"من يتصدى للمشروع الإيراني في اليمن؟": متابعات الصحف العربية والأجنبية
الإثنين 13/أكتوبر/2025 - 12:20 م
طباعة

تقدم بوابة الحركات الاسلامية أبرز ما جاء في الصحف ووكالات الأنباء العربية والعالمية بخصوص الأزمة اليمنية، ومشاورات السويد، والدعم الإيراني للحوثيين، بكافة أشكال الصحفي (أخبار – تعليقات – متابعات – تحليلات– آراء) اليوم 13 أكتوبر 2025.
الشرق الأوسط: انتهاء حرب غزة يُعَقِّد خيارات الحوثيين العسكرية
رغم فقدان الحوثيين ورقة التعبئة الداخلية ومبررات أنشطتها العسكرية خارج الجغرافيا اليمنية؛ فإن الجماعة أظهرت نيات للاستمرار في التصعيد لأسباب مرتبطة بنفس الصراع، في حين يرى مراقبون أن خيارات الجماعة زادت تعقيداً.
ففي أعقاب توقيع اتفاق إنهاء الحرب في قطاع غزة منذ عامين، أعلن عبد الملك الحوثي، شروع جماعته في رصد ومراقبة الأحداث، مبدياً عزمها على التعليق واتخاذ المواقف تجاه أي مستجد فيها يتطلب ذلك، واستمرار حالة الجهوزية لمراقبة تنفيذ الاتفاق، ملمحاً إلى دورها فيما سماه «الفشل الإسرائيلي» في تحقيق الأهداف.
خلال خطابه الأسبوعي، تباهى الحوثي بتنفيذ 1835 عملية، ما بين صواريخ باليستية ومجنحة وفرط صوتية وطائرات مسيرة، وزوارق حربية، منذ بدء الحرب في غزة، ولجأ إلى التحذير من توجه إسرائيل لعمل عسكري جديد، وهو ما يستدعي (وفق قوله) استمرار الإعداد لجولات مقبلة من الصراع، رغم إعلان وقف إطلاق النار، وعدّ ما جرى خلال العامين الماضيين جولة واحدة منه.
عَكَسَ الخطاب رغبة الجماعة في استمرار التصعيد العسكري ضد إسرائيل، من خلال إشارة زعيمها إلى أن عدم تحقق النتائج المرجوة من اتفاق وقف إطلاق النار سيكون دافعاً لمواصلة ما سماه «مسار الدعم والإسناد».
ويصعب التنبُّؤ بتصرفات وتحركات الجماعة الحوثية في الوضع الراهن، وفقاً لحديث علي الصراري مستشار رئيس الوزراء اليمني لـ«الشرق الأوسط»، فانتهاء الحرب في غزة وضعها في مأزق، بعد أن كانت ادعاءاتها لمناصرة سكان القطاع ساعدتها في ترتيب أوضاعها الداخلية وحشد المقاتلين وتوسيع نفوذها الداخلي، وكانت من أكثر الجهات التي استفادت من هذه الحرب.
ويضيف المستشار اليمني أنه من المهم بالنسبة للجماعة أن تسعى إلى تجنب المزيد من الهجمات الإسرائيلية والأميركية، رغم أنها ستظل خاضعة للقرار الاستراتيجي للنظام الإيراني الذي يشترط على حلفائه حمايته في المقام الأول، والذي لا يزال يحافظ على بعض نفوذه في المنطقة، ولا يريد التخلي عن البحر الأحمر كورقة ضغط وابتزاز في مواجهة الولايات المتحدة.
ومن المرجَّح، طبقاً للصراري، وهو أيضاً قيادي في الحزب الاشتراكي اليمني، أن يسعى الحوثيون إلى محاولة إعادة إحياء خريطة الطريق الأممية للحل السلمي في اليمن، التي لم يجرِ التفاوض حولها بسبب التصعيد العسكري الحوثي خارج اليمن. ورغم أن الوضع قد تغير. ولم يعد بالإمكان العمل بتلك الخريطة، فإن الجماعة ستسعى من خلال تهديدها الإقليمي في سبيل ذلك.
وكان هانس غروندبرغ مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة تقدم نهاية 2023 بخريطة طريق للحل السلمي في اليمن، إلا أن النشاط العسكري للجماعة الحوثية في البحر الأحمر وهجماتها ضد إسرائيل عطل إمكانية البدء في تنفيذها.
ورطة عسكرية
تُعدّ الأوضاع الداخلية عاملاً مهماً في موقف الجماعة الحوثية بعد انتهاء الحرب في غزة؛ حيث ستجد نفسها غير قادرة على التعبئة تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين، وبحاجة لتبرير استمرار الأزمات المعيشية والخدمية وانقطاع رواتب الموظفين العموميين.
ويذهب فارس البيل، الأكاديمي والباحث السياسي اليمني إلى أن الجماعة تشعر بورطة عسكرية وسياسية بعد اتفاق التهدئة في غزة، لفقدانها مبررات مغامراتها العسكرية التي تشكل خط دفاع أولياً للنظام الإيراني، وتخدم طموحاته ورغباته من تصعيد وتهديد وابتزاز للغرب واستنزافه في المنطقة.
وبحسب إفادة البيل لـ«الشرق الأوسط»، فإن الجماعة الحوثية هربت بنشاطها العسكري ضد إسرائيل والملاحة في البحر الأحمر من تبعات السخط الشعبي عليها، وعادت بمبرر تلك المواجهة إلى ممارسة الحشد العسكري الذي تراجع بسبب الهدنة الداخلية، ووجدت فرصتها لعسكرة الحياة وتشديد قبضتها الأمنية والسيطرة الداخلية ومضاعفة نهب الأموال العامة والخاصة وممارسة الابتزاز داخلياً وخارجياً.
