في تطور أمني لافت، أعلنت السلطات السورية نجاح أجهزتها المختصة في تفكيك خلية إرهابية خطيرة كانت تنشط على طريق دمشق–حلب الدولي، وتورطت في تنفيذ هجمات دامية أسفرت عن مقتل ستة عناصر من القوات الأمنية خلال الأسابيع الماضية. وتأتي هذه العملية في إطار الجهود المتواصلة لتعزيز الأمن على الطرق الحيوية ومواجهة تصاعد نشاط الخلايا المسلحة في بعض مناطق الشمال السوري.

وذكرت وكالة الأنباء السورية الرسمية، نقلاً عن مصدر أمني، أن القوات المختصة تمكنت من إلقاء القبض على أفراد الخلية التي نفذت هجوماً استهدف دورية لأمن الطرق قرب مدينة معرة النعمان في ريف إدلب الجنوبي قبل يومين. وأوضح المصدر أن الهجوم أسفر عن مقتل أربعة عناصر من الدورية، في حادثة وُصفت بالعمل “الغادر” نظراً لطبيعته المفاجئة واستهدافه المباشر لقوة أمنية أثناء تأديتها مهامها.

وأضاف المصدر أن التحقيقات الأولية كشفت أن الخلية ذاتها تقف وراء هجوم سابق استهدف سيارة تابعة للضابطة الجمركية في ريف حلب الجنوبي بتاريخ الثالث من الشهر الجاري، وهو الهجوم الذي أدى إلى مقتل عنصرين آخرين. وأكدت الأجهزة الأمنية أن الاعترافات والمعلومات التي تم جمعها حتى الآن تشير إلى وجود نمط عمل منظم، يعتمد على ضرب الدوريات الأمنية والجمركية على الطرق الخارجية، بهدف إرباك حركة النقل والتأثير على الاستقرار الأمني.

وتكتسب هذه العملية أهمية خاصة نظراً لحساسية طريق دمشق–حلب الدولي، الذي يعد شرياناً اقتصادياً وحيوياً يربط بين عدد من المحافظات السورية، ويُستخدم لنقل البضائع وتعزيز الحركة التجارية. ويُنظر إلى استهداف هذا الطريق على أنه محاولة لضرب الاستقرار الاقتصادي والأمني في آن واحد، من خلال إعاقة حركة الإمدادات وخلق حالة من القلق لدى المدنيين وسائقي الشاحنات.

وتأتي هذه التطورات في وقت تشهد فيه مناطق ريف إدلب الجنوبي وريف حلب نشاطاً متزايداً لخلايا نائمة يُعتقد بانتمائها إلى تنظيم داعش، تسعى إلى استغلال الطبيعة الجغرافية الوعرة وقرب بعض المناطق من خطوط التماس لتنفيذ عمليات سريعة من نوع “خطف وضرب”، تستهدف القوات الحكومية والمواقع الحيوية ثم الانسحاب.

وفي هذا السياق، تؤكد السلطات السورية أن العمليات الأمنية ستتواصل بوتيرة أعلى، مع التركيز على العمل الاستخباري الاستباقي وتعزيز انتشار الدوريات على الطرق الرئيسية والفرعية، بهدف منع تكرار مثل هذه الهجمات، وضمان سلامة المدنيين وتأمين حركة النقل، في ظل التحديات الأمنية المستمرة التي تواجهها البلاد.