هل ينقلب الحوثيون علي إيران بصفقه مع الولايات المتحدة؟

الأربعاء 11/مارس/2015 - 12:41 م
طباعة هل ينقلب الحوثيون
 
في سرية تامة، يسعى الحوثيون الآن إلى التقرب من الولايات المتحدة الأمريكية، مستغلين تخوف الأخيرة من تنظيم القاعدة، وذلك في الوقت الذي يندد فيه جماعة عبد الملك الحوثي في اليمن بأمريكا ويهتفون باستمرار ضد الولايات المتحدة.
ويسعى الحوثيون إلى تحسين العلاقات مع أمريكا وإقامة علاقات طيبة مع الولايات المتحدة، في سرية تامة لم يتم الإعلان عنها، وكانت العلاقات بين جماعة الحوثي وأمريكا قائمة في السر.
هل ينقلب الحوثيون
 وفي أعقاب الثورة اليمنية وتداعياتها الأخيرة التي أدت لبروز الحوثيين لاعبا أساسيا سيطر على مناطق واسعة من اليمن، ظهرت تساؤلات عدة حول طبيعة علاقة واشنطن مع الحوثيين.  
وترى واشنطن أن الحوثيين قوة صاعدة، وستقوم بالتنسيق معهم لو رأت أنهم سيضمنون لها مصالحها في اليمن.
وكان مايكل فيكرز مساعد وزير الدفاع الأمريكي لشئون الاستخبارات، قال: "إن الحوثيين جماعة تعادي القاعدة، وهو ما ساعدنا على مواصلة تنفيذ بعض عملياتنا الخاصة بمكافحة إرهاب ذلك التنظيم خلال الأشهر الماضية"، مضيفا أنه غير متأكد من نوايا الحوثيين بعد استيلائهم على مؤسسات الدولة ومحاولتهم حكم بلد ممزق كاليمن.
وبحسب متابعون، فإن جماعة الحوثي تلقى دعما استخباراتيا من الولايات المتحدة الأمريكية، في إطار حربها على الإرهاب باليمن.
ويشير تقرير نشره موقع مجلة فورين بوليسي الأمريكية، إلى أن هناك سببًا بسيطًا لاستعدادهم المحتمل للتعاون مع واشنطن، وهو أن الحوثيين، مثل الجماعات الأخرى المدعومة من إيران في المنطقة، يستغلون كراهية الولايات المتحدة لتنظيم القاعدة وخوفها منه، ويظهرون قدرتهم على مكافحته؛ كي يكون ذلك مسلكهم نحو ترطيب الأجواء مع الأمريكيين.
المجلة الأمريكية لفتت إلى أن تزايد النفوذ الإيراني في اليمن يشكل تحديًا استراتيجيًا مُحتملًا على المدى الطويل لدول الخليج، التي تسعى لمنع السيطرة الإيرانية على مضيق هرمز، من خلال توسيع تصدير النفط عبر موانئها على البحر الأحمر، وهو ما يصبح مهددًا بالخطر إن سيطر الحوثيون الشيعة، أتباع إيران بالكامل على اليمن.
هل ينقلب الحوثيون
في هذا الصدد، ذكرت صحيفة "سبق" السعودية عن الدكتور أنور عشