من هو زاهر جبارين؟ الرجل الذي يدير خزائن حماس وتلاحقه إسرائيل

الأربعاء 10/سبتمبر/2025 - 11:57 ص
طباعة من هو زاهر جبارين؟ علي رجب
 
أعلنت حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، رسميا، أن الغارة الجوية الإسرائيلية التي استهدفت اجتماعا لقياداتها في العاصمة القطرية الدوحة مساء الثلاثاء 9 سبتمبر، فشلت في تحقيق أهدافها، مؤكدة مقتل خمسة أشخاص في الهجوم، بينهم نجل القيادي البارز خليل الحية ومدير مكتبه.

وبحسب بيان رسمي للحركة، فإن الغارة جاءت بعد رصد استخباري إسرائيلي حول اجتماع قيادي لحماس لبحث المقترح الأمريكي الأخير بشأن صفقة تبادل أسرى بين إسرائيل والحركة.
 من استهدف في الغارة؟
وفق تقديرات أولية وتسريبات أمنية نشرت في وسائل إعلام عبرية وأمريكية، استهدفت الغارة شخصيات رفيعة من قيادة حماس في الخارج، أبرزهم خليل الحية، خالد مشعل، موسى أبو مرزوق، زاهر جبارين، محمد درويش، حسام بدران، نزار عوض الله.

من هو زاهر جبارين؟
 زاهر علي موسى جبرين، المعروف بـ زاهر جبارين، هو سياسي فلسطيني بارز وعضو في المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس). يعتبر أحد أبرز القيادات في الحركة، خاصة في إقليم الضفة الغربية، ويشغل حاليا منصب القائم بأعمال رئيس حماس في الضفة بعد اغتيال صالح العاروري في يناير 2024. 
كما يتولى مسؤولية مكتب الشهداء والجرحى والأسرى في الحركة، ويصنف كمسؤول رئيسي عن الشؤون المالية للحركة، حيث يدير شبكة تمويل واسعة تربط حماس بإيران ودول أخرى في الشرق الأوسط، متجاوزا العقوبات الدولية. وصف في تقارير أمريكية بأنه "مهندس العلاقات المالية" لحماس، وأنه يشرف على تحويل مئات الملايين من الدولارات سنويا لتمويل أنشطة الحركة، بما في ذلك الجناح العسكري "كتائب القسام".

خلفيته الشخصية:
ولد زاهر جبارينفي 18 سبتمبر 1968 في مدينة سلفيت بالضفة الغربية المحتلة، ودرس الشريعة الإسلامية في جامعة النجاح الوطنية بنابلس.

وانضم إلى الحركة مع تأسيسها في عام 1987، ويعتبر من مؤسسي الجناح العسكري "كتائب الشهداء القسام" في الضفة الغربية. كان له دور في تجنيد شخصيات بارزة مثل الشهيد يحيى عياش (المهندس)، الذي أصبح أحد أبرز قادة الكتائب.

مسيرته في حماس:
وخلال الانتفاضة الفلسطينية الأولى (1987-1993)، شارك زاهر جبارين في عمليات عسكرية ضد الاحتلال الإسرائيلي، مما أدى إلى اعتقاله عدة مرات. 
وفي عام 1993، حكم عليه بالسجن المؤبد مرتين بتهم تتعلق بالنشاط العسكري.

ثم أفرج عنه في صفقة "وفاء الأحرار" لتبادل الأسرى في أكتوبر 2011، مقابل إطلاق سراح الجندي الإسرائيلي غيلعاد شاليط. أبعد خارج فلسطين، وانتقل إلى سوريا ثم تركيا، حيث استقر وأصبح مسؤولا ماليا رئيسيا لحماس. من تركيا، يدير مشاريع تمويلية واستثمارية عالمية للحركة.

المناصب القيادية في حماس:
عضو المكتب السياسي لحماس منذ 2021، ونائب رئيس حماس في الضفة الغربية منذ 2021 (انتخابات الحركة للدورة 2021-2025)، وأصبح قائما بأعمال الرئيس بعد اغتيال صالح العاروري في بيروت (2 يناير 2024).

مسؤول مكتب الشهداء والجرحى والأسرى، حيث يشارك في المفاوضات المتعلقة بصفقات تبادل الأسرى، مثل تلك المتعلقة باتفاق وقف إطلاق النار في غزة. في يناير 2025، أعلن عن تسليم أسماء 4 أسرى إسرائيليين للإفراج عنهم في الدفعة الثانية من المرحلة الأولى للاتفاق.

