لتعزيز قيم التعايش والتسامح الديني.. كاتدرائية جديدة في كوردستان
الإثنين 13/أكتوبر/2025 - 09:44 م
طباعة

افتتح رئيس حكومة إقليم كوردستان، مسرور بارزاني، كنيسة أم النور للسريان الأرثوذكس في قضاء عنكاوا بأربيل.
وحضر مراسم الافتتاح الرئيس الأعلى للكنيسة السريانية الأرثوذكسية في العالم البطريرك مار إغناطيوس أفرام الثاني، إلى جانب مار لويس روفائيل الأول ساكو بطريرك الكلدان الكاثوليك في العراق والعالم.
وشُيِّدت كنيسة أم النور في عنكاوا ضمن مساحة 6 آلاف متر مربع، بتكلفةٍ بلغت 4 مليار و290 مليون دينار، وتتسع لنحو ألف شخص.
وتولي حكومة إقليم كوردستان اهتماماً كبيراً بتعزيز قيم التعايش والتسامح الديني، حيث يضم الإقليم نحو 152 كنيسة إلى جانب آلاف المساجد والمعابد ودور العبادة لمختلف الديانات والمذاهب.
وتؤكد حكومة الإقليم مواصلة دعم المكونات الدينية وصون التنوع الثقافي والروحي في كوردستان.
وقال المطران مار نيقوديموس داود ، مطران أبرشية الموصل وكركوك وإقليم كوردستان للسريان الأرثوذكس ، في كلمة له "وأخيراً، كنيسة من نور ترى النور... انتظرنا طويلاً، لكن الانتظار كان نافعاً ومجزياً وجميلاً، لأن النهاية كانت بديعة، والله يستحق أن نقدم له الشكر في أماكن تعظم اسمه القدوس."
وأضاف أن افتتاح الكاتدرائية يمثل حدثاً فريداً في تاريخ كنيسة المشرق، قائلاً: "إنها ليست حجارة مرصوفة، بل دموع صامتة تحولت إلى صلاة، وجراح صارت رجاء، وآلام تحولت إلى قيامة."
وتابع المطران مار نيقوديموس مشيداً بالدور الكبير لحكومة إقليم كوردستان في دعم المشروع قائلاً: "منذ تهجيرنا من الموصل وسهل نينوى، فتحت كوردستان أبوابها لنا، واحتضنت أبناءها بالمحبة".
مردفاً ، ان "الرئيس مسعود بارزاني قال لنا حينها: أنتم لستم ضيوفاً، أنتم في بيتكم، نعيش معاً أو نموت معاً. واليوم يسير رئيس الحكومة مسرور بارزاني على نفس الدرب بروح الأب والابن الصالح."
وتابع ، أن بناء الكاتدرائية تم بتمويل كامل من حكومة إقليم كوردستان، موضحاً: "هذا الدعم ليس حجارة تُبنى، بل رسالة إنسانية تقول إننا لسنا وحدنا، ورسالة سياسية تؤكد أن التعايش هو قوتنا، ورسالة روحية تقول إن النور لا يُطفأ."
المطران شكر وزارة الأوقاف والشؤون الدينية في حكومة اقليم كوردستان ، ممثلة بالوزير بشتيوان صادق ومدير عام شؤون المسيحيين خالد البرت، وإلى مكتب رئيس الحكومة على متابعتهم المستمرة لإنجاز المشروع حتى اكتماله.
وختم مطران أبرشية الموصل وكركوك وإقليم كوردستان للسريان الأرثوذكس ، كلمته بالقول: "كاتدرائية أم النور ستبقى منارة للإيمان وبيت صلاة لكل الشعب، ومن هنا سترتفع صلواتنا من أجل كوردستان والعراق والعالم، ليحلّ السلام في كل مكان. مبارك اسم الرب من الآن وإلى الأبد."
ويشكلون المسيحيون في كوردستان، طوائف متنوعة من الآشوريين والكلدان والسريان وغيرهم. تتراوح تقديرات عدد المسيحيين في إقليم كوردستان والمناطق المتاخمة له بين 250,000 و300,000 نسمة، وفقًا لوزارة أوقاف إقليم كوردستان. وتُعد بلدة عنكاوا في أربيل مركزًا رئيسيًا للمسيحيين. تتوفر في الإقليم كنائس ومرافق دينية، ويعتبر مناخ التعايش في الإقليم مختلفًا عن مناطق أخرى في العراق، كما تؤكد حكومة الإقليم على الاهتمام بالأقليات الدينية.