إسرائيل تدمي البقاع اللبناني.. وعون يراهن على «الميكانزم»/«5+5» تتمسّك بتفكيك الميليشيات وإخراج «المرتزقة» من ليبيا/خيارات محدودة أمام «التنسيقي» لنزع سلاح الفصائل العراقية

الجمعة 24/أكتوبر/2025 - 09:59 ص
طباعة إسرائيل تدمي البقاع إعداد: فاطمة عبدالغني
 
تقدم بوابة الحركات الإسلامية أبرز ما جاء في الصحف ووكالات الأنباء العربية، بخصوص جماعات الإسلام السياسي وكل ما يتعلق بتلك التنظيمات، بكافة أشكال التناول الصحفي (أخبار – تعليقات – متابعات – تحليلات) اليوم 24 أكتوبر 2025.

الخليج: إسرائيل تدمي البقاع اللبناني.. وعون يراهن على «الميكانزم»

شن الجيش الإسرائيلي، أمس الخميس، سلسلة غارات جوية عنيفة استهدفت عدداً من المناطق في البقاع، ما أودى بشخصين، بالتوازي مع تحليق للطيران في الجنوب وفوق بيروت، فيما أبلغ الرئيس اللبناني جوزيف عون الرئيس الجديد للجنة الإشراف على وقف الأعمال الحربية الجنرال الأمريكي جوزيف كليرفيلد ضرورة تفعيل عمل لجنة «الميكانيزم» لوضع حد للاعتداءات الإسرائيلية المتتالية على لبنان وانتهاك الاتفاق الذي تم التوصل اليه في شهر تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي.
وقصف الطيران الحربي الإسرائيلي جرود السلسلة الشرقية والغربية في البقاع، وطالت الغارات جرود منطقة جنتا على السلسلة الشرقية، وامتدت لتشمل عدة مواقع على أطراف بلدة شمسطار غرب بعلبك، ما أدى إلى سقوط قتيلين وعدد من الجرحى، وسادت حالة هلع بين صفوف طلاب ثانوية شمسطار التي تحطم عدد من ألواح زجاج نوافذها خلال الدوام المدرسي.
وقال الجيش الإسرائيلي، في بيان، إن الضربات نُفذت بواسطة طائرات تابعة لسلاح الجو، وبإشراف وتوجيه من الاستخبارات العسكرية، مستهدفة «معسكراً وموقعاً لتصنيع صواريخ دقيقة تابعَين ل«حزب الله» في منطقتَي البقاع وشمال لبنان»، وفقاً لادعاءاته. وزعم البيان أن «تخزين الأسلحة ووجود هذه البنى التحتية وإجراء التدريبات العسكرية تشكّل انتهاكاً للاتفاقيات بين إسرائيل ولبنان وتهديداً لأمن إسرائيل». وأعلن مركز عمليات طوارئ الصحة التابع لوزارة الصحة اللبنانية أن الغارات الإسرائيلية على جرود جنتا على السلسلة الشرقية، وجرد شمسطار على السلسلة الغربية، أودت باثنين في حصيلة أولية، بالتزامن مع تحليق فوق سهل البقاع وفوق العاصمة بيروت وضاحيتها الجنوبية لليوم الرابع على التوالي.
