ألمانيا تكافح خطر التطرف الإسلامي بخطة جديدة

الأحد 23/نوفمبر/2025 - 10:10 م
طباعة ألمانيا تكافح خطر برلين- خاص بوابة الحركات الإسلامية
 
أعلنت وزارة الداخلية الألمانية عن تأسيس مجلس استشاري جديد معنيّ بمنع الإسلاموية ومكافحتها، في إطار توسيع وإعادة هيكلة فريق العمل السابق الذي بدأ مهامه في أكتوبر 2024. ويأتي هذا التحرك استجابة لتصاعد مظاهر التطرف الإسلامي في البلاد، ورغبة الحكومة في تبنّي نهج أكثر شمولًا وفاعلية في التعامل مع الظاهرة.

وترى الوزارة أن الإسلاموية باتت تمثل تهديدًا مباشرًا للديمقراطية الليبرالية ولتماسك المجتمع الألماني، إذ لم تعد المخاطر تقتصر على الهجمات الإرهابية التي نُفذت أو أُحبطت خلال العام الماضي، بل امتدت إلى الفضاء الرقمي حيث يزداد انتشار الخطاب المتطرف، كما برزت أشكال جديدة من التأثير الأيديولوجي داخل المدارس والجامعات عبر التنمر الديني والفصل الصارم بين الجنسين، إلى جانب مظاهرات داعمة لفكرة الخلافة جذبت آلاف المشاركين. وفي هذا السياق، شدد وزير الدولة للشؤون البرلمانية كريستوف دي فريس على أن الخطر الحقيقي لا يكمن فقط في العنف، بل في “السمّ الخبيث للأيديولوجيا” الذي يهدد قيم المجتمع الحر.

وتؤكد الداخلية الألمانية أن مواجهة التطرف لا يمكن أن تعتمد على الإجراءات الأمنية وحدها، مهما كانت أهميتها، بل تتطلب استراتيجية سياسية ومجتمعية متكاملة تجمع بين المعرفة العلمية والخبرة العملية والاعتبارات الأمنية. وانطلاقًا من هذا الفهم، سيعمل المجلس الاستشاري الجديد على إعداد خطة عمل وطنية مشتركة بين الحكومة الاتحادية والولايات، تتضمن تطوير برامج وقائية اجتماعية، وتعزيز التوعية في المؤسسات التعليمية والعامة، وتحسين آليات التصدي للتطرف في الفضاء الرقمي، بالإضافة إلى دراسة شبكات التمويل والتأثير الخارجي للإسلاموية، وتوسيع البحوث الأكاديمية وإنشاء مركز متخصص لتوثيق الظاهرة.

واعترف كريستوف دي فريس وكيل وزارة الداخلية للشئون البرلمانية بأن الإسلاموية غير العنيفة لطالما قوبلت بالاستخفاف، رغم قدرتها على التغلغل الهادئ في المؤسسات والمجتمعات، معتبرًا أن إعادة تشكيل المجلس خطوة أولى لتغيير هذا النهج. ووجّه شكره لأعضاء فريق العمل السابق، معلنًا انضمام خمسة عشر خبيرًا من مجالات البحث والممارسة والأمن للمجلس الجديد الذي سيعمل تحت إشراف لجنة توجيهية من وزارة الداخلية برئاسته.

وتزداد أهمية هذه الجهود في ظلّ حساسية الوضع الأمني خلال مواسم التجمعات الكبرى، حيث لم تزل ألمانيا تتذكر بقلق حادثة الدهس المروّعة في سوق الكريسماس بمدينة ماجدبورج في ديسمبر 2024، وكذلك الهجوم الإرهابي في برلين عام 2016 قرب الكنيسة التذكارية. وقد أعادت هذه الأحداث إلى الواجهة المخاوف من استغلال الفضاءات العامة المكتظة لتنفيذ اعتداءات دامية، ما دفع السلطات إلى رفع مستوى التأهب الأمني قبل افتتاح أسواق الكريسماس

شارك