آخر معاقل داعش في الصومال تحت ضغط عسكري مكثف من قوات بونتلاند

الإثنين 13/أكتوبر/2025 - 04:13 م
طباعة آخر معاقل داعش في علي رجب
 
شنت قوات دفاع بونتلاند، يوم الإثنين، هجوما واسع النطاق على مخابئ تنظيم "داعش" في سلسلة جبال المسكاد شمال شرق الصومال، في تصعيد عسكري هو الأوسع منذ انطلاق حملة "هيلاك" أواخر عام 2024. وتعد العملية استكمالا لحملة مطولة تهدف إلى القضاء على التنظيم الذي طالما استغل تضاريس المنطقة الوعرة للتمركز والتوسع.

تفاصيل الهجوم: محاور متعددة وهدف استراتيجي
تركزت الضربات على منطقة سيلكا العبال، المعروفة بكونها معقلا جبليا نائيا يعتقد أن كبار قادة التنظيم يتحصنون فيه، من بينهم عبد الرحمن فاهي وأعضاء آخرون مرتبطون بمكتب القيادة العليا لتنظيم داعش في إفريقيا.

وأكد مسؤول أمني رفيع لموقع Garowe Online:
"هؤلاء من بين آخر قادة داعش الكبار في المنطقة، وتحركنا هدفه تحييد التهديد الدائم الذي يشكلونه على الاستقرار الإقليمي."
وتظهر العملية تنسيقا عالي المستوى، حيث نفذت من عدة محاور عسكرية، في محاولة لتطويق المسلحين وقطع طرق الإمداد والفرار.

مقاومة شرسة في تضاريس معقدة
رغم الزخم العسكري، تواجه قوات بونتلاند مقاومة شرسة من قبل مقاتلي التنظيم المتحصنين داخل كهوف محصنة وشبكات أنفاق معقدة، تشبه الدفاعات الأخيرة التي استخدمها داعش في الموصل، الرقة، وسرت.

وتقدر الأمم المتحدة أن ما بين 600 و800 مقاتل لا يزالون ضمن صفوف التنظيم في الصومال، بينهم محاربون قدامى قادمون من الشرق الأوسط، رغم مقتل نحو 200 عنصر في العمليات الأخيرة.

جهود تطويق وتضييق الخناق
أغلقت سلطات بونتلاند الطرق المؤدية إلى الوادي منذ 25 أغسطس، وأمهلت المسلحين 72 ساعة للاستسلام. إلا أن التقارير تشير إلى تعليق بعض الغارات الجوية مؤقتا خشية وقوع ضحايا مدنيين، خاصة من النساء والأطفال.

ضربات خارجية: القبض على المسؤول المالي
وفي يوليو 2025، ألقت الولايات المتحدة القبض على المسؤول المالي لداعش في إفريقيا، ما اعتبر ضربة استراتيجية كبيرة طالت بنية التمويل الأساسية للتنظيم. لكن مصادر أمنية أشارت إلى أن التهديد لم ينته بالكامل، خصوصا مع بقاء شخصيات قيادية مثل عبد القادر مؤمن طليقة.

خلفية: صعود داعش في الصومال
من الانشقاق إلى بناء ولاية داعشية
بدأ حضور داعش في الصومال عام 2015، حين انشق عبد القادر مؤمن، القيادي السابق في حركة الشباب، ليؤسس فرعا تابعا لتنظيم الدولة. ساعدته روابطه العشائرية مع عشيرة علي سليمان، ذات النفوذ في شبكات التهريب والقرصنة، على بناء قاعدة دعم محلية.

نقطة التحول: فندق جوبا وتثبيت النفوذ
في عام 2017، مثل تفجير فندق جوبا في بوساسو نقطة تحول؛ إذ بدأ التنظيم يفرض إتاوات حماية على الشركات، ليحول هذا المورد إلى أهم مصادر دخله. كما يعتقد أن الجماعة نفذت نحو 50 عملية اغتيال بين 2017 و2018.

التمويل والتوسع الإقليمي
بحلول يوليو 2018، اعترف التنظيم رسميا بجماعته في الصومال كـ"ولاية"، وأسند إليها مسؤوليات في وسط إفريقيا وموزمبيق. وتدفقت أموال من التنظيم الأم، إلى جانب العوائد من الابتزاز، والتهريب، والزراعة.

في 2022، أعلنت وزارة الخزانة الأمريكية أن التنظيم حقق ما يقارب 2.3 مليون دولار من هذه الأنشطة. وتمركز مكتب القيادة في منطقة بور ديكشتال في إقليم باري، بونتلاند.

شارك