وفي سياق مواز، قال الرئيس اللبناني جوزيف عون، أمس الخميس، إن بلاده تعلق آمالاً كبيرة على عمل اللجنة المعنية بمراقبة وقف إطلاق النار للمساعدة في إعادة الاستقرار إلى الجنوب.
ونقلت الرئاسة اللبنانية عن عون قوله لرئيس لجنة مراقبة وقف الأعمال العدائية «الميكانيزم» الجنرال الأمريكي جوزيف كليرفيلد، إن لبنان يأمل من اللجنة «منع الاعتداءات الإسرائيلية غير المقبولة والضغط على إسرائيل للانسحاب من الأراضي التي تحتلها». وأكد عون أن لبنان ملتزم بتطبيق جميع التدابير الأمنية التي اتخذتها قيادة الجيش، مشدداً على أن «لبنان ملتزم تطبيق كل التدابير الأمنية التي اتخذتها قيادة الجيش وسوف يستمر في عمله، وأي مساعدة تقدمها لجنة الإشراف ستساعد حتماً على إنهاء الوضع غير الآمن في المناطق الحدودية بحيث ينعم أهلها من جديد بالاستقرار والأمان، وهذا الواقع هو لمصلحة الجميع لأنه ما من أحد من أبناء الجنوب خصوصاً ولبنان عموماً، يريد العودة الى حالة الحرب».
وكان الجنرال كليرفيلد أطلع عون على أجواء اجتماع لجنة «الميكانيزم»، لافتاً الى أن اجتماعاتها «ستصبح دورية بهدف العمل على تثبيت وقف الأعمال العدائية في الجنوب»، مشيرا الى وضع سلسلة خطوات لتحقيق هذا الهدف.
وزار كليرفيلد مقر الرئاسة الثانية في عين التينة والتقى رئيس مجلس النواب نبيه بري الذي طرح أمام الجنرال كليرفيلد موضوع مواصلة إسرائيل اعتداءاتها اليومية عبر غارات جوية استهدفت ولا تزال تستهدف المدنيين والبنى الاقتصادية والصناعية والزراعية في الجنوب وكل لبنان، واستمرار احتلالها لمناطق لبنانية واسعة على طول خط الحدود في انتهاك واضح للاتفاق وتعطيل لتنفيذ القرار 1701.
كما زار كليرفيلد والوفد المرافق السراي الحكومي والتقى رئيس الحكومة نواف سلام الذي شدد على «أنّ لبنان ملتزم بإنهاء عملية حصر السلاح جنوب نهر الليطاني قبل نهاية العام، كما ورد في خطة الجيش اللبناني»، مؤكداً في المقابل «أن على إسرائيل أن تقوم بواجباتها والتزاماتها لجهة الانسحاب من الأراضي اللبنانية المحتلة ووقف اعتداءاتها المستمرة».


