحليلات) اليوم 12 أغسطس 2025.
الاتحاد: إسرائيل تكثف قصفها على غزة.. وسقوط عشرات الضحايا
تعرضت مناطق شرق مدينة غزة، أمس، لأعنف قصف منذ أسابيع، بعد ساعات فقط من تصريح رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بأنه يتوقع استكمال هجوم موسع جديد في القطاع.
وقال شهود: إن دبابات وطائرات إسرائيلية قصفت أحياء الصبرة والزيتون والشجاعية شرق مدينة غزة شمال القطاع، مما دفع العديد من العائلات إلى النزوح غرباً.
ووصف بعض سكان مدينة غزة الليلة الماضية بأنها إحدى أسوأ الليالي منذ أسابيع، مما أثار مخاوف من استعدادات عسكرية لشن هجوم أعمق على مدينتهم التي تؤوي حالياً نحو مليون شخص بعد نزوح السكان من الأطراف الشمالية للقطاع.
ولم تظهر على الأرض أي مؤشرات على توغل القوات في عمق مدينة غزة ضمن الهجوم الإسرائيلي الذي تمت الموافقة عليه في الآونة الأخيرة والذي من غير المتوقع أن يبدأ خلال الأسابيع المقبلة.
وقتلت إسرائيل 69 فلسطينياً خلال الـ 24 ساعة الماضية، وأصابت 362 آخرين، بحسب وزارة الصحة الفلسطينية في غزة.
وأضافت في بيان أن عدد ضحايا الحرب الإسرائيلية ارتفع إلى 61 ألفاً و499 فلسطينياً، و153 ألفاً و575 مصاباً، منذ بدء الحرب في السابع من أكتوبر عام 2023.
وذكرت وزارة الصحة في غزة أن مستشفيات القطاع استقبلت جثامين 29 فلسطينياً قتلتهم إسرائيل خلال محاولة الحصول على مساعدات غذائية و127 مصاباً خلال الـ 24 ساعة الماضية، مشيرة إلى أن عدد ضحايا «لقمة العيش» ارتفع إلى ألف و87 وأكثر من 13 ألفاً و21 مصاباً.
ووافق المجلس الأمني الإسرائيلي المصغر الأسبوع الماضي على خطة للسيطرة على مدينة غزة، في خطوة توسع نطاق عملياتها العسكرية في القطاع المدمر. وفي السياق، قال وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي، أمس، إن بلاده التي تقود الوساطة مع الدوحة وواشنطن، تدفع باتجاه اتفاق كامل وصفقة شاملة تنهي الحرب في قطاع غزة.
جاء ذلك بحسب ما ذكره الوزير المصري في مؤتمر صحفي بالقاهرة مع نظيره في كوت ديفوار ليون كاكو أدوم الذي يزور القاهرة حالياً.
وقال عبد العاطي إن بلاده «لن تتوقف عن جهود الوساطة، وتعمل مع الوسطاء على إبرام صفقة لوقف إطلاق النار في غزة».
وأضاف: «ندفع في اتجاه استئناف عملية التفاوض بغزة وهناك إمكانية لا تزال إذا حسنت النوايا، وإذا كانت هناك إرادة سياسية للتوصل لاتفاق كامل وصفقة شاملة تنهي الحرب».
وأكد أن «إسرائيل تنتهج سياسة الإبادة في قطاع غزة وتفرض قيوداً شديدة على دخول المساعدات إلى قطاع غزة المحاصر». وأضاف: «نجري اتصالات مكثفة بتوجهات رئاسية مع كل الشركاء الدوليين للتحذير من مغبة التصريحات والقرارات الإسرائيلية غير المسؤولة بإعادة احتلال كامل غزة».
وفي السياق، دعا بدر عبد العاطي، خلال اتصال هاتفي مع نظيره الألماني يوهان فاديفول، الاتحاد الأوروبي إلى التحرك سريعاً لمنع إسرائيل من تكريس احتلال قطاع غزة.
وأكد عبد العاطي خلال الاتصال «رفض مصر القاطع لقرار المجلس الوزاري الإسرائيلي الأمني المصغر توسيع العمليات العسكرية في غزة وتكريس الاحتلال الإسرائيلي للقطاع». وحذر من أن «هذا القرار يشكل خطورة بالغة، وسينجم عنه مزيد من التدهور وعدم الاستقرار في قطاع غزة».
وفي السياق، انتقد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، أمس، خطط إسرائيل لتكثيف عمليتها العسكرية في غزة ووصفها بأنها تنذر بكارثة غير مسبوقة، واقترح تشكيل تحالف دولي بتفويض من الأمم المتحدة لتحقيق الاستقرار في غزة.
وقال ماكرون في تصريحات صحفية: «إعلان مجلس الوزراء الإسرائيلي توسيع عملياته في مدينة غزة ومناطق الخيام في المواصي وإعادة احتلالها ينذر بكارثة محققة غير مسبوقة، وخطوة نحو حرب لا نهاية لها».
واقترح ماكرون تشكيل تحالف دولي بتفويض من الأمم المتحدة لتحقيق الاستقرار في غزة، مشددًا أن على الحكومة الإسرائيلية إنهاء هذه الحرب الآن بوقف دائم لإطلاق النار.
واعتبر ماكرون أن «الرهائن الإسرائيليين وسكان غزة سيكونون أول ضحايا هذه الاستراتيجية».
الأمم المتحدة تحذر من كارثة إنسانية غير مسبوقة في السودان
قالت إديم ووسورنو، مديرة العمليات والمناصرة في مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية «أوتشا»، إن الخرطوم تحولت إلى «مدينة أشباح» بعد أكثر من عامين من القتال العنيف الذي اندلع في منتصف أبريل 2023.
وحذرت المسؤولة الأممية من كارثة إنسانية غير مسبوقة في السودان، واصفة إياها بأنها «أكبر أزمة نزوح في العالم».
وأشارت إلى دمار هائل في الخدمات الأساسية، ونقص حاد في الغذاء والماء والرعاية الصحية.
ويواجه ملايين السودانيين أزمة إنسانية غير مسبوقة، جراء استمرار عمليات النزوح واللجوء بسبب النزاع المسلح، إضافة إلى انهيار جهود الإغاثة، في ظل نقص التمويل بشكل حاد، وتزايد التحديات الأمنية.
واعتبرت الدكتورة نورهان شرارة، الباحثة في الشؤون السياسية والأفريقية، أن ما يمر به الشعب السوداني من أزمات إنسانية متفاقمة بفعل النزوح واللجوء، يشكل جرحاً نازفاً في الضمير العالمي، وصرخة استغاثة ينبغي التعامل معها بكل مسؤولية وجدية. وأوضحت شرارة، في تصريح لـ«الاتحاد»، أن الحرب المستمرة دفعت الملايين إلى مغادرة منازلهم للبحث عن مأوى آمن، مشيرة إلى أن المنظمة الدولية للهجرة وثقت فرار ملايين السودانيين، مما يبرز خطورة الموقف واتساع نطاق الأزمة.
