معركة الحجاب بين روحاني وبرلمانيين متشددين في إيران

الأحد 04/يناير/2015 - 06:44 م
طباعة معركة الحجاب بين
 
معركة الحجاب بين
أعلنت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية، يوم أمس السبت، أن مجلس صيانة الدستور رفض الموافقة على مشروع قانون يعزز صلاحيات الشرطة الدينية في فرض ارتداء الحجاب في إيران.
ويحمل مشروع القانون عنوان "الوقوف إلى جانب الذين يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر"، وقد رفضه مجلس صيانة الدستور الإيراني الذي يدقق في مطابقة مشاريع القوانين مع دستور البلاد والشريعة الإسلامية.
ونقلت الوكالة عن متحدث باسم مجلس صيانة الدستور قوله إن مشروع القانون يتضمن 24 مادة، بينها 14 "تتعارض مع الدستور ولم تتم الموافقة عليها".
والنواب الذين قدموا مشروع القانون هذا أرادوا إعطاء الباسيج "قوات التعبئة الشعبية"، صلاحيات أوسع في فرض ارتداء النساء الزي الإسلامي.
وتفرض القوانين التي أقرت في إيران منذ فوز الثورة الإسلامية عام 1979 على النساء ارتداء الثياب الفضفاضة والحجاب الذي يغطي الشعر والرقبة، وتكلف وحدة لدى الشرطة بتطبيق ارتداء هذا الزي تفرض غرامات على المخالفات ويمكن أن يصل الأمر إلى اعتقالهن.
إلا أن العديد من النساء بتن يرتدين حجابا خفيفا بالكاد يغطي شعر المرأة، وثيابا ضيقة بدلًا من المعطف الطويل أو التشادور التقليدي.
ودفع هذا الوضع بعض النواب المتشددين إلى الشكوى من عدم التقيد بالقانون الخاص بالزي الإسلامي وقدموا مشروع القانون المذكور.
إلا أن رفض مجلس صيانة الدستور لمشروع القانون لا يعني بالضرورة التخلي عنه نهائيا، فقد أعاد المجلس المشروع إلى مجلس الشورى لدراسته وإدخال تعديلات عليه، حسب ما نقلت الوكالة الإيرانية.
معركة الحجاب بين
وكان الرئيس حسن روحاني المعروف باعتداله ودعوته إلى مزيد من الحريات الثقافية والاجتماعية نأى بنفسه عن مشروع القانون هذا.
ليست هذه أول مرة تثار مشكلة "الحجاب" في العام الماضي 2014 في إيران، فقد أعلنت قيادة أركان القوات المسلحة الإيرانية، في بيان لها، الجمعة 11 يوليو 2014، أنها مستعدة لمحاربة ما قالت إنها ظواهر "التمرد الثقافي والأخلاقي" و"تجاوز حريم العفة والحجاب".
ووفقا لوكالة "مهر" شبه الرسمية للأنباء، فإن قيادة الأركان للقوات المسلحة الإيرانية، قالت في بيانها، إن "أحد أهداف الحرب الناعمة ضد إيران هي نشر الرذيلة والتمرد على القيم والقوانين الشرعية في المجتمع المسلم في إيران".
وأضاف البيان أن "الحرب الناعمة ضد إيران تبدأ من استهداف العفة والحجاب عن طريق وسائل الإعلام والقنوات الفضائية".
وانتقد بيان القوات المسلحة الإيرانية "عدم الالتزام بتوصيات المرشد الأعلى حول الهجمة الثقافية والحرب الناعمة التي تستهدف البلاد".
وأعلنت قيادة أركان القوات المسلحة في إيران من خلال هذا البيان "استعدادها التام للحفاظ على القيم الثقافية والدينية ومواجهة المتمردين ممن ينتهكون المحرمات والقوانين الشرعية".
يذكر أن قيادة أركان القوات المسلحة الإيرانية التي يترأسها اللواء فيروز آبادي، تخضع تحت إشراف المرشد الأعلى، باعتباره القائد العام للقوات المسلحة في إيران.