وام: الإمارات: مصادقة «الكنيست» على ضم الضفة مدان ومرفوض

دانت دولة الإمارات بشدة مصادقة الكنيست الإسرائيلي، في القراءة التمهيدية، على مشروعي قانونين يهدفـــان إلى فرض السيادة الإسرائيلية على الضفة الغربية المحتلة وشرعنة السيطرة على إحدى المستوطنات، مؤكدة أن هذه الخطوة تمثل تصعيداً خطيراً وانتهاكاً صارخاً لقرارات الشرعية الدولية، وتقويضاً للجهود الرامية إلى تحقيق السلام العادل والشامل في المنطقة. كما دانت الإمارات وعدد من الدول العربية والإسلامية والجامعة العربية ومنظمة التعاون الإسلامي مصادقة الكنيست على قانونين أحدهما لضم الضفة الغربية. 
وأكدت وزارة الخارجية، في بيان لها، رفض دولة الإمارات القاطع لجميع الممارسات الأحادية التي تهدف إلى تغيير الوضع القانوني والتاريخي في الأرض الفلسطينية المحتلة، محذرة من أن أي تحرك لضم الضفة الغربية مرفوض بشكل قاطع، لما يمثله من نسف لأسس حل الدولتين. وشددت الوزارة على ضرورة دعم الجهود الإقليمية والدولية لإحياء عملية السلام ووضــع حـــد للممارســات غير الشرعية، مؤكدة التزام دولة الإمارات بتعزيز السلام والعدالة وحماية حقوق الشعب الفلسطيني الشقيق، وداعية المجتمع الدولي إلى تحمّل مسؤولياته القانونية والسياسية واتخاذ الإجراءات اللازمة لضمان الأمن والاستقرار لجميع شعوب المنطقة.
من جهة أخرى، دانت دولة الإمارات العربية المتحدة، والمملكة الأردنية الهاشمية، وجمهورية إندونيسيا، وجمهورية باكستان الإسلامية، وجمهورية تركيا، وجمهورية جيبوتي، والمملكة العربية السعودية، وسلطنة عُمان، وجمهورية غامبيا، ودولة فلسطين، ودولة قطر، ودولة الكويت، ودولة ليبيا، وماليزيا، وجمهورية مصر العربية، وجمهورية نيجيريا الاتحادية، وجامعة الدول العربية، ومنظمة التعاون الإسلامي، بأشدّ العبارات، مصادقة الكنيست الإسرائيلي على مشروعَي قانونين يهدفان إلى فرض ما يُسمى بـ «السيادة الإسرائيلية» على الضفة الغربية المحتلة، وعلى المستوطنات الاستعمارية الإسرائيلية غير القانونية؛ باعتبار ذلك انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي ولقرارات مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، ولاسيما القرار رقم 2334، الذي يُدين جميع الإجراءات الإسرائيلية الرامية إلى تغيير التركيبة الديمغرافية والطابع والوضع القانوني للأرض الفلسطينية المحتلة منذ عام 1967، بما في ذلك القدس الشرقية، إضافة إلى الرأي الاستشاري الصادر عن محكمة العدل الدولية، الذي أكّد عدم شرعية الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية، وبطلان إجراءات بناء المستوطنات وضمّ الأراضي في الضفة الغربية المحتلة، ويؤكّدون مجدداً أن لا سيادة لإسرائيل على الأراضي الفلسطينية المحتلة.
ورحّبت هذه الدول بالرأي الاستشاري لمحكمة العدل الدولية الصادر في 22 أكتوبر 2025 بشأن التزامات إسرائيل في الأراضي الفلسطينية المحتلة واتصالا بتلك الأراضي، والذي أعاد التأكيد على التزام إسرائيل بموجب القانون الإنساني الدولي بضمان حصول سكان الأراضي الفلسطينية المحتلة، بما في ذلك قطاع غزة، على الاحتياجات الأساسية للحياة اليومية، والموافقة على وتيسير جميع خطط الإغاثة الممكنة لصالح السكان، بما في ذلك عبر الأمم المتحدة وهيئاتها، ولاسيما وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «الأنروا». وأكّدت المحكمة التزام إسرائيل باحترام حظر استخدام التجويع كوسيلة من وسائل الحرب، مشيرةً إلى قيام إسرائيل بمنع دخول المساعدات إلى قطاع غزة، وأعادت التأكيد على حظر النقل القسري الجماعي والتهجير، مذكّرةً بأن ذلك يشمل أيضاً فرض ظروف معيشية لا يمكن تحمّلها على السكان، كما أكّدت المحكمة من جديد حق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره وإقامة دولته المستقلة، مذكّرةً بأن الادّعاء الإسرائيلي بالسيادة على القدس الشرقية قد اعتبره مجلس الأمن «باطلاً ولاغياً»، ويشمل ذلك ما يسمى بـ «قانون وقف عمليات الأونروا في أراضي دولة إسرائيل»، الذي يزعم تطبيقه على القدس الشرقية. وتحذّر هذه الدول من استمرار السياسات والممارسات الإسرائيلية الأحادية وغير القانونية، وتدعو المجتمع الدولي إلى تحمّل مسؤولياته القانونية والأخلاقية، وإلزام إسرائيل بوقف تصعيدها الخطير وإجراءاتها اللا شرعية في الأراضي الفلسطينية المحتلة، وإلى تلبية الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة وذات السيادة على خطوط الرابع من حزيران 1967، وعاصمتها القدس الشرقية سبيلاً وحيداً لتحقيق السلام العادل والشامل الذي يضمن الأمن والاستقرار في المنطقة. 