وبسبب مغامرات الجماعة، فإن المعادلة اختلفت عمّا كانت عليه سابقاً؛ حيث ذهبت الجماعة (بحسب البيل) أبعد مما يجب، وخسرت دعماً من أطراف دولية كانت تتوقع منها التحول إلى حالة سياسية، وعوضاً عن ذلك أصبح عليها ثأر من إسرائيل لا يمكن تجاهله، وخسرت التفاوض السياسي، وأودت باليمنيين إلى المحرقة، ولم ينفع معها التعاطف الشعبوي والبطولات الزائفة.
إعادة تموضع
حشدت الجماعة أنصارها وأتباعها، الجمعة الماضي، في مختلف مناطق سيطرتها، تحت دعوى «تتويج عامين من نصرة فلسطين»، وزعمت في خطابها المصاحب لتلك الفعاليات أنها بمساهمتها في إسناد الفلسطينيين، تمكنت من تطوير قدراتها العسكرية على كل المستويات، وتحقيق حضور في الساحة العالمية.
ويضع الباحث اليمني محمد عبد المغني احتمالين لتوجهات الجماعة بعد إعلان وقف إطلاق النار في غزة؛ فقد تذهب نحو التهدئة المؤقتة وإنهاء نشاطها العسكري بسبب سقوط الهالة الدعائية المتمثلة في ذريعة مناصرة غزة، أو «استمرار تهديداتها تحت ذريعة الجاهزية للعودة في حالة تعثر تنفيذ الاتفاق»، كما ورد في تصريحات زعيمها عبد الملك الحوثي.
وفقد الحوثيون فعلاً مبرراتهم المباشرة، لكنهم لم يفقدوا مبرراتهم الاستراتيجية والسياسية، وفقاً لحديث عبد المغني لـ«الشرق الأوسط»، لأنهم في المجمل يستخدمون الصراع وقتالهم منذ سنوات أداةَ ضغطٍ سياسية لتقوية موقفهم وموقف إيران؛ سواء في مفاوضات مستقبلية على المستوى الداخلي أو الإقليمي، فهذه المبررات أصبحت جزءاً من مشروع سياسي وآيديولوجي مرتبط بالنظام الإيراني.
وتبعاً لذلك، فإن التنبؤ بأي تحرك للجماعة لا بد أن يرتبط (بحسب عبد المغني) بموقف إيران، وحتى لو انتهت الحرب تماماً في غزة، فإنها ستبحث عن مبررات جديدة لاستمرارها في التصعيد.
وفي حين يتوقع أن تتجه الجماعة إلى مرحلة إعادة تموضع، والمحافظة على وتيرة منخفضة من التصعيد، ومحاولة الوصول إلى توازن بين التهدئة الإقليمية والحفاظ على سيطرتها الداخلية واستمرار انتهاكاتها بحق السكان، يرى أن ذلك سيشمل بقاء البحر الأحمر ورقة ابتزاز وضغط بيد إيران، ولكن بشكل محسوب لتجنب ردود فعل دولية قاسية.
وبعد أن كانت تستخدم الجماعة الحوثية أنشطتها العسكرية لتحقيق رغبتها في التحول إلى قوة مؤثرة في المنطقة، ستواجه (طبقاً لعبد المغني) خطر فرض العزلة السياسية، بعد أن ظهر تغير، وإن كان غير كبير، في الموقف الأوروبي تجاهها بعد عمليتها الأخيرة في البحر الأحمر، التي استهدفت سفينة هولندية.
صرخة جوع تقود ناشطاً يمنياً إلى سجون الحوثيين
لم يكن الناشط اليمني صالح القاز يدرك أن حديثه عن موت الناس جوعاً سيستفز مخابرات الحوثيين، ويتسبب في مداهمة مسكنه واقتياده إلى سجن غير معروف، حيث تتعامل الجماعة بقسوة شديدة تجاه أي مطالب بتحسين المستوى المعيشي للسكان وصرف رواتب الموظفين المقطوعة منذ تسعة أعوام.
الجماعة الحوثية التي تخشى انتفاضة شعبية جراء اتساع مساحة الفقر والجوع في مناطق سيطرتها، تمكنت خلال العامين الماضيين من إسكات الأصوات التي تطالب بصرف رواتب الموظفين المقطوعة أو الحديث عن الجوع الذي يواجه الملايين، لكنها اليوم ومع التوصل إلى اتفاق وقف النار في غزة باتت أكثر خشية من انتفاضة شعبية على خلفية هذه المطالب.
وذكرت مصادر حقوقية في صنعاء أن ثلاث سيارات تتبع جهاز المخابرات الذي يديره علي حسين الحوثي، نجل مؤسس الجماعة الحوثية، داهمت منزل القاز على خلفية منشور له في مواقع التواصل الاجتماعي تحدث فيه عن معاناة السكان في مناطق سيطرتهم من الجوع.
وقالت المصادر إن نحو 25 من عناصر الجماعة الملثمين اقتحموا المنزل واقتادوا القاز بطريقة مهينة، واستخدموا العنف أثناء المداهمة، ما أثار غضباً واسعاً لدى رواد مواقع التواصل الاجتماعي.
ووفق ما ذكرته المصادر، فقد اقتيد الناشط إلى مكان غير معروف ودون أمر قضائي، ولا تهمة فعلية سوى التعبير عن معاناة قطاع عريض من سكان تلك المناطق، الذين كان أغلبهم يعيشون على المساعدات الإغاثية.
وخُفضت هذه المساعدات تدريجياً خلال السنوات الأخيرة، إذ تم استبعاد نحو 9 ملايين شخص من قائمة المستحقين قبل أن تُعلَّق مؤخراً بعد مداهمة الحوثيين مكاتب الأمم المتحدة واحتلالها واعتقال العشرات من العاملين فيها.
