عصام العطار.. المراقب الثاني لإخوان سوريا

الجمعة 05/ديسمبر/2014 - 08:41 م
طباعة عصام العطار.. المراقب
 
عصام العطار المراقب العام السابق لجماعة الإخوان المسلمين في سورية، ولد في عام 1927 في أعقاب الثورة السورية، وهو شقيق الدكتورة نجاح العطار نائبة الرئيس السوري للشؤون الثقافية والإعلامية.

عائلته:

عائلته:
عائلة العطار عائلة عريقة من أهل العلم والفقه والمحدثين توارثت التدريس والخطابة في المسجد الأموي في دمشق لعدة قرون خَلَتْ ولها غرفة مكتبة في المسجد, ونسب العائلة الأصلي هو لجدها الحسني الحسيني الهاشمي ولُقِّبَ بالعطار لعلمه الفقهي واللغوي وأسلوب محاضراته الجميل في المسجد الأموي، والده الشيخ رضا العطَّار كان عالما ومن رجال القضاء الشرعي والعدلي، وكان رئيسا لمحكمة الجنايات ومحكمة التمييز. وكان من محبي ومناصري السلطان عبد الحميد، وقد شارك في محاربة الاتحاديين، فحكم عليه جمال باشا والي سوريا بالإعدام مع من حكم عليهم وأعدمهم، فيما عرفوا بشهداء ٦ أيار 1911، فهرب وعاش سنوات بين القبائل العربية في حوران في جبل العرب جبل الدروز، ثم نفي أخيرا بعد اعتقاله إلى استانبول أثناء الحرب العالمية الأولى، ثم عاد إلى البلاد.

حياته:

حياته:
أول صلة له بالعمل الاسلامي كانت "بشباب محمد" وهي جمعية من الجمعيات التي كونت الاخوان المسلمين. وكانوا يقومون بتعليم أسس الإسلام، وكانوا يعيشون سوية، فيأكلون، ويقومون مع بعضهم، ويخرجون إلى القرى يخطبون الجمعة.
وكان في المدن الأخرى شيئا مشابها ففي حلب كان هناك دار الأرقم وفي حمص وحماة، وكان هناك تعارف بين هذه الجمعيات. حتى عاد مصطفى السباعي من مصر الذي كان يتابع ما يجري في سورية، وكان له فضل كبير في تقوية ارتباط الجمعيات مع بعضها، وأن تأخذ هذه الجمعيات اسم الاخوان المسلمين، وانتخب أمينا عاما للإخوان المسلمين.

العطار ومصطفي السباعي

العطار ومصطفي السباعي
1952 م ساءت العلاقات بين المشايخ والسباعي في قضية تتعلق بدين الدولة، حيث استغنى المشايخ عن نقطة أن دستور الدولة هو الإسلام مقابل تسميات في الدستور كتمسك الدولة بالإسلام ومبادئه ودين رئيس الدول هو الإسلام. فطلب من عصام العطار أن يصون العلاقة بين المشايخ والأستاذ السباعي، وقد أصروا عليه برابطة العلماء أن يضموه إليهم، فتعرف إليهم وسمع مناقشاتهم وشارك في نشاطاتهم وكان معهم في بعض اللقاءات المهمة فكان محاورا عنهم.
1955 م عقد مؤتمر في دمشق ضم كل شيوخ سورية الكبار وكل السياسيين السوريين الإسلاميين ومنهم محمد المبارك، ومعروف الدواليبي، ومصطفى الزرقا، وكل الجمعيات الثقافية الإسلامية، وفي هذا المؤتمر اختير عصام العطار بالإجماع أمينًا عاما لهيئة المؤتمر الإسلامي، وكان في وقتها في الهيئة التشريعية والمكتب التنفيذي للإخوان المسلمين وعضوا في مكتب دمشق للإخوان المسلمين.
وقد هاجم عصام العطار الحكم الديكتاتوري للشيشكلي سنة 1951 هجوما شديدا فصدر أمر اعتقاله، فنصحه المقربون منه وأجبروه بالخروج إلى مصر.

إقامته في مصر

عبد القادر عودة
عبد القادر عودة
سبق اسم عصام العطار وصوله ونتيجة لعلاقته الجيدة مع الهضيبي وعبد القادر عودة تيسرت الأمور. تعاون مع الاخوان المسلمين في مصر في اللجنة التوجيهية للإخوان وكان مقرر اللجنة عبد العزيز كامل الذي وجد له بيتا يسكن فيه في نفس البناء الذي كان يسكن فيه، قابل في مصر العديد من الشخصيات منهم سيد قطب، والبشير الإبراهيمي شيخ علماء الجزائر، ومحمود محمد شاكر عالم العربية الكبير، وعبد الوهاب عزام أديب العربية الكبير، كانت الحياة في مصر غنية وكان لها أثر في حياته لما بعد.

الانشقاق في صفوف الإخوان

الشيشكلي
الشيشكلي
قام انقلاب الشيشكلي على مرحلتين، فقد ترك الحكم المدني يستمر وكان معروف الدواليبي رئيسًا للوزراء والذي لم يسارٍ الشيشكلي فتصادما وسُجن الدواليبي. قام مصطفى السباعي بمحاولات لرأب الصدع بين الطرفين إلا أن الشيشكلي حل المجلس النيابي واعتقل مصطفى السباعي نحو أربعة أشهر. وقد حل الشيشكلي جماعة الإخوان المسلمين، وقد أراد مصطفى السباعي أن يكون الحل حقيقيا، هنالك من أقنع مصطفى السباعي بأن تنحل الجماعة في الوضع الراهن نتيجة الظروف السياسية الحالية من انقلابات وديكتاتورية وإنشاء تنظيم سري بمن يمكن أن ينتظم من الإخوان في هكذا تنظيم سري. هذا الأمر حرر عصام العطار بحيث لا تؤثر مواقفه على الجماعة ولذلك تمادى في الهجوم على الشيشكلي.
وقد لعب نجيب جويفل وهو ضابط مخابرات مصري دورا هاما في حل الجماعة حيث اخترق النظام الخاص للإخوان المسلمين وحاول شق الصف بالدعوة إلى أن يكون هناك مرشدا واحدا في مختلف البلاد العربية من الكويت إلى الأردن وسورية ومصر وفلسطين، وقد انضم له بعض خيرة العناصر بمقاصدها الطيبة وبإمكاناتها وكان يغري كل فريق من الناس بما يطمحون إليه كمساعدة الفلسطينيين في حربهم. وقد كانت بعض هذه العناصر من المقربين لمصطفى السباعي، وقد كشف أمره لاحقا بعد قيام الوحدة بين سورية ومصر. خرج السباعي من المعتقل إلى لبنان مباشرة وبقي يعمل هناك في العمل الإسلامي.
خلال زيارة حسن الهضيبي أسس المكتب التنفيذي للإخوان المسلمين في البلاد العربية وكان يمثل سورية فيه بشكل طبيعي الأستاذ الدكتور مصطفى السباعي ومعه عصام العطار.
في عام 1956 أوفدت الجامعة الأستاذ مصطفى السباعي إلى أوربة للاطلاع على مناهج الدراسات الإسلامية، فكانت هذه المرحلة من أخطر المراحل التي حمل فيها عصام العطار مسؤولية العمل الإسلامي.
وفرضت الظروف أن يتكون المكتب التنفيذي للإخوان المسلمين في حلب، وقد اختير عصام العطار ممثلا ومتحدثا باسم الإخوان المسلمين، فكان عصام العطار من الناحية الفعلية يحمل مسؤولية المراقب العام للإخوان المسلمين والمكتب التنفيذي في وقت واحد، فكان مصير الجماعة متوقف على موقفه.

الوحدة مع مصر

الوحدة مع مصر
كان عصام العطار مع الوحدة على أساس ديمقراطي برلماني، لأن أوضاع القطرين متباينة في كثير من النقاط، فتبدأ الوحدة على الصعيد العسكري والخارجي وتعطى فترة حتى تهيئ الأسباب لما هو أكثر.
اشترط عبد الناصر أن تحل الأحزاب في سورية نفسها، فحلت. كان السباعي قد عاد من سفره، ولم يكن حل الجماعة موضع خلاف، فأعلن السباعي حل الجماعة.
كان الإخوان في سورية قد دعموا مصر أثناء العدوان الثلاثي على مصر. ولما حصلت الوحدة، كان الإخوان في وقاية مما كان مخططا لهم.
حلت الأحزاب السياسية كما هو معروف، وحلت جماعة الإخوان حلا حقيقيا، وانتهت كحركة منظمة، وذهبت معظم قيادات الإخوان إلى الاتحاد القومي الذي أقامه جمال عبد الناصر، وذلك لدوافع مختلفة.
وفي وقت كان الناس يقدسون ويمجدون عبد الناصر، أعلن عصام العطار في خطب يوم الجمعة في مسجد الجامعة أن طريقه طريق الوحدة وهو مخالف لطريق عبد الناصر والاتحاد القومي في الدكتاتورية وانتقاص حقوق الإنسان. ومع الزمان كانت خطب مسجد الجامعة هي الخيط غير الرسمي الذي كان يربط الإخوان مع بعضهم. وكان هذا الدور صدمة للسلطات، ولولا التأييد الشعبي والتاريخ والدور الذي كان يلعبه عصام العطار، لم يكن ليسمح له بذلك.

عند الانفصال

عند الانفصال
افترق موقف الإخوان عن موقف جميع الأطراف. فقد أراد العطار التمسك بأصل الوحدة مع التعديل في أساسها. ورفض العطار توقيع وثيقة الانفصال، ورفض معه الإخوان، ورفض التيار الإسلامي في البلاد الانفصال، في حين وقع القوميون والاشتراكيون الوثيقة.
أجمع الإسلاميون على ترشيح العطار بقائمة مصغرة من ثلاث أشخاص، ولم ينجح من قائمة الحزب الوطني إلا صبري العسلي. وتألفت أول حكومة، وانتخب ناظم القدسي رئيسا للجمهورية، وكلف معروف الدواليبي بتأليف الوزارة وطلب من العطار بالمشاركة في الوزارة، ولكنه رفض.
بعد عدة أشهر قام انقلاب، واعتقلوا رئيس الدولة، ورئيس الوزارة، ودعوا 13 شخص منهم عصام العطار من أجل أن يشاركوا في استلام الحكم في سورية. فرفض عصام العطار ذلك، ودعاهم إلى إعادة رئيس الجمهورية إلى مكانه، فأفرجوا عنه ورجع رئيسا للجمهورية. وأجبروه على تكليف بشير العظمة بتأليف الوزارة، فدعا عصام العطار إلى القصر الجمهوري وعرض عليه المشاركة في الوزارة، ولكنه رفض لأن بشير العظمة شيوعي ولا يصلح لتأليف الوزارة، وطلب حكومة ائتلافية يشارك فيها الجميع أو حكومة حيادية يطمئن إليها الجميع. فاتصل رئيس الجمهورية بعصام العطار وعرض عليه أن يسمي أربع وزارء، فرفض. فاضطرت حكومة بشير العظمة للاستقالة.

شارك