البيان: الوضع الإنساني بغزة.. انهيار رغم وقف النار

تشعل المنظمات الإنسانية، مثل برنامج الأغذية العالمي واليونيسف والصليب الأحمر، ضوءاً أحمر يحذر من أن الوضع في قطاع غزة يتجه نحو كارثة أكبر إذا لم تُفتح المعابر أمام تدفق المساعدات والاحتياجات الملحة التي تواجه العديد من العقبات والقيود الإسرائيلية على حركة القوافل الإنسانية.
ويبدو المشهد الصحي أكثر قسوة، إذ تعمل المستشفيات بما تبقى من طاقة ووقود، بينما تنتظر آلاف الحالات الحرجة الإخلاء الطبي، وفقاً لمنظمة الصحة العالمية، التي أكدت أن من تم إخلاؤهم خلال الأيام الماضية لا يمثلون سوى نسبة ضئيلة من الحالات المسجلة.
ويؤكد المدير العام للمنظمة، تيدروس أدهانوم غيبريسوس، أن «الوضع لا يزال كارثياً لأن الكميات التي تدخل (غزة) غير كافية»، وفقاً لوكالة فرانس برس، وحذر غيبريسوس من أنه منذ دخول اتفاق وقف إطلاق النار حيز التنفيذ في العاشر من أكتوبر «الجوع لا يتراجع، بسبب نقص الأغذية».
وفيما ينص الاتفاق على دخول 600 شاحنة يومياً، قال المدير العام إن ما بين 200 و300 شاحنة فقط تدخل يومياً في المرحلة الحالية، وقال إن عدداً كبيراً من الشاحنات التي تدخل غزة حالياً هي مركبات «تجارية».
وإذ أشاد بصمود وقف إطلاق النار رغم الانتهاكات، فإنه حذر من أن «الأزمة لم تنتهِ بعد، والاحتياجات هائلة».وأضاف: «على الرغم من زيادة تدفق المساعدات، إلا أنها لا تزال تمثل جزءاً ضئيلاً فقط من الاحتياجات».
وقال: «لم يعد هناك أي مستشفيات في الخدمة بالكامل في غزة، ووحدها 14 من 36 لا تزال تعمل. ثمة نقص فادح في الأدوية والتجهيزات والطواقم الصحية الأساسية»، لافتاً إلى أن «الكلفة الإجمالية لإعادة بناء النظام الصحي في غزة لا تقل عن سبعة مليارات دولار».
وفي حين يتواصل الانهيار الإنساني في غزة، تتجه الأنظار إلى المشهد السياسي الذي ازداد توتراً بعد تصويت الكنيست الإسرائيلي على مشروع قانون يرمي إلى ضم الضفة الغربية، الأمر الذي ردت عليه واشنطن بلهجة غير مسبوقة، حيث وصف نائب الرئيس الأمريكي، جيه دي فانس، هذه الخطوة بأنها «غبية» فضلاً عن كونها «إهانة» لواشنطن.
وجاءت تصريحات فانس الحادة، في ختام زيارته لإسرائيل، أمس، وبعد إعلان وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو أنه سيزور إسرائيل.
وقال في منطقة انتظار الطائرات بمطار تل أبيب الدولي قبل مغادرته، إنه إذا كان التصويت «عملاً مثيراً سياسياً، فهو عمل سياسي غبي للغاية»، وأضاف: «أعتبر الأمر إهانة شخصية لي. سياسة إدارة ترامب هي أن الضفة الغربية لن يتم ضمها إلى إسرائيل».
الوضع الإنساني المتفاقم في غزة المدمرة على نحو شبه كامل، والمسار السياسي المرتبك وغير الواضح، والخرق الإسرائيلي المتكرر لهذا المسار ولاتفاق الهدنة، عوامل تجعل من المشهد الراهن في غزة مزيجاً معقداً تبدو معه الهدنة أقرب إلى استراحة مؤقتة في سياق حرب طويلة، ما لم يتحرك المجتمع الدولي بخطوات عملية تضمن مساراً يبتعد عن دائرة الحلقة المفرغة.