حظر التعبير عن المعاناة
كان الناشط اليمني صالح القاز عبّر عن سعادته بحديث أحد الممثلين المؤيدين للحوثيين عن معاناته وزملائه من الفقر، لأن ذلك سيخفف من النقد الذي سيُوجَّه له عندما يقول إن الناس يموتون من الجوع وفي حالة يُرثى لها، حيث كان يُتَّهم بالمبالغة والكذب. وقال إن هذا الممثل وغيره من المحسوبين على الحوثيين سيكون كلامهم محل قبول لدى الجماعة، ويمكن أن يستجيبوا لشكوى مؤيديهم ومن ثم يعيدون التفكير في الوضع، ويشعرون بحالة السكان.
وعبّر الناشط اليمني عن ثقته بأن الحوثيين سيأخذون كلام الممثل المؤيد لهم بجدية ويعالجون الأمر بأسرع وقت، وتمنى ألا ينسوا معاناة بقية السكان لأن حالتهم أسوأ، وقال: «إذا كان الممثل الذي هو تبعكم يشكو، فما بالكم بالمواطنين العاديين؟».
كما امتدت حملة الاستنفار الحوثية ضد الداعين للابتهاج بتوقيع اتفاق وقف إطلاق النار في غزة إلى أحد باعة الخضراوات الذي عبّر عن سعادته بذلك الاتفاق؛ لأنه سيتمكن من فتح محله يوم الجمعة من كل أسبوع، إذ كان يُجبر من الحوثيين على إغلاقه بسبب التجمعات الأسبوعية التي كانوا يقيمونها في ساحة العروض بميدان السبعين جنوب صنعاء، حيث شنّ أتباع الجماعة حملة تخوين للرجل، ودعوا لإغلاق محله.
وعلى مدى يومين، كان لافتاً انشغال المجموعة الإعلامية الإلكترونية لمخابرات الحوثيين في مهاجمة صاحب المحل والدعوة للتوقف عن الشراء منه، واتهامه بالعمالة والارتزاق، والطعن في معتقداته ونسبه بسبب ما صدر منه ومشاركته سكان قطاع غزة الفرحة بانتهاء الحرب.
اعتقال عريس وأقاربه
كشف ناشطون في محافظة إب (193 كيلومتراً جنوب صنعاء) أن مخابرات الحوثيين اعتقلت عريساً مع أسرته بالكامل، كانوا في طريقهم إلى مديرية العدين غرب إب، وأعادوا العروس إلى صنعاء، فيما لا يزال العريس وأقاربه في سجن غير معروف منذ نهاية يوليو (تموز) الماضي وحتى اليوم.
وحسبما ذكر الناشطون، فإن أسرة كاملة من بيت الفخري أُخذت من نقطة تفتيش «نقيل يسلح» حيث مدخل صنعاء الجنوبي، وتضم الأب والابن والعم أثناء توجههم إلى محافظة إب بعد إتمام عرس ولدهم إبراهيم ومعهم عروسه، وكانوا في سيارة الزفاف عندما أوقفتهم النقطة الأمنية وبدأت بتفتيش السيارة تفتيشاً دقيقاً، وعندما لم يجدوا شيئاً، صدرت الأوامر باعتقالهم.
وذكر الناشطون أن العروس أُعيدت إلى صنعاء، والزوج والأب والعم أُخذوا إلى مكان مجهول حتى الآن، ولم يُسمح لهم بزيارتهم أو التواصل مع محاميهم حتى اللحظة، حيث لا تعرف العروس أين أُخذ زوجها وبقية أسرتها منذ ذلك التاريخ، وتطالب الأسرة بمعرفة مكان المختطفين أو التهم الموجهة إليهم.
العين: انفراجة في أزمة مرتبات الموظفين الحكوميين باليمن
أعلن مصدر في البنك المركزي اليمني بعدن، اليوم الإثنين، بدء صرف مرتبات الموظفين الحكوميين، بعد توقفٍ استمر أربعة أشهر.
وقال المصدر في تصريح خاص لـ"العين الإخبارية"، إن البنك المركزي في عدن بدأ بتحويل التعزيزات المالية الخاصة بصرف مرتبات موظفي القطاع المدني لشهر يوليو/ تموز 2025، في المحافظات المحررة.
ويعود تأخر صرف مرتبات موظفي الدولة العسكريين والمدنيين في اليمن؛ إلى شح السيولة المالية لدى البنك المركزي، بحسب خبراء اقتصاديين.
والخميس الماضي، أعلنت الحكومة اليمنية عن خطة مالية وإدارية شاملة؛ للتغلب على هذه المشكلة، وصرف مرتبات موظفي الدولة بالقطاعين العسكري والمدني.
الخطة وصفتها الحكومة بأنها "متكاملة"، وتضمن انتظام صرف الرواتب المتأخرة تدريجيًا، بالتوازي مع إصلاحات مالية وهيكلية.
وشملت الخطة عملية منضبطة في تحصيل الإيرادات العامة وتوريدها إلى حساب الحكومة العام؛ لتجاوز شح السيولة، وتمكين الحكومة من الإيفاء بالتزاماتها تجاه المواطنين.
تنسيق الجهود لصرف مرتبات الموظفين في اليمن
وبحسب المصدر في البنك المركزي بعدن، فإن الخطة المالية والإدارية الشاملة يجري تنفيذها بإشراف مباشر من رئيس مجلس الوزراء اليمني سالم بن بريك، وبالتنسيق بين وزارة المالية والبنك المركزي اليمني والقطاع المصرفي المحلي.
وتأتي الخطة الحكومية بالتوازي مع إصلاحات مالية وهيكلية تهدف إلى تحقيق الاستدامة في تمويل المرتبات وتحسين أوضاع العاملين في الدولة، وفقًا لحديث المصدر مع "العين الإخبارية".
مرتبات الموظفين في اليمن أولوية مطلقة
وكانت الحكومة قد أصدرت بيانا أكدت فيه أنها تولي قضية صرف مرتبات موظفي الدولة في القطاعين المدني والعسكري أولوية مطلقة، انطلاقا من مسؤوليتها الوطنية والإنسانية تجاه العاملين في مؤسسات الدولة.
وقال البيان: "إن ما واجهته عملية صرف المرتبات خلال الفترة الماضية من تحديات، تتطلب تكامل جهود الدولة والحكومة لتجاوزها من خلال العمل على توسيع قاعدة الإيرادات، وتعزيز الانضباط المالي، وترشيد النفقات، وضمان الشفافية في إدارة الموارد العامة".
وأعرب البيان عن تفهم الحكومة الكامل لمعاناة الموظفين وأسرهم، وأكد أن هذه المعاناة لم تغب يوما عن أولوياتها، وأنها ستواصل العمل الجاد والمسؤول لتجاوز آثارها وتحسين مستوى الخدمات والمعيشة في المحافظات المحررة.
مواصلة الإصلاحات الاقتصادية
وأكد البيان التزام الحكومة الكامل بمواصلة الإصلاحات الاقتصادية والمالية التي يقودها رئيس الوزراء؛ بما يسهم في تحسين معيشة المواطنين، واستعادة الثقة بالمؤسسات العامة، وتعزيز الشراكة مع الأشقاء والأصدقاء لدعم هذه الجهود.
وشدد على ضرورة انضباط تحصيل الإيرادات العامة وتوريدها إلى حساب الحكومة العام، بما يضمن الشفافية والعدالة في توزيع الموارد وتمكين الحكومة من الإيفاء بالتزاماتها تجاه المواطنين.
البيان أكد على أهمية تنظيم العلاقة المالية والإدارية بين الحكومة والسلطات المحلية وفقا للقانون وبما يعزز اللامركزية المالية المنضبطة، ويحقق الاستخدام الأمثل للموارد المتاحة.
ولفت إلى أن تكامل المسؤولية بين مجلس القيادة الرئاسي والحكومة والسلطات المحلية هو السبيل الأمثل لتجاوز الظروف الصعبة واستعادة فاعلية مؤسسات الدولة وتمكين الحكومة من أداء صلاحياتها ومسؤولياتها كاملة.
تكميم الأفواه في تعز اليمنية.. الإخوان توسع دائرة القمع ضد الصحفيين
تتسع دائرة الانتهاكات بحق الصحفيين في مدينة تعز الخاضعة لسيطرة تنظيم الإخوان، مع تكرار حوادث الاعتقال والمداهمات بحق الإعلاميين على خلفية نشاطهم المهني كجزء من نمط متواصل لتكميم الأفواه.
وتتقاسم مليشيات الحوثي مع إخوان اليمن السيطرة على محافظة تعز، حيث يسيطر الإخوان على قلب المدينة فيما تخضع الضفة الشرقية للحوثيين، وتقوم الجماعتان بتسخير المحافظة لخدمة أجندتهما.
وكشفت نقابة الصحفيين اليمنيين، الأحد، عن اعتقال قوات أمنية موالية للإخوان، الصحفي يزيد الفقيه وذلك عقب مداهمة منزله في مدينة تعز (جنوب).
وقالت نقابة الصحفيين اليمنيين، في بيان، إنها "تلقت بلاغاً من أسرة الصحفي يزيد الفقيه يفيد باعتقاله مساء أمس السبت من قبل قوة أمنية موالية للإخوان في تعز، واقتياده إلى مقر الجهاز بشكل تعسفي".
وأشار البيان إلى أن "السلطات الأمنية أبلغتهم أن هناك أمر قبض قهري بحق الزميل الفقيه على خلفية قضايا نشر"، مشيرا إلى أن "هذا الإجراء مخالف للقانون الذي يمنع الاحتجاز أو الاعتقال التحفظي في قضايا نشر".
وفيما أدانت نقابة الصحفيين اليمنيين هذه الإجراءات، طالبت بسرعة الإفراج عن الزميل والصحفي يزيد الفقيه.
وكانت قوة أمنية موالية لإخوان اليمن اقتحمت في أغسطس/آب الماضي منزل الإعلامي حمود هزاع في مخيم الجفينة للنازحين في مأرب وذلك على خلفية كتاباته الناقدة لانتهاكات التنظيم بالمحافظة.
وفي مايو/أيار الماضي اعتقلت قوات إخوانية في مأرب الصحفي عبدالرحمن الحميدي قبل أن تطلق سراحه تحت الضغط الإعلامي.
ووثقت كيانات حقوقية 101 حالة انتهاك طالت حرية الصحافة خلال العام الماضي، تنوعت بين 27 حالة حجز للحرية بنسبة 26.7% من إجمالي الانتهاكات، و23 حالة تهديد وتحريض على صحفيين بنسبة 22.8%، و19 حالة محاكمات بنسبة 18.8%، و11 حالة اعتداء علي صحفيين وممتلكاتهم ومقار إعلامية بنسبة 10.9%، و7 حالات منع ومصادرة للمقتنيات الخاصة بالمصورين والصحفيين بنسبة 6.9%.
كما رصدت 6 حالات لظروف اعتقال سيئة بنسبة 5.9%، و4 حالات حجب وإغلاق لوسائل إعلام إلكترونية بنسبة 4%، و3 حالات إيقاف رواتب ونشاطات نقابة مهنية بنسبة 3%، ناهيك عن حالة إعدام طالت الصحفي المخفي منذ العام 2015 محمد قائد المقري بنسبة 1% وهذه الأخيره ارتكبها تنظيم القاعدة.