ومما قاله "علينا ألا نضع نصب أعيننا موضوعا واحدا (طريقة ارتداء الحجاب) للابتعاد عن المنكر".
معركة الحجاب بين
مما أدى إلى زيادة الجدل في إيران حول قضية الحجاب، حيث طال قطاع الجامعات، فقد أصدرت جامعة "علم وصنعت" في طهران في وقت سابق "المنشور الأخلاقي للطلاب" والذي يحدد مظهر وسلوك الطلاب الذكور والإناث في حرم الجامعة.
وأن المنشور هذا قد احتوى على تعليمات بجزءين، أحدهما للطلاب، وآخر للطالبات، بحيث يحدد لكل منهما المظهر المسموح به داخل الحرم الجامعي.
وبينما يطالب الرئيس الإيراني حسن روحاني، بتساهل السلطات إزاء المسائل الاجتماعية، وخصوصا قضية ارتداء الحجاب طبقا لوعوده بإجراء إصلاحات نسبية تشمل الحريات الاجتماعية والسياسة والثقافة، يصر المتشددون المعارضون لسياساته على عرقلة هذه المشاريع.
ويمنع المنشور الجديد ارتداء ملابس ضيقة لكلا الجنسين، من شأنها أن تظهر تفاصيل الجسم، ويوصي بارتداء الطلاب لملابس "فضفاضة لا تخط بالأرض".
وبالنسبة للطالبات، يفرض المنشور الأخلاقي ارتداءهن "ملابس ملائمة" تختصر بالمعطف والبنطالون والشال، وتحافظ على حجاب الرأس والرقبة وتغطي الشعر بالكامل، إضافة إلى التشادور (العباءة) إن لزم الأمر.
وأوصى المنشور الأخلاقي الفتيات، بعدم استخدام الحجاب الاعتيادي القصير الذي تضعه النساء الإيرانيات عادة، حيث إنه يظهر جزءا من الشعر والرقبة، كما أوصى المنشور الفتاة بالابتعاد عن الكعب العالي، وحتى النعال والصندل والحذاء ذي الساق الطويل.
ويمنع المنشور منعًا باتًا الفتيات من وضع المكياج وكل أنواع التبرج، كما يحظر استخدام العطور وطلاء الأظافر والأظافر الاصطناعية.
أما بالنسبة للرجال، يمنع المنشور ارتداء الملابس الرياضية والقمصان ذات الأكمام القصيرة، والسراويل القصيرة، والأحزمة التي تحمل نقوشا، والأحذية غير المتعارف عليها، كما يحظر ارتداء ربطة العنق.
كما يمنع المنشور الرجال من استخدام عطور تثير الحساسية وصبغ الشعر، كما يحظر قصات الشعر الغريبة التي لا تناسب الأعراف.
معركة الحجاب بين
وتعرف جامعة "علم وصنعت" بأنها أحد معاقل الحركة الطلابية في إيران، ويقبع الكثير من طلابها في السجون، حيث إنهم شاركوا وقادوا العديد من المظاهرات والتجمعات أثناء انتفاضة عام 2009.
وتزايدت الضغوط على حكومة روحاني منذ أن وقع 195 نائبا في البرلمان الإيراني على رسالة وجهوها للرئيس حسن روحاني، طالبوا فيها باتخاذ الحكومة تدابير حازمة لمواجهة ما سمّوه "سوء الحجاب" و"عدم التزام بعض النساء بالزي الشرعي".
وتصاعدت الحملات ضد روحاني أكثر حينما طالب المتشددون بالتوقف عن التدخل في حياة الناس، واصفا إياهم بأنهم يعيشون في العصر الحجري.
ويفرض القانون الإيراني الحجاب على جميع النساء الإيرانيات، لكن أغلبهن يلتزمن فقط بارتداء غطاء رأس قصير يظهر الوجه والرقبة ويغطي الشعر جزئيا، بينما ترتدي الفتيات والمراهقات ملابس ضيقة وأكثر تحررا من التشادور أو المعطف الطويل الفضفاض، الأمر الذي يثير غضب المتشددين الذين يعتبرون هذا الأمر غزوا ثقافيا غربيا ينتهك التقاليد والأعراف.

شارك