إلدهيري بين قبضة الحكومة وحركة الشباب.. تصعيد عسكري في وسط الصومال

الأربعاء 01/أكتوبر/2025 - 05:44 م
طباعة إلدهيري بين قبضة علي رجب
 
شهدت بلدة إلدهيري في إقليم جلجدود بوسط الصومال صباح اليوم الأربعاء 1 أكتوبر 2025، هجوما مسلحا عنيفا نفذته حركة الشباب المرتبطة بتنظيم القاعدة، مستهدفة مواقع القوات الحكومية الصومالية. أسفر الهجوم عن اشتباكات دامية وخسائر بشرية متبادلة، وسط تضارب واضح في الأنباء حول السيطرة الفعلية على البلدة ذات الأهمية الاستراتيجية.

تفاصيل الهجوم والخسائر
انطلق الهجوم في ساعات الفجر بهجوم مركب ومكثف استهدف قواعد عسكرية حكومية في إلدهيري، حيث استخدمت حركة الشباب أسلحة ثقيلة وتكتيكات اقتحام متقدمة، وانتشرت بسرعة في أنحاء البلدة، مع أنباء عن اغتنام معدات وأسلحة خلال الاشتباكات الأولية.

في المقابل، أكدت وزارة الدفاع الصومالية في بيان رسمي استعادة السيطرة الكاملة على البلدة بعد ساعات من الهجوم، مشيرة إلى صد القوات الحكومية للهجوم وتكبيد المسلحين خسائر فادحة بينها مقتل العشرات وأسر عدد من قادتهم.

تضارب الأنباء وحظر الإعلام
لا توجد حتى الآن تأكيدات مستقلة حول السيطرة على البلدة، إذ تحظر السلطات دخول الصحفيين والمراقبين إلى المنطقة، ما أدى إلى تضارب واضح في الروايات بين الحكومة التي تصف الهجوم بأنه فشل سريع، وحركة الشباب التي نشرت تسجيلات مصورة تظهر سيطرتها المؤقتة على مواقع عسكرية، في محاولة لتعزيز معنويات أتباعها وإثبات قدرتها على خرق الخطوط الأمامية.

أهمية الموقع وتصاعد التوترات
تكتسب بلدة إلدهيري أهمية استراتيجية كونها تقع على محور مواصلات حيوي في إقليم جلجدود، وتشكل نقطة تماس مركزية بين القوات الحكومية وقوات الاتحاد الإفريقي من جهة، وحركة الشباب من جهة أخرى. ولم تكن هذه المرة الأولى التي تستهدف فيها الحركة البلدة، إذ شهدت هجمات مماثلة في سبتمبر الماضي حيث رفضت الحكومة حينها مزاعم السيطرة لكنها اعترفت بسقوط ضحايا.

الهجوم الأخير يأتي ضمن تصعيد واضح يشمل تحركات واسعة في بلدات مجاورة مثل جلعد ووعبو وأوسويني، مما يثير مخاوف من خطة أوسع تسعى حركة الشباب من خلالها إلى محاصرة العاصمة مقديشو عبر قطع طرق الإمداد واستهداف القواعد العسكرية المتقدمة.

تحليل الموقف
يواجه الأمن الصومالي تحديات كبيرة مع تقليص انتشار قوات الاتحاد الإفريقي في مناطق واسعة، مما يترك فراغات قد تستغلها حركة الشباب لتعزيز نفوذها. رغم نفي الحكومة سقوط إلدهيري بشكل دائم، فإن قدرة الحركة على تنفيذ هجمات مركبة واحتلال مواقع مؤقتة يشير إلى قوتها المتزايدة وقدرتها على المناورة رغم الضربات الجوية والبرية التي تتعرض لها.

تضارب المعلومات والحظر على الصحافة يجعل تقييم الوضع الحقيقي معقدا، لكنه يعكس بشكل واضح الصراع المستمر على النفوذ في وسط الصومال، والذي يمكن أن يؤثر بشكل مباشر على استقرار العاصمة مقديشو وبقية البلاد.

من جهة أخرى، تبدو الحكومة الصومالية في موقف دفاعي، تحاول من خلال بياناتها طمأنة الجمهور الدولي والمحلي، لكنها تواجه واقعا صعبا يتمثل في ضعف السيطرة الأمنية وتنامي نشاط الجماعات المسلحة.

يبقى الوضع في إلدهيري وغيره من مناطق الصراع في الصومال هشا، ويستوجب مراقبة دقيقة لما ستسفر عنه التطورات الأمنية خلال الأيام المقبلة، خاصة مع التصعيد الأخير لحركة الشباب.

شارك