صراع السيطرة: حركة الشباب ترد على الحكومة بهجوم "جودكا جيليكو".. هل عاد التصعيد إلى مقديشو؟
الأحد 05/أكتوبر/2025 - 03:35 م
طباعة

أنهت قوات الأمن الصومالية، يوم السبت، هجوما مطولا شنته حركة الشباب المرتبطة بتنظيم القاعدة على سجن استخباراتي شديد الحراسة في العاصمة مقديشو، ما أسفر عن مقتل جميع المهاجمين السبعة الذين اقتحموا المنشأة بعد انفجار سيارة مفخخة عند البوابة الرئيسية، وفقا لبيان حكومي.
تفاصيل الهجوم
بدأ الهجوم في حوالي الساعة 4:40 مساء بالتوقيت المحلي، عندما انفجرت سيارة محملة بالمتفجرات عند مدخل سجن جودكا جيليكو، وهو مركز احتجاز تحت الأرض تديره وكالة الاستخبارات والأمن الوطنية (NISA). يستخدم السجن بشكل رئيسي لاستجواب عناصر حركة الشباب المعتقلين.
وفي أعقاب الانفجار، دخل سبعة مقاتلين من حركة الشباب متنكرين بزي قوات NISA ويستقلون سيارة تحمل شعار الوكالة، وشنوا هجوما على المجمع، ما أدى إلى تبادل عنيف لإطلاق النار مع قوات الأمن الصومالية. استمر الاشتباك عدة ساعات، قبل أن تتمكن قوات الأمن من تحييد جميع المهاجمين واستعادة السيطرة على المنشأة.
فرار سجناء ودمار المنشأة
أفاد البيان الحكومي بأن الهجوم أسفر عن تدمير جزء من المنشأة، ما أتاح للعديد من السجناء الفرار قبل أن تتمكن السلطات من استعادة السيطرة الكاملة. كما أظهرت لقطات متداولة على الإنترنت أشخاصا يركضون في اتجاهات مختلفة، مما يرجح أنهم سجناء فروا أثناء الهجوم.
تصعيد من حركة الشباب
جاء الهجوم بعد ساعات فقط من بدء الحكومة الصومالية إزالة عشرات الحواجز الطرقية في أنحاء مقديشو، والتي كانت قائمة لأكثر من 15 عاما بسبب التهديدات الأمنية المستمرة. هذا القرار الحكومي يأتي في وقت حساس، حيث يسلط الضوء على تحديات أمنية متزايدة في العاصمة، رغم الجهود الحكومية المدعومة من الغارات الجوية الأمريكية ضد معاقل حركة الشباب في جنوب ووسط الصومال.
أثر الهجوم على الوضع الأمني
الهجوم يعكس قدرة حركة الشباب المستمرة على ضرب أهداف شديدة الحراسة في قلب العاصمة، ويثير مخاوف جديدة بشأن أمن المنشآت الحكومية الرئيسية في مقديشو. في وقت سابق من هذا العام، زعمت السلطات الصومالية أنها أحرزت تقدما كبيرا في حربها ضد داعش، إلا أن هذا الهجوم يظهر أن حركة الشباب لا تزال تمثل تهديدا قويا.
تداعيات الهجوم على الأمن المحلي والدولي
هذا الهجوم يأتي في سياق تصاعد أعمال العنف في الصومال، في وقت تحاول الحكومة تعزيز استقرار البلاد وتوفير بيئة أكثر أمانا للمواطنين. ويؤكد الحادث على قدرة حركة الشباب على تنفيذ عمليات معقدة في قلب العاصمة، رغم الهجمات المستمرة ضدهم من قبل القوات الصومالية وقوات التحالف الدولية.
وتثير هذه التطورات تساؤلات بشأن قدرة الحكومة على تأمين المنشآت الحيوية في العاصمة وفي بقية المناطق التي تشهد صراعا مستمرا مع الجماعات المتشددة، ويتوقع أن يؤدي الهجوم إلى زيادة الضغوط على الحكومة لمراجعة استراتيجياتها الأمنية في الفترة المقبلة.