ومنذ الانقلاب الحوثي أواخر 2014, وثقت نقابة الصحفيين اليمنيين أكثر من 1800 انتهاك، ارتكب الحوثيون منها 1050 انتهاكا بنسبة 58.1%.
لماذا يخشى الحوثيون موظفي الإغاثة.. «رهاب الحقيقة أم جنون الارتياب»؟
عمدت مليشيات الحوثي خلال السنوات الأربع الماضية إلى اختطاف موظفين من وكالات تابعة للأمم المتحدة، ما دفع مسؤولين أمميين إلى الانتقال إلى عدن.
ويعتقد خبراء وحقوقيون يمنيون أن مليشيات الحوثي تعاني مما اعتبروه "رهاب الحقيقة"، إذ يتعامل الموظفون الأمميون بشكل وثيق مع سكان المناطق التي تسيطر عليها الجماعة، ما يوفر مصدراً مباشراً للوكالات الإنسانية للاطلاع على الانتهاكات الحوثية على الصعيد الإنساني.
رؤوس القاعدة تتساقط في اليمن.. نزيف دام بـ2025
وقال رئيس مركز اليمن لدراسات حقوق الإنسان، محمد نعمان، إن موجة الاعتقالات والاختطافات التي يقوم بها الحوثيون ضد الموظفين الأمميين تعود إلى القلق الذي يشكله هؤلاء من وجهة نظر الجماعة، خاصة العاملين في الميدان، كونهم على تواصل مباشر بالمواطنين المحتاجين والمستهدفين من قبل برامج الإغاثة.
وأضاف نعمان في تصريحات لـ"العين الإخبارية" أن "هؤلاء الموظفين، وبحكم عملهم الميداني ولقاءاتهم المباشرة باليمنيين المستهدفين من البرامج الإنسانية للأمم المتحدة، يحصلون على معلومات حول طبيعة المشكلات والمعاناة والانتهاكات التي يتعرض لها المواطنون من قبل الحوثيين".
وعلى ما يبدو، يرتبط "رهاب الحقيقة" بهواجس الجماعة الأمنية، في ظل الضغوط الدولية على المليشيات التي دأبت على استهداف التجارة الدولية بهجماتها على سفن الشحن في البحر الأحمر.
واختطف الحوثيون أكثر من 50 موظفاً أممياً خلال أعوام 2021 و2023 و2024، وفي 31 أغسطس/آب ومطلع أكتوبر/تشرين الأول الجاري، بالإضافة إلى عشرات الموظفين العاملين في الوكالات الإغاثية والبعثات الدبلوماسية.
ويبرر الحوثيون حملة اعتقالاتهم المستمرة بحق الموظفين الأمميين، وعاملي الإغاثة والمنظمات الإنسانية، باتهامات تتعلق بـ"العمل العسكري والاستخباراتي"، رغم أن دورهم إغاثي وإنساني بحت، وفقاً لحقوقيين.
من جانبه، رأى الحقوقي اليمني مروان محمود أن اختطافات مليشيات الحوثي لعاملي الإغاثة تنطلق من فكر عقائدي ينظر إلى المنظمات، بمختلف مسمياتها، على أنها واجهات استخباراتية تقف خلف ما تسميه المليشيات "الحرب الناعمة".
وأشار محمود في حديثه لـ"العين الإخبارية" إلى أن "مليشيات الحوثي ظلت منذ إسقاط صنعاء أواخر عام 2014 تنظر إلى المنظمات بتوجس، وكانت تراهن على قدرتها على تطويعها وتسخيرها لصالحها، قبل أن تعود لاختطاف عامليها لابتزاز المجتمع الدولي".
وقال إن "اختطاف مليشيات الحوثي لعاملي الإغاثة جاء عقب وصول محاولات المليشيات لتوظيف وكالات الإغاثة إلى طريق مسدود، ويرتبط بمحاولات الحوثيين ابتزاز المجتمع الدولي واستخدام الموظفين كورقة مساومة".
ويصف رئيس مركز اليمن لدراسات حقوق الإنسان مبررات الحوثيين المعلنة بشأن اعتقال موظفي الإغاثة بأنها "تهم جاهزة" يستخدمها الحوثي بغرض تغطية الفساد وسرقة المساعدات الدولية، وممارسة الابتزاز والضغط على المنظمات الدولية والأممية لتغطية الانتهاكات التي يرتكبونها ضد القوانين والاتفاقات الدولية.
ورأى نعمان أن غاية الحوثيين من استهداف عمل المنظمات التابعة للأمم المتحدة تكمن في تحقيق مآرب سياسية واقتصادية، والتأثير على مسار عمل مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن، والحصول على امتيازات تحت الضغط.
يمن فيوتشر:تحليل: كيف حوّل الحوثيون حرب إسرائيل الإقليمية إلى فرصة لتعزيز نفوذهم
مع بدء سريان وقفٍ هشٍّ لإطلاق النار في غزة بين إسرائيل وحركة حماس، يبدو أن فاعلاً عسكرياً آخر في المنطقة قد أوقف بدوره الأعمال العدائية: جماعة الحوثيين في اليمن.
فقد أفادت التقارير بأن زعيم الجماعة عبد الملك الحوثي أصدر أوامر لمقاتليه بوقف الهجمات ضد إسرائيل والسفن المرتبطة بها، وهي الهجمات التي كانت الجماعة تنفذها بشكلٍ متقطع على مدى العامين الماضيين.
وبحسب مصدر نقلت عنه وسائل إعلام سعودية، فإن هذا التوقف سيستمر ما دامت إسرائيل تلتزم بوقف إطلاق النار في غزة.