وأشارت إلى أن هذه الأرقام لا تعبر فقط عن أزمة لوجستية، بل تعكس معاناة إنسانية عميقة تطال الأطفال والنساء وكبار السن الذين يفتقرون لأبسط مقومات الحياة الكريمة، من غذاء ودواء ومأوى، مشددة على ضرورة تحمل المجتمع الدولي والمنظمات الإقليمية لمسؤولياتهم تجاه الشعب السوداني المنهك، من خلال زيادة التمويل والدعم العيني للمنظمات الإنسانية الفاعلة داخل السودان وفي دول الجوار، والعمل على فتح ممرات آمنة لتسهيل إيصال المساعدات، بعيداً عن العوائق الأمنية والسياسية.
ودعت شرارة إلى ممارسة ضغوط سياسية فعالة على أطراف النزاع بهدف وقف إطلاق النار والدخول في مفاوضات جدية، إلى جانب تفعيل آليات العدالة الدولية لمحاسبة مرتكبي الانتهاكات والجرائم ضد المدنيين، مشددة على أن إنقاذ ما تبقى من الأمل في السودان يبدأ بوقف النزيف الإنساني، وأن الصمت أمام معاناة هذا الشعب يُعد جريمة لا يمكن تبريرها.
من جهته، أكد السفير صلاح حليمة، نائب رئيس المجلس المصري للشؤون الأفريقية، أن النزاع المسلح المتواصل في السودان يُعد السبب الجوهري في التدهور الإنساني، سواء من حيث النزوح الداخلي أو اللجوء الخارجي، مشيراً إلى أن هذا الوضع يزداد سوءاً يوماً بعد يوم.
وذكر حليمة، في تصريح لـ«الاتحاد»، أن برنامج الأغذية العالمي نبه إلى خطر المجاعة وسوء التغذية الذي يتعرض له اللاجئون والنازحون، لكنه لم يسلط الضوء على الكارثة التي يواجهها الأطفال في المخيمات، نتيجة تدهور الأوضاع الصحية، ونقص الغذاء، وغياب مياه الشرب، وتفاقم المخاطر الأمنية.
وأشار إلى أن السبيل الوحيد لمواجهة التحدي الإنساني في السودان يتمثل في التوصل إلى تسوية شاملة للأزمة السودانية، بالتوازي مع توفير دعم إنساني كافٍ يسهم في وقف النزيف الدموي، والتمهيد لمرحلة التعافي وإعادة الإعمار، مشدداً على ضرورة وقف الأعمال القتالية بين الطرفين المتنازعين، مع تقديم دعم متزايد للنازحين واللاجئين، سواء عبر منظمات الأمم المتحدة المعنية أو من خلال الدول المانحة التي يمكن أن تلعب دوراً محورياً في تحقيق وقف إطلاق النار، والدفع نحو حل سياسي.
وقال الدبلوماسي المصري، إن السودان بحاجة إلى تجاوز كل ما يُهدد وحدته وسلامته الإقليمية، مما يتطلب مبادرة وطنية شاملة تضم مكونات المجتمع السوداني كافة، من أحزاب وقوى سياسية ومجتمعية، لإطلاق حوار سوداني سوداني يتناول الأمن والاستقرار والنواحي العسكرية، إضافة إلى دعم النازحين واللاجئين، وهو ما يستوجب وقفاً فورياً لإطلاق النار.
وشدد حليمة على أهمية تشكيل حكومة انتقالية مدنية تحظى بدعم واسع من القوى السياسية، وتكون مؤهلة لإدارة مرحلة انتقالية تتضمن إعادة البناء، وصياغة دستور دائم، وتحديد موعد لإجراء انتخابات نزيهة وشفافة، مشيراً إلى وجود تحركات عربية تهدف إلى إنهاء النزاع في السودان، لكنها لا تزال بحاجة إلى مزيد من الجهود والتنسيق بين الأطراف الإقليمية والدولية الفاعلة.
الخليج: مجزرة الصحفيين في غزة تعمّق عزلة إسرائيل عالمياً
أثارت المجزرة التي ارتكبتها إسرائيل بحق صحفيين في باحة مجمع الشفاء في غزة غضباً يعمق عزلتها عالمياً، ودانت الأمم المتحدة مقتل الصحفيين الستة، معتبرة أن الخطوة تمثّل «خرقاً صارخاً للقانون الإنساني الدولي». وأعلنت مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي كايا كالاس، أمس الاثنين، أن الحرب في غزة تزداد خطورة يوماً بعد آخر، مشددة على أن الحرب ليست الحل. وأضافت: «لو كان الحل العسكري ممكناً، لكانت الحرب انتهت بالفعل»، في تطور يعكس نفاد صبر العالم، تواجه إسرائيل معارضة دولية شديدة وانتقادات حادة بسبب خططها لمواصلة احتلال قطاع غزة، مما جعلها تواجه عزلة واسعة ستفقدها الكثير من حلفائها، وأعلنت أستراليا أنها ستعترف رسمياً بدولة فلسطين خلال اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة الشهر المقبل، واعتبر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أن خطط إسرائيل لتكثيف عمليتها العسكرية في غزة تنذر بكارثة لم يسبق لها مثيل، واقترح تشكيل تحالف دولي بتفويض من الأمم المتحدة لتحقيق الاستقرار في غزة .
إسرائيل تفقد حلفاءها.. وأستراليا تلتحق بركب الاعتراف بالدولة الفلسطينية
تواجه إسرائيل معارضة دولية شديدة وانتقادات حادة بسبب خططها لمواصلة العمليات العسكرية في قطاع غزة، التي ستفقدها الكثير من حلفائها، وأعلنت أستراليا أنها ستعترف رسمياً بدولة فلسطين، في خطوة تأتي دعماً للزخم الدولي تجاه حل الدولتين ووقف إطلاق النار في غزة، بعد تحركات مشابهة من فرنسا وبريطانيا وكندا، فيما أقرت إسرائيل بوجود ضغوط هائلة وخشية من نفاد الصبر الأمريكي.
أعلن رئيس الوزراء الأسترالي أنتوني ألبانيزي، أمس الاثنين، أن بلاده ستعترف رسمياً بدولة فلسطينية خلال اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة المقرر في سبتمبر المقبل.
وقال ألبانيزي، خلال مؤتمر صحفي في كانبيرا، إن «السلام لا يمكن أن يكون إلا مؤقتاً حتى تتحقق نهائية الدولتين الإسرائيلية والفلسطينية»، مضيفاً: «ستعترف أستراليا بحق الشعب الفلسطيني في دولة خاصة به». وأضاف أن إسرائيل «تواصل تحدي القانون الدولي وترفض تقديم المساعدات الكافية والغذاء والماء»، مشيراً إلى أن الوضع في غزة «تجاوز أعظم مخاوف العالم»، وأنه أبلغ رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بضرورة التوصل إلى «حل سياسي وليس عسكرياً» في غزة.
من جانبه، قال وزير الخارجية النيوزيلندي وينستون بيترز، أمس الاثنين، إن حكومة بلاده ستتخذ قرارها النهائي بشأن الاعتراف بالدولة الفلسطينية في سبتمبر. وأكد بيترز أن الاعتراف بالدولة الفلسطينية بالنسبة لبلاده «ليس محل شك، وإنما مسألة وقت».
وانتقد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون خطط إسرائيل لتكثيف عمليتها العسكرية في غزة ووصفها بأنها تنذر بكارثة لم يسبق لها مثيل، واقترح تشكيل تحالف دولي بتفويض من الأمم المتحدة لتحقيق الاستقرار في غزة.
