تحريم كرة القدم وكل ما يتصل بها

الإثنين 17/مارس/2014 - 02:34 م
طباعة تحريم كرة القدم وكل
 
فتاوى تحريم كرة القدم قديمة، يدور معظمها حول تحريم كرة القدم لما يصاحبها من محرمات بحسب زعم "المحرِّمين"، إذ ورد في كتاب "الدرر السنية" تحريم كرة القدم لما فيها من مفاسد، منها التشبه واللهو الباطل والميسر وما شابه ذلك.
وتعتبر أشهر دراسة حديثة تعتمد عليها فتاوى تحريم كرة القدم هي بحث عبد الله النجدي المنشور في عام 2003 تحت عنوان "الكرة تحت أقدام الصالحين"، والمكوَّن من 36 صفحة، الذي يُحرِّم لعب كرة القدم إلا وفق ضوابط.
وتقوم فتوى تحريم لعبة كرة القدم على أدلة وحجج تستند بالأساس على أن كرة القدم وقوانينها من أفكار الكفار ولا يجوز التشبه بهم على أساس قول الرسول الكريم "من تشبه بقوم فهو منهم".
إلا أن عبد الله النجدي وضع 15  شرطـًا لممارسة رياضة كرة القدم جاء في مقدمتها أن يكون اللعب بقصد تقوية البدن بنية الجهاد في سبيل الله أو الاستعداد له، وليس لضياع الوقت والفوز، ويجب أن تكون بدون الخطوط الأربعة مع عدم ذكر كلمات "فاول" و"بلنتي" و"كورنر"، وألا يكون عدد اللاعبين 11 شخصـًا، إما أن يزيد أو يقل، ويكون اللعب شوطـًا واحدًا أو ثلاثة حتى يختلفوا عن "الكفار"، وألا يلعبوا وقتـًا إضافيـًا، وأن يكون اللعب بدون حكم فلا داعي لوجوده، ويجب ألا يشاهدهم مجموعة من الناس أو الشباب أثناء اللعب، وإذا ما انتهت اللعبة فيجب ألا يتحدثوا عن لعبهم أو مهارة بعضهم، وإذا ما سجل أحدهم الكرة بين الحديد والخشب أي "هدف" فلا يفرحون ويجرون وراءه ويقبلونه ولا يجعلون ما يُسمى بالاحتياطي، أما إذا ما وقع أحد اللاعبين فيأخذ حقه الشرعي كما في القرآن، ويجب على زملائه أن يشهدوا أن الشخص الذي أوقعه تعمد كسره ليحصل على هذا الحق. وأن اللعب يجب أن يكون بالملابس العادية لا بالفانلات المرقمة والبنطلونات الملونة؛ لأنها ليست من ملابس أهل الإسلام
أما في السعودية، فقد أباح علماء الدين لعب كرة القدم وفق ضوابط، من بينها عدم كشف العورة وألا تشغل الناس عن أداء الصلاة. وجاء في فتاوى الشيخ ناصر الحنيني أن "الدخول في الملعب لمشاهدة مباريات لكرة القدم إن كان لا يترتب عليه ترك واجب كالصلاة وليس فيه رؤية عورة، ولا يترتب عليه شحناء وعداوة، فلا شيء فيه، والأفضل ترك ذلك لأنه لهو، والغالب أن حضوره يجر إلى تفويت واجب وفعل محرم".
تحريم كرة القدم وكل
أما فيما يتعلق بملابس اللاعبين ففي ماليزيا دعا علماء دين مسلمون إلى حظر ارتداء قمصان نادي مانشستر يونايتد الإنجليزي؛ لأنها تحمل شعار "الشياطين الحمر" كما يلقب النادي، وصرح أحد علماء الدين الماليزيين في هذا الصدد: "إن الشيطان هو عدونا، وارتداء قميصه سيزيد من قدره". وبالتالي فإن قمصان منتخبات النرويج وصربيا وغيرها هي الأخرى محظورة في البلاد لأنها تحمل صليبـًا. 
ولا يغيب عن الذاكرة في هذا الصدد احتجاج فريق "غلطة سراي" التركي على اللعب مع انتر ميلانو لأن قميص الأخير يحوي شارة الصليب.
تحريم كرة القدم وكل
وفي السياق ذاته طفا خلافـًا على السطح بين علماء مصريين وتونسيين حول السجود في الملعب بعد تسجيل الأهداف، إذ حرَّمه علماء تونسيون، وأباحه فقهاء مصريون لأنه شكرٌ لله، في حين يميل إلى تحريم هذا الأمر بعض علماء السعودية بوصفه "مسيئـًا للإسلام"، وهو ما ذهب إليه د. صالح بن مقبل العصيمي عضو الجمعية الفقهية السعودية، مشيرًا إلى أنها قد تلاقي تفسيرات خاطئة من الجماهير غير المسلمة. إلا أن مفتي السعودية ورئيس هيئة كبار العلماء عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ وجه انتقادات لهذه الظاهرة، وقال: "إن سجود الشكر يكون حين يرى الإنسان نعمة الله عليه.. ولا أجد في ذلك منفعة ولا أرى أن هناك فائدة من ذلك، ومن يريد أن يذكر الله فليذكره في نفسه أفضل من هذا التصرف".
تحريم كرة القدم وكل
ومن ناحية أخرى أفتى أستاذ الشريعة بجامعة الإمام بالرياض د. يوسف الأحمد بتحريم إرسال أطفال المسلمين للتدرب كرويـًا في نادي ريال مدريد الإسباني؛ لأنه يؤدي إلى "التغرير بالأطفال واستدراجهم للذهاب بهم إلى بلاد المشركين، وتسليمهم للكفار لتدريبهم، ولا يخفى الأثر الضار على دين وخلق الأطفال والمراهقين بسبب بقائهم في أيدي أعداء الإسلام لتدريبهم".
وأثار البعض قضية لعب مباريات أثناء الأعياد الدينية للمسلمين، فأبدى ناقد رياضي استغرابه من أنه "لا يزال المسلمون هم الوحيدون في العالم الذين لا يحترمون أعيادهم ولا يمانعون في لعب الكرة في العيد رغم أنه من المستحيل أن يقبل المسيحيون اللعب في عيد الميلاد ولا يقبل اليهود أبدا اللعب في أيام أعيادهم.. في عيد الميلاد لا مباريات للكرة.. لا منتخبات ولا أندية؛ لأن الكرة مهما كانت ليست أهم من الدين". ويدعو هذا الناقد إلى أن "تسارع الاتحادات الرياضية في شمال إفريقيا بمخاطبة الاتحاد الإفريقي وإعلامه بمواعيد الوقوف بعرفة وعيد الأضحى حتى يقوم الاتحاد الإفريقي بتعديل جداوله فلا يضطر أي منتخب أو ناد عربي للعب يوم عرفة أو يوم العيد".

شارك

موضوعات ذات صلة