ألمانيا تحبط مخطط إرهابي لاستهداف اسواق الكريسماس

الإثنين 15/ديسمبر/2025 - 12:21 ص
طباعة ألمانيا تحبط مخطط برلين- خاص بوابة الحركات الإسلامية
 
تشهد ألمانيا منذ سنوات حالة استنفار أمني دائم، في ظل تصاعد التهديدات الإرهابية ذات الخلفية الإسلاموية، والتي تعود إلى الواجهة مع كل عملية إحباط أو اعتقال جديد. وفي أحدث هذه القضايا، أعلنت السلطات الألمانية عن تفكيك خلية كانت تخطط لتنفيذ هجوم إرهابي يستهدف سوقًا لعيد الميلاد في ولاية بافاريا، في سيناريو يعيد إلى الأذهان أحد أكثر الفصول دموية في تاريخ البلاد الحديث.
اللافت في هذه القضية أن كشف المخطط لم يكن نتيجة عمل أمني داخلي فحسب، بل جاء بعد معلومات وصفت بـ«الحاسمة» من جهاز استخبارات أجنبي، دون أن تكشف برلين عن هوية الجهة التي قدمت التحذير. هذا الغموض، المعتاد في التعاون الاستخباراتي الدولي، يعكس حجم القلق الأوروبي المشترك من عودة نمط الهجمات “المنخفضة التكلفة وعالية التأثير”، مثل الدهس بالمركبات، وهي هجمات يصعب التنبؤ بها أو منعها بشكل كامل.
بحسب ما جاء في التحقيقات، ضمت المجموعة الموقوفة أفرادًا من أصول عربية،منهم إمام مسجد مصري،ومغربي وثلاثة شباب سوريين ، وكانوا يخططون لاستخدام سيارة لدهس أكبر عدد ممكن من المدنيين في مكان عام مكتظ. هذا الأسلوب ليس جديدًا على الساحة الألمانية، بل يرتبط مباشرة بذاكرة جماعية لا تزال جراحها مفتوحة، تعود إلى 16 ديسمبر 2016، عندما نفّذ التونسي أنيس العامري هجوم دهس بشاحنة على سوق عيد الميلاد قرب الكنيسة التذكارية كايزر فيلهلم في برلين، ما أسفر عن مقتل 12 شخصًا وإصابة العشرات.
ذلك الهجوم شكّل نقطة تحول حاسمة في نظرة الألمان إلى خطر التطرف الإسلاموي، إذ كشف عن ثغرات أمنية مؤلمة، وأثار جدلًا واسعًا حول سياسات اللجوء، والاندماج، ومراقبة المتطرفين المعروفين لدى الأجهزة الأمنية. ورغم مرور سنوات على تلك الحادثة، فإن شبحها عاد ليخيّم مجددًا على النقاش العام بعد حادث ماغديبورغ في ديسمبر 2024، الذي أعاد التذكير بأن التهديد لم يُستأصل، بل ظل كامنًا، يتغذى على التحريض الأيديولوجي ويستغل الفضاءات العامة والتوقيتات الرمزية لإحداث أكبر صدمة ممكنة.
تكشف هذه الأحداث المتعاقبة — من برلين 2016، إلى ماجديبورج 2024، وصولًا إلى مخطط بافاريا الذي أُحبط في 2025 — عن نمط متكرر لا يمكن تجاهله: استهداف الحياة اليومية للمجتمع الألماني، وضرب الشعور بالأمان في أماكن يفترض أنها رموز للسلام والاحتفال. القاسم المشترك بينها هو الاعتماد على وسائل بسيطة، لا تتطلب بنية تنظيمية معقدة، لكنها تستلهم أيديولوجيا متطرفة عابرة للحدود، قادرة على إعادة إنتاج نفسها بأشكال مختلفة.
منذ هجوم برلين، كثّفت ألمانيا إجراءاتها في مجال مكافحة الإرهاب، عبر توسيع صلاحيات المراقبة، وتعزيز التعاون الاستخباراتي الدولي، وتشديد الرقابة على الشبكات المتطرفة. ومع ذلك، تؤكد الاعتقالات الأخيرة أن المواجهة لم تُحسم بعد، وأن الخطر لا يزال يتكيّف مع الإجراءات الأمنية، بدل أن يختفي.
من جانبه قال يانس فولكر ، سياسي من حزب الاتحاد المسيحي أن هذه التهديدات مستمرة ، والشرطة الألمانية تتعاون مع أجهزة أجنبية علي مدار الساعة في ظل تهديدات تواجه أوروبا كلها وليس ألمانيا وخاصة تداعيات الحرب في غزة لها انعكاسات في أوروبا.
شدد لـ بوابة الحركات الإسلامية علي أن حادث إطلاق النار في استراليا لا يمكن النظر إليه بمعزل عن هذه التطورات، فهذه الفترة شائكة في ظل الاحتفالات والتجمعات، وهو ما تبحث عنه الجماعات المتطرفة لخلق زخم حول جرائمها.

شارك