نساء البغدادي.. صفقة تصفية حسابات بين "داعش" و"الجيش اللبناني"

الثلاثاء 02/ديسمبر/2014 - 01:41 م
طباعة نساء البغدادي.. صفقة
 
ألقت قوات الأمن اللبنانية القبض على إحدى زوجات قائد تنظيم "داعش" أبو بكر البغدادي، وأحد أبنائه على الحدود مع سوريا، حيث كانت تتنقل بهوية مزورة برفقة أحد أبنائها، بحسب ما أفادت صحيفة "السفير" اللبنانية.
وبحسب الصحيفة، فقد اقتيدت إلى مقر وزارة الدفاع حيث بدأ التحقيق معها، وذكرت الصحيفة أن الجيش احتجزها بسبب تعاونها مع جهاز مخابرات أجنبي، مشيرة إلى أن العملية تمت بالتنسيق بين استخبارات الجيش اللبناني وأجهزة استخباراتية أجنبية.

أبو بكر البغدادي
أبو بكر البغدادي
من المعروف أن "أبو بكر البغدادي" خليفة "داعش" متزوج من عدة نساء، أشهرهن تلك التي أطلق سراحها في صفقة راهبات معلولا، وما زالت "القاعدة" تعاير البغدادي بمعروفها.
وتعتبر هذه الواقعة فيما يخص زوجات البغدادي، هي الثانية من نوعها، وذلك عقب أن انتشرت في الفترة الماضية، صورًا لـ"سجى حميد الدليمي"، وهي ترتدي لباسا أسود، وقيل آنذاك إنها زوجة زعيم "داعش".
وطرحت حينها تساؤلات كثيرة حول ملف الأشخاص الذين أرادت "جبهة النصرة" الإفراج عنهم مقابل الراهبات السوريات في معلولا، فالتركيز كان جله على الراهبات وأين كن وإلى أين وصلن في الوقت الذي لم يذكر فيه هوية من أطلق سراحهم من سجون نظام الأسد.
بعض التسريبات ذكرت أن من بين المعتقلين الذين سيقايض بهم النظام مع "جبهة النصرة" هن أقارب لمقاتلي "الجبهة" فيما تحدث آخرون بأنهم من المدنيين، وفي غضون ذلك، ذكر آخرون بأن أسماء المعتقلين الذين سيفرج النظام عنهم باختيارات عشوائية.
وكشف القيادي في جبهة النصرة، أبو معن السوري، آنذاك عن هوية بعض ممن أطلق سراحهم والمفاجأة كانت بوجود زوجة أمير تنظيم "داعش"، مؤكداً في التغريدة أن سجى حميد الدليمي، زوجة "أبو بكر البغدادي" زعيم تنظيم الدولة الإسلامية داعش كانت برفقة ولديها وشقيقتها الصغرى، من ضمن الأسرى الذين أفرح عنهم النظام في صفقة راهبات معلولا.
وبعدها بساعات نشرت تغريدة على حساب "تويتر"، باسم "أبو مالك الشامي" في موقع "تويتر"، وهو أمير "جبهة النصرة" في القلمون، معلنا أن "الجبهة قد حررت زوجة البغدادي".
ومنذ ذلك الحين، وظل السر في قبضة مقاتلي جبهة النصرة وزعيم تنظيم داعش.
أبو عزام الكويتي
أبو عزام الكويتي
وكان أبو عزام الكويتي، نائب أمير النصرة في القلمون، والذي قتل لاحقاً في معارك يبرود، قد غرّد عبر حسابه على "تويتر" في الأيام القليلة التي تلت الصفقة، متوجهاً لمقاتلي "داعش": "لو كنت تعلم يا أخي بالدولة "داعش" من خرج بهذه المفاوضات لبكيت قليلاً من الفرح وضحكت كثيراً. سامحكم الله"، وبدا الأمر كأن "النصرة" تُريد إحراج "داعش" في ظل احتدام الصراع الدموي بين الطرفين.
وظهر اسم "سجى" ضمن القائمة التي قدمتها جبهة النصرة للنظام السوري بذات الصفقة. 
و"سجى الدليمي" هي السيدة الأولى لدى دولة البغدادي، إضافة إلى ولديها أولياء العهد في الدولة المزعومة، وشقيقتها الصغرى كانوا جزءاً من مئة وخمسين امرأة سورية قايضت بهن النصرة، لتبقى أسماء مئة وستة وأربعين امرأة طي الكتمان.
وتساءل نشطاء عبر مواقع التواصل الاجتماعي عن السبب الذي دعا النصرة لمقايضة زوجة البغدادي "سجى" بالراهبات دوناً عن غيرهن من نساء وأطفال سورية.
وتناقلت حسابات كثيرة على تويتر تابعة لمناصري الجبهة وداعش هذا الأمر من دون القدرة على التأكّد منه من طرف مستقل، ولكن لم يصدر أي نفي رسمي عن داعش لهذا الأمر.
فيما أكد بعض من مقاتلي داعش ومناصريه هذا الأمر، وأرجعه أحد هؤلاء في إطار "رد جميل أبو محمد الجولاني "أمير جبهة النصرة" لأبو بكر لمساعدته في تأسيس الجبهة".
نساء البغدادي.. صفقة
يذكر أن قضية راهبات دير "مار تقلا" في معلولا بالقلمون مرت بمراحل عديدة بدءا من احتجازهن في ديسمبر 2013 من قبل مقاتلين من جبهة النصرة مرورا بنقلهن خارج البلدة، ووصولا إلى الإفراج عنهن مارس 2014 بوساطة قطرية مقابل إطلاق سراح أكثر من 150 سيدة سورية في سجون نظام الأسد.
 يأتي هذا في ظل الطريقة التي ينتهجها تنظيم داعش تجاه الفصائل الثورية في سوريا، من تكفير وقتل واحتلال للمقار، ولم تفلح محاولات الوساطة التي قام بها الظواهري زعيم تنظيم القاعدة وغيره لثني تنظيم الدولة عن هذا النهج.
وأفادت مصادر في استخبارات الجيش اللبناني بأن زوجة البغدادي الموقوفة هي زوجته الثانية، وهي تحمل الجنسية السورية، وقد تم توقيفها وهي تحمل هوية لبنانية مزورة.
ومن المتوقع أن يصدر الجيش اللبناني بياناً يوضح فيه تفاصيل توقيف زوجة زعيم "داعش".
وأضاف مسئولو الأمن أن الجيش اللبناني احتجز زوجة زعيم الدولة الإسلامية أبو بكر البغدادي وأحد أبنائه أثناء عبورهما من سوريا خلال الأيام القليلة الماضية، ورفض المسئولون الكشف عن اسم أو جنسية الزوجة التي قالوا إنها احدى زوجات البغدادي. 
من الجدير بالذكر أن لبنان ليست ضمن دول التحالف لمحاربة داعش.
ويختطف تنظيم داعش 7 عسكريين لبنانيين في محيط عرسال منذ أغسطس الماضي، وكان قد أعدم اثنين من العسكريين المحتجزين ذبحًا.
في حين يختطف تنظيم جبهة النصرة 17 عسكريًا، وكان قد أعدم عسكريا واحدا برصاصة في الرأس.
نساء البغدادي.. صفقة
وتم اختطاف العسكريين خلال الاشتباكات التي اندلعت بين الجيش اللبناني ومجموعات مسلحة من سوريا، من ضمنها "جبهة النصرة" و"داعش"، بداية شهر أغسطس الماضي واستمرت 5 أيام، قتل خلالها ما لا يقل عن 17 من عناصر الجيش اللبناني وجرح 86 آخرين، وعدد غير محدد من المسلحين.
وقد اعتقلت السلطات اللبنانية في الفترة الماضية عددا من الأشخاص الذين يشتبه في أنهم من مقاتلي تنظيم الدولة الذين يشنون هجمات لتعزيز نفوذ التنظيم في لبنان.
وأوضح سالم زهران مدير مركز الارتكاز الإعلامي بلبنان، أن الجيش اللبناني أعلن أقصى درجات الاستعداد لأي ردود فعل من جانب داعش، موضحًا أن عدوان داعش على لبنان وصل إلى ذروته في معركة عرسال، ولن يكون هناك ما هو أكثر من ذلك، فكل ما يريد أن يفعله الإرهاب قد فعله.
يأتي حادث اعتقال زوجة البغدادي، عقب التهديدات التي وجهتها "داعش" ضد لبنان، حيث تم احتجاز زوجة البغدادي في سجن "اليرزي"، المتواجد، في مقر وزارة الدفاع اللبنانية، وهو مكان محصن وشديد الحراسة.
ويبدو أن اعتقال زوجه البغدادي ورقة ضغط على داعش، بشأن العسكريين اللبنانيين المختطفين من قبل هذا التنظيم الإرهابي، وأن القبض على زوجة البغدادي بمثابة القبض عليه هو شخصيًّا، كما يعتبر صفقة لتصفية الحسابات بين الطرفين.

شارك