"رجل إيران" و"صديق مصر".. من هو محمد إسماعيل درويش رئيس مجلس شورى حماس؟
الأربعاء 10/سبتمبر/2025 - 12:27 م
طباعة
روبير الفارس
محمد إسماعيل درويش، المعروف أيضا باسم أبو عمر حسن، هو سياسي فلسطيني قيادي في حركة حماس، ولد في مخيم لاجئين فلسطينيين في لبنان.
ويعتبر محمد إسماعيل درويش شخصية غامضة نسبيا، حيث لم يظهر علنا كثيرا في الإعلام، لكنه يلعب دورا مركزيا في الهيكل القيادي للحركة، خاصة في الجوانب الاقتصادية والمالية، بما في ذلك نقل الأموال من إيران وإدارة الاستثمارات الدولية.
وقد تصدر اسمه كخليفة محتمل لإسماعيل هنية في قيادة المكتب السياسي لحماس بعد اغتياله في طهران. ورغم تداول اسمه على نطاق واسع، نفت حماس رسميا تكليفه رسميا بأي منصب حتى انتهاء عملية التشاور الداخلية بحسب تقارير اعلامية، يقيم محمد درويش حاليا في قطر ويعد جزءا من قيادة الحركة العليا، وينظر إليه كأحد أقوى القيادات داخل حماس، خصوصا بعد اغتيال يحيى السنوار(ا
دوره داخل حماس.
الهوية والخلفية
ينحدر درويش من أصول فلسطينية، ولد في مخيمات اللاجئين في لبنان، ويقيم حاليا في قطر، حيث يشكل جزءا من القيادة العليا لحماس.
ورغم أدواره العديدة، فإنه يعرف بشكل أساسي كالعقل الاقتصادي للحركة، والمسؤول عن تنسيق عمليات نقل الأموال، لا سيما من إيران، بالإضافة إلى إدارته لمحفظة استثمارات "مستترة" حول العالم، تتنوع ما بين العقارات والأسواق المالية.
مناصب أو عمر
يشغل ابو عمر منصب رئيس مجلس الشورى والمجلس القيادي لحركة حماس، وهو أحد أهم المؤسسات القيادية فيها شارك في الكثير من المهام الخارجية، ومن أبرزها رئاسته وفدا للحركة إلى القاهرة حيث التقى مسؤولين مصريين مثل رئيس جهاز المخابرات لمناقشة اتفاق وقف إطلاق النار، آليات التهدئة، تبادل الأسرى، وإعادة الإعمار
كما عبر عن تقدير الحركة العميق لمجهودات مصر، خاصة في إفشال مخطط التهجير القسري وإحداث توافق عربي لوقف التصعيد، بالإضافة إلى إشادته بمخرجات القمة العربية وخطة إعادة إعمار غزة.
موقفه من مصر
أغسطس 2024: بعد اغتيال إسماعيل هنية في طهران، أعلنت مصادر في حماس عن تعيين درويش رئيسا مؤقتا للمكتب السياسي لحين إجراء انتخابات داخلية. وصف الاختيار بأنه "استراتيجي" للحفاظ على الدعم الإيراني، خاصة مع التوترات الداخلية في الحركة.
وف فبراير 2025: أجرى مقابلة حصرية مع قائد الثورة الإيرانية، وصف فيها عملية "طوفان الأقصى" (7 أكتوبر 2023) بأنها "شوكة في حلق مشروع التطبيع العربي-الإسرائيلي"، وأكد أنها عززت فرص المقاومة في المنطقة.
يبدو أن موقف درويش من مصر إيجابي وداعم. عبر عن تقدير حماس لدور القاهرة في عقد التهدئة، منع التهجير، ترتيب ملف غزة بصورة إيجابية ومسؤولة حيث تعتمد حركة حماس عموما على الوساطة المصرية في غالبية المسارات السياسية والأمنية، يتضح من ذلك ان علاقته بمصر — نقطة توازن مهمة ضمن الممارسات العملية لحماس منذ سنوات مع الدور المصري.