جدل لبناني بشأن التفاوض مع إسرائيل

كشفت معلومات صحافية أن المحادثات التي تجرى بين المسؤولين اللبنانيين تقدمت كثيراً لبلورة موقف موحد بشأن المفاوضات مع إسرائيل، وأن الاتصالات توصلت إلى التوافق على أن تكون المفاوضات غير مباشرة، وأن تنطلق من اتفاقية الهدنة بين لبنان وإسرائيل، ومن القرار 1701، وضرورة التوصل إلى اتفاق على ترسيم نهائي للحدود البرية.
ويسود قلق في لبنان نتيجة التحركات العسكرية الإسرائيلية، التي يرجح كثير من الخبراء العسكريين أنها استعدادات لحرب جديدة ضد «حزب الله»، في حين تقاطعت المعلومات عن حركة نزوح من الضاحية الجنوبية لبيروت باتجاه المناطق الأكثر أماناً، وقد عزز هذه المخاوف تحليق الطائرات المسيرة الإسرائيلية في الأجواء اللبنانية منذ الاثنين الفائت.
وأشارت مصادر سياسية لـ«البيان» إلى مخاوف متزايدة تصيب أركان الحكم في هذه الفترة، نتيجة مسار التفاوض الغامض بين الشروط الأمريكية المرتفعة التي عبر عنها أخيراً مبعوثها توم براك في رسالته التحذيريّة المسهبة التي يمكن اعتبارها «جرس إنذار» للبنان، إذ لوح إلى أن البديل من عدم استكمال خطة نزع سلاح «حزب الله» هو أن تطلق إسرائيل يدها في تصعيد واسع ضد لبنان.
وتحت وطأة مواقفه المدوية، والتي لا تزال في واجهة الترددات الداخلية، تحدثت معلومات عن ترجيح عودة براك إلى بيروت في زيارة جديدة في 7 نوفمبر المقبل.
وفي وقت يزداد الضغط فيه على لبنان بموضوع حصرية السلاح، تحدثت مصادر عن مقترح أمريكي جديد، بدأ التسويق له في الدوائر المغلقة، ويقضي بعقد مفاوضات لبنانية- إسرائيلية بإشراف أمريكي.
مشيرة إلى تباينات حول عدد من النقاط بشأن أسلوب التفاوض ومستوى المفاوضين، وتوقيته بعد تثبيت وقف إطلاق النار أو قبله، وفي ظل استمرار الاعتداءات الإسرائيلية على لبنان.

الشرق الأوسط: «5+5» تتمسّك بتفكيك الميليشيات وإخراج «المرتزقة» من ليبيا

أكدت اللجنة العسكرية الليبية المشتركة «5+5» التزامها بمواصلة العمل، وبذل كل جهودها من أجل تحقيق بنود اتفاق «وقف إطلاق النار» كافة، وأهمها خروج «المرتزقة» والمقاتلين الأجانب، والقوات الأجنبية من الأراضي الليبية، وحلّ جميع التشكيلات والمجموعات المسلحة.

وقبل خمسة أعوام من الآن، أبرم طرفا النزاع في غرب ليبيا وشرقها اتفاقاً في 23 أكتوبر (تشرين الأول) 2020 في جنيف، يقضي بـ«وقف فوري وشامل لإطلاق النار في جميع أنحاء ليبيا»، وضرورة سحب المرتزقة والعناصر الأجنبية خلال ثلاثة أشهر من توقيعه، غير أن ذلك لم يحدث حتى الآن، إضافةً إلى تشكيل لجنة عسكرية مشتركة (5+5) للإشراف على التنفيذ ومراقبة الأوضاع.

وظل ملف «المرتزقة» محلّ نقاش دائم أمام الوفود الأجنبية التي تزور ليبيا، وأيضاً لدى البعثات الدبلوماسية، ولا سيما الأميركية والأوروبية، فيما يخصّ ضرورة العمل على إخراجهم من البلاد. وتنتمي عناصر «المرتزقة» إلى جنسيات، أبرزها الروسية والسورية، بالإضافة إلى بعض الدول الأفريقية.

وقالت اللجنة في بيانٍ، (الخميس)، إنها تستحضر توقيع الاتفاق، بمساعدة بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا، مشيرةً إلى أنه «بُني على مبادئ أساسية، وهي وحدة الأراضي الليبية، وحماية حدودها براً وبحراً وجواً، والامتناع عن رهن القرار الليبي ومقدرات البلاد لأي قوى خارجية».

وذكّرت اللجنة بأن الاتفاق دعا إلى «حفظ السلام وأهمية التسامح والتعاون بين أبناء الوطن»، كما أنه «أوقف نزف الحرب وحقن دماء الليبيين، وما زال سارياً، ولم يحدث فيه أي خرق من أي طرف، بفضل مجهودات اللجان الفرعية التابعة للجنة العسكرية المشتركة». لافتة إلى التحديات التي واجهتها «نتيجة الانقسام السياسي وفشل المسار السياسي وعدم إجراء الانتخابات، على الرغم من أنها مطلب كل الشعب الليبي»، مؤكدةً مواصلة العمل حتى إخراج جميع القوات الأجنبية من ليبيا.

في سياق متصل، أشادت البعثة الأممية بـ«التزام الأطراف الليبية باتفاق وقف إطلاق النار»، معربة عن تقديرها للجنة العسكرية المشتركة؛ وللجانها الفرعية على «تفانيها والتزامها بخدمة الشعب الليبي».

