المبعوث الأمريكي: لبنان دولة فاشلة ووقت التفاوض بدأ بالنفاد/آلاف السودانيين في دائرة الخطر... وإعدامات ميدانية في الفاشر وبارا/إسرائيل تعلن اغتيال قيادي من حزب الله في غارة جوية على جنوب لبنان

الأحد 02/نوفمبر/2025 - 10:43 ص
طباعة المبعوث الأمريكي: إعداد: فاطمة عبدالغني
 
تقدم بوابة الحركات الإسلامية أبرز ما جاء في الصحف ووكالات الأنباء العربية، بخصوص جماعات الإسلام السياسي وكل ما يتعلق بتلك التنظيمات، بكافة أشكال التناول الصحفي (أخبار – تعليقات – متابعات – تحليلات) اليوم 2 نوفمبر 2025.

البيان: لماذا سيزور الرئيس السوري أحمد الشرع واشنطن؟

أكد المبعوث الأمريكي الخاص إلى سوريا، توم باراك، أن الرئيس السوري أحمد الشرع سيقوم بزيارة رسمية إلى واشنطن خلال شهر نوفمبر الجاري، في خطوة وُصفت بأنها الأكثر أهمية في العلاقات الأمريكية - السورية والأولى لرئيس سوري إلى البيت الأبيض.
وأوضح باراك، في تصريحات أدلى بها على هامش "حوار المنامة" في البحرين، أن الزيارة ستأتي بهدف توقيع اتفاق انضمام سوريا إلى التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة ضد داعش.
ونقل موقع "أكسيوس" الأمريكي عن توم باراك قوله إن الزيارة ستتبعها جولة خامسة من المفاوضات المباشرة بين سوريا وإسرائيل بوساطة أمريكية، مشيراً إلى أن المحادثات المرتقبة تهدف إلى التوصل إلى اتفاق أمني شامل بشأن الحدود بين البلدين قبل نهاية العام الجاري.
وتأتي هذه التطورات في ظل تحركات دبلوماسية متسارعة تشهدها المنطقة لإعادة دمج دمشق في ملفات الأمن الإقليمي، بعد سنوات من العزلة السياسية والعقوبات الغربية.
يُذكر أن الرئيس الشرع كان قد شارك في أعمال الدورة الثمانين للجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك بين 22 و30 سبتمبر الماضي، لتكون زيارته المقبلة إلى واشنطن الثانية له إلى الولايات المتحدة خلال أقل من شهرين.

لبنان.. ماذا بعد خميس بليدا والرد الرسمي على إسرائيل؟

غداة ممارسة الجيش الإسرائيلي تصعيداً غير مسبوق منذ اتفاق وقف إطلاق النار، إذ توغلت قواته داخل الأراضي اللبنانية في بلدة بليدا الحدودية، وأغارت على مناطق عدة في الجنوب وبيروت وضاحيتها الجنوبية، ما استدعى رداً من رئيس الجمهورية، العماد جوزيف عون، الذي طلب من قائد الجيش، العماد رودولف هيكل، التصدي لأي توغل إسرائيلي في الأراضي اللبنانية.
فإن ثمة كلاماً عن أن إسرائيل ترد عسكرياً على المراوحة دبلوماسياً.. ذلك أن لبنان الرسمي لم يتجاوب، حتى الآن، لا مع طلب التفاوض مع إسرائيل ولا مع قرار سحب سلاح حزب الله.

إلى ذلك، ترافق التصعيد العسكري مع تصعيد في المواقف، فالأجواء في العاصمة الأمريكية توحي، بحسب ما يتردد، أن واشنطن فقدت الأمل في السلطة اللبنانية، وتعتبر أنها بأدائها لم تلتقط فرصة الحل.
وعليه، أجمعت مصادر سياسية عبر «البيان»، على أن الجنوب بات مجدداً في الواجهة، فيما لبنان يحاول استباق أي موقف إسرائيلي، وقد أوصل رسالة إلى الجانب الأمريكي مفادها أن المطلوب تدخل أكثر فاعلية مع إسرائيل.

وعلى خط موازٍ لهذه التطورات، أشارت مصادر متابعة لـ«البيان»، إلى أن إسرائيل لجأت إلى أسلوب جديد في عدم التزامها المتمادي لاتفاق وقف إطلاق النار، بتوغل قواتها في بلدة بليدا الجنوبية، وقتل الموظف في قصرها البلدي إبراهيم سلامة بدم بارد، قبل أن تنسحب إلى حيث أتت، ما دل إلى أنها بدأت في طور جديد من اعتداءاتها المستمرة على لبنان، الأمر الذي استدعى رداً لبنانياً نوعياً هذه المرة.
وبحسب المصادر نفسها، فإن حادثة بليدا أثبتت أن العدوانية الإسرائيلية باتت متفلتة من أي ضوابط، فيما من شأن موقف رئيس الجمهورية أن يعيد الاعتبار لصورة الدولة والجيش، وأن يشكل ضغطاً على «الميكانيزم» حتى تبادر إلى تفعيل دورها ولجم الاعتداءات الإسرائيلية التي اتخذت منحى تصاعدياً خلال الفترة الأخيرة.

ولم يكن أدل على هذه التجربة الصعبة التي يجتازها لبنان من أن تصعيد الخميس، الذي صار تقليداً ميدانياً إسرائيلياً ثابتاً، استعاد الضغوط الميدانية المواكبة لتفعيل وتطوير عمل لجنة «الميكانيزم».

مزيج ضغوط
وعليه، تجزم المعطيات الميدانية، كما الدبلوماسية، بأن مزيج الضغوط سيبقى يتصاعد حتى بلوغ مخرج تفاوضي يواكب تزخيم وتكثيف وتسريع خطة الجيش اللبناني لإنجاز حصرية السلاح بيد الدولة، وإلا قد يتطور الأمر إلى تصعيد متدحرج في العمليات الإسرائيلية.
أما التحركات الدبلوماسية باتجاه بيروت، فتؤكد نظرة المجتمعيْن العربي والدولي إلى الساحة اللبنانية، بأنها ليست بمعزل عن توازنات إقليمية، خشية من أن تتحول إلى فوهة نار إذا لم تُقفل ثغرات السيادة وحصرية السلاح بالتزامن مع نهاية العام الجاري.

والذي وصفه الرئيس عون بعام تسليم السلاح، وهذا ما سبق وأكدته من جديد المبعوثة الأمريكية، مورغان أورتاغوس، خلال حضورها اجتماع «الميكانيزم» الأخير.

مرحلة جديدة
وفي انتظار الأجوبة على الشق اللبناني من «البازل» الذي يبدو ثانوياً للمنطقة وأساسياً للبنان، ومن بوابة الكلام عن أن الشرق الأوسط برمته مقبل على مرحلة جديدة، وأن زمن الممانعة انتهى، أشارت مصادر سياسية متابعة لـ«البيان» إلى أمريْن:
الأول يدل على أن لبنان، الذي أشيع أنه خرج من دائرة الاهتمام العربي والدولي، سيعود على الأرجح إلى الواجهة من جديد، أما الأمر الثاني، فهو أن القرار اتخذ بشأن إنهاء الملف اللبناني بتفاصيله كلها، وأن على «حزب الله» الاختيار، إما أن يقبل بحصر السلاح ويسير في مشروع الدولة، وإما يكون على موعد مع موجة عسكرية جديدة، لا أحد يعرف نتائجها المدمرة على لبنان.

الخليج: المبعوث الأمريكي: لبنان دولة فاشلة ووقت التفاوض بدأ بالنفاد

رأى المبعوث الأمريكي توم برّاك أن «لبنان دولة فاشلة، وأن الجيش اللبناني يعاني نقصاً في الموارد المالية والبشرية»، فيما وصل رئيس مجلس الوزراء اللبناني نواف سلام إلى مصر، أمس السبت، على رأس وفد وزاري، حيث سيرأس وفد بلاده في اجتماعات الدورة العاشرة للجنة العليا اللبنانية – المصرية المشتركة التي تُعقد اليوم الأحد.

وسيرأس سلام الوفد اللبناني في اجتماعات الدورة العاشرة للجنة العليا اللبنانية – المصرية المشتركة التي تُعقد اليوم الأحد. ومن المقرر أن يتم خلالها توقيع أكثر من خمس عشرة اتفاقية ومذكرة تفاهم منبثقة عن عمل اللجنة، بما يخدم المصالح المشتركة بين البلدين. ولم تستبعد أوساط مراقبة أن يبحث سلام خلال لقاءاته مع المسؤولين المصريين في أبعاد دخول القاهرة على خط الوساطة بين لبنان وإسرائيل، وما إذا كانت مبادرتها قادرة على خرق حال التأزم المُسَيطر على الوضع اللبناني تزامناً مع ارتفاع وتيرة الضغوط إلى حدها الأقصى في الأيام الأخيرة.

من جهة أخرى، وفي كلمة له أمام منتدى حوار المنامة، أعلن الموفد الأمريكي توم براك أن «إسرائيل مستعدة للتوصل إلى اتفاق مع لبنان بشأن الحدود، وعلى اللبنانيين اللحاق بركب المفاوضات والحرص على حدودهم». ورأى أنه «من غير المعقول ألاّ يكون هناك حوار بين لبنان وإسرائيل».

كما لفت إلى أن «القيادة اللبنانية صامدة لكن عليها التقدّم أسرع بشأن حصر سلاح «حزب الله»، ولن تكون هناك مشكلة بين لبنان وإسرائيل إذا تم نزع سلاح الحزب. فإسرائيل تقصف جنوب لبنان يومياً لأن سلاح «حزب الله» لا يزال موجوداً»، مشيراً إلى أن «آلاف الصواريخ في جنوب لبنان لا تزال تهدد إسرائيل». وشدد على أنه «لم يعد هناك وقت أمام لبنان وعليه حصر السلاح سريعاً».

يذكر أن كلام براك يأتي في أعقاب رواج معلومات تحدثت عن وصول وفد عسكري أمريكي إلى لبنان لتقييم التقدم الذي أحرزه الجيش والاطلاع على احتياجاته.

وكان رئيس الحكومة اللبنانية نواف سلام، أعلن، الجمعة، أن بيروت تسعى جاهدة إلى حشد كل الإمكانات السياسية والدبلوماسية لوقف الانتهاكات الإسرائيلية، مشيراً إلى أن حصر السلاح ليس مجرد شعار، بل هو قرار لا تراجع عنه. كما أوعز الرئيس اللبناني جوزيف عون وللمرة الأولى للجيش بالتصدي لأي توغل عسكري إسرائيلي في الأراضي المحررة جنوبي البلاد.

على الصعيد الأمني استهدفت مسيّرة إسرائيليّة بلدة كفرصير في قضاء النبطية، ما أدى إلى إصابة مواطن بجراح. وسجل تحليق للطيران الحربي الإسرائيلي فوق السلسلة الشرقية لقرى البقاع الشمالي والهرمل، وألقت محلقة إسرائيلية قنبلة صوتية في رأس الناقورة. وأعلن الجيش الإسرائيلي، السبت، أنه قتل عنصراً من «قوة الرضوان» التي تعد من قوات النخبة في حزب الله اللبناني، بغارة شنها على منطقة النبطية جنوبي لبنان الجمعة. وأشار بيان الجيش إلى أن العنصر المستهدف كان «متورطاً في ترويج العديد من المؤامرات الإرهابية ضد أراضي إسرائيل، وعمل على ترميم البنى التحتية العسكرية لمنظمة حزب الله»، معتبراً أن «أفعاله شكلت تهديداً لدولة إسرائيل ومواطنيها، وخرقاً للتفاهمات بين إسرائيل ولبنان». وشدد على أنه «سيواصل العمل على إزالة أي تهديد لدولة إسرائيل».


الشرق الأوسط: هل تخطّت البعثة الأممية حدود تفويضها في إدارة «الحوار الليبي»؟

وجدت بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا نفسها مجدداً وسط عاصفة سياسية وقانونية، بعدما اتهمتها حكومة أسامة حمّاد، المكلّفة من مجلس النواب في الشرق، بـ«تجاوز القوانين الليبية والمواثيق الدولية المنظمة للعلاقات الدبلوماسية»، وتزامنت هذه الاتهامات مع بدء التحضيرات لـ«الحوار المهيكل»، الذي سبق وأعلنت عنه المبعوثة هانا تيتيه ضمن خريطة الطريق السياسية.

تساؤلات حول مدى التزام البعثة
هذه الاتهامات أعادت فتح نقاش قديم حول مدى التزام البعثة بالقواعد القانونية في تحركاتها داخل ليبيا، وما إذا كان الأمر يعكس - كما يرى مراقبون - أزمة ثقة متجذّرة بين سلطتين متنافستين، وبعثة أممية تحاول المناورة في مشهد بالغ التعقيد. ومن منطلق دبلوماسي وقانوني، فإن تدخل الأمم المتحدة في ليبيا يستند إلى قرارات مجلس الأمن، على رأسها القراران 1970 و1973 لعام 2011، الصادران تحت الفصل السابع، ثم القرار 2009 الذي أنشأ بعثة الدعم لتيسير الانتقال السياسي.

لكن بالرغم من أن هذا التدخل الأممي يستند إلى شرعية قانونية واضحة، حسب أستاذ العلوم السياسية في جامعة نيوإنغلند، الدكتور علي عبد اللطيف حميدة، فإنه يرى أيضاً أن البعثة «أصبحت في مأزق حقيقي لأنها باتت في الوقت نفسه جزءاً من الأزمة وجزءاً من الحل، بعد أربعة عشر عاماً من المحاولات دون تحقيق اختراق حقيقي».

ويعتقد حميدة في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أن الخلاف الحالي «ليس قانونياً فحسب، بل هو انعكاس لانعدام الثقة بين الحكومتين المتنافستين؛ فحكومة عبد الحميد الدبيبة في طرابلس تُتَّهم بالمماطلة للبقاء في السلطة، بينما تعتبر حكومة حمّاد أن هناك التفافاً على دورها، وسط غياب إرادة دولية ومحلية لمعالجة الملفات الجوهرية، مثل تفكيك الميليشيات وتوحيد المؤسسات».

ولا تعترف البعثة بشرعية حكومة حمّاد، المنبثقة عن مجلس النواب، فيما تردّ الأخيرة بسلسلة انتقادات، تتهم فيها البعثة بـ«تجاهل مؤسسات الشرق وانتهاك السيادة الوطنية»، وقد رفعت في الأشهر الأخيرة شكوى رسمية إلى الأمين العام للأمم المتحدة ومجلس الأمن، تطالب فيها بطرد البعثة من البلاد.

غير أن تحرك بنغازي الأخير بدا أشبه بردّ فعل سريع على قطار «الحوار المهيكل»، الذي تسعى البعثة الأممية إلى إطلاقه برعاية دولية واسعة. فقد سارعت حكومة حمّاد إلى اتهام البعثة بـ«الإصرار على تجاوز القوانين الليبية»، من خلال توجيه الدعوات مباشرةً إلى الجامعات والمؤسسات العامة لاختيار ممثلين للحوار، من دون التنسيق مع وزارة الخارجية، واعتبرت ذلك «انتهاكاً للأعراف الدبلوماسية وتدخّلاً في صلاحيات الدولة».

«تجاوز المؤسسات الليبية»
وفق هذه المعطيات، يعتقد الخبير في القانون الدولي محمد الزبيدي، أن «البعثة الأممية اعتادت تجاوز المؤسسات الليبية منذ عام 2011»، مستشهداً بمؤتمر الصخيرات الذي رعته الأمم المتحدة عام 2015، والذي وصفه بأنه «عُقد بطريقة ارتجالية وأنتج اتفاقاً زاد الانقسام».

وقال الزبيدي لـ«الشرق الأوسط» إن «مؤتمر جنيف شهد أيضاً شبهات شراء ذمم، بحسب اعتراف عضوة مشاركة فيه»، معتبراً أن «اختيار المشاركين في تلك المؤتمرات كان يتم وفق أجندات دولية لا تعبّر عن الإرادة الليبية».

وحذر الزبيدي من تكرر الأخطاء ذاتها في الحوار الجديد، متسائلاً: «هل تتضمّن خريطة المبعوثة الأممية هانا تيتيه سقفاً زمنياً واضحاً لرحيل حكومة الدبيبة، وتوحيد السلطة واحترام نتائج الانتخابات؟ إن لم تفعل، فسنشهد جولةً جديدةً لإطالة الأزمة لا لإنهائها».

في المقابل، تؤكد بعثة الأمم المتحدة أن الحوار المهيكل «ليس هيئة لصنع القرار، بل منصة تشاورية تهدف إلى إشراك فئات أوسع من الليبيين في صياغة رؤية وطنية موحدة». وجاء في بيانها الأخير أن العملية «جزءٌ من خريطة طريق، تستهدف تهيئة بيئة مناسبة للانتخابات، وتعزيز الحوكمة وتوحيد المؤسسات».

من جهته، يرى المحلل السياسي الليبي، خالد الشارف، أن بيان حكومة حمّاد «يعكس موقفاً مشروعاً دفاعاً عن السيادة الوطنية»، لكنه يرى أن «الفوضى المؤسسية والانقسام بين الحكومتين هو ما أتاح للأمم المتحدة مساحة أوسع للتحرك، دون الرجوع إلى السلطات المحلية». وخلص إلى أن «المسؤولية مشتركة؛ فبينما نرفض أي تجاوز أممي، يجب الاعتراف بأن الانقسام الداخلي أضعف الموقف الرسمي الليبي، وفتح الباب أمام التدخلات الخارجية».

وتحاول البعثة الأممية من خلال «خريطة الطريق»، التي أعلنتها تيتيه في أغسطس (آب) الماضي، إحياء المسار السياسي عبر تنظيم حوار بمشاركة 120 شخصية ليبية من مختلف المناطق، وصولاً إلى الانتخابات خلال 12 إلى 18 شهراً. لكن استمرار الانقسام بين الشرق والغرب، بعد أكثر من عقد على سقوط نظام معمر القذافي، يجعل الطريق إلى تسوية دائمة أكثر تعقيداً من أي وقت مضى.

أميركا توجه «تحذيراً أخيراً» للعراق

واشنطن تتحرك إقليمياً لتنسيق الضغوط ضد طهران كشف وزير الدفاع العراقي، ثابت العباسي، عن أخطر تحذير أميركي للحكومة العراقية جاء على لسان نظيره الأميركي بيت هيغسيث خلال محادثة هاتفية بينهما، بعد يومين فقط من رسالة أميركية تضمنها بيان لمبعوث الرئيس دونالد ترمب، مارك سافايا، طمأنت بغداد بشأن مستقبل العلاقات بين البلدين.

التحذير، بحسب الوزير العباسي، يتعلق بالفصائل المسلحة، وتضمن تهديداً مباشراً في حال أقدمت تلك الفصائل على تنفيذ أي عمليات، رداً على ما تنوي واشنطن القيام به في المنطقة القريبة من العراق خلال الأيام المقبلة.

وقال العباسي في مقابلة تلفزيونية إن هيغسيث أبلغه بوجود عمليات عسكرية مرتقبة في المنطقة، محذراً من «تدخل الفصائل العراقية» في تلك العمليات، دون أن يقدم تفاصيل إضافية. وأشار العباسي إلى أن نظيره الأميركي أنهى الاتصال بعبارة تحذيرية واضحة: «هذا تبليغ أخير لكم... وأنتم تعرفون جيداً كيف سيكون رد الإدارة الحالية».

آلاف السودانيين في دائرة الخطر... وإعدامات ميدانية في الفاشر وبارا

بات آلاف السودانيين في دائرة الخطر، بعد تقارير أممية وحقوقية، وصور للأقمار الاصطناعية، تشير إلى استمرار عمليات القتل العشوائي، في مدينتي «الفاشر»، حاضرة إقليم شمال دارفور، التي استولت عليها «قوات الدعم السريع» الأحد الماضي، و«بارا» الاستراتيجية في ولاية شمال كردفان، التي تشهد عمليات نزوح كبيرة في اتجاه مدينة الأُبَيِّض كبرى مدن كردفان، بعد أنباء عن عمليات تنكيل وقتل شنيع.

وأعربت منظمة «أطباء بلا حدود» السبت عن خشيتها من أن آلاف المدنيين عالقون في مدينة الفاشر السودانية ويواجهون خطراً وشيكاً إثر سيطرة «قوات الدعم السريع» عليها، فيما أظهرت صور جديدة بالأقمار الاصطناعية أن المجازر ما زالت مستمرة في عاصمة ولاية شمال دارفور.

وسيطرت «قوات الدعم السريع» الأحد الماضي على مدينة الفاشر، آخر معاقل الجيش في إقليم دارفور الذي يغطي ثلث مساحة السودان بعد حصار دام 18 شهراً. ومنذ سقوط المدينة، توالت شهادات عن إعدامات ميدانية وعنف جنسي وهجمات على عمال الإغاثة وعمليات نهب وخطف، بينما لا تزال الاتصالات مقطوعة إلى حدّ كبير.

وأفاد ناجون وصلوا إلى بلدة طويلة القريبة من الفاشر، بعمليات قتل جماعية وإطلاق نار على أطفال أمام ذويهم وضرب ونهب للمدنيين في أثناء محاولتهم الفرار. وقالت الأمم المتحدة إن أكثر من 65 ألف شخص فرّوا من مدينة الفاشر منذ الأحد، لكن عشرات الآلاف ما زالوا عالقين هناك، في حين كانت المدينة تؤوي نحو 260 ألف نسمة قبل الهجوم الأخير لـ«قوات الدعم السريع».

وأوضحت منظمة «أطباء بلا حدود» أن «أعداداً كبيرة من المدنيين ما زالت تواجه خطراً شديداً وتُمنع من الوصول إلى مناطق أكثر أماناً من جانب قوات الدعم السريع وحلفائها».

وأضافت المنظمة أن نحو خمسة آلاف شخص فقط تمكنوا من الوصول إلى بلدة طويلة الواقعة على بُعد نحو 70 كيلومتراً غرب المدينة. وقال رئيس قسم الطوارئ في المنظمة ميشال أوليفييه لاشاريتيه إن «عدد الوافدين إلى طويلة لا يتطابق مع حجم الكارثة، في وقت تتزايد فيه الشهادات عن فظائع واسعة النطاق». وتساءل: «أين كل المفقودين الذين نجوا من شهور من الجوع والعنف في الفاشر؟»، مضيفاً: «الاحتمال الأكثر ترجيحاً، والمروّع في الوقت نفسه، هو أنهم يُقتلون أو يُطاردون في أثناء محاولتهم الفرار».

استمرار القتل الجماعي
وأفاد شهود عيان المنظمة بأن نحو 500 مدني، بينهم جنود من الجيش وقوات حليفة له، حاولوا الفرار الأحد، لكن معظمهم قُتل أو أُسر على أيدي «قوات الدعم السريع» ومجموعات موالية لها. وأشار الناجون إلى أن الفارين فُصلوا بحسب الجنس والعمر والانتماء العرقي المفترض، وأن كثيرين ما زالوا محتجزين مقابل فدية، تتراوح بين 5 ملايين و30 مليون جنيه سوداني (ألف إلى 6 آلاف دولار).

وقالت حياة، وهي أم لخمسة أطفال فرت من الفاشر، إن «الشبان الذين كانوا يسافرون معنا أوقفهم المسلحون في الطريق، ولا نعرف ماذا حلّ بهم» حسب «وكالة الصحافة الفرنسية». وقالت الأمم المتحدة الجمعة إن عدد القتلى من جراء هجوم «قوات الدعم السريع» على مدينة الفاشر قد يبلغ المئات، فيما اتهمت قوات حليفة للجيش السوداني «الدعم السريع» بقتل أكثر من ألفي مدني.

صور الأقمار الاصطناعية
وقد أظهرت صور جديدة التُقطت بالأقمار الاصطناعية مؤشرات على استمرار عمليات القتل الجماعي داخل مدينة الفاشر ومحيطها في غرب السودان، وفق باحثين في جامعة ييل الأميركية.

وقال مختبر الأبحاث الإنسانية في الجامعة في تقرير جديد إن الصور الجديدة تُظهر مؤشرات على أن جزءاً كبيراً من سكان المدينة «قُتلوا أو أُسروا أو يختبئون».

ورصد الباحثون ما لا يقل عن 31 مجموعة أجسام يُرجّح أنها لجثث بشرية بين الاثنين والجمعة، في أحياء سكنية وحرم جامعي ومواقع عسكرية.

وأضاف التقرير أن «مؤشرات استمرار القتل الجماعي واضحة للعيان».

روايات للفارين
ووفقاً لتقرير أوردته وكالة «رويترز»، فقد جَمَع مقاتلون على ظهور جِمال نحو مائتي رجل قرب مدينة الفاشر السودانية مطلع الأسبوع، واقتادوهم إلى مكان محدد، وهم يرددون ألفاظاً عنصرية، قبل أن يبدأوا في إطلاق النار، وذلك وفقاً لرواية رجل قال إنه كان بينهم. وأوضح الرجل، ويُدعى الخير إسماعيل، في مقابلة مصورة أجراها معه صحافي محلي في بلدة طويلة بإقليم دارفور بغرب البلاد، إن أحد الخاطفين تعرف عليه من أيام الدراسة وتركه يهرب.

وقال إسماعيل: «قال لهم لا تقتلوه»، حتى بعد أن قتلوا كل من معه بمن فيهم أصدقاء له. وأضاف أنه كان يُحضر الطعام لأقاربه الذين كانوا لا يزالون في المدينة عندما سيطرت عليها «قوات الدعم السريع»، يوم الأحد، وكان، كغيره من المعتقلين، أعزل بلا سلاح.

وكان إسماعيل واحداً من أربعة شهود، وستة من موظفي الإغاثة أجرت وكالة «رويترز» مقابلات معهم، وقالوا أيضاً إن الفارين من الفاشر جُمعوا في قرى مجاورة، وفُصل الرجال عن النساء، ثم تم إبعادهم. وفي رواية سابقة، قال أحد الشهود إن دويّ إطلاق نار سُمع بعد ذلك.

وفي شهادة أخرى أكدت «رويترز» تحققها منها، قالت تهاني حسن، وهي عاملة نظافة سابقة في مستشفى، إنها فرَّت إلى الطويلة في وقت مبكر من يوم الأحد، بعد مقتل زوج شقيقتها وعمها برصاص طائش. وأضافت أنه في الطريق، ألقى ثلاثة رجال يرتدون زي «قوات الدعم السريع» القبض عليها وعلى أسرتها وفتشوهم وضربوهم وأهانوهم. وقالت: «ضربونا بشدة. ألقوا بملابسنا على الأرض. حتى أنا المرأة تم تفتيشي»، مضيفةً أن طعامهم وماءهم سُكبا على الأرض أيضاً.

ووصلوا في نهاية المطاف إلى منطقة أخرى، حيث فَصل المقاتلون النساء والأطفال عن الرجال. ولم يرَ غالبيتهم ذويهم مرة أخرى، بمن في ذلك شقيق تهاني وزوج أختها الثانية. وقالت تهاني: «لا يمكننا أن نقول إنهم أحياء، بسبب الطريقة التي عاملونا بها، إنْ لم يقتلوكم فإن الجوع والعطش سيقتلانكم».

«الدعم» تنفي
ونفت «قوات الدعم السريع»، التي يُمثل «انتصارها» في الفاشر نقطة تحول في الحرب الأهلية السودانية المستمرة منذ عامين ونصف عام، ارتكاب هذه الانتهاكات، قائلةً إن الروايات من نسج خيال أعدائها، ووجَّهت إليهم اتهامات مضادة. ووصف قائد كبير في «قوات الدعم السريع» هذه الروايات بأنها «تضخيم إعلامي» من الجيش والمقاتلين المتحالفين معه «للتغطية على هزيمتهم وفقدانهم مدينة الفاشر».
وقال إن قيادة القوات أمرت بالتحقيق في أي انتهاكات ارتكبها أفرادها الذين تم اعتقال العديد منهم، مضيفاً أن «قوات الدعم السريع» ساعدت الناس على مغادرة المدينة ودعت منظمات الإغاثة إلى مساعدة من بقوا فيها.

وذكر أن جنود الجيش السوداني والمقاتلين الذين تظاهروا بأنهم مدنيون تم «أسرهم» للتحقيق معهم. وقال لوكالة «رويترز» للأنباء رداً على طلب للتعليق: «لم تكن هناك عمليات قتل كما يروج البعض». وأفادت وكالة «رويترز» بأنها تحققت من ثلاثة مقاطع فيديو على الأقل نُشرت على وسائل التواصل الاجتماعي تُظهر رجالاً يرتدون زي «قوات الدعم السريع»، وهم يطلقون النار على أسرى عزل، ومن 12 مقطعاً آخر تَظهر فيها مجموعات من الجثث بعد إطلاق نار على ما يبدو.

ازدياد أعداد النازحين
إلى ذلك، أعلنت شبكة أطباء السودان، (السبت)، وصول 642 نازحاً من الفاشر إلى منطقة الدبة بالولاية الشمالية. وقالت الشبكة، في بيان صحافي، إنها «تتابع بقلق بالغ ازدياد حركة النزوح من مدينة الفاشر، حيث وصل خلال الساعات الماضية 642 نازحاً إلى الولاية الشمالية بعد رحلة شاقة محفوفة بالمخاطر من جراء المجازر التي ترتكبها (الدعم السريع) في الفاشر».

المنشر الإخباري:الفاشر تنزف… والدعم السريع تلجأ إلى الخداع الإعلامي لتبرئة نفسها

قوات الدعم السريع في السودان تتهم بمحاولة “تجميل صورتها” بعد إعلانها اعتقال مقاتلين تورطوا في مجازر الفاشر
اتهامات واسعة لقوات الدعم السريع السودانية بتنظيم حملة دعائية عقب إعلانها اعتقال عدد من عناصرها على خلفية المجازر في الفاشر، وسط شهادات مروعة عن عمليات قتل واغتصاب ونهب وتهجير قسري شملت آلاف المدنيين، واتهامات أممية بتصفيات جماعية وجرائم حرب.
أثار إعلان قوات الدعم السريع السودانية اعتقال عدد من عناصرها، بينهم القائد المعروف أبو لُولو، موجة من الغضب والسخرية بين الناشطين والحقوقيين، الذين وصفوا الخطوة بأنها محاولة دعائية يائسة لتخفيف الضغط الدولي بعد توثيق مجازر واسعة ارتكبتها الميليشيا في مدينة الفاشر شمال دارفور.

وقالت قوات الدعم السريع إنها أوقفت بعض المقاتلين “المتورطين في تجاوزات”، ونشرت مقاطع تُظهر اعتقال القائد أبو لُولو الذي ظهر في فيديوهات سابقة وهو يعدم مدنيين بالزي المدني خلال هجمات الأحد الماضي على الفاشر.

لكن ناشطين سودانيين اعتبروا ما جرى مسرحية إعلامية، مؤكدين أن جميع قادة الميليشيا متورطون في الجرائم نفسها. وانتشر وسم “#كلكمأبولولو” على منصات التواصل الاجتماعي في السودان، تعبيرًا عن رفض الرواية الرسمية.

وقال الباحث السوداني المقيم في بوسطن محمد سليمان إن “اعتقال أبو لولو ليس سوى محاولة لتضليل الرأي العام وتحويل الأنظار عن مسؤولية الميليشيا في المجازر الجماعية”.

وأكد مركز مرونة المعلومات (Centre for Information Resilience) أنه تحقّق من صور تُظهر عبد الرحيم دقلو، شقيق قائد الدعم السريع محمد حمدان دقلو (حميدتي)، موجودًا في الفاشر أثناء الهجمات.

أما الناشطة هالة الكارب من مبادرة “القرن الإفريقي الاستراتيجية للنساء”، فقد وصفت الخطوة بأنها “نكتة مؤلمة”، قائلة:

“مئات الآلاف من السودانيين يُقتلون يوميًا، والنساء والفتيات يتعرضن لاغتصاب ممنهج منذ ثلاث سنوات، بينما تكتفي الميليشيا بعرض اعتقال صوري لأحد قادتها”.

وشددت الكارب على أن الدعم السريع لا يمكن الوثوق به في التحقيق مع نفسه، مشيرة إلى جذوره كـ”مليشيا الجنجويد” التي ارتكبت مجازر دارفور في العقد الأول من الألفية.

من جهتها، قالت شينا لويس، المتخصصة في شؤون السودان بمنظمة “منع وإنهاء الفظائع الجماعية”، إن ما تقوم به قوات الدعم السريع هو محاولة لتبرئة النظام الداخلي عبر تحميل المسؤولية لـ”عناصر متمردة”، مؤكدة أن الجرائم تحمل “سمات سياسة منظمة للإبادة الجماعية منذ بداية الحرب”.

وفي جنيف، قال المتحدث باسم مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان سيف مغانغو إن المئات من المدنيين قُتلوا أثناء محاولتهم الفرار من الفاشر، مشيرًا إلى أن “عناصر الدعم السريع اختارت النساء والفتيات واغتصبتهن تحت تهديد السلاح، وأجبرت العائلات على مغادرة المنطقة وسط إطلاق نار عشوائي”.

ونقلت منظمة أطباء بلا حدود (MSF) عن شهود عيان أن معظم المدنيين الفارين لم يصلوا إلى مخيم طويلة غرب الفاشر، رغم أن عددهم كان يُقدَّر بنحو 250 ألفًا، مما يرجّح وقوع مجازر إضافية على طرق الهروب.

وأكدت المنظمة أن “كل الأطفال دون سن الخامسة الذين وصلوا إلى المخيم يعانون من سوء تغذية حاد”، فيما وصف أطباء ميدانيون الوضع بأنه “كارثة إنسانية مطلقة”.

وفي شهادة مروعة لأحد الناجين، قال:

“رأيت إخوتي يُقتلون أمامي، ولا أعرف مصير والديّ أو أختي الصغيرة. جثث المدنيين كانت ملقاة على الطريق، وبعضها دُهس بعربات الدعم السريع”.

وفي هجوم آخر، أكدت منظمة الصحة العالمية مقتل 460 مريضًا خلال قصف مستشفى الولادة السعودي في الفاشر، حيث دخل الجنود ثلاث مرات “لإكمال ما بدأوه”، بحسب المتحدث كريستيان ليندماير.

ويُذكر أن الحرب الأهلية السودانية اندلعت في أبريل 2023 بعد صراع على السلطة بين الجيش النظامي وقوات الدعم السريع، لتتحول تدريجيًا إلى نزاع دموي يحمل سمات التطهير العرقي في دارفور، وسط غياب تام للمساءلة الدولية.

إسرائيل تعلن اغتيال قيادي من حزب الله في غارة جوية على جنوب لبنان

الجيش الإسرائيلي يؤكد استهداف عنصر من “قوة رضوان” في النبطية بدعوى تورطه في مخططات ضد إسرائيل وإعادة بناء البنية العسكرية للتنظيم


الجيش الإسرائيلي يعلن تنفيذ غارة جوية على النبطية جنوب لبنان أسفرت عن مقتل قيادي في حزب الله من قوة رضوان، ويتهمه بالتحضير لهجمات ضد إسرائيل وإعادة بناء البنية التحتية العسكرية للتنظيم.

أعلنت قوات الدفاع الإسرائيلية (الجيش الإسرائيلي) في بيان رسمي أنها قتلت أحد عناصر حزب الله اللبناني في غارة جوية استهدفت منطقة النبطية في جنوب لبنان، مشيرة إلى أن العملية نُفذت “بتوجيه من القيادة الشمالية وبمساندة من سلاح الجو”.

وأوضح البيان، الذي نُشر عبر حساب الجيش الإسرائيلي على منصة X، أن المستهدف ينتمي إلى قوة رضوان، إحدى الوحدات الخاصة التابعة لحزب الله، وأنه “كان متورطًا في التخطيط لعدة عمليات ضد الأراضي الإسرائيلية، إضافة إلى عمله على إعادة بناء البنية التحتية العسكرية للتنظيم داخل لبنان”.

وأضافت قوات الدفاع الإسرائيلية أن نشاط هذا العنصر “يشكل تهديدًا مباشرًا لإسرائيل ومواطنيها، فضلًا عن كونه انتهاكًا واضحًا للاتفاقات القائمة بين إسرائيل ولبنان”.

ويأتي هذا الاستهداف في ظل تصاعد التوتر على الحدود الإسرائيلية اللبنانية، مع تبادل القصف المدفعي والجوي بين الجانبين منذ أسابيع، وسط تحذيرات من انزلاق الأوضاع نحو مواجهة عسكرية أوسع في المنطقة.

شارك