وقال ماكرون، في تصريحات للصحفيين «إعلان مجلس الوزراء الإسرائيلي توسيع عملياته في مدينة غزة ومناطق الخيام في المواصي وإعادة احتلالها ينذر بكارثة محققة لم يسبق لها مثيل، وخطوة نحو حرب لا نهاية لها». وأضاف ماكرون «سيظل الرهائن الإسرائيليون وسكان غزة الضحايا الرئيسيين لهذه الاستراتيجية».
وقال ماكرون إن مهمة بعثة الأمم المتحدة ستكون تأمين قطاع غزة، وحماية المدنيين، ودعم حكومة فلسطينية لم يحددها، مشيراً إلى أنه يتعين على مجلس الأمن الدولي العمل على إنشاء البعثة.
و قال وزير الدفاع الإيطالي غيدو كروسيتو إن الحكومة الإسرائيلية «فقدت عقلها وإنسانيتها» في تعاملها مع الوضع في غزة، مؤكدًا أن ما يحدث هناك تجاوز كل حدود المقبول.
وفي مقابلة نشرتها صحيفة «لا ستامبا» الإيطالية، أمس الاثنين، صرح كروسيتو قائلاً: «ما نشهده في غزة ليس عملية عسكرية ذات أضرار جانبية، بل هو إنكار مطلق للقانون والقيم الأساسية لحضارتنا». وأكد كروسيتو أن بلاده ملتزمة بالمساعدات الإنسانية، لكنها الآن ترى ضرورة التحرك الدولي بشكل أكثر صرامة، مشددًا على أنه يجب إجبار نتنياهو على التفكير بوضوح. وحسب تعبير غيدو، يجب أن نذهب أبعد من الإدانات اللفظية، وأن نجد طريقة لإرغام نتنياهو على التراجع عن سياساته، التي لم تعد تعكس العقل أو الإنسانية.
وفي الداخل، استمر وزير المالية الإسرائيلي اليميني المتطرف، بتسلئيل سموتريتش، في توجيه الانتقادات إلى نتنياهو، بذريعة أن قرار توسيع الحرب واحتلال مدينة غزة غير كافٍ. وقال، أمس الاثنين، إنه «من الممكن ألا يصمد نتنياهو أمام الضغوط الداخلية والخارجية ويتخذ القرار الصائب»، معتبراً أن القرار الأخير الذي صادق عليه الكابينت لا يقود إسرائيل إلى النصر. واعترف الوزير اليميني المتطرف بتزايد الضغوط الدولية على إسرائيل، قائلاً: «لدينا ساعة رملية دبلوماسية.. الضغوط الدولية تُرهقنا، وحتى الإدارة الأمريكية الصديقة جداً بدأت تفقد صبرها».
وأكد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أنه لم يؤيد بشكل مباشر خطط إسرائيل لمهاجمة واحتلال مدينة غزة، لكنه أعرب عن اعتقاده بأن «حماس» لن تفرج عن الرهائن ما لم يتغير الوضع بشكل جذري.
ونقل موقع «أكسيوس» عن ترامب، قوله، إنه توقف عن تأييد خطط إسرائيل لمهاجمة واحتلال مدينة غزة. وصرح مسؤولون إسرائيليون للموقع الأمريكي قائلين إن «هناك فرصة لمحاولة التوصل إلى اتفاق والإفراج عن المُحتجزين قبل بدء الهجوم الواسع على غزة».
عون: الإصلاحات مستمرة ولا رجوع عنها.. ولبنان فوق الجميع
أكد الرئيس اللبناني جوزيف عون أن الإصلاحات انطلقت ولن يكون هناك رجوع عنها رغم الصعوبات والحواجز التي تواجه البلاد، مشدداً على أن المسيرة نحو تحقيق كافة الإصلاحات المنشودة طويلة لكنه سيواصل العمل عليها، فيما فتحت قنوات التواصل بين الرؤساء الثلاثة، الجمهورية والحكومة والبرلمان، لمعالجة تداعيات قرار الحكومة حصر السلاح واعتماد مخرج يخفف التوتر القائم ويعمل على تهدئة الشارع، في وقت تواصلت الخروقات الاسرائيلية ونفّذ الجيش الإسرائيلي عملية تفجير كبيرة في بلدة الخيام وعملية تفجير أخرى في كفركلا.
وقال عون في تصريحات له، أمس الاثنين في قصر بعبدا: «كنا أمام خيارين، إما التعايش مع الخطأ والفساد، أو اختيار الإصلاح، ولهذا قررت إطلاق مسيرة الإصلاح وتحمل المسؤولية كاملة».
وأشار إلى أن دور القضاء مهم جداً في مكافحة الفساد، مضيفاً أن التشكيلات القضائية التي صدرت مؤخراً ستسهم في تسريع عمل القضاء ومعالجة القضايا التي لا تزال عالقة حتى الآن.
كما اعتبر أن عقلية الفساد التي سادت خلال السنوات الماضية تتطلب بذل جهود كبيرة لمواجهتها، مؤكداً أن الأمور وضعت الآن على المسار الصحيح، وأن القاعدة يجب أن تكون مكافحة الفساد لا الاستمرار به.
وأضاف: «تعرضنا وسنتعرض لضغوطات وانتقادات، لكن أمام المصلحة العليا للبلاد كل شيء يُهون، فمصلحة الوطن فوق كل اعتبار».
وقدم عون بعد ظهر أمس، التعازي لوزير الدفاع اللواء ميشال منسى، في مقر الوزارة في اليرزة، بمقتل العسكريين، كما قدم التعازي إلى قائد الجيش العماد رودولف هيكل، واطلع على الوقائع التي توافرت حول ظروف الانفجار.
ونوّه عون بالتضحيات التي يقدمها «الجيش اللبناني، وجدد التأكيد على أنه هو الضامن للاستقرار والأمن في الربوع اللبنانية عموماً وفي الجنوب خصوصاً، وهو الدرع الذي يقي الوطن ويحرس حدوده».
ومن المتوقع أن يقوم رئيس المجلس النيابي نبيه بري بزيارة القصر الجمهوري ولقاء الرئيس عون على أن يستقبل لاحقاً رئيس الحكومة نواف سلام في محاولة لترطيب الأجواء ومعالجة تداعيات القرار الحكومي بحصر السلاح، في وقت سيعقد مجلس الوزراء جلسة عادية غداً الأربعاء لبحث جدول أعمال عادي لن يقاطعها الوزراء الشيعة الخمسة لأنها تتعلق بالقضايا العامة التي تهم المواطن ومؤسسات الدولة، على أن يكون المجلس في إجازة حتى أواخر الجاري ويعقد آنذاك جلسة لمناقشة خطة حصرية السلاح التي تكون قيادة الجيش قد جهزتها، على أن تطبق قبل نهاية العام الحالي، في وقت كشفت مصادر أن يتضمن التقرير التشديد على الانسحاب الإسرائيلي ووقف الانتهاكات والحصول على ضمانات دولية بهذا الخصوص.
في السياق يزور بيروت الموفد الرئاسي الفرنسي جان ايف لودريان للبحث في التحضيرات لمؤتمر دعم لبنان الذي تعمل فرنسا لعقده خلال أشهر قليلة.