وأكدت البعثة الأممية مجدداً التزامها بمواصلة العمل مع اللجنة العسكرية، ولجانها الفرعية من أجل الحفاظ على تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار، والدفع بالعملية السياسية قدماً بهدف تحقيق السلام الدائم والاستقرار في ليبيا.

وكانت تركيا قد دفعت بـ«مرتزقة» ينتمون إلى مجموعات سورية معارضة، أبرزها فصيل «السلطان مراد»، وفق اتفاق مع حكومة «الوفاق» السابقة، برئاسة فائز السراج، لصدّ هجوم قوات «الجيش الوطني» بقيادة المشير خليفة حفتر على طرابلس عام 2019، ومنذ توقف الحرب بقيت هذه القوات على حالها.

يُشار إلى أن مبعوثة الأمم المتحدة في ليبيا، هانا تيتيه، أجرت اتصالات محلية ودولية خلال الأيام الماضية بهدف إنهاء وجود «المرتزقة» داخل الأراضي الليبية، لكن من دون تسجيل أي تقدم يُذكر في هذا الملف.

وفي يناير (كانون الثاني) 2024، قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن عدد عناصر «المرتزقة السوريين» في طرابلس تجاوز 7 آلاف سابقاً، لكن فرّ منهم نحو 3 آلاف، وتحولوا إلى لاجئين في شمال أفريقيا وأوروبا.

من وقتٍ إلى آخر، تتصاعد المطالب بضرورة إخراج المرتزقة من ليبيا. ففي نهاية عام 2024، صعّدت قبائل موالية لنظام الرئيس الليبي الراحل معمر القذافي احتجاجاتها ضد وجود «المرتزقة»، والقوات الأجنبية الداعمة لمعسكري شرق ليبيا وغربها، وطالبت بإخراج هذه العناصر وإجراء انتخابات برلمانية ورئاسية «في أسرع وقت».

وعلى جانب آخر، أكدت بعثة الاتحاد الأوروبي في ليبيا دعمها للبلاد، و«الوقوف إلى جانبها في مسيرتها نحو السلام والوحدة والازدهار لجميع مواطنيها»، وذلك تزامناً مع احتفال ليبيا بـ«يوم التحرير». وقالت البعثة في بيانٍ، الخميس: «هذه لحظة تُكرّم صمود الشعب الليبي وشجاعته وتطلعاته».

في شأن مختلف، أعربت وزارة الشباب بحكومة «الوحدة الوطنية» المؤقتة عن إدانتها واستنكارها الشديدين لحادثة خطف علي بورزيزة، رئيس المجلس المحلي للشباب ببلدية الخُمس، مساء الأربعاء، في واقعة قالت إنها «تستهدف المجالس المحلية المنتخبة من الشباب».

وقالت الوزارة إنه «بحسب المعلومات المتوفرة، تم خطف بورزيزة في أثناء مباشرة عمله مع عدد من أعضاء المجلس ووضع الترتيبات النهائية لإحياء ذكرى معركة المرقب، بالتنسيق مع المجلس البلدي لبلدية الخمس»، مشيرة إلى أن «مجموعة مسلّحة اقتحمت الموقع واعتدت على الفريق، ثم خطفت رئيس المجلس ولاذت بالفرار». و«المرقب» هي معركة خاضها ليبيون ضد الاحتلال الإيطالي في يوم 23 أكتوبر (تشرين الأول) 1911 بمنطقة المرقب، القريبة من الخمس بغرب ليبيا.

وأكدت وزارة الشباب أن هذا الاعتداء «لا يستهدف شخصاً بعينه، بقدر ما يطول استقرار المدينة وجهود شبابها في العمل الوطني المنظم»، مطالبة الجهات الأمنية المختصة بـ«التحرك العاجل للكشف عن مصير رئيس المجلس وضمان سلامته؛ واتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة لملاحقة الجناة وتقديمهم للعدالة». كما دعت الوزارة المؤسسات والفعاليات الاجتماعية كافة بمدينة الخُمس إلى «التكاتف في مواجهة هذه الأفعال الخارجة عن القانون؛ تأكيداً على وحدة الصف الوطني، وصوناً لأمن الوطن واستقراره».