علاقته مع ايران
العديد من التقارير تعرف درويش كرجل له دور مركزي في قنوات التمويل الخارجية لحماس، وينسب إليه دور مهم في نقل أموال ودعم من جهات إقليمية، ومن بينها إيران — ما يجعله حلقة عملية بين مصادر التمويل وحركة حماس في السنوات الأخيرة. هذا البعد يعطيه ثقلا عمليا داخل الجهاز القيادي (المال = نفوذ، خصوصا في زمن الحرب). كما يقوم درويش بدور الدبلوماسي (كممثل قيادي في زيارات رسمية) حيث ترأس وفودا عليا إلى طهران والتقى شخصيا قيادات إيرانية رفيعة (بما في ذلك لقاءات تم توثيقها مع مرشد الجمهورية ومسؤولين حكوميين كبار). هذه اللقاءات أكدت تحالفا قويا بين قيادة حماس وبين طهران على مستوى التنسيق السياسي والدعم، ووضعت درويش في واجهة التواصل مع طهران.
وفي أكتوبر 2024: التقى وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي في إسطنبول، لمناقشة الدعم الإيراني للحركة.
سبتمبر 2025 (التطورات الأخيرة): وفقا لتقارير إعلامية ومنشورات على منصة X، تم ذكر درويش ضمن قائمة قياديي حماس الذين استهدفتهم إسرائيل في غارة مزعومة في الدوحة (قطر)، إلى جانب شخصيات مثل خالد مشعل وخليل الحية. أشارت بعض التقارير إلى مقتل الحية في الهجوم، لكن لم يتم التأكيد الرسمي على مصير درويش. هذه الأنباء جاءت في سياق اجتماع لقيادة حماس لمناقشة اقتراح أمريكي لوقف إطلاق النار في غزة وتداعيات الغزو الإسرائيلي المحتمل.
وعلي المستوي الأيديولوجي/الاستراتيجي يثمن دريش في تصريحاته الموثقة دعم إيران للحركة ويصفه بـالدعم«الحاسم» للمقاومة، مما يجعل تحالفه مع إيران ليس فقط (تمويليا) بل يحمل بعدا سياسيا واستراتيجيا في خط تسمية الأولويات لدى قيادة حماس.
موقعه داخل تركيبة حماس؟
يمتلك محمد درويش اسماعيل نقاط قوة ونقاط ضعف داخل الحركة
و نقاط القوة تتمثل في: نفوذ مالي وموارد (يعطي قدرة تنظيمية). خبرة دبلوماسية: تواصل مباشر مع قوي إقليمية ( مصر.إيران، قطر، تركيا ينظر إليه كحلقة توافقية في وقت ألازمات
نقاط الضعف:تتمثل في لا يصور دائما كقائد كاريزمي شعبي داخل الحراك الفلسطيني؛ كثيرون يصفونه بـ«الإداري/المنظم» أكثر من القائد الشعبوي. اعتماد ه وتباهيه المستمر من نفوذه وعلاقاته مع طهران قد يثير تحفظات قوى إقليمية (مصر، دول خليجية محددة) هناك اصوات داخل الحركة ترى ضرورة تقليص الوصاية الإقليمية الامر الذى يؤدي بالتالي لتقليص دوره. مع ذلك فالتوقعات بالحصول علي مناصب قيادية داخل الحركة امر مرشح له بشكل دائم.
في ظل التغيرات الكبرى داخل قيادة حركة حماس، برز اسم محمد إسماعيل درويش كأحد المرشحين الأقوياء لقيادة المرحلة المقبلة. فهو يجمع بين القدرة المالية، والنفوذ التنظيمي، والخبرة الدبلوماسية، ما يجعله رقما صعبا داخل معادلة حماس المعقدة.
وبينما تنتظر الحركة حسم ملف القيادة، يظل درويش "حلقة الوصل" بين المال والسياسة، وبين غزة وطهران، وبين الدبلوماسية والميدان، ما يجعله لاعبا أساسيا في مستقبل حماس، وربما مستقبل القضية الفلسطينية.