ميدانياً، نفذ الجيش الإسرائيلي فجر أمس عملية تفجير كبيرة وعنيفة في بلدة الخيام، سمع صداها في أرجاء الجنوب.
كما نفذت القوات الإسرائيلية تفجيراً في الحي الجنوبي لبلدة كفركلا فجراً.
وحلّق الطيران المسيّر الإسرائيلي على علو منخفض في أجواء قرى: جبشيت، حاروف، زبدين، النبطية، شوكين، كفررمان، كفرجوز، الكفور، حبوش، عربصاليم (مجرى النهر).
كما حلّق في أجواء القطاعين الغربي والأوسط على علو منخفض، فيما لم تفارق طائرات الاستطلاع الإسرائيلية أجواء راس الناقورة وصولاً إلى علما الشعب والأودية المجاورة في حامول ووادي حسن شمال شرق الناقورة.
وحلّق الطيران المسيّر فوق السلسلة الشرقية وتحديداً فوق بلدات النبي شيت وسرعين وحورتعلا وطليا وبريتال.
وحلّق الطيران الحربي جنوباً، لا سيما فوق النبطية واقليم التفاح على علو منخفض.
كما حلّق في أجواء الهرمل في البقاع الشمالي وفوق سهل البقاع الأوسط على علو منخفض.
وفي جانب أمني آخر، نُقل إلى مستشفى العاصي في الهرمل شخص بعد أن أصيب بطلقات نارية في بلدة حوش السيد علي مصدرها الجانب السوري من الحدود، وما لبث أن فارق الحياة.
البيان: حرب غزة.. الإدانات الدولية تحاصر إسرائيل
قتل القصف الإسرائيلي 69 فلسطينياً وأصاب 362 آخرين بجروح في قطاع غزة، خلال الساعات الـ 24 الماضية، وقتل التجويع وسوء التغذية خمس ضحايا جدد، ليرتفع عدد الوفيات جراء الجوع وسوء التغذية إلى 222 فلسطينياً من بينهم 101 طفل.
حيث تستمر الأزمة الإنسانية في القطاع، مع إصرار الحكومة الإسرائيلية على توسيع الحرب رغم محاصرة الإدانات من عواصم العالم ومؤسساته الإنسانية لإسرائيل بسبب استمرار الحرب وبؤس الأوضاع المعيشية والخدمات الصحية في غزة.
وأكد وزير الدفاع الإيطالي غويدو كروسيتو أن الحكومة الإسرائيلية «فقدت الصواب والإنسانية» في ما يتعلّق بغزة، وأشار إلى انفتاحه على إمكانية فرض عقوبات على إسرائيل.
وقال لصحيفة «لا ستامبا» إن «ما يحصل غير مقبول. لا نواجه عملية عسكرية تتسبب بأضرار غير مقصودة، بل نكراناً تاماً للقانون والقيم المؤسِّسة لحضارتنا».
وأضاف «نحن ملتزمون في ما يتعلق بالمساعدات الإنسانية، لكن علينا الآن إيجاد طريقة لإجبار (رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين) نتانياهو على التفكير بوضوح، تتجاوز مجرّد الإدانة».
ورداً على سؤال بشأن احتمال فرض عقوبات دولية على إسرائيل، قال كورسيتو إن «احتلال غزة وبعض الأعمال الخطيرة في الضفة الغربية يشكّلان تحولاً كبيراً ينبغي أن تُتّخذ قرارات في مواجهتها تُجبر نتانياهو على التفكير».
وأعربت رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني عن «قلقها الكبير» حيال خطة إسرائيل للسيطرة على مدينة غزة، واصفة الوضع الإنساني في القطاع المحاصر والمدمر بأنه «غير مبرر وغير مقبول». وأبدت ميلوني «قلقاً كبيراً حيال القرارات الإسرائيلية الأخيرة التي يبدو أنها ستفضي إلى تصعيد عسكري جديد»، بحسب ما أفاد مكتبها.
كارثة محققة
وانتقد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون خطط إسرائيل لتكثيف عمليتها العسكرية في غزة ووصفها بأنها تنذر بكارثة لم يسبق لها مثيل، واقترح تشكيل تحالف دولي بتفويض من الأمم المتحدة لتحقيق الاستقرار في غزة.
ودعا ماكرون إلى نشر بعثة تابعة للأمم المتحدة في غزة لتحقيق الاستقرار وإنهاء الصراع هناك. وقال ماكرون، وفقاً لقصر الإليزيه: إن «هذه هي الطريقة الوحيدة الموثوقة للخروج من وضع غير مقبول لعائلات الرهائن وسكان غزة».
وأضاف: «لا للعملية العسكرية الإسرائيلية. نعم للتحالف الدولي تحت مظلة الأمم المتحدة لمحاربة الإرهاب وتحقيق الاستقرار في غزة ودعم السكان». وقال إن البعثة ستساعد في نزع سلاح حركة حماس.
وقال ماكرون إن «إعلان مجلس الوزراء الإسرائيلي توسيع عملياته في مدينة غزة ومناطق الخيام في المواصي وإعادة احتلالها ينذر بكارثة محققة لم يسبق لها مثيل، وخطوة نحو حرب لا نهاية لها».
قتل صحافيين
وأدانت الأمم المتحدة ومنظمات حقوقية أمس، قتل الجيش الإسرائيلي ستة صحافيين في غارة طالت خيمة تجمع للصحافيين قرب مستشفى الشفاء في مدينة غزة.
ونددت مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان بـ«خرق صارخ للقانون الإنساني الدولي» وقال المفوض فولكر تورك على إكس إن «على إسرائيل احترام وحماية جميع المدنيين بمن فيهم الصحافيون».
ونددت منظمة «مراسون بلا حدود» بشدة وغضب بالاغتيال، داعية «الأسرة الدولية إلى تحرك قوي لوقف الجيش الإسرائيلي».
وقالت جودي غينسبرغ، المديرة التنفيذية للجنة «الصحافيون مدنيون. يجب ألا يُستهدفوا أبداً في الحروب، واستهدافهم يرقى إلى جريمة حرب».
وقالت سارة القضاة، المديرة الإقليمية للشرق الأوسط وشمال إفريقيا «إن النمط الذي تنتهجه إسرائيل في وصف الصحافيين بأنهم مسلحون من دون تقديم أدلة موثوقة يثير تساؤلات خطيرة حول نواياها واحترامها لحرية الصحافة».
وقال المتحدث باسم رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر إن رئيس الوزراء يشعر «بقلق بالغ» إزاء الاستهداف المتكرر للصحفيين في غزة. وقال متحدث باسم ستارمر للصحافيين «نشعر بقلق بالغ إزاء الاستهداف المتكرر للصحافيين في غزة».
ويعد هذا الهجوم الأحدث في سلسلة استهدافات طاولت صحافيين ومصورين خلال الحرب، حيث قتل في القطاع أكثر من 200 إعلامي، وفقاً لمنظمات غير حكومية.
العين: «إخوان فرنسا».. تحذيرات من «التغلغل» ودعوات لمحاصرة أسبابه
سنوات من التساهل الحكومي فتحت الباب لتغلغل الإخوان بعمق داخل المجتمع الفرنسي ومؤسساته، قبل أن تنتبه الحكومة الفرنسية وتتدخل لوقف هذا التغلغل.
تحذير أطلقه النائب عن دائرة "جارد" من حزب "التجمع الوطني" في فرنسا يوان جيليه، حين أطل عبر برنامج "La Matinale" على شبكة "سي نقوز" الفرنسية.
وقال إن تقرير الاستخبارات الفرنسية بشأن الإخوان الذي صدر في مايو/أيار الماضي جاء بعد زمن من الجدل حول التعامل مع ظواهر التطرف الديني، وبدا بمثابة نداء للاستيقاظ تجاه مخاوف متجددة حيال "استفحال أيديولوجيات غير متكاملة في المجتمع الفرنسي".
أزمة الهجرة
واعتبر جيليه أن أزمة الهجرة الراهنة تُعدّ "انغماساً غير مسبوقاً"، مشيراً إلى أن طالبي اللجوء الذين تُرفض طلباتهم يبقون في فرنسا دون إعادة، وأن عدد التأشيرات الممنوحة مرتفع بشكل يعكس "سياسة هجرة غير مقيدة".
وأضاف أن بعض الوافدين إلى البلاد بشكل قانوني قد يشكلون "خطراً على الدولة"، في حين تكثِر حالات الدخول غير النظامي، مما يزيد الضغط على الأمن والمجتمع.
وشدد جيليه على أن السياسات الحكومية الحالية تسمح بحدوث تساهل في قبول الوافدين من مناطق متأزمة وأن النظام التعليمي في "البلدان التي ينحدر منها بعض اللاجئين يغمر الأجيال الصاعدة بأفكار عدائية ضد الغرب".
وتابع قائلا إن "الجهود لم تُعالج دروس الهجمات الماضية، مما يجعل الوضع خطراً حقيقيًا على الفرنسيين".
احتواء صعب
وفي هذا السياق، قال الباحث السياسي الفرنسي المتخصص في التنظيمات المتطرفة والإسلام السياسي في فرنسا، ألكسندر دلفال لـ"العين الاخبارية" إن "تساهل الحكومات الفرنسية المتعاقبة تجاه جماعة الإخوان في فرنسا يعود إلى مزيج من الاعتبارات السياسية والقصور المؤسسي في فهم طبيعة الحركة".
وأوضح أن السلطات، في كثير من الأحيان، تعاملت مع الإخوان بوصفهم مجرد فاعل ديني أو جمعية خيرية، متجاهلةً البعد السياسي والأيديولوجي العابر للحدود الذي يميز هذه الجماعة.
وأضاف أن بعض الحكومات رأت في الإخوان شركاء محتملين في إدارة شؤون الجاليات المسلمة، خاصة في مجالات مثل التعليم الديني والحوار المجتمعي، الأمر الذي أتاح لهم التغلغل في مؤسسات محلية وجمعيات مدنية.
وأكد أن "هذه المقاربة، وإن بدت براغماتية في ظاهرها، فقد فتحت المجال أمام بناء شبكات نفوذ يصعب احتواؤها لاحقًا".
وأوضح أن جزءًا من هذا التساهل ينبع أيضًا من الحرج السياسي في التعامل مع تنظيمات تحمل خطابًا علنيًا معتدلًا، رغم أن مخرجاته العملية قد تفرز توجهات متشددة على المدى البعيد.
وأضاف أن ضعف التنسيق بين الأجهزة الأمنية والثقافية والتعليمية في فرنسا جعل المواجهة الفكرية مع الإخوان أقل فعالية، مما سمح للجماعة بتعزيز حضورها داخل فضاءات المجتمع المدني.
وأكد أن تصحيح المسار يتطلب الاعتراف بأن الإخوان ليسوا مجرد مكوّن ديني تقليدي، بل حركة سياسية ذات مشروع مجتمعي شامل، وأن التعامل معهم يجب أن يجمع بين الحزم القانوني والفهم العميق لأدواتهم الخطابية والتنظيمية.
الشرق الأوسط: مسيّرات لـ«الوحدة» تستهدف «مواقع لتهريب الوقود» في غرب ليبيا
في أحدث تطور ميداني بالساحل الغربي لليبيا، استهدف طيران مسيّر في ساعة مبكرة من صباح الاثنين مواقع لـ«تهريب الوقود» في مدينة زوارة، الواقعة في أقصى الغرب الليبي، على مسافة نحو 120 كلم غرب العاصمة طرابلس.
وبثت وسائل إعلام محلية لقطات مصورة لموقع القصف الأحدث من نوعه، وسط اشتعال النيران، وتصاعد الانتقادات لحكومة «الوحدة الوطنية» المؤقتة، بشأن «أهداف هذا القصف».
وكانت الحكومة قد أعلنت رسمياً في الرابع من الشهر الجاري، أنها ستستهدف شبكات التهريب في غرب البلاد. ووجهت في أعقاب ذلك ضربة لمصانع قوارب التهريب، ومخازن الوقود، ومقار لتهريب البشر والمواد الممنوعة.
وأثار القصف جدلاً واسعاً بعدما اتهم بعض النواب والأهالي في الزاوية (غرب ليبيا) حكومة «الوحدة» باستهداف «مواقع مدنية»، بما في ذلك منزل عائلة في المدينة، مما أدى إلى إصابات وأضرار مادية، في حين اعتبرت «المؤسسة الوطنية لحقوق الإنسان» الحادثة «جريمة حرب»، وطالبت بـ«تحقيق فوري». لكن حكومة «الوحدة» في المقابل، قالت إن القصف «دقيق واستهدف فقط أوكار الجريمة»، مشيرة إلى أن العملية «حققت أهدافها المرجوة في إطار خطة عسكرية لتطهير مناطق الساحل الغربي وباقي مناطق ليبيا من أوكار الجريمة».
وبسبب موقعها الجغرافي على ساحل البحر الأبيض المتوسط، قرب الحدود مع تونس، تحولت مدينة زوارة إلى نقطة عبور مهمة في أنشطة التجارة، بما في ذلك شبكات التهريب، بخاصة تهريب الوقود عبر البحر إلى خارج ليبيا.
وبحكم قربها من السواحل الأوروبية وسهولة الوصول البحري، استخدمتها شبكات تهريب الوقود كميناء انطلاق، حيث يتم جمع كميات من البنزين والديزل المدعوم من الدولة، ونقلها بالقوارب إلى وجهات خارجية.
وفي هذا السياق، وفي إطار حملة أمنية وقضائية، كشفت النيابة العامة في طرابلس عن تورط شركة لصناعة المذيبات بزوارة في تهريب كميات كبيرة من الوقود، بعدما تسلمت 830 ألف لتر من البنزين و110 آلاف لتر من الديزل، رغم توقف نشاطها الصناعي.
وقالت إن التحقيقات أظهرت أن «وافدين حصلا على ترخيص وهمي واستغلا الكميات لصالح جماعات تهريب؛ ما دفع النيابة لإغلاق الموقع، والتحفظ على الموجودات، والقبض على المتورطين، وإحالة القضية للتحقيق».
كما أعلنت النيابة العامة ضبط حالتين لامتناع موزعين تابعين لشركة خدمات الطرق السريعة عن تسويق كميات كبيرة من البنزين المخصص للمواطنين في مصراتة والقره بوللي؛ ما تسبب في حرمان السكان من الوقود دون مبرر قانوني، مشيرة إلى أنها أمرت الحرس البلدي بتوزيع الكميات المحجوزة فوراً، وألقت القبض على الموزعين وأحالتهم على التحقيق.
«ممر ترمب» يعيد توزيع خرائط النفوذ في جنوب القوقاز
بدأت سريعاً تظهر أولى تداعيات «اتفاق السلام» التاريخي بين أرمينيا وأذربيجان؛ إذ إن الوساطة الأميركية الناجحة لطيّ صفحة نزاع امتد عقوداً بين البلدين الجارين، لم يكن من الممكن أن تمر من دون انعكاسات على روسيا وإيران؛ الطرفين الأكبر تضرراً من شكل ومضمون التسوية الحالية.
فعلى مستوى الشكل، حمل الدور الأميركي الحاسم إشارات سلبية لموسكو؛ إذ كتبت وسائل إعلام معارضة، بينها شبكة «ميدوزا»، أن «واشنطن نجحت حيث فشلت روسيا». أما من حيث المضمون، فقد تمحور اتفاق السلام حول تفاهم لإقامة «ممر زنغزور» الحساس؛ مما أثار ردود فعل غاضبة في طهران، وموقفاً حذراً للغاية في موسكو.
ويبقى السؤال: ما هذا الممر، ولماذا يُعدّ إنشاؤه بمساعدة أميركية ضربة موجعة لكل من طهران وموسكو، اللتين فقدتا، بفعل التطورات التي أعقبت حرب كاراباخ الحاسمة عام 2023، مساحة واسعة من نفوذهما الإقليمي بعد تغير موازين القوى في المنطقة لمصلحة أذربيجان وتركيا؟
ممر «زنغزور» (بالتركية، وبالأذرية «زانغيزور») هو مشروع طريق نقل يربط بين بر أذربيجان الرئيسي وجمهورية ناخيتشيفان (نخجوان بالتركية) ذات الحكم الذاتي، عبر منطقة سيونيك جنوب أرمينيا، ويبلغ طوله نحو 40 كيلومتراً. ومن المقرر أن يشمل المشروع إنشاء طريق سريعة وخط سكة حديد.
خلال الحقبة السوفياتية، كانت وسائل النقل بين أذربيجان وجيب نخجوان تمر عبر طريق سريعة وخط سكة حديد عبر القوقاز. لكن بعد انهيار الاتحاد السوفياتي واندلاع صراع كاراباخ الأول (1992 - 1994)، جرى تفكيك خط السكة الحديد؛ مما أدى إلى انقطاع الاتصال البري بين بر أذربيجان الرئيسي وجيبها. حالياً، تقتصر إمكانية الوصول من المناطق الغربية للبلاد إلى نخجوان على النقل الجوي أو المرور عبر إيران.
«ممر زانغيزور» على الخريطة
يمر هذا المسار قرب الحدود مع إيران، وسيتصل بطريق النقل السريعة «هوراديز - أغبند» في غرب أذربيجان، وبشبكة «نخجوان - جلفا - أردباد» في المنطقة المحررة. كما يتضمن المشروع إنشاء خط سكة حديد وطريق سريعة يربطان مدينة قارص التركية بنخجوان. وفي أرمينيا، قد يمر الممر عبر مدينة ميغري.
وقبل الاتفاق الأخير الذي جرى برعاية أميركية، كان بعض الخطط يدرس مساراً بديلاً بطول 107 كيلومترات (أغبند - كلاله - جلفا) يمر عبر إيران، وقد نُفّذ بعض الأعمال الإنشائية الأولية فيه، لكنه لم يكتمل بسبب غياب الاتفاق السياسي.
بدأت السلطات الأرمينية والأذربيجانية مناقشة فكرة «ممر زنغزور» بعد حرب كاراباخ الأولى. ووفقاً للرئيس الأرميني السابق روبرت كوتشاريان، فقد كان الطرفان على وشك إبرام اتفاق عام 2001، يقضي بموافقة باكو على أن تصبح كاراباخ جزءاً من أرمينيا، مقابل استعداد يريفان لتوفير طريق نقل إلى ناخيتشيفان عبر جنوب البلاد. إلا إن الاتفاق لم يُوقَّع بسبب معارضة البرلمان الأذربيجاني.
وعادت الفكرة إلى الواجهة بعد حرب كاراباخ الثانية عام 2020، حين سيطرت أذربيجان على جزء كبير من الأراضي التي كانت تخضع سابقاً لسيطرة جمهورية ناغورنو كاراباخ غير المعترف بها، ووصلت إلى حدود منطقة سيونيك في أرمينيا. ونتيجة لهذا الصراع، وُقّع اتفاق ثلاثي بين أذربيجان وأرمينيا وروسيا لوقف إطلاق النار، نصّت مادته التاسعة على «فتح جميع الروابط الاقتصادية وروابط النقل في المنطقة». كما التزمت السلطات الأرمينية بضمان روابط النقل بين المناطق الجنوبية الغربية من أذربيجان وجمهورية ناغورنو كاراباخ، على أن تُسند مهمة الإشراف إلى حرس الحدود الروسي.
مع ذلك، لم يرد مصطلح «ممر زنغزور» صراحة في الوثيقة، كما أشارت وزارة الخارجية الروسية والسلطات الأرمينية، لكنه أُدرج في الخطاب السياسي من قِبل الرئيس الأذربيجاني إلهام علييف، الذي عدّ أن أساس تنفيذ هذا المسار يستند إلى البند التاسع من الاتفاق.
مواقف الأطراف
تعدّ أذربيجان «ممر زانغيزور» مشروعاً استراتيجياً سيوفر اتصالاً برياً مباشراً بين الجزء الرئيسي من البلاد وجمهورية ناخيتشيفان، المنقطع منذ أكثر من 30 عاماً. وصرّح الرئيس، إلهام علييف، بأن افتتاح الممر «أمر لا مفر منه»، وفي عام 2021 صرح علييف بأن الممر سيُفتَح «بغض النظر عن رغبة يريفان». كما وصف زانغيزور بأنها «أراضٍ تاريخية» لأذربيجان، وهدد بحل مسألة إنشاء طريق النقل «بالقوة»، إلا إن وزارة الخارجية الأذربيجانية استبعدت «خيار القوة».
ومن بين مطالب باكو ضمان حركة مرور الأشخاص والبضائع على طول الممر من دون عوائق، ودون رقابة جمركية من أرمينيا.
وتحظى تطلعات أذربيجان بدعم تركيا، حيث تحدث الرئيس رجب طيب إردوغان، خلال محادثاته مع علييف في سبتمبر (أيلول) 2023، عن الإمكانات الكبيرة لنخجوان في تطوير طرق الطاقة والنقل عند إنشاء ممر لوجيستي من الشرق إلى الغرب. وفي الوقت نفسه، لم تستبعد أنقرة إمكانية إنشاء طريق بديلة عبر إيران إذا رفضت أرمينيا الممر.
موقف أرمينيا
رفضت يريفان في السابق، وبشدة، مفهوم «ممر زانغيزور» بالشكل الذي اقترحته باكو، خشية أن تؤدي هذه الطريق إلى عزل البلاد عن حدودها مع إيران، والتسبب في فقدان منطقة سيونيك. ووفقاً لرئيس الوزراء نيكول باشينيان، فإن هذا المصطلح «يُستخدم غطاءً لطرح مطالبات إقليمية ضد أرمينيا».
وفي يناير (كانون الثاني) 2024، صرّح وزير الخارجية الأرميني، أرارات ميرزويان، بأن بلاده لم تُلزم نفسها بتنفيذ هذه الطريق، وترفض «منطق الممر»، واصفاً مطلب إلغاء الرقابة الجمركية على جزء النقل بأنه انتهاك للسيادة. وفي مايو (أيار) من العام نفسه، قال باشينيان إن البيان الثلاثي بشأن كاراباخ كان يهدف إلى فتح «العلاقات الاقتصادية الإقليمية»، وليس إلى «إقامة صلة بين أذربيجان وجمهورية ناخيتشيفان».
وفي هذا السياق، اقترحت يريفان مشروع «مفترق طرق السلام»، الذي أطلقه باشينيان لأول مرة في أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتقوم المبادرة على تعزيز العلاقات بين أرمينيا وتركيا وأذربيجان وجورجيا وإيران، من خلال إصلاح وإنشاء البنية التحتية للنقل والطاقة، بما في ذلك خطوط الأنابيب والكابلات وخطوط الكهرباء. ويعدّ بسط سيادة الدولة التي تمر عبر أراضيها هذه البنية التحتية، وممارسة سلطتها القضائية عليها، من أهم مبادئ المشروع.
ويتضمن المشروع ترميم خط سكة حديد «ميغري»، الذي يربط قرية يراسخ في أرمينيا، الواقعة على الحدود مع ناخيتشيفان، بمدينة هوراديز في جنوب غربي أذربيجان. ووفق باشينيان، يمكن أن يصبح هذا المشروع، على غرار «ممر زانغيزور»، جزءاً من ممر دولي لنقل البضائع.
وعرض رئيس الوزراء الأرميني مشروع «مفترق طرق السلام» في منتدى دولي بالعاصمة الجورجية تبيليسي في أكتوبر 2023.
رد فعل إيران
عارضت طهران بشدة إنشاء «ممر زانغيزور»، عادّةً أنه يشكّل تهديداً لمصالحها الوطنية ونفوذها الإقليمي، ولوّحت باتخاذ تدابير «محددة» لضمان أمنها وحماية مصالحها. وتخشى إيران، على نحو خاص، أن يؤدي الممر إلى قطع وصولها البري إلى أرمينيا؛ مما يزيد من عزلتها عن كامل منطقة جنوب القوقاز، فضلاً عن فقدانها دورها بوصفها ممر عبور استراتيجياً في المنطقة.
كما تخشى طهران أن يسهم تعزيز نفوذ تركيا وأذربيجان على حدودها الشمالية في إذكاء النزعة الانفصالية في أذربيجان الإيرانية (الجنوبية). وفي المقابل، أبدت إيران موقفاً إيجابياً تجاه مقترح بديل تدعمه موسكو، يقضي بإنشاء «ممر أرس» عبر الأراضي الإيرانية.
أهمية هذا الممر
يتمتع «ممر زانغيزور» بأهمية اقتصادية وجيوسياسية كبيرة لدول آسيا الوسطى وجنوب القوقاز. ووفقاً لحسابات «البنك الدولي»، التي نقلتها مجلة «فوربس»، فإن فتح الممر سيزيد حجم التجارة العالمية السنوي، من حيث القيمة بمقدار يتراوح بين 50 ملياراً و100 مليار دولار بحلول عام 2027. كما ذكرت وكالة «بلومبرغ» أن فتح الطريق سيقلص زمن مرور البضائع عبر أوراسيا بمقدار بين 12 و15 ساعة.
وأظهرت تقديرات «مركز سياسة بحر قزوين وفورات» أن تكاليف البنية التحتية تتراوح بين 3 و5 مليارات دولار خلال ما بين 5 و10 سنوات، فيما توقعت «أكسفورد إيكونوميكس» انخفاضاً في تكاليف الخدمات اللوجيستية بمقدار بين 20 و30 مليار دولار سنوياً.
بالنسبة إلى أذربيجان، سيوفر المشروع وصولاً مباشراً إلى نخجوان وتركيا؛ مما يسهم في تبسيط التجارة وخفض التكاليف. وبذلك ستتمكن باكو من تقليل اعتمادها على نقل الغاز عبر إيران، التي تحجز 15 في المائة منه بوصف ذلك دفعة من مستحقاتها. ووفقاً لتقديرات خبراء اقتصاديين أذربيجانيين، فستزداد صادرات البلاد بمقدار 710 ملايين دولار، وسينمو الناتج المحلي الإجمالي غير النفطي بنسبة اثنين في المائة، كما سيوفر إلغاء الدعم عن الرحلات الجوية بين باكو ونخجوان نحو 10 ملايين دولار سنوياً.
أما بالنسبة إلى تركيا، فسيفتح المشروع منفذاً برياً مباشراً إلى بحر قزوين، ويعزز مكانتها بصفتها مركز عبور بين أوروبا وآسيا؛ إذ سيصبح جزءاً من «الممر الأوسط». ومن خلال إنشائه، ستبسط أنقرة تواصلها ليس فقط مع أذربيجان، بل أيضاً مع الدول الأخرى الناطقة بالتركية في آسيا الوسطى.
ومع ذلك، يشكل «ممر زانغيزور» بالنسبة إلى أرمينيا وإيران مخاطر ترتبط بفقدان السيطرة على تدفقات النقل، وتغيّر التوازن الجيوسياسي في المنطقة. ومع ذلك، كان وزير الاقتصاد الأرميني، فاهان كيروبيان، قد صرّح في خريف عام 2021 بأن «فتح الاتصالات خلال عامين سيمكّن أرمينيا من تحقيق نمو في الناتج المحلي الإجمالي بنسبة 30 في المائة».
قبل إبرام اتفاق واشنطن
واصلت أذربيجان العمل بوتيرة نشطة على إنشاء البنية التحتية في أراضيها، وبحلول فبراير (شباط) اكتمل 62 في المائة من مشروع خط سكة حديد «هوراديز - أغبيند»، الذي يزيد طوله على 110 كيلومترات، توازياً مع إنشاء طريق سريعة بطول 123.5 كيلومتر، اكتملت بنسبة 93 في المائة بحلول أبريل (نيسان). أما مشروع خط السكة الحديد البالغ طوله 224 كيلومتراً من قارص في تركيا إلى نخجوان، فهو في طور التنفيذ، ومن المقرر الانتهاء منه خلال 5 سنوات.
لكن هذه المشروعات تبقى أعمالاً تكميلية؛ إذ لم يُنفَّذ أي عمل فعلي في إنشاء الممر نفسه. وفي يونيو (حزيران)، صرّح حكمت حاجييف، رئيس قسم السياسة الخارجية في الإدارة الرئاسية الأذربيجانية، بأن بلاده تتوقع «خطوات ملموسة من أرمينيا» لتنفيذ المبادرة، واصفاً المقترح الأرميني بشأن «مفترق طرق العالم» بأنه «نهج متأخر ومحدود».
من جانبه، جدّد رئيس الوزراء الأرميني، نيكول باشينيان، خلال اجتماع مع ممثلي الجالية الأرمينية في إسطنبول، معارضته «ممر زانغيزور»، مؤكداً ضرورة تنفيذ مفهوم «مفترق طرق العالم».
