اعتقال المرجع الشيعي "رضا نكونام".. هل بدأ صراع آيات الله لخلافة "خامنئي"؟

الثلاثاء 06/يناير/2015 - 03:34 م
طباعة اعتقال المرجع الشيعي
 
اعتقلت السلطات الإيرانية آية الله محمد رضا نكونام المرجع الشيعي والمدرس في حوزة قم الدينية الخميس الماضي بمنزله في مدينة قم، تنفيذاً لقرار قضائي صدر لغرض اعتقاله صدر من المحكمة الخاصة برجال الدين حسب صحف ومواقع إخبارية إيرانية.

مذكرة اعتقال

آية الله محمد رضا
آية الله محمد رضا نكونام
ذكر موقع "سحام نيوز" أن قوات أمنية داهمت منزل ومكتب المرجع آية الله محمد رضا نكونام في مدينة قم التي تضم المرجعيات الشيعية وقامت باعتقاله بعد تخريب مكتبه ومصادرة محتوياته.
ونقل الموقع عن مصادر مطلعة قولها: إن "سبب الاعتقال والهجوم على المرجع نكونام هو بسبب معارضته لمواقف آية الله الشيخ مصباح يزدي من علماء الدين البارزين وهو يحسب على التيار اليميني المحافظ أو التقليدي المقرب من المرشد الأعلى علي خامنئي".

من هو محمد رضا نكونام؟

من هو محمد رضا نكونام؟
ولد في 9 يناير 1949، بالعاصمة الإيرانية طهران، ومنذ كان في الثالثة، كان يدرس من قبل رجال الدين الشيعة، ودرس مبادئ المذهب الاثني عشري، بالإضافة إلى التصوف الإسلامي علي يد علماء المذهب الشيعي بطهران.
ثم التحق بمدينة "قم" الإيرانية والتي تعتبر أهم مراكز تعليم المذهب الشيعي الاثني عشري في العام الإسلامي، وهناك تعلم علي يد مراجع الكبار، وشارك في الثورة الإسلامية ضد شاه إيران عام 1979.
يعتبر آية الله محمد رضا نكونام أحد المراجع الذي يدرس "فقه الخارج" في الحوزة العلمية، وهو الذي يخوّل رجال الدين الشيعة من نيل درجة الاجتهاد، وأيضا في الاقتصاد الإسلامي، وله شعبيته بين التيار الإصلاحي، من المراجع الداعمة للرئيس الإيراني حسن روحاني.

علاقته بالدولة

علاقته بالدولة
يعتبر المرجع الشيعي أحد أهم المراجع الدينية، ومن أكبر منتقدي التيارات والمراجع المتشددة في قم وإيران، وله رؤية معتدلة ويحظى باحترام التيار الإصلاحي والشباب في دولة آيات الله المكروه من الشعب، والتي يسيطر عليها الحرس الثوري المتشدد.
ومن أهم الانتقادات التي وجهها "نكونام" انتقاده للمرجعيات الشيعية التي أثارت جدلا على سرعة الإنترنت في البلاد، ودافع عن الإنترنت عالي السرعة في جلسة أسئلة وأجوبة مع طلّاب جامعيّين في طهران.
عاد موضوع الإنترنت عالي السرعة إلى الواجهة في الإعلام الإيرانيّ، فقد تطرّق إليه شيخان بارزان عبّرا عن مواقف متعارضة. 
وقال نكونام: "لقد وضعنا ضغطاً كبيراً على الإنترنت إلى درجة أنّ الإنترنت لدينا بطيء للغاية- في رأيي- بدلاً من أن نصبح كالحل، فلنركب القطار العالميّ. لقد قلتُ لتلاميذي اللاهوتيّين إنّه من الضروريّ أن تبيعوا السجّادات تحت أقدامكم لتشتروا جهاز كمبيوتر محمولاً أو جهازاً لوحيّاً. وقلتُ لهم: إذا لم يكن بإمكانكم التكلّم مع ملايين الأشخاص، فلا قيمة لديكم. فالمسلم إنسان متحضّر وليس إنساناً غبيّاً".
وقال نكونام: إنّ النقاش حول الإنترنت عالي السرعة لا يختلف عن النقاشات بشأن إدخال تكنولوجيات أخرى، وأوضح أنّ الوضع كان نفسه عند ظهور مكبّرات الصوت، وأنّ بعض الشيوخ اعتبروها في البداية حراماً. ثمّ قالوا: الأمر نفسه بالنسبة إلى الراديو، ثمّ التلفزيون، ثمّ الفيديو، والآن هناك أقمار اصطناعيّة في كلّ مكان.
وقارن الإنترنت بـ "بغل مجانيّ" على الإنسان أن يقفز ويركب عليه، وقال للذين لا يجيدون استخدامه الابتعاد عن الطريق، مضيفاً: "لا يجيدون استخدام الإنترنت ولا "فيسبوك" فيقولون: إنّ كلّ ذلك حرام". وحذّر قائلاً: إنّ "العالم تطوّر، والأمر ليس بيدنا، وسوف يتطوّر أكثر بعد".
كما انتقد في إحدى محاضراته الفقهية مشروع حكومة أحمدي نجاد لتوزيع الإعانات النقدية بدل الدعم الحكومي للسلع الأساسية، كما هاجم الحكومة بخصوص أزمة السكن في البلاد.