ويُبرز هذا الشرط موقفَ قوةٍ تتبناه الجماعة، إذ إن الحوثيين نفذوا هجماتهم تضامناً مع الفلسطينيين دون الحاجة إلى التفاوض مع إسرائيل – لا مباشرةً ولا بشكل غير مباشر – بشأن أي هدنة.
وعلى مدى عامين من حروب إسرائيل في المنطقة والمجازر في غزة، ظهرت عدة جماعات رفعت السلاح رداً على تلك الأحداث، من بينها حركة حماس وسائر الفصائل المسلحة في غزة، وحزب الله في لبنان، وجماعة الحوثيين في اليمن، وإيران.
وقد عانت جميع هذه الأطراف – بما في ذلك إسرائيل نفسها – معاناةً بالغة، إذ خلّف الصراع خسائر فادحة على المستويين العسكري والاقتصادي، فضلًا عن الأضرار المدمرة التي لحقت بالمدنيين.
وفي حين أثارت الحرب تساؤلاتٍ وجودية حول الدور المستقبلي لبعض هذه الجماعات، مثل حماس وحزب الله، فإن السلطة الفعلية في اليمن قد ازدادت أهمية وتأثيراً على الساحة الإقليمية.
فقد أوضح محللون لموقع ميدل إيست آي أن ثبات الحوثيين في تنفيذ هجماتهم ضد إسرائيل وضد الملاحة الدولية جعل العالم يلتفت إليهم باهتمام أكبر، ومنح الجماعة انتصاراً معنوياً في الداخل وعلى الصعيد الخارجي.
• الصمود العسكري
قال أندرياس كريغ، الأستاذ المساعد في قسم دراسات الدفاع بكلية كينغز كوليدج لندن، في حديثه لموقع ميدل إيست آي:
“من الناحية العسكرية، قدّم الحوثيون أداءً قوياً على مدى عامين بالنسبة لفاعلٍ غير دولتي.”
وأشار كريغ إلى حملة الحوثيين التي استمرت نحو عامٍ ونصف في مهاجمة السفن الدولية في البحر الأحمر، ما أجبر العديد من السفن التجارية الكبرى المتجهة من أوروبا إلى آسيا على سلوك طريقٍ أطول وأكثر كلفة عبر رأس الرجاء الصالح في أقصى جنوب إفريقيا.
وبحسب التقرير، فإن الهجمات التي نُفذت تضامناً مع الفلسطينيين في مواجهة الإبادة الإسرائيلية أدت إلى انخفاض حركة الملاحة عبر خليج عدن بنسبة 70% خلال عامين.
ويقول كريغ أيضاً إن الحوثيين واصلوا تنفيذ ضربات بعيدة المدى على إسرائيل بين الحين والآخر، وتمكنوا من تجاوز الردود الإسرائيلية دون أن تتأثر وتيرة عملياتهم إلا بشكلٍ طفيف.
وقد أدت إحدى تلك الضربات إلى شلّ حركة الطيران مؤقتاً في مطار رامون بجنوب إسرائيل، بينما نجح هجوم أحدث في اختراق منظومة الدفاع الجوي الإسرائيلية واستهداف فندق في مدينة إيلات السياحية.
لكن التحدي لم يأتِ من إسرائيل وحدها؛ فخلال تلك الفترة واجه الحوثيون حملة عسكرية متواصلة من الولايات المتحدة.
ويقول علي رزق، المحلل السياسي والأمني اللبناني، لموقع ميدل إيست آي:
“حين شارك الأمريكيون في قصف اليمن، رد الحوثيون بالمثل، وفي نهاية المطاف تراجع ترامب عن المواجهة.”
ويرى رزق أن الحوثيين تمكنوا من إجبار الولايات المتحدة على فكّ الارتباط العملياتي مع إسرائيل فيما يتعلق بالجبهة اليمنية، وهو ما يعتبره إنجازاً سياسياً وعسكرياً لافتاً.
ووفقاً لتقارير متخصصة، أنفقت واشنطن أكثر من مليار دولار على حملتها العسكرية في اليمن دون أن تتمكن من تحقيق تفوّق جوي على الحوثيين، وهو ما اعتُبر انتكاسة غير مسبوقة لقوةٍ عظمى.
وقد أسفرت الهجمات الأمريكية والإسرائيلية عن سقوط عشرات القتلى، بينهم عدد كبير من المدنيين، كما استُهدفت البنى التحتية العسكرية وقُتل عدد من القيادات الميدانية.
ومع ذلك، لم يظهر أن الحوثيين قد تراجعوا أو تأثروا بتلك الضربات.
وقال أندرياس كريغ موضحاً:
“محرك صمودهم يكمن في بنيتهم نفسها؛ فهي أشبه بشبكةٍ من الشبكات، تتداخل فيها الروابط القبلية والدينية والأمنية والتجارية، بما يضمن التكرار والمرونة. يمكنك القضاء على قائد أو تدمير مخزن، حينها قد يتعثر النظام وحسب، لكن نادراً ما يتوقف.”
وقد ساعدت عدة عوامل الحوثيين على الصمود بشكلٍ أفضل من غيرهم من الجماعات المسلحة التي انخرطت في المواجهة مع إسرائيل.
وأحد العوامل المهمة هو أن الحوثيين حديثو الظهور نسبياً في ساحة الصراع الدولي.
وقال علي رزق إن إسرائيل لا تملك معلومات استخباراتية كافية لتمكينها من إلحاق ضرر كبير بالحوثيين.
وأشار إلى أن إسرائيل كانت تمتلك معلومات دقيقة عن حزب الله، مما سمح لها باستهداف أمينه العام حسن نصر الله وعدد من كبار قادته، بالإضافة إلى الهجمات عبر أجهزة النداء (البيجر) التي أسفرت عن مقتل وإصابة آلاف الأشخاص.
وفي إيران أيضاً، ساعدت المعلومات الاستخباراتية الإسرائيلية في صراعٍ دام 12 يوماً خلال يونيو/ حزيران الماضي.
أما بالنسبة إلى الحوثيين، فقد تمكنت إسرائيل من اغتيال بعض كبار القادة السياسيين للجماعة، بما في ذلك رئيس وزرائها، لكنها لم تنجح بنفس القدر في استهداف القادة العسكريين البارزين.
ومن العوامل الأخرى التي تمنح الحوثيين أفضلية مقارنةً بحزب الله وحماس هو البعد الجغرافي لليمن عن إسرائيل.
ويوضح رزق قائلاً:
“إسرائيل تستطيع شن حرب شاملة على لبنان بسهولة، لكن اليمن أبعد جغرافياً، وهذا يمنح الحوثيين القدرة على شن هجمات ضد إسرائيل دون أن يتحملوا الثمن الباهظ الذي قد يتحمله حزب الله أو لبنان.”
• الانتصار السردي
قدّم الصراع أيضاً انتصاراً سردياً للحوثيين، سواء على المستوى الداخلي أو الدولي.
وقالت أروى مقداد، المحللة المتخصصة في شؤون اليمن والجغرافيا السياسية، لموقع ميدل إيست آي:
“أسهم التدخل الحوثي في البحر الأحمر في تعزيز شرعيتهم داخلياً، كما أكسبهم شهرة واعترافاً دولياً.”
وأضافت مقداد أن الهجمات على السفن التجارية عززت الصورة بأن الحوثيين يقاتلون ضد الظلم والقهر، وفي الوقت نفسه جعلت التدخل الإقليمي صعباً خوفاً من تهمة ’مهاجمة مجموعة تساعد غزة‘.
ولهذا السبب، ترددت العديد من الدول في المنطقة في الإعلان عن مشاركتها رسمياً ضمن قوة بحرية بقيادة الولايات المتحدة لمواجهة هجمات الحوثيين في البحر الأحمر.
وقالت أروى مقداد:
“في ظل تقاعس العرب، ارتقى الحوثيون كقوة مؤثرة في المخيال والخطاب العربي.”
ورغم أن الحوثيين كانوا يُوصفون منذ زمنٍ طويل بأنهم جماعة متمردة مدعومة من إيران، إلا أن هذا التصنيف قد يشهد تغيراً الآن.
وقال أندرياس كريغ:
“لقد انتقلوا من كيان تمرد يمني إلى لاعب رئيسي ضمن ما يُعرف بمحور المقاومة، ليصبحوا الفاعل العربي الوحيد الذي ينفذ ضربات روتينية داخل إسرائيل، ما منحهم وزناً سردياً يتجاوز حجمهم الفعلي.”
وأضاف علي رزق أن تحولاً إقليمياً قد حدث خلال السنوات الأخيرة، أصبحت فيه إسرائيل تُرى كعدوٍّ رئيسي أكثر من إيران.
وقال:
“لطالما شدد عبد الملك الحوثي على أن الأمريكيين والإسرائيليين وجهان لعملة واحدة.”
وأضاف:
“ما حدث في قطر يؤكد صحة الموقف الحوثي”، في إشارةٍ إلى الهجوم الإسرائيلي الذي استهدف مسؤولين من حركة حماس في الدوحة الشهر الماضي.
وقد وقع ذلك الهجوم على الرغم من أن قطر تُعد حليفاً رئيسياً للولايات المتحدة وتستضيف أكثر من ثمانية آلاف جندي أمريكي.
وقال: “هذا يعزز الرسالة الحوثية والسردية الأيديولوجية التي ترى في الصهيونية التهديد الرئيسي.”
وعلى الصعيد الداخلي، التفّ اليمنيون حول قضية مشتركة.
وقالت إليونورا أرديماجني، الباحثة المتخصصة في شؤون الجماعات المسلحة اليمنية، لموقع ميدل إيست آي:
“منحت الحرب الحوثيين فرصة لتعظيم مكاسبهم الداخلية من حيث التأييد الشعبي والتجنيد العسكري.”
وبحسب خبراء الأمم المتحدة، ارتفع عدد مقاتلي الحوثيين من 220 ألفاً عام 2022 إلى نحو 350 ألفاً عام 2024.
وقال أندرياس كريغ:
“على الصعيد المحلي، ساهمت سردية ’المقاومة من أجل غزة‘ في خلق تأثير تعبوي وطني تجاوز بعض خطوط الانقسام الداخلي، رغم استمرار ضعف الحوكمة وتصاعد القمع.”
وأضاف:
“لكن الخطر يكمن في المبالغة في التمدد؛ فإذا استمر تدهور الرواتب والخدمات في ظل تشديد القبضة الأمنية، فإن الزخم الشعبي سيتحول تدريجياً إلى غضبٍ صامت.”
• تراجع أهمية الحكومة المتمركزة في عدن
في الوقت الذي يسيطر فيه الحوثيون على مساحات واسعة من اليمن، بما في ذلك العاصمة صنعاء، لا تزال هناك حكومة منافسة تتخذ من عدن مقراً لها، لكنها تفقد أهميتها تدريجياً.
وتقود هذه الإدارة المجلس الرئاسي القيادي (PLC)، الذي يضم تشكيلة متباينة من القوى المناهضة للحوثيين.
ومن الناحية الشكلية، يُعد المجلس الهيئة التنفيذية للحكومة اليمنية المعترف بها دولياً، وهي الحكومة التي أُجبرت على مغادرة صنعاء بعد سيطرة الحوثيين عليها عام 2014.
وقال الباحث أندرياس كريغ:
“يسيطر الحوثيون على الشمال الكثيف بالسكان، ويتعاملون اليوم بشكل مباشر مع الوسطاء الرئيسيين والقوى الكبرى في ملفات الأمن والوصول الإنساني، بينما يكافح المجلس الرئاسي في الجنوب الانقسامات الداخلية وتدهور الخدمات الأساسية.”
وقال كريغ إن وصف الحكومة بأنها “معترف بها دولياً” لم يعد يتجاوز حدود الورق.
فالحكومة المتمركزة في عدن تواجه تحديات اقتصادية هائلة، تفاقمت جزئياً بسبب سلسلة من الهجمات الحوثية عام 2022 استهدفت موانئ في المناطق الجنوبية المنافسة.
وقالت الباحثة إليونورا أرديماجني:
“إن وقف تصدير النفط أدى إلى انخفاض حاد في إيرادات الحكومة، ما انعكس بشكل خطير على الخدمات العامة ودفع رواتب الموظفين، وأسهم في تفاقم الانقسامات السياسية.”
وتشمل تلك الانقسامات الاقتتال الداخلي بين المجلس الانتقالي الجنوبي — وهو جماعة انفصالية مدعومة من الإمارات تسعى لاستقلال جنوب اليمن — وبين فصائل أخرى ضمن المجلس الرئاسي القيادي.
وقالت مقداد:
“مع تصاعد الانقسامات وتنامي الدعوات الانفصالية في الجنوب، بات التحالف المناهض للحوثيين منشغلاً بصراعاته الداخلية أكثر من تركيزه على التحدي الخارجي.”
وفي الوقت نفسه، ومع تشتت الحكومة المعترف بها دولياً في عدن وتراجعها إلى الهامش، يتولى الحوثيون اليوم التعامل مباشرة مع المملكة العربية السعودية، التي كانت قد خاضت ضدهم حرباً ضروساً استمرت ثمانية أعوام وانتهت في عام 2023.
وقالت الباحثة إليونورا أرديماجني:
“مع وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحركة حماس، يُطرح سؤال جوهري حول ما إذا كان الحوثيون سيعيدون النظر في استراتيجيتهم.”
وأضافت:
“كما يُطرح تساؤل آخر حول الكيفية التي سيسعون بها إلى ترسيخ موقعهم الإقليمي في ظل تراجع حدة التوترات في الشرق الأوسط.”
نافذة اليمن: القبض على حوثيين في طريقهم إلى إيران يهذه المحافظة
ألقت السلطات الأمنية في محافظة المهرة، القبض على حوثيين أثناء محاولتهما المغادرة إلى إيران، بالتوازي مع ضبط شبكة تهريب خطيرة، وشحنة أجهزة وقطع تستخدمها مليشيا الحوثي في الطيران المسير.
وقالت شرطة مديرية شحن بمحافظة المهرة، اليوم الأحد، في اعلان رسمي أنها ضبطت شبكة تهريب واسعة تضم 26 شخصًا من الجنسية الإثيوبية تتراوح أعمارهم بين 16 و28 عامًا، كانوا يشاركون في عمليات تهريب غير مشروعة عبر الحدود اليمنية–العُمانية.
وأكدت مصادر أمنية أن الموقوفين تم التحفظ عليهم وفق الإجراءات القانونية، فيما تتواصل التحقيقات لتحديد الجهات التي تقف وراء أنشطة التهريب العابرة للحدود.
كما كشفت الشرطة عن القبض على عنصرين تابعين لمليشيا الحوثي كانا في طريقهما إلى إيران بطرق غير شرعية، وتم تسليمهما إلى الجهات المختصة لاستكمال التحقيقات ومعرفة طبيعة المهام التي كانا مكلفين بها.
وأشارت إلى أنه تم خلال العملية ضبط رجل تونسي الجنسية يبلغ من العمر 45 عامًا، دخل البلاد بطريقة غير قانونية، واتخذت بحقه الإجراءات اللازمة وفق القوانين النافذة.
وشددت شرطة شحن في بيانها على أن هذه العمليات تأتي ضمن الجهود الأمنية المكثفة لمكافحة التهريب والتسلل وضبط العناصر المهددة للأمن الوطني، مؤكدة أن العمل الأمني في المهرة يسير بوتيرة عالية لضمان تأمين المنافذ ومنع استغلالها من قبل شبكات مشبوهة أو تنظيمات إرهابية.
وفي سياق متصل، نفّذت مصلحة الجمارك اليمنية بالتعاون مع الأجهزة الأمنية، عملية نوعية في منفذ صرفيت الحدودي بالمحافظة، أسفرت عن ضبط أكثر من 3 آلاف قطعة إلكترونية مزدوجة الاستخدام يمكن توظيفها في أنظمة الطائرات المسيّرة والمتفجرات التي تعتمدها المليشيا الحوثية في هجماتها الإرهابية.
وتنوّعت المضبوطات بين أكثر من 90 صنفًا، من ضمنها أجهزة لحام الألياف الضوئية، وحساسات دقيقة، ولوحات برمجية، وشرائح إلكترونية حساسة تستخدم في تقنيات التحكم العسكري المتقدم.
وأكد مدير جمرك صرفيت، أحمد باكريت، أن العملية نُفّذت وفق قانون الجمارك والتشريعات النافذة، تنفيذًا لتوجيهات الحكومة اليمنية بمكافحة التهريب، مشددًا على أن كوادر الجمارك والأمن "لن يتهاونوا مع أي محاولة لإدخال مواد تُهدد الأمن الوطني أو تُستخدم في أنشطة عدائية".
وتُبرز هذه العمليات اليقظة الأمنية العالية في محافظة المهرة، التي أصبحت خط الدفاع الأول عن أمن اليمن والمنطقة في مواجهة محاولات الاختراق الحوثية وشبكات التهريب العابرة للحدود.