وفي يوليو (تموز)، برز تطور مهم عندما أعلن السفير الأميركي لدى تركيا استعداد الولايات المتحدة لاستئجار «ممر زانغيزور» لمدة 100 عام، في مبادرة جاءت من تركيا على ما يبدو، مع احتمال أن تتولى شركة أميركية خاصة ضمان تنفيذ المشروع. ولاحقاً، نفت أرمينيا وجود أي خطط لنقل السيطرة على الممر إلى الولايات المتحدة، وأكدت السكرتيرة الصحافية لرئيس الوزراء، نازلي باغداساريان، أن «أرمينيا لم تناقش ولن تناقش نقل السيطرة على أراضيها السيادية إلى طرف ثالث».
لكن الموقف تغيّر سريعاً في 8 أغسطس (آب) الحالي، حين أعلن الطرفان الأرميني والأذربيجاني، خلال محادثات في البيت الأبيض، اتفاقاً تاريخياً على إنشاء طريق عبور باسم «طريق ترمب للسلام والازدهار الدوليين»، تستأجره الولايات المتحدة لمدة 99 عاماً قابلة للتمديد. وبموجب الاتفاق، ستؤجر واشنطن الممر من الباطن إلى ائتلاف شركات يتولى مسؤولية البنية التحتية والإدارة، على أن يُدار وفق القانون الأرميني، وهو حل عُدّ مُرضياً للطرفين؛ إذ وفّر لأذربيجان ممراً يربط أراضيها، ومنح أرمينيا ضمانات لسلامتها الإقليمية.
ورغم أن «إعلان السلام» الموقع في البيت الأبيض لا يُعد معاهدة سلام شاملة، فإن زعيمًيْ أذربيجان وأرمينيا رحبا به، بينما انتقدته طهران بشدة وعدّته «فخاً» لتعزيز الحضور الأميركي في المنطقة بما يهدد روسيا وإيران. أما موسكو، فجاء موقفها حذراً، فرغم امتعاضها من استبعادها عن «اللقاء التاريخي»، فإنها رحبت بجهود واشنطن للسلام، لكن موقف الكرملين من تفاصيل الاتفاق لم يتضح بعد. وفي المقابل، انتقدت نخب سياسية روسية بشدة فكرة الوجود الأميركي، ورأت أن الأمر قد يعني وجود شركة عسكرية أميركية خاصة على الحدود الإيرانية مباشرة.
وعدّ أليكسي تشيبا، النائب الأول لرئيس لجنة الشؤون الدولية في مجلس الدوما، أن نقل «ممر زانغيزور» إلى السيطرة الأميركية «خطوة سياسية بالغة الأهمية» تغيّر موازين القوى في القوقاز. وقال في تصريح لمنصة «لينتا رو»: «نقطة بالغة الأهمية. (ممر زانغيزور)، الذي سُمي (ممر ترمب)، ويغيّر موازين القوى في منطقة القوقاز، يمكن أن يزعزع مصالح إيران بشكل كبير، ويعزز مكانة تركيا بشكل كبير، وكل ذلك تحت سيطرة الولايات المتحدة، دون أي مشاركة من روسيا. هذا يؤثر على مصالح الصين، وبطبيعة الحال على مصالح الدول المجاورة لمنطقة القوقاز».
«الدعم السريع» تشن أعنف هجوم على الفاشر
شنّت قوات «الدعم السريع» الاثنين، هجوماً واسعاً ومتزامناً على مدينة الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور، غرب السودان، من ثلاثة اتجاهات، عُدّ الأعنف من نوعه منذ شهور، بالتزامن مع قصف مدفعي مكثف على مواقع قوات الجيش السوداني في وسط المدينة، وفق مصادر محلية.
وقالت المصادر إن هجمات «الدعم السريع» المكثفة على الفاشر، تركزت عبر 3 محاور من الشمال والشمال الشرقي والغرب، مع مواصلة محاولاتها التمدد لإسقاط القاعدة العسكرية الرئيسية للجيش هناك.
وأضافت أن اشتباكات عنيفة دارت على طول الجبهة الممتدة في المناطق الجنوبية من المدينة، التي تضم عدداً من الأحياء السكنية، مع تبادل القصف المدفعي بالأسلحة الثقيلة في محاور عدة بالمدينة.
وأفادت مصادر إعلامية، بأن الجيش السوداني «استطاع صد الهجمات التي شنتها قوات (الدعم السريع)، والتي كانت الأعنف منذ بدء الحرب في أبريل (نيسان) 2023، وأوقع قتلى في صفوف المهاجمين، ودمّر عدداً من المركبات القتالية».
وبحسب المصادر، فقد «تم دحر هذه القوات، وإجبارها على التراجع، ولا توجد أي اختراقات أو تقدم حقيقي» لـ«الدعم السريع».
وتشهد مناطق واسعة في الفاشر قصفاً مدفعياً مكثفاً وغارات بالمسيَّرات، يستهدف بعضها المباني السكنية ومجموعات من السكان، ما تسبب في وقوع الآلاف من القتلى والإصابات وسط المدنيين.
وهنأ حاكم إقليم دارفور، مني أركو مناوي، في منشور على منصة «فيسبوك»، القوة المشتركة التابعة للحركات المسلحة على الانتصار في المعركة رقم 227 على ميليشيا «الدعم السريع». وقال: «من يخبر ميليشيا الجنجويد أن محاولة دخول مدينة الفاشر ليست سوى تذكرة ذهاب من دون عودة؟».
وأضاف: «عزيمتنا لن تلين، ورايات النصر ستظل ترفرف حتى يطهر تراب الفاشر، وكل مدن السودان من هؤلاء المجرمين».
ونشرت القوة المشتركة المتحالفة مع الجيش السوداني مقاطع فيديو، تؤكد أن القوات المدافعة عن المدينة صدت الهجمات، وألحقت خسائر كبيرة بالقوة المهاجمة.
وقالت في بيان: «سطر أبطال الفاشر في القوات المسلحة والقوة المشتركة انتصاراً عظيماً ضد مرتزقة ميليشيا (الدعم السريع)».
وأضافت أن «الميليشيا هاجمت المدينة بحوالي 543 سيارة قتالية... وقتل في المعركة أكثر من 245 من قوات العدو، وتم حرق 16 عربة قتالية بكامل عتادها العسكري».
بدورها، قالت «تنسيقية لجان مقاومة الفاشر»، وهي جماعة محلية تطوعية، إن «المدينة انتصرت مجدداً على الرغم من الحصار والجوع». وطالبت الجيش «بالتحرك لفك الحصار عن المدينة لإنهاء معاناة عشرات الآلاف من الأبرياء العالقين وسط القتال».
وتحاول قوات «الدعم السريع» الاستيلاء على المدينة، والقاعدة العسكرية التابعة للجيش، وهي آخر معاقل الجيش في كل ولايات دارفور، لإحكام نفوذها على الإقليم، الذي باتت 4 من أصل 5 من ولاياته، تحت إمرتها.
وأفادت مصادر أخرى، بأن الهدوء الحذر عاد إلى الفاشر، وأن «الفرقة السادسة مشاة» في المدينة تمكنت من صد الهجمات، «وتكبيد قوات (الدعم السريع) خسائر كبيرة في العتاد والأرواح، واستعادة السيطرة على المحاور كافة».