وزير مالية حماس:
 يوصف زاهر جبارين بأنه "وزارة المالية" لحماس، واداة أموال الحركة بما في ذلك تمويل عملية "طوفان الأقصى" (7 أكتوبر 2023) عبر نقل أموال من تركيا، لبنان، والسودان. يقدر حجم الشبكة المالية التي يديرها بمئات الملايين من الدولارات سنويا.
 ويدير جبارين محفظة استثمارات المجموعة المقدرة بأكثر من 500 مليون دولار، بما في ذلك العقارات التركية وأسواق الأسهم، ويشرف على تدفقات الإيرادات بما في ذلك التبرعات الخاصة التي تتجاوز عشرات الملايين من الدولارات سنويا. 
ووفقا لصحيفة وول ستريت جورنال وصحيفة تايمز أوف إسرائيل، فإن الشبكة المالية التي يشرف عليها جبارين تجمع وتستثمر وتغسل الأموال المخصصة لأنشطة حماس المسلحة في الضفة الغربية وغزة عبر شبكات في تركيا ولبنان والخليج العربي.

وفقا لمكتب مراقبة الأصول الأجنبية بالولايات المتحدة، يشرف جبارين على العلاقة المالية لحماس مع فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإسلامي، حيث ركزت العلاقة بين فيلق القدس وحماس على زيادة التمويل من إيران. 
 ووفقا لصحيفة وول ستريت جورنال وصحيفة تايمز أوف إسرائيل، فإن الشبكة المالية لجبارين عملت بموافقة ضمنية من الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، كما أن جبارين نفسه لديه حصص في شركات تركية. 
بسبب هذه الأنشطة، صنف مكتب مراقبة الأصول الأجنبية بالولايات المتحدة جبارين إرهابيا عالميا معينا بشكل خاص في عام 2019، وحظر جميع التعاملات مع الأشخاص الأمريكيين أو داخل الولايات المتحدة. 
العقوبات والاستهداف:
وفي سبتمبر 2019، فرضت الولايات المتحدة عقوبات عليه، واصفة إياه بـ"رئيس الدائرة المالية لحماس" ومسؤول عن شبكة استثمارات عالمية تمول أنشطة الحركة، بما في ذلك العسكرية.

وصنفته إسرائيل كـ"مدير تنفيذي" لحماس وتدرجه على قوائم الاغتيال، معتبرة إياه "قوة صاعدة" بعد اغتيال قيادات أخرى مثل العاروري وإسماعيل هنية. كان مقرا من صالح العاروري، وشارك في التخطيط لعمليات في الضفة.

خليفة السنوار
في سياق أوسع، يعتبر جبارين مرشحا محتملا لقيادة حماس بعد اغتيال يحيى السنوار في أكتوبر 2024، خاصة مع علاقاته القوية بإيران.

وبحلول عام 2024، كان جبارين رئيسا لمكتب حماس المالي لفترة طويلة، وغالبا ما يوصف بأنه الرئيس التنفيذي لحماس
 واعتبر جبارين خليفة محتملا لزعيم حماس إسماعيل هنية بعد اغتيال هنية في يوليو بسبب دوره في إدارة أموال المجموعة وعلاقته بإيران، الراعي الرئيسي لحماس. بالمقارنة مع يحيى السنوار والعاروري، فإن جبارين أقل شهرة علنا بسبب موقعه في إسطنبول، تركيا. بالإضافة إلى ذلك، فهو ليس متطورا أو كاريزميا بشكل خاص، وفقا للمحللين والأكاديميين. 
وعندما سئل عن دور الولايات المتحدة في المفاوضات، قال جبارين في تصريحات صحيفة إن أهداف الولايات المتحدة تتعارض مع أهداف نتنياهو.

وقال جبارين إن الولايات المتحدة تريد تجنب حرب إقليمية بينما كان هدف نتنياهو هو البقاء في السلطة. واتهم نتنياهو بعرقلة مقترحات الولايات المتحدة لخدمة أهدافه الشخصية.

وقال جبارين أيضا إن حماس لم تستنفد جميع خياراتها بعد وأن الضفة الغربية "ستفاجئ العدو قريبا". 
وبحسب صحيفة تايمز أوف إسرائيل، فإن جبارين هو المسؤول عن عودة حماس لاستخدام التفجيرات الانتحارية في أواخر أغسطس 2023 مع تراجع قدرات المجموعة في غزة..

محاولة اغتياله:
في 9 سبتمبر 2025، أفادت تقارير إعلامية إسرائيلية (مثل إذاعة الجيش وصحيفة إسرائيل هيوم) بأن إسرائيل نفذت غارة جوية في الدوحة (قطر) استهدفت اجتماعا لقيادات حماس، بما في ذلك زاهر جبارين إلى جانب خليل الحية، خالد مشعل، ونزار عوض الله. أدى الهجوم إلى مقتل نجل الحية ومدير مكتبه، لكن مصير جبارين وغيره لم يؤكد بعد، حيث أشارت بعض المصادر إلى نجاتهم أو انتظار النتائج. الحكومة القطرية وصفت الهجوم بـ"تجاوز خطير" و"احتفظت بحق الرد".

شارك