تصاعد الصراع بين المليشيات ينذر بمزيد من الدماء في اليمن

الجمعة 02/يناير/2015 - 06:41 م
طباعة تصاعد الصراع بين
 
حالة من الصراع المتصاعد بين المليشيات في اليمن سواء مليشيات أنصار الله "الحوثيين" أو مليشيات التجمع الوطني للإصلاح"  جماعة الاخوان في اليمن" أو تنظيم أنصار الشريعة "القاعدة "، فالبلاد تشهد صراعًا طاحنًا أدى إلى مزيد من انهيار المؤسسات الأمنية وسقوط العديد من المواقع العسكرية في يد المليشيات المتصارعة باسم الدين والقانون والثورة .
وقد ساهم الصّراع المحتدم في اليمن في بروز تحديات جديدة أسهمت في تغذية الوضع المحتقن ، حيث تصاعدت وتيرة النزاع على السلطة بين القوى المذهبية والقبلية في شمال البلاد، وتشير إلى حجم المخاطر المتنامية في هذا البلد والتي تقود باتجاه حرب أهلية شاملة تجعل من خيار التقسيم أحلى الخيارات المرة.

صراع ثلاثي متصاعد:

صراع ثلاثي متصاعد:
تشهد مناطق المواجهات بين المسلحين الحوثيين ومسلحي "الإخوان وتنظيم "القاعدة" في محافظة إب وسط اليمن، حالة من الصراع الدموي بين المليشيات المتناحرة،  فقد وقعت موادجهات بين الجانبين خلال الايام الماضية أدت السقوط 20 قتيلاً وعشرات الجرحى من الجانبين، فيما تعرضت قافلة تضم سيارات عدة تحمل مسلحين حوثيين لكمين في منطقة يريم شمال إب كانت في طريقها من محافظة ذمار باتجاه إب تخللها مواجهات أسفرت عن مقتل 16 مسلحاً من الجانبين،
 في وقت اهتزت مدينة رداع بمحافظة البيضاء جنوب شرق اليمن، بعد ساعات من سيطرة الحوثيين عليها بدوي انفجارات قوية ناتجة عن سيارات مفخخة تسلل بها مسلحو "القاعدة" في هجمات مباغتة على المسلحين الحوثيين المسيطرين على المدينة ما أسفرت عن سقوط قتلى وجرحى، بينما اغتال مسلحو "القاعدة" قيادياً في اللجان الشعبية التي تساند قوات الجيش في حربه ضد فلول التنظيم في المحافظات الجنوبية باستهداف سيارته بقذائف "آر بي جي"، كما قتل ثلاثة من مرافقيه في الهجوم .
وشهدت الأطراف الشمالية لمحافظة إب توتراً بعد نصب مسلحين يعتقد أنهم من تنظيم "القاعدة" كميناً لقافلة تضم سيارات تحمل مسلحين حوثيين في منطقة يريم كانت في طريقها من محافظة ذمار باتجاه محافظة إب .
مسلحين اعترضوا القافلة وأطلقوا عليها الرصاص والقذائف وتلاها اشتباكات مع المهاجمين أسفرت عن مقتل سبعة من المسلحين الحوثيين بينهم القائد الميداني للجماعة أبو جعفر وإصابة آخرين فضلاً عن مقتل اثنين من المسلحين المهاجمين، وأدى الهجوم على القافلة إلى تدمير سيارة نقل صغيرة للحوثيين بعدما تعرضت لقذائف "آر بي جي".
جاء ذلك فيما ساد الهدوء مناطق المواجهات وسط إب بعدما أفلحت جهود وساطة قادها وجهاء قبائل ومسؤولون في المحافظة بوقف المواجهات التي اشتعلت في مناطق متفرقة من هذه المحافظة التي توصف بأنها من أهم معاقل جماعة الإخوان المسلمين .
وبعد ساعات من سيطرة الحوثيين على مدينة رداع بمحافظة البيضاء، اهتزت المدينة على دوي انفجارات قوية ناتجة عن سيارات مفخخة تسلل بها مسلحون من جماعة "أنصار الشريعة" الذراع اليمنية لتنظيم "القاعدة" في هجمات مباغته على المسلحين الحوثيين المسيطرين على المدينة .
وفي غضون ذلك، اغتال مسلحو "القاعدة" قيادياً في اللجان الشعبية التي تساند قوات الجيش في حربه ضد فلول التنظيم في المحافظات الجنوبية باستهداف سيارته بقذائف "أر بي جي"، كما قتل ثلاثة من مرافقيه في الهجوم .
من جهته، أعلن الجهاز الإعلامي التابع "للقاعدة"، مسؤوليته عن الهجوم الذي استهدف الجمعة بعبوة ناسفة قافلة عسكرية مكونة من أربع عربات تابعة لقوات الجيش اليمني في محافظة حضرموت في الحادث أوقع عددا غير محدود من الجنود بين قتيل وجريح.