خيارات محدودة أمام «التنسيقي» لنزع سلاح الفصائل العراقية

في وقت جاء فيه تعيين رجل الأعمال الأميركي من أصل عراقي، مارك سافايا، مبعوثاً خاصاً للرئيس الأميركي دونالد ترمب إلى العراق، بمثابة مفاجأة في ظرف إقليمي حساس، زادت مكالمة وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو، مع رئيس الوزراء محمد شياع السوداني من التوتر بين بغداد وواشنطن، وأحرجت التحالف الحاكم «الإطار التنسيقي»، الذي يضم أبرز القوى السياسية الشيعية المدعومة من طهران.

وقالت مصادر إن «قوى الإطار» قررت عقد اجتماع طارئ مساء الأربعاء في بغداد، لبحث الموقف الأميركي الأخير، والرد على بيان وزارة الخارجية الأميركية الذي دعا إلى «نزع سلاح الفصائل المسلحة الموالية لإيران» داخل العراق، وهي الدعوة التي أثارت استياءً واسعاً داخل أوساط التحالف.

ونقلت وسائل إعلام محلية عن مصدر مطلع أن اجتماع الإطار «ناقش ما طرحه الوزير الأميركي ماركو روبيو خلال مكالمته مع السوداني، بما في ذلك تسريع تنفيذ الاتفاق الإطاري المتعلق بانسحاب القوات الأميركية من البلاد، ومراجعة آليات التعامل مع الفصائل المسلحة». كما يبحث الاجتماع، وفقاً للمصدر، «الشراكة الدولية في حل الأزمات الإقليمية، إضافة إلى التعهدات الأمنية المبرمة بين بغداد وواشنطن».

كانت وزارة الخارجية الأميركية قد قالت في بيانها إن الوزير روبيو أبلغ رئيس الوزراء العراقي بضرورة «الإسراع في نزع سلاح الميليشيات المدعومة من إيران، لأنها تهدد حياة وأعمال الأميركيين والعراقيين على حد سواء، وتنهب الموارد العراقية لصالح طهران»، مؤكداً التزام واشنطن «بالتعاون الوثيق مع الحكومة العراقية لحماية المصالح المشتركة وتعزيز الاستقرار».

تأتي هذه التطورات في وقت يتصاعد فيه الجدل داخل العراق بشأن مستقبل العلاقة مع الولايات المتحدة، لا سيما بعد إعلان الرئيس ترمب عن مبعوثه الخاص الجديد، في خطوة عدَّها مراقبون مؤشراً على تبدل في سياسة واشنطن تجاه العراق بعد سنوات من الجمود.

ولم يترشح علناً ما دار في اجتماع «الإطار التنسيقي»، لكن مصادر مطلعة، قالت لـ«الشرق الأوسط»، إن الخيارات التي بحثها قادة في التحالف الحاكم بدت محدودة للغاية في مسألة نزع السلاح، وإن الحسابات الانتخابية باتت تطغى على الالتزامات السياسية المتعلقة بهذا الملف.

وفي يونيو (حزيران) 2025، جددتْ مرجعية علي السيستاني في النجف بالعراق دعوتها إلى «حصر السلاح بيد الدولة»، محذرة من أن الظروف التي أعقبت الحرب بين إيران وإسرائيل «بالغة الخطورة».

«مخطط يستهدف العراق»
إلى ذلك، حذر رئيس ائتلاف «دولة القانون»، نوري المالكي، أحد أبرز أركان «الإطار التنسيقي»، من «مؤامرات تُحاك ضد العملية السياسية العراقية من أجل إسقاطها»، مؤكداً خلال تجمع انتخابي في كربلاء أن «الانتخابات المقبلة تمثل واجباً وطنياً واستحقاقاً دستورياً لا يمكن تعطيله»، مشدداً على أن «مجلس النواب هو روح الدولة التي تُبنى عبر العملية الديمقراطية، ومن خلاله تُشكل الحكومات وتُحاسب».

وأضاف المالكي أن «العراق مهدد بمحاولات لإضعاف وحدته الوطنية ومنع استكمال العملية الانتخابية»، معتبراً أن هذه المحاولات «جزء من مخطط أوسع يستهدف الدولة العراقية ونظامها الديمقراطي».

