"بوكو حرام" تسعى للسيطرة على "مايدوجوري" بحثاً عن التمويل

الأحد 25/يناير/2015 - 01:50 م
طباعة بوكو حرام تسعى للسيطرة
 
يبدو أن هناك إصرار من جماعة "بوكو حرام" النيجيرية، على دخول مدينة "مايدوغوري"،- ومدينة مايدوجوري (Maiduguri) هي عاصمة ولاية برنو النيجيرية، يوجد بها متحف ومطار، فضلاً عن أفضل جامعات ومستشفيات نيجيريا، كما تقع المدينة في نهاية السكك الحديدية المؤدية إلى بورت هاركورت – وهو ما يفسر حرص الحركة الأكثر دموية في نيجيريا على اقتحام المدينة بغية السيطرة عليها، كونها مفترقا تجاريا في شمال شرق نيجيريا.
بوكو حرام تسعى للسيطرة
واللافت للنظر أن مساعي تنظيم "بوكو حرام" للسيطرة على المدينة تعود إلى فترة طويلة، حيث حاصرت الحركة المدينة خلال شهر نوفمبر 2014، حيث قال عدد من الوجهاء في المدينة النيجيرية التي تُشكل مفترقاً تجاريا في شمال شرق نيجيريا، أن "بوكو حرام" تُحاصر المدينة بالكامل.
كان مسلحون تابعون لتنظيم "بوكو حرام" شنوا هجوما واسعا على مدينة مايدوجوري بعد منتصف ليلة أمس، حسبما أفادت مصادر عسكرية وحكومية ومحلية، ونقل عدد من وكالات الأنباء العالمية عن أحد الشهود في المدينة قوله: إن دوي القصف المدفعي سمع في صباح اليوم الأحد، فيما قامت الطائرات المروحية بالتحليق في سماء المدينة للتعرف على أعداد القوات المشاركة في الهجوم، وقالت وكالة أنباء "رويترز": إن المسلحين بدءوا هجومهم بالتعرض لمنطقة "نجيمتيلو" الواقعة على طرف المدينة.
من جانبها، حاولت القوات النيجيرية، صد هجوم عناصر جماعة "بوكو حرام"، كما تقوم القوات بالاشتباك معهم حالياً، وجاء في تغريدة بعثت بها قيادة الجيش في مايدوجوري أن "قواتنا تتصدى لهجومين متوازيين شنهما الإرهابيون على مدينتي مايدوجوري ومونجونو."
ويعتبر خبراء في الحركات الأصولية أن سيطرة "بوكو حرام" على مدينة "مايدوجوري" مركز ولاية بورنو، سيعتبر نصرا مهما للجماعة، لتأسيس "دولة إسلامية" شمال شرقي نيجيريا الذي تسكنه أغلبية من المسلمين.
في السياق، أفرجت جماعة "بوكو حرام" عن قرابة 200 رهينة معظمهم من النساء، كانت قد اختطفتهم في قرية بولاية يوبي شمال شرق نيجيريا، وقال مصدر محلي ومسئول عسكري إن الجماعة أفرجت عن 192 رهينة أمس الأول (الجمعة) 23 يناير 2015 في منطقتين؛ حيث كانت تعتقلهم منذ الهجوم الذي شنته في 6 يناير الجاري على "كاتاركو" التي تبعد 20 كلم عن العاصمة الإقليمية داماتورو.
بوكو حرام تسعى للسيطرة
وكانت الحركة قد خطفت 218 امرأة وطفلا في ذلك اليوم. 
وقال غوني ماري، وهو المسئول عن مجموعة "كاتاركو": إن عناصر الحركة "رافقوا النساء على دفعتين في 4 شاحنات إلى قرية جيربوا، على بعد 8 كلم من داماتورو، ومن هناك نقلناهن إلى المدينة وسلمناهن إلى الحكومة".
وشن عشرات المقاتلين المسلحين من بوكو حرام الهجوم على كاتاركو وقتلوا 25 رجلا وأحرقوا المنازل والمحلات قبل أن يخطفوا النساء والأطفال.
ومن ناحيته، أكد ضابط في الجيش إطلاق سراح الرهائن، وقال: "صحيح أن إرهابيي بوكو حرام أطلقوا الجمعة سراح 192 رهينة كانت قد خطفتهم من قرية كاتاركو".
كانت الشرطة النيجيرية المحلية قالت أمس (السبت) 24 يناير 2015: إن "الإرهابيين من جماعة بوكو حرام هاجموا قرية كامباري الموجودة على بعد 5 كلم من مدينة مايدوجوري حيث قتلوا 14 شخصا وأحرقوها" عن بكرة أبيها، في وقت استمرت مساعي الدول الإفريقية الحشد الدولي لتشكيل كيان عسكري لمواجهة بوكو حرام، فضلاً عن مساعي حصولهم على تفويض من مجلس الأمن الدولي لتكوين قوة متعددة الجنسيات لمحاربة الجماعة.
بيتر فام مدير معهد
بيتر فام مدير معهد إفريقيا
كان بيتر فام مدير معهد إفريقيا لدى مجموعة مجلس الأطلسي في واشنطن أوضح أنه على الرغم من عدم وجود اتصالات بين "بوكو حرام" وتنظيم "داعش"، إلا أنه من الواضح أن حركة بوكو حرام تتابع ما يقوم به داعش وأن التنظيم مهتم بما تفعله الحركة".
وأضاف: "إننا نشهد تقاطعاً في النشاط فقد خطفت بوكو حرام تلميذات في شيبوك (219 تلميذة خطفن من شمال شرقي نيجيريا). كما أن تنظيم داعش خطف نساء أيزيديات، لكن إذا تأملنا في تصريحاته حول الموضوع فسنرى إشارة إلى التلميذات في شيبوك".
وتابع أن "سيطرة التنظيم على مساحة شاسعة على جانبي الحدود بين سورية والعراق، شجع بوكو حرام على القيام بالمثل في شمال نيجيريا".
وأشار إلى أن "بوكو حرام باتت تسيطر على مساحة تتراوح بين 20 و40 ألف كلم مربع منذ أكثر من عام. لديها إحساس بالقوة وتستخدم أسلحة ثقيلة بينها دبابات استولت عليها من الجيش النيجيري. كما أنها ترفع الراية السوداء لتنظيم الدولة الإسلامية على غرار جهاديي التنظيم في تسجيلات الفيديو على الإنترنت".
بوكو حرام تسعى للسيطرة
واعتبر جاكوب زين، مختص في الشئون الإفريقية في مؤسسة "جيمستاون" الأمريكية للأبحاث، أن "حركة بوكو حرام على رغم أنها حصلت في البدء على تمويل ودعم أيديولوجي من جانب القاعدة في المغرب الإسلامي، إلا أنها تبنت أخيراً العقيدة العسكرية والأيديولوجية لتنظيم داعش وحصلت في المقابل على ضمانات بالاعتراف بها من جانب التنظيم".
وبالنسبة إلى الجهاديين الأفارقة، خصوصاً الأصغر سناً، فإن صورة التنظيم الجهادي المنتصر التي يبثها الآلاف من مستخدمي الإنترنت مراراً حلت محل صور زعيم تنظيم "القاعدة" أيمن الظواهري"، واعتبر فام أن "التنظيم الجهادي يشكل نموذجاً مغرياً فهو يحرك الأمور على عكس تنظيم القاعدة الذي بات من الماضي". وقال: "يمكن أن تظهر مجموعات جديدة تعلن ولاءها للتنظيم".
وأشار مايكل شوركين مختص في الشئون الإفريقية لدى مؤسسة راند في كاليفورنيا، إلى أن "الجيل الجديد بات يعتبر القاعدة من الماضي. وفي إفريقيا يمكن أن يشكل تنظيم الدولة الإسلامية حافزاً أهم من القاعدة في أي وقت. تنظيم القاعدة له صورة سلبية فهو يدمر. ومع أن التنظيم يدمر أيضاً إلا أنه بنى شيئاً".

شارك