السيطرة علي الجيش:

السيطرة علي الجيش:
وفي إطار الحرب المتصاعدة في اليمن، ذكرت تقارير إعلامية يمنية إلى أن مليشيات قبلية تابعة لجماعة الإخوان المسلمين سيطرت على كتيبة من الجيش اليمني، بعد محاصرتها لساعات في مفرق الجوف - مأرب، وقتل 5 جنود وإصابة نحو 12 آخرين.
ويتمركز في مناطق "السحيل، ونخلا" مسلحون قبليون موالون لحزب الإصلاح (الذراع السياسي للإخوان المسلمين) منذ أشهر، وسط مخاوف من اندلاع مواجهات بينهم ومجاميع من اللجان الشعبية التابعة لأنصار الله.
وسيطر المسلحون على عدد من الدبابات، وسط معلومات تشير إلى أن عددها 8 دبابات، و3 قواعد للصواريخ وبين 8-10 أطقم عسكرية، وإحراق عدد من الدبابات أيضاً.
وحسب رواية القبائل فإنها علمت بقدوم كتيبة عسكرية من أحد ألوية الجيش التي كانت تابعة لقوات الحرس الجمهوري المنحلة، من محافظة شبوة في طريقها إلى العاصمة بالتزامن مع معلومات تفيد باحتشاد ميليشيات جماعة الحوثي في مفرق الجوف ومعسكر ماس الذي سيطرت عليه منذ قرابة شهر ونصف.
وجاء في البيان "ومنعاً لسيطرة مليشيات الحوثي على هذه القوة العسكرية، وجدت قبائل مأرب نفسها مضطرة للتواصل مع قيادة الكتيبة قبل خروجها من مدينة مأرب وابلاغهم رغبتنا في التفاهم معهم لضمان سلامة الكتيبة التي يترصدها الحوثيون في مفرق الجوف ومعسكر ماس بمنطقة الجدعان، كما حدث لكتائب عسكرية سابقة وتحديداً كتيبتين من اللواء 13 مشاة والتي منعها الحوثيون من المرور إلى المنطقة العسكرية ".

اتهامات مبتادلة:

اتهامات مبتادلة:
أصبحت الاتهامات المتبادلة بين الحوثيين والإخوان الواجهة الأولى لسياسة الصراع في اليمن، فقد اتهم القيادي الحوثي علي البخيتي،  تنظيم القاعدة  بارتكاب مجازر ضد الجيش، مشيرًا إلى أنها تحظى بدعم من جماعة الإخوان والتي  تصفهم وسائل الإعلام المحسوبة على حزب التجمع اليمني للإصلاح، بأنهم قبائل يمنية وليست مليشيات تابعة للإخوان.
ولفت "البخيتي" إلى الاعتداءات في محافظة مأرب، قائلا :"ما حدث في مأرب عدوان واضح من القاعدة على كتيبة من الجيش والاستيلاء على معداتها، ووصف مواقع الإخوان للقاعدة بالبائل وتبرير ذلك باستباق لاستيلاء الحوثيين على تلك الأسلحة يبرر لتلك الجريمة ويحرض على الجيش اليمني، مواقع الاخوان وسياسة الجماعة سبب رئيس في انهيار مؤسسات الدولة منذ عام 2011م عندما اعتدوا على قوات الحرس الجمهوري في ارحب دون أي سبب".
من جانبها ردت جماعة الإخوان على هذا الاتهامات عبر بيان باسم قبائل مأرب يؤكدون فيه أنهم خرجوا ليفشلوا وصول مساعدات عسكرية إلى مليشيات الحوثيين، وأن الجيش ملكية عامة للشعب وليس لفصيل بعينه.
واتهم حزب الإصلاح الإسلامي اليمني، الرئيس عبدربه منصور هادي، بـ"التساهل واللامبالاة"، في حماية العاصمة صنعاء مما مكن عناصر جماعة "أنصار الله"  "الحوثيين" من مهاجمة عدد من معسكرات الجيش.

المشهد الآن:

المشهد الآن:
فيما أصبح الوضع السياسي في اليمن بيئة خصبة لنمو الجماعات الإرهابية، وأصبح السلاح هو الحاكم وصاحب القرار في البلد الممزق والذي يشهد صراعات داخلية منذ 2011، وهو ما يشير إلى أن البلاد لن تشهد استقرارًا في المستقبل القريب، وسط مخاوف من تصاعد أعمال العنف والتفجيرات، ليزيد من تعقيد المشهد السياسي والأمني في البلد المنهك اقتصاديًا.

شارك