من جهة أخرى، رأى النائب السابق حيدر الملا في حديثه لـ«الشرق الأوسط» أن التطورات الأخيرة تعكس تحولات أوسع في المشهد الإقليمي، مشيراً إلى أن «أحداث السابع من أكتوبر 2023 مثلت نهاية لمرحلة العلاقة بين القوى الشيعية والولايات المتحدة، وبداية لعلاقة جديدة بين واشنطن وبعض القوى السنية في المنطقة، يتوقع أن تُتوَّج بتغيير في سوريا وتفكيك المحور الإيراني»، معتبراً أن «إرسال ترمب مبعوثه إلى العراق يندرج ضمن هذا المسار الجديد».

ويؤكد الملا أن «العراق سيكون في موقع المتلقي لتداعيات ما يجري في سوريا وإيران، سلباً أو إيجاباً، وأن احتكار الدولة للسلاح بات أمراً حتمياً بعد انقضاء مبررات وجود قوى مسلحة موازية».

أما أستاذ الإعلام، غالب الدعمي، فقال لـ«الشرق الأوسط» إن «البيانات الأميركية الأخيرة وضعت الحكومة العراقية في موقف محرج؛ خصوصاً أن بيان بغداد بدا متبايناً مع موقف واشنطن».

وأضاف الدعمي أن «المشكلة ليست في الحكومة بحد ذاتها، بل في ارتباطها بتحالف (الإطار التنسيقي) الذي بدأت تضيق أمامه الخيارات؛ إذ إن الولايات المتحدة لم تعد في وارد منح هذه القوى فرصة جديدة للمناورة».

في الاتجاه نفسه، قال السياسي عباس عبود إن العلاقات بين بغداد وواشنطن «تمر بامتحان صعب هو الأشد منذ عام 2003»، مشيراً إلى أن «اتفاقية الإطار الاستراتيجي فقدت فعاليتها، كما أن قيادة واشنطن للتحالف الدولي في العراق لم تعد قائمة بشكلها السابق».

وأوضح عبود أن «تعيين ترمب لمبعوث خاص إلى العراق يشير إلى أن الإدارة الأميركية لم تعد مقتنعة بالجهات التي كانت تتولى إدارة التواصل بين البلدين»، مضيفاً أن «(الإطار التنسيقي) لا يمتلك موقفاً موحداً تجاه واشنطن، فهو لا يريد أزمة معها، لكنه في الوقت نفسه لا يستطيع التنازل عن ارتباطاته الإقليمية».

ويميل مراقبون إلى الاعتقاد بأن هذه التحركات تمهد لمرحلة جديدة من الضغوط الأميركية على حكومة السوداني، التي تجد نفسها مضطرة إلى الموازنة الدقيقة بين شراكتها مع واشنطن وتحالفها السياسي الداخلي المدعوم من طهران.

اجتماعات في واشنطن بين طرفي حرب السودان

تستضيف العاصمة الأميركية واشنطن سلسلة اجتماعات غير مباشرة، ترعاها وزارة الخارجية الأميركية، بين ممثلين عن الجيش السوداني و«قوات الدعم السريع» في يومي 23 و24 أكتوبر (تشرين الأول) الحالي.

وأبلغ مصدر أميركي موثوق «الشرق الأوسط» أن نائب وزير الخارجية الأميركي ووسطاء إقليميين يتولون إدارة اجتماعات منفصلة عدة مع طرفي النزاع في السودان، وذلك تمهيداً لاجتماع مرتقب لـ«الرباعية الدولية» في واشنطن أواخر الشهر الحالي. وتضم «الرباعية الدولية» كلاً من الولايات المتحدة والسعودية والإمارات ومصر.

وكانت «الرباعية» قد طرحت الشهر الماضي خريطة طريق واضحة ومحددة لوقف الحرب في السودان، تضمنت إيقاف النزاع وإنهاء معاناة الشعب السوداني.

ودعت في بيان إلى هدنة إنسانية لمدة ثلاثة أشهر، تليها هدنة دائمة، لبدء العملية السياسية، وضرورة تشكيل حكومة مدنية مستقلة خلال تسعة أشهر بعد الهدنة الدائمة.

شارك