ضبط شحنة إلكترونية مزدوجة الاستخدام.. إنجاز أمني يعرقل مساعي الحوثيين لتطوير ترسانتهم العسكرية

الإثنين 13/أكتوبر/2025 - 12:32 م
طباعة ضبط شحنة إلكترونية فاطمة عبدالغني
 
في خطوة تعكس اليقظة الأمنية العالية للأجهزة المختصة في اليمن، تمكنت السلطات في منفذ صرفيت البري بمحافظة المهرة من إحباط واحدة من أخطر محاولات التهريب خلال العام الجاري، تمثلت في ضبط شحنة تضم ثلاثة آلاف قطعة إلكترونية مزدوجة الاستخدام، موزعة على نحو تسعين صنفاً من أجهزة الفحص واللحام الخاصة بالألياف الضوئية، ولوحات برمجية وحساسات متعددة الاستخدام، إضافة إلى كابلات توصيل وشرائح إلكترونية دقيقة يُمكن توظيفها في تشغيل الطائرات المسيّرة وصناعة المتفجرات، ويُعد هذا الإنجاز الأمني ضربة جديدة لمحاولات مليشيا الحوثي الإرهابية المدعومة من إيران، التي تسعى إلى تطوير قدراتها العسكرية عبر شبكات تهريب معقدة تستخدم غطاءات تجارية ومدنية لتجاوز الرقابة.
وفي هذا السياق، رحب وزير الإعلام اليمني معمر الإرياني بالعملية الأمنية الناجحة، مشيداً بجهود الأجهزة المختصة التي تمكنت من إحباط عملية التهريب. وقال الإرياني في تصريح له: "نرحب بالإنجاز الأمني الجديد الذي حققته الأجهزة المختصة في منفذ صرفيت البري بمحافظة المهرة"، وأضاف الوزير أن هذا الإنجاز يأتي في سياق النجاحات الأمنية المتواصلة منذ توقف نشاط ميناء الحديدة كأحد أهم منافذ التهريب الإيرانية إلى الداخل اليمني، مشيراً إلى أن الأجهزة الأمنية تمكنت خلال السنوات الماضية من ضبط العديد من الشحنات التي كانت في طريقها إلى مليشيا الحوثي، بما في ذلك أسلحة ومخدرات ومكونات تُستخدم في تصنيع الصواريخ والطائرات المسيّرة، وأوضح أن ذلك يمثل دليلاً قاطعاً على أن المليشيا لم تتخلَّ عن نهجها العدائي، ولا تزال تراهن على التهريب والتصعيد المسلح لفرض أجندتها التخريبية ومواصلة حربها ضد اليمنيين وتهديد المصالح الدولية في المنطقة.
وأشار الإرياني إلى أن هذا النوع من الشحنات يفضح مستوى التطور في شبكات التهريب الحوثية، التي تلجأ إلى استخدام غطاءات تجارية ومدنية لإدخال مواد تُستخدم في تطوير القدرات القتالية، وهو ما يتطلب من المجتمع الدولي تعزيز آليات الرقابة والتتبع ومنع وصول تلك المكونات إلى أيدي المليشيا، إلى جانب تقديم مزيد من الدعم للحكومة الشرعية في مجال مكافحة التهريب وتمويل الإرهاب الحوثي. 
كما أشاد الإرياني بـيقظة وكفاءة الأجهزة الجمركية والأمنية في المنفذ، مؤكداً أنها أثبتت قدرتها العالية على التصدي لمحاولات التهريب المنظم الذي تديره المليشيا لتغذية ترسانتها الحربية وتوسيع نشاطها التخريبي الذي يهدد الأمن والاستقرار في اليمن والمنطقة والعالم.
وختم الوزير تصريحه بالتأكيد على أن هذه النجاحات الأمنية تعكس الجاهزية العالية والاستعداد المستمر للأجهزة الأمنية في تأمين المنافذ البرية والبحرية، مشيراً إلى أن المعركة مع المليشيا الحوثية لم تعد مقتصرة على الجانب العسكري فقط، بل أصبحت معركة أمنية واقتصادية واستخباراتية متكاملة، وأن إحباط عمليات التهريب يمثل خط الدفاع الأول لحماية اليمن والمنطقة والعالم من خطر الإرهاب الحوثي وتمدد نفوذه التخريبي.
ويرى المراقبون أن هذا الإنجاز الأمني في منفذ صرفيت يمثل مؤشراً واضحاً على تصاعد المواجهة غير المباشرة بين الحكومة اليمنية والحوثيين في مجال الأمن والاقتصاد، إذ تحاول الجماعة تعويض خسائرها الميدانية عبر تطوير قدراتها التقنية والتصنيعية بمساعدة إيران وشبكاتها الإقليمية. 
كما يؤكد المحللون أن ضبط مثل هذه الشحنات يُعد دليلاً على نجاح الأجهزة اليمنية في تطوير منظومة المراقبة والضبط الحدودي، بما يحد من قدرة الحوثيين على الحصول على التكنولوجيا التي تمكنهم من تصنيع الطائرات المسيّرة والأسلحة الدقيقة، ويرجّح المراقبون أن استمرار هذه العمليات الأمنية النوعية سيعزز ثقة المجتمع الدولي بالحكومة الشرعية، وسيسهم في تجفيف مصادر تمويل وتسليح المليشيا الحوثية، في وقتٍ باتت فيه المواجهة مع هذه الجماعة أكثر شمولية واتساعاً لتشمل الجوانب الأمنية والاستخباراتية والاقتصادية في آنٍ واحد.

شارك