مع الاحتفال بمرور 17 قرنا علي انعقاده كتاب وثائقي عن "مجمع نيقية "

الإثنين 20/أكتوبر/2025 - 04:58 م
طباعة مع الاحتفال بمرور روبير الفارس
 

 بمناسبة مرور 1700 سنة على انعقاد مجمع نيقية 325م وهو المجمع الذي وضع فيه البابا اثناسيوس البطريرك العشرون للكنيسة القبطية الأرثوذكسية قانون الايمان المسيحي للعالم كله والذي يبدأ بجملة "بالحقيقة نؤمن باله واحد. 
والذى اكد مكانة مصر والكنيسة القبطيية ومركزيتها في العالم المسيحي في القرن الرابع الميلادي " أصدرت الكلية الاكليريكية اللاهوتية بالقاهرة كتاب: مجمع نيقية المسكوني 325م (دراسة تاريخية من منظور اجتماعي وثائقي) إعداد وترجمة: مجموعة من المترجمين تقديم: قداسة البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية الـ 118 في مصر وسائر بلاد المهجر وقام بمراجعة الكتاب على اللغة اليونانية واللاتينية: أ. د. سامح فاروق حنين، رئيس قسم الدراسات اليونانية واللاتينية في كلية الآداب جامعة القاهرة.

 الكتاب يهدف إلي تقديم عمل علمي رصين ومبسط في آن معا، جاءت فكرة هذا المشروع، وبدعم ومباركة من قداسة البابا المعظم الأنبا تواضروس الثاني، انطلقت الخطوات الأولى نحو هذا المشروع الذي لا يعد بحثا أكاديميا تقليديا، بل عملا منهجيا مبنيا على قراءة تحليلية لمراجع أكاديمية متخصصة، تمت معالجتها بأسلوب يراعي القارئ غير المتخصص، دون التفريط في الأمانة العلمية أو الغنى المرجعي.

 ينقسم هذا العمل إلى قسمين متكاملين: القسم الأول يقدم ستة فصول دراسية تتناول السياق التاريخي والبيئة الجغرافية والمجتمعية لمجمع نيقية، كما تدرس أبرز شخصياته ومحاوره اللاهوتية دون التوغل في تفاصيل العقيدة بقدر ما تبرز أبعاد الجدل وأسبابه. 

ويختتم هذا القسم بمقدمة تحليلية للوثائق المتعلقة بالمجمع. أما القسم الثاني فيضم ترجمة دقيقة لثمانين وثيقة أصيلة تتصل بمجريات مجمع نيقية وأصدائه، وقد نقلناها إلى العربية مع الأصول اليونانية واللاتينية والسريانية، وتم تصميم الكتاب لتكون الترجمة في مقابل النص الأصلي صفحة بصفحة، ليغدو هذا العمل مرجعا متكاملا للباحثين، ورافدا مهما لكل مهتم بالتاريخ الكنسي وبالحدث الحاسم لمجمع نيقية الذي ما زال صداه يتردد حتى اليوم. 

الكتاب يقع في 538 صفحة بالقطع المتوسط وجاء في نص تقديم البابا تواضروس الثاني الكتاب "يسترني أن أقدم هذه الدراسة التاريخية لعدد من الباحثين في الكلية الإكليريكية اللاهوتية بالقاهرة، حيث قاموا بعمل وثائقي رصين عن أول مجمع مسكوني في الكنيسة المسيحية، مجمع نيقية المسكوني عام 325م، وقد جمعوا تفاصيل عديدة زمانية ومكانية وكنسية ومسكونية حول هذا الحدث المسيحي الهام، والذي عقد تحت رعاية الإمبراطور المسيحي قسطنطين، دون أن يتدخل في مداولاته اللاهوتية، والتي انحصرت بين الآباء الحضور في المجمع وعددهم ۳۱۸ أسقفا. 

وهذه الدراسة الشاملة تأتي في احتفال الكنيسة المسيحية بمرور ۱۷ قرنا على انعقاد هذا المجمع وقت أن كانت كنائس العالم كلها واحدة بلا انقسام، وكيف واجه الآباء الهرطقة الأريوسية، والتي سبیت تهديدا لسلامة الإيمان وحالة الوحدة الكنسية في العالم. 
وإن كانت هذه الدراسة من منظور اجتماعي تاريخي، إلا إنها تتميز بضمها 80 وثيقة بمستويات مختلفة، وأيضا بلغات عدة، ومصنفة في الكتاب بترتيب زمني وهي مفيدة لك عزيزي القارئ، إذ تضعك في أجواء ذلك الزمان وأشخاصه وأفكاره ما قبل وما بعد انعقاد المجمع النيقاوي.
 واضاف البابا تواضروس قائلا إن هذا العمل الدراسي القيم، والذي يقع في أكثر من خمسمائة صفحة باللغة العربية، بجانب الوثائق بلغاتها وترجماتها، يعتبر عملا أصيلا وموسوعيا حول مجمع نيقية بصورة تليق بالكلية الإكليريكية بالقاهرة، والتي مر على إنشائها الرسمي حوالي قرن ونصف. 
ولذلك أشكر هؤلاء الباحثين شكرا قلبيا على هذا الجهد الجماعي العميق، وأعتبره أفضل تكريم من الأحفاد إلى جهاد الأجداد الآباء الأول، والذين دافعوا عن سلامة الإيمان وحفظوه وسلموه وديعة مقدسة عبر الأجيال.
كما أشكر الآباء الأساقفة وكلاء الكلية الإكليريكية، الذين شجعوا هذا العمل وآزروه، وقاموا بنشره النشر العلمي الذي سيسعد كل من يقرأه أو يدرسه وسيكون كنزا تاريخيا في مسيرة الكنيسة المقدسة "

شارك