"من يتصدى للمشروع الإيراني في اليمن؟": متابعات الصحف العربية والأجنبية

الإثنين 20/أكتوبر/2025 - 11:22 ص
طباعة من يتصدى للمشروع إعداد: فاطمة عبدالغني
 
تقدم بوابة الحركات الاسلامية أبرز ما جاء في الصحف ووكالات الأنباء العربية والعالمية بخصوص الأزمة اليمنية، ومشاورات السويد، والدعم الإيراني للحوثيين، بكافة أشكال الصحفي (أخبار – تعليقات – متابعات – تحليلات– آراء) اليوم 20 أكتوبر 2025.

العربية نت: الحرس الثوري الإيراني: مستعدون لتعزيز العلاقات مع الحوثيين

أعلن القائد العام للحرس الثوري الإيراني، اللواء محمد باكبور، استعداد الحرس الثوري لتعزيز الروابط الاستراتيجية مع الحوثيين.

جاء ذلك في رسالة وجّهها باكبور قدّم فيها "التهنئة والتعزية" بمقتل محمد عبدالكريم الغماري، مؤكداً فيها التزام الحرس الثوري بمواصلة دعم ما يُعرف بـ "جبهة المقاومة وتحرير القدس الشريف" وتجديد العهد مع مبادئها.

جاءت التصريحات الإيرانية بعد أيام على إعلان جماعة الحوثي تعيين يوسف حسن المداني رئيساً لهيئة الأركان، خلفاً للغماري الذي أقرت الجماعة بمقتله.

همزة الوصل مع الحرس الثوري
فيما تشير المعلومات إلى أن المداني هو همزة الوصل الرئيسية بين ميليشيات الحوثي والحرس الثوري الإيراني وحزب الله.

وتولى عملية التواصل والإشراف على تدريب عناصرهم هناك، واستقدام خبراء ومدربين إيرانيين من حزب الله إلى اليمن، بالإضافة إلى إشرافه الكامل على العمليات اللوجستية للدعم المقدم للحوثيين.

عقب اجتياح صنعاء، تولى عملية الإفراج عن الإيرانيين المقبوض عليهم لدى السلطات اليمنية في عمليات موثقة لتهريب الأسلحة، وآخرها سفينة "جيهان 1 و2".

خريج معسكرات الحرس الثوري
وُلد المداني عام 1977م في مديرية مستبأ بمحافظة حجة. هو الأوسط من بين إخوته العشرة، والأكثر تطلعاً للسلطة والقيادة. التحق بالمدارس العامة منتصف الثمانينات، لكنه فشل في الدراسة، مما دفع والده إلى إرساله مع شقيقه طه إلى صعدة للدراسة الدينية عند المرجعية الحوثية مجد الدين المؤيدي.

بعد بضعة أشهر، ترك المداني مدرسة المؤيدي ليلتحق بكتائب الشباب المؤمن التي أسسها حسين الحوثي في جبال مران.

لكن سرعان ما أصبح المداني الفتى المدلل لمؤسس جماعة الحوثيين، فأرسله عام 2002 إلى إيران عبر سوريا، حيث تلقى تدريباً مكثفاً في معسكرات الحرس الثوري ومكث هناك قرابة العام.

بعد عودته، زوجه مؤسس الحوثية بابنته قبل اندلاع الحرب الأولى بأشهر قليلة، وفق معلومات نشرها الباحث اليمني الدكتور رياض الغيلي.

سفير أميركا يهاجم الحوثيين: لا يكترثون لسيادة القانون

بينما تواصل جماعة الحوثي لليوم الثاني، احتجاز 15موظفاً أممياً من جنسيات أجنبية، و5 موظفين من جنسية يمنية داخل المجمع السكني التابع لموظفي الأمم المتحدة في حي حدة وسط العاصمة صنعاء، علّقت واشنطن.

"الجماعة لا تكترث لسيادة القانون"
فقد رأى السفير الأميركي لدى اليمن ستيفن فاجن، اليوم الأحد، أن "نمط احتجاز الرهائن الذي يمارسه الحوثيون حتى اليوم ضد موظفي الإغاثة الإنسانية الذين يسعون لمساعدة اليمنيين، دليل على أن الجماعة لا تكترث لرفاهية الشعب ولا لسيادة القانون".

كما أدان السفير في بيان نشرته صفحة السفارة الأميركية بمناسبة مرور 4 سنوات على احتجاز الحوثيين موظفي السفارة الأميركية بصنعاء، معتبراً استمرار تقييد حرية هؤلاء وإساءة معاملتهم عملاً من أعمال القسوة المتعمدة، وفق البيان.

أتى ذلك بعدما قال بيان لمكتب الأمم المتحدة في اليمن، إن الحوثيين أفرجوا عن 11 موظفاً محلياً من داخل المجمع السكني، أمس السبت، فيما لا يزال 20 موظفاً محتجزين.

وكانت مصادر مطلعة قالت إن الحوثيين سمحوا للمحتجزين بالتواصل مع عائلاتهم بعد سحب هواتفهم المحمولة وأجهزة الحواسيب الخاصة بهم بعد اقتحام سكنهم في وقت مبكر من صباح أمس السبت.

"أنشطة تجسسية وعدوانية"
يذكر أن مسلحين تابعين للحوثيين، كانوا اقتحموا سكناً مخصصاً لموظفي الأمم المتحدة الأجانب في صنعاء، واحتجزوا نحو 20 موظفاً بعد مصادرة هواتفهم وأجهزة الحاسوب الخاصة بهم، في خطوة وصفت بأنها أخطر اعتداء على موظفي المنظمات الأممية منذ بدء الحرب.

جاء الهجوم عقب يومين فقط من تصريحات زعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الذي اتهم منظمات تابعة للأمم المتحدة، بينها برنامج الأغذية العالمي واليونيسف، بالضلوع في "أنشطة تجسسية وعدوانية" لصالح الولايات المتحدة وإسرائيل.

«العين الإخبارية» توثق انتهاكات الحوثي بحق مشايخ اليمن خلال عام

اختطاف، اعتداء، اقتحام منازل، اغتيالات، ملاحقات، تعذيب حتى الموت، أشكال عدة للانتهاكات الحوثية، بحق مشايخ قبائل شمال اليمن.


انتهاكات مباشرة أو غير مباشرة تفاقمت خلال العام الجاري، لتصل إلى أكثر من 29 زعيما قبليا خلال الفترة منذ مطلع يناير/كانون الثاني وحتى 5 أكتوبر/تشرين الأول، بحسب إحصاء أعدته «العين الإخبارية».

وأظهر الإحصاء، تعرض مشايخ القبائل في شمال اليمن، لنحو 8 أنواع من الانتهاكات بما فيها الاغتيالات والاختطافات، لا سيما في:
صنعاء
صعدة
عمران
البيضاء
إب
حجة
ووثق الإحصاء الوقائع التي ظهرت إعلاميا فقط بحق مشايخ القبائل، والتي كانت بهدف:

تصفية النفوذ التقليدي شمال اليمن
فرض مشروع المليشيات الطائفي
إذكاء وتفجير الصراع القبلي
وقد استغلت مليشيات الحوثي انخراطها ضمن ما يسمى بـ"محور المقاومة" بقيادة إيران لارتكاب هذه الانتهاكات، وسط صمت دولي شجع الجماعة لتكثيف نهج قمعها لمجتمع القبلي لترسيخ سطوة حكمها.

صنعاء مسرح نشط
وحلت صنعاء في الصدارة كمسرح نشط لانتهاكات الحوثي بحق مشايخ قبائل المحافظة ومن خارجها، حيث ارتكبت المليشيات 9 وقائع من الانتهاكات منها 3 اختطافات؛ كانوا كالتالي:

اختطاف أمين عام حزب المؤتمر الشعبي العام، الشيخ غازي الأحول في 20 أغسطس/آب
اختطاف الشيخ عارف قطران في 22 سبتمبر/أيلول.
اغتيال الزعيم القبلي أحمد هادي الأشول، أحد مشايخ خولان الطيال والذي لقي حتفه أمام منزله بصنعاء في 5 أكتوبر/تشرين الأول الجاري
مقتل الشيخ حميد بن منصور ردمان، أحد وجهاء قبيلة أرحب على يد قيادي أمني حوثي يدعى "حمير رطاس" في 2 أغسطس/ آب، بهدف إذكاء وتفجير الصراع القبلي بين قبيلتي بكيل وحاشد الكبيرتين.
اغتيال نجلي الشيخ محمد علي معدل، أحد مشايخ قبيلة الحدا بذمار والشيخ القبلي محسن صالح الفقيه، أحد وجهاء قبيلة نقعة في خولان الطيال.
وفيما تأتي الاغتيالات بصنعاء في سياق نزاعات انتقامات قبلية متصاعدة تغذيها عمدا مليشيات الحوثي، عكست واقعة حالة من التماسك القبلي، بخروج الآلاف في صنعاء لتشيع الزعيم القبلي البارز وعضو اللجنة العامة في حزب المؤتمر الشعبي العام، الشيخ ناجي جمعان عقب وفاته في مايو/أيار خارج اليمن، في رسالة تحدٍ للمليشيات والتي لجأت لاحقا لمنع إقامة أي عزاء للمتوفين المناهضين لها، كما حدث مع أسرة الشيخ القبلي فضل مراد المراد في 18 سبتمبر/أيلول.

الجوف.. ثانية
وحلت محافظة الجوف ثانيا بنسبة الانتهاكات ضد مشايخ القبائل حيث تعرض 7 زعماء لجرائم مروعة منها:

4 عمليات قتل واغتيالات
محاولتان اغتيال
تصفية انتقامية لعائلة الشيخ القبلي أحمد المنصوري الذي فجرت المليشيات منزله مع عائلته مما أدى لمقتل زوجته و3 من أطفاله.
صعدة.. ثالثة
في المرتبة الثالثة، جاءت محافظة صعدة، معقل المليشيات، حيث طالت الانتهاكات 4 زعماء قبائل من أبناء المحافظة، تنوعت بين:

اقتحام
اعتقال
اغتيال
وطالت الانتهاكات الشيخ مهدي كباس، أحد أبرز وجهاء مديرية سحار في 30 اغسطس/ آب، فضلا عن ملاحقة واغتيال الشيخ القبلي البارز في صعدة والمعارض للجماعة أحمد شثان في 18 مايو/أيار في حضرموت وهي أول عملية خارج نفوذ المليشيات.

عمران وحجة وإب والبيضاء.. رابعة
حلت تلك المناطق في المرتبة الرابعة، بنسبة 8 وقائع (انتهاكان لكل محافظة)، أبرزها:
اغتيال الشيخ القبلي البارز علي صلاح جتوم أحد أبرز مشايخ "ذو صُميم" بسفيان في حاجز تفتيش للحوثيين في 12 يوليو/تموز
مقتل الشيخ جمال محمد الشيبة، أحد أبناء قبيلة يسلم بمديرية الرياشية في البيضاء، في كمين مسلح في 12 يونيو/حزيران.
انتهاك مباشر وغير مباشر
تكشف وقائع الانتهاكات الـ28 تورط مليشيات الحوثي بشكل مباشر وغير مباشر في عمليات:

الاختطاف
الاعتداء
اقتحام المنازل
الاغتيالات
محاولة الاغتيال
ملاحقات
تعذيب حتى الموت
وقائع مباشرة
ففي الوقائع المباشرة، ارتكب الحوثيون:

6 حالات اغتيالات
3 محاولات اغتيال
5 حالات اختطاف لزعماء قبائل في المحافظات الـ7
اعتداء واحدا
حالتي اقتحام منازل ونهبها
حالة تعذيب حتى الموت
تصفية أسرة زعيم قبلي مع تفجير منزله
ملاحقة زعيم قبلي وتصفيته
منع عزاء زعيم قبلي بذريعة مناهضته للمليشيات.
انتهاكات غير مباشرة:
وبشكل غير مباشر، غذت مليشيات الحوثي:

النزاع القبلي الانتقامي
إحياء قضايا الثأر مما تسبب بمقتل 4 زعماء قبائل أحدهم موالٍ لها، إضافة لمقتل 3 من أبناء شيوخ قبائل أيضا 2 منهم نجل شيخ موالٍ لها.
ما وراء استهداف زعماء القبائل؟
وعن دوافع استهداف مليشيات الحوثي لمشايخ القبائل، رأى زعيم قبلي، نتحفظ عن كشف هويته لاعتبارات أمنية، أن الجماعة تستهدف من القمع:

القضاء على مراكز القوة القبلية
تفكيك هيكلها
تجريدها من عوامل قوتها
منعها من لعب رأس حربة في أي انتفاضات مستقبلة ضد الجماعة
وأوضح لـ"العين الإخبارية" أن تخلص مليشيات الحوثي "من رموز القبائل يساهم في تكريس ولاء الجماعة على حساب ولاء القبيلة وتعيين موالين لها للسيطرة على قرار القبائل وتغيير هويتها تدريجيا بهدف تجريفها مستقبلا لصالح المليشيات".

كما "يكشف استهداف الحوثي لزعماء القبائل خوف المليشيات من القبيلة كـ"خزان مقاومة" وكـ"قوة سياسية" لذا تعمد لتفريغ منصب الشيخ القبلي من محتواه الفعلي وإذلال "الزعماء" بسياسات الخوف"، على حد قوله.

وأشار إلى أن مطاردة مليشيات الحوثي لمشايخ القبائل وتصفيتهم واختطاف قادة المجتمع المحليين الذين اختارهم الناس في عقد اجتماعي لحل خلافاتهم يستهدف تطويع هذه القبائل لحكم الجماعة بقوة السلاح. "

إرهاب الحوثي وخيانة الإخوان

في الوقت الذي تتقدم فيه الإرادة الإقليمية والدولية نحو فتح أبواب السلام في اليمن، يظهر مجددًا تحالف الشر المتمثل في ذراعي المشروع الإيراني، جماعة الحوثي الإرهابية، وتنظيم الإخوان اليمني الممثل بحزب الإصلاح، كأكبر معوقي أي مبادرة حقيقية نحو الاستقرار.

وكما نعلم جميعا، فمنذ عام 2015، سعى الإخوان في اليمن إلى اختطاف القرار السياسي والعبث بالمؤسسة العسكرية، فتسببوا في تعطيل المعارك ضد الحوثيين، بل وسهّلوا تمددها داخل الجغرافيا اليمنية، تحت ذريعة الحفاظ على "الشرعية"، بينما كانوا يتقاسمون النفوذ والمصالح مع المليشيات الطائفية. وعندما اقتربت القوات الجنوبية من صنعاء، طُعنت من خاصرتها، لا من عدوها!

من مأرب إلى تعز، ومن شبوة إلى أبين، كان التقدم الحوثي والاجتياح العسكري نتيجة تنسيق خفي بين قطبي الفوضى الحوثيين والإخوان. وكأن التاريخ يكرر نفسه، حين تلتقي الجماعات المؤدلجة على حساب شعوبها، متجاوزة حدود الخلافات المذهبية لتلتقي في خندق واحد ضد الاستقرار.

اليوم، بينما تشتعل جبهات الخطاب الحوثي بالتحريض ضد موظفي الأمم المتحدة، وتتصاعد وتيرة الاعتقالات والممارسات القمعية ضد المنظمات الإنسانية، يحاول قادة الجماعة تحويل العمل الإغاثي إلى ورقة ضغط سياسي، ويزيفون وعي اليمنيين بشعارات ممانعة جوفاء، ويظهر حزب الإصلاح، مجددًا، كطرف ثالث في الحرب، يتنقل بين الولاءات، ويتقن استخدام الانقسام كورقة تفاوض، بينما يعيد تموضعه داخل الجنوب، بهدف عرقلة أي مشروع نهضوي بقيادة المجلس الانتقالي الجنوبي.

ويبدو أن شعب الجنوب العربي، الذي عانى لعقود طويلة من التهميش والإقصاء، قد أثبت اليوم أنه أكثر وعيًا واستعدادًا للعبور نحو المستقبل، متحدًا خلف قيادته السياسية والعسكرية، ومؤمنًا أن استعادة دولة الجنوب العربي هي وعد تاريخي يليق بتضحيات الشهداء والعمل الجاد والمثابر.

اللحظة الراهنة تتطلب حسمًا لا مواربة فيه، فلا بد من إخراج الإخوان من المشهد السياسي اليمني، وتجفيف منابع الدعم التي لا تزال تصل إلى شبكاتهم، والعمل على دحر الحوثيين بكل الوسائل المشروعة، وإعادة الاعتبار للجنوب بوصفه شريكًا أصيلاً في صياغة مستقبل اليمن والمنطقة.

في المقابل، علينا أن نلاحظ أيضا، أنه ومنذ اللحظة الأولى لعاصفة الحزم، تقدّمت الإمارات الصفوف بوضوح في معركة الدفاع عن الجنوب العربي، ولم تتوانَ يومًا عن تحويل المواقف السياسية إلى دعم ميداني ملموس، بدءًا من تحرير عدن، مرورًا بتمكين القوات الجنوبية، وصولًا إلى تشكيل حزام أمني أعاد رسم خارطة السيطرة، ولم يتوقف هذا الدور عند حدّ الدعم العسكري، بل يتجاوزه إلى صياغة مقاربة سياسية واضحة تُعلي من شأن الشراكة العربية وتعيد الاعتبار لقضية الجنوب في المحافل الدولية، بعيدًا عن تواطؤ مشاريع الإخوان والانتهازية الإقليمية.

وفي الوقت الذي تنسحب فيه أطراف كثيرة من مشهد الالتزام، كانت الإمارات تدشّن مرحلة جديدة من البناء في الجنوب. مشاريع الكهرباء التي أنارت المحافظات المحررة بعد سنوات من التعتيم، ومبادرات التعليم التي تُوّجت مؤخرًا بافتتاح "مدارس زايد" كرمز لنهج مستدام في إعادة الحياة، تؤكد أن الإمارات لا تكتفي بدور المقاتل، بل تؤسس لجغرافيا عربية مستقرة تحترم الإنسان وتمنحه أدوات الصمود، وهذا الحضور الإماراتي، بعمقه الإنساني ووضوحه الاستراتيجي، يفضح من يريد للجنوب أن يبقى ساحة تناحر، ويُعيد تعريف الحضور العربي في اليمن كقوة تحرر لا وصاية.

وفي ظل ذلك، تصبح المعادلة واضحة لا لبس فيها، فلا سلام مع ابتزاز الحوثي وتحركاته الإرهابية ولا استقرار مع ازدواجية ولاء الإخوان وخياناتهم المتكررة، فشمال اليمن يحتاج إلى الأوفياء لتحريره، والجنوب العربي بات أقرب من أي وقت مضى لاستعادة دولته، فهو يمتلك الآن كل مقومات الدولة، الإرادة، الأرض، الشعب، والقيادة.

وأرى أنه على كافة المؤسسات القانونية والإعلامية في المجلس الانتقالي الجنوبي العمل بطاقة مضاعفة لجعل المجتمع الدولي كله ينصت إلى صوت الجنوب، على اعتبار أنه يحمل خارطة الحل، ويُجسد روح التغيير. وعلى القوى الإقليمية أن تستثمر في الجنوب العربي، لأن كل يوم يُهدر في المراوغة السياسية وتجاهل الحلول المتوفرة يُقابله نزيف في الجغرافيا والإنسان.

4 سنوات على خطف الحوثي موظفي السفارة الأمريكية.. والانتهاكات مستمرة

يصادف اليوم مرور 4 أعوام على اختطاف مليشيات الحوثي موظفي السفارة الأمريكية في صنعاء واتخاذهم رهائن سياسيين لابتزاز المجتمع الدولي، وفقا لمراقبين.

ففي 19 أكتوبر/تشرين الأول 2021، داهمت مليشيات الحوثي عشرات المنازل في صنعاء واختطفت العديد من موظفي السفارة الأمريكية قبل أن اقتحامها.

ولا يزال نحو 17 موظفا سابقا في السفارة الأمريكية رهن الاعتقال لدى مليشيات الحوثي، في حين يظل عدد آخر من الموظفين تحت الإقامة الجبرية في صنعاء، بحسب مصادر سياسية في صنعاء.
ويُنظر إلى الموظفين المحليين المختطفين لدى مليشيات الحوثي كأوراق قيمة تستخدمها الجماعة لممارسة ضغط على الولايات المتحدة الأمريكية للحصول على تنازلات سياسية، طبقا لمراقبين.

ذكرى حزينة
وقال السفير الأمريكي لدى اليمن، ستيفن فاجن، في بيان، إن "مرور 4 سنوات على قيام مليشيات الحوثي، باختطاف العاملين في السفارة الأمريكية، ذكرى سنوية حزينة ومؤسفة".

وتحل هذه الذكرى مع تعرض موظفي الأمم المتحدة لذات الإجراءات الوحشية من قبل مليشيات الحوثي والتي طالت أكثر من 50 موظفا أمميا.

وبحسب فاجن فإن "استمرار استخدام مليشيات الحوثي للنمط الممنهج من احتجاز الرهائن، والأدلة الملفقة، والاعترافات القسرية، وقمع الأصوات اليمنية، هو انتهاك صارخ للكرامة الإنسانية ويثبت أن عزلهم عن المجتمع الدولي هو ردّ طبيعي على فقدانهم التام للمصداقية".

وأوضح البيان أن "استمرار احتجاز مليشيات الحوثي، الموظفين لدى السفارة الأمريكية بشكل غير قانوني للسنة الرابعة، وإساءة معاملتهم هو عمل من أعمال القسوة المتعمدة التي تُجسّد طبيعتهم".
وقال "بصفتي سفيرا للولايات المتحدة لدى اليمن، أحمل عبء هذا الظلم كل يوم، ونجدد وعدنا لن تنساكم الولايات المتحدة، ولن نتوقف عن ممارسة الضغط، ولن نرتاح حتى يُطلق سراح كل شخص محتجز ظلماً دون قيد أو شرط، ويعود إلى منزله وأحبته".

كبش فداء
ويعد النمط الممنهج الذي يمارسه الحوثيون ضد البعثات الدبلوماسية وموظفي الإغاثة الذين يسعون لمساعدة المواطنين اليمنيين، هو السمة الأبرز لجماعة لا تكترث لرفاهية الشعب اليمني ولا لسيادة القانون، بحسب فاجن.

وأشار إلى أنه بدلاً من التخلّي عن رؤيتهم العبثية، يتخذ الحوثيون من اليمنيين الأبرياء كبش فداء، ويتهمونهم بالتجسس، ويختلقون مظالم لا علاقة لها بأحلام وتطلعات المواطنين اليمنيين العاديين.

والسفارة الأميركية في صنعاء مغلقة منذ 2015 عندما نقلت الولايات المتحدة موظفيها الدبلوماسيين إلى الرياض.

ورغم رحيل الدبلوماسيين الأمريكيين من اليمن إلى الولايات المتحدة، استمر بعض الموظفين اليمنيين في العمل من المنزل أو كحراس أمن في السفارة، حتى تعرضوا للاعتقال والاحتجاز من قبل المليشيات.

الشرق الأوسط: العليمي: الحوثيون يهددون الإغاثة... واليمن متمسك بحاضنته الخليجية

دعا رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني، رشاد العليمي، القوى والمكونات السياسية إلى توحيد الصف، وتعزيز الجبهة الداخلية، في مواجهة ما وصفها بـ«المخاطر المتزايدة للميليشيات الحوثية المدعومة من النظام الإيراني»، مؤكداً التزام الحكومة بمواصلة الإصلاحات الاقتصادية والإدارية، وتعزيز الثقة بمؤسسات الدولة أمام المجتمع الدولي.

جاء ذلك خلال اجتماع عقده العليمي في العاصمة المؤقتة، عدن، مع قيادة «هيئة التشاور والمصالحة» برئاسة محمد الغيثي، ونوابه عبد الملك المخلافي، وصخر الوجيه، وجميلة علي رجاء، وأكرم العامري؛ لمناقشة مستجدات الأوضاع الوطنية والتطورات الإقليمية وانعكاساتها على اليمن. وفق ما ذكره الإعلام الرسمي.

وقال العليمي: «إن المرحلة الراهنة تتطلب خطاباً وطنياً مسؤولاً، وحراكاً دبلوماسياً نشطاً، وإعلاماً فاعلاً لتفكيك السرديات المضللة، وتعرية انتهاكات الحوثيين وطبيعتهم الإرهابية، وفضح ارتباطهم العضوي بالنظام الإيراني». وشدَّد على أن الهدف الرئيسي هو استعادة مؤسسات الدولة، وترسيخ انتماء اليمن إلى محيطه الخليجي والعربي.

وحذَّر رئيس مجلس القيادة اليمني الحوثيين من التمادي في انتهاكاتهم الجسيمة لحقوق الإنسان، بما في ذلك الاعتقالات التعسفية لموظفي الأمم المتحدة والمنظمات الإغاثية، محملاً المجتمع الدولي مسؤولية صمته حيال تلك الجرائم، وما يترتب عليها من تداعيات إنسانية خطيرة.

وأكد أن «استمرار هذه الانتهاكات يهدِّد بانقطاع الإمدادات الإنسانية المنقذة للحياة لملايين اليمنيين»، داعياً الأمم المتحدة إلى موقف أكثر صرامة تجاه الممارسات الحوثية.

تقدم ملموس
أشاد العليمي بدور الحكومة، والبنك المركزي اليمني في تحقيق تقدم ملموس على صعيد الإصلاحات النقدية والسعرية، مثمناً الدعم الكبير من السعودية والإمارات، اللتين أسهمتا في تعزيز تماسك مؤسسات الدولة واستقرار العملة، واستعادة الثقة بالاقتصاد الوطني.

وأشار إلى أن هذه الإصلاحات تمثل خطوةً مهمةً نحو تحسين الأوضاع المعيشية، والتخفيف من آثار الحرب، مؤكداً أن استعادة ثقة المانحين «مرهونة بقدرة مؤسسات الدولة على العمل بفاعلية وتجاوز الانقسامات».

ويأتي الاجتماع بعد أيام من عودة العليمي إلى عدن عقب جولة مشاورات خارجية شملت لقاءات مع الأشقاء والأصدقاء الإقليميين والدوليين، تناولت مستجدات الوضع في اليمن، وسبل دعم مسار الإصلاحات الشاملة.

ونقل الإعلام الرسمي أن العليمي استمع إلى إحاطة من قيادة «هيئة التشاور والمصالحة» حول نشاطها خلال الفترة الماضية، وما أنجزته من جهود لتقريب وجهات النظر بين القوى السياسية والاجتماعية.

وبحسب وكالة «سبأ» أكدت قيادة الهيئة دعمها الكامل لمجلس القيادة الرئاسي والحكومة، مشدِّدة على أهمية استمرار اللقاءات والمشاورات بين قيادة الدولة والمكونات المختلفة «بما يواكب التحديات السياسية والاقتصادية والأمنية الراهنة، ويضع البلاد على طريق التعافي والاستقرار».

وطبقاً للمصادر الرسمية، دعا رئيس مجلس الحكم اليمني «هيئة التشاور والمصالحة» إلى مضاعفة جهودها الميدانية، والانخراط الفاعل مع مؤسسات الدولة، مؤكداً أن المرحلة المقبلة تتطلب تنسيقاً وطنياً واسعاً؛ لحشد الجهود في مواجهة التحديات، و«إبقاء البوصلة مركزَّةً على هدف استعادة الدولة، وإنهاء معاناة الشعب».

وكان العليمي شدَّد بالتزامن مع عودته إلى عدن على «مواجهة مشروع الإمامة والانقلاب»، في إشارة إلى الحوثيين المتحالفين مع إيران، داعياً القوى السياسية إلى «مرحلة جديدة من العمل البناء، والتركيز على أولويات استعادة مؤسسات الدولة، وتخفيف معاناة المواطنين».

شارك