الصراع مع المتشددين

الصراع مع المتشددين
يرى مراقبون أن اعتقال آية الله نكونام، ضمن الصراع الذي تشهده طهران اليوم بين المراجع الشيعية على خلافة المرشد الأعلى آية الله خامنئي، مع سعي المتشددين على الحفاظ على نفوذهم المتآكل داخل البينية المؤسسة والشعبية بإيران.
وأوضح المراقبون أن انتقاد وهجوم المرجع الشيعي "نكونام" لمراجع مقربة ومحسوبة على المرشد الأعلى يمثل اعتداء على قيمة المراجع ومكانة المرشد الأعلى، ويعتبر خطرا على الوريث القادم للخلافة آية الله علي خامنئي.
وتعتبر أهم أسباب اعتقاله هو لمعارضته وانتقاده للمرجع الشيعي "ذو النفوذ القوي بإيران"، وآية الله محمد تقي مصباح يزدي المحسوب على المحافظين، عضو مجلس التشخيص، من علماء الدين البارزين ويُحسب على التيار اليميني المحافظ أو التقليدي المقرب من المرشد الأعلى علي خامنئي.
ويعتبر آية الله محمد تقي مصباح يزدي أبرز المرشحين لخلافة المرشد المريض علي خامنئي، ومصباح يزدي سياسي متشدد، معروف بدعمه الرئيس السابق محمود أحمدي نجاد في سنواته الأولى. ويعتبر يزدي من أكثر الملالي المتشددين، وله صيت ذائع بانتقاداته الشديدة للحركة الإصلاحية ومعارضته للرئيس السابق محمد خاتمي. ومصباح يزدي، إلى جانب كونه عضوًا في مجلس الخبراء، معروف في قم التي تتمركز فيها الحوزات والمدارس الدينية. 

مؤلفاته

مؤلفاته
كتب العديد من الكتب تشمل الفقه (الفقه الإسلامي متقدم)، أصول (المبادئ الإسلامية المتقدمة)، والتصوف الإسلامي، والفلسفة، والفلسفة الأخلاقية، وعلم الاجتماع، والاقتصاد، والتاريخ، والسياسة، وعلم النفس والقانون والدراسات الملائكة والجن، وتفسير الأحلام، والشعر، والموسيقى، والنساء، والمعاهد، والطب، وتفسير القرآن، وغيرها من الكتب، ويقول إنه نشر ما يقرب من 200 مؤلف له باللغة الفارسية والعربية.
فهناك 21 كتابا في الفقه، و9 كتب في الفلسفة والحكمة، و11 كتاب في العلوم الساسية، و7 كتب خاصة بالحوزة العلمية، و15 كتابا في العلوم والمعرفة الدينية، و8 كتب في العلوم القرآنية، و5 كتب في قضايا الناس والمجتمع، ومؤلفان في الشعر والأدب، ومؤلفان عن علاقة النساء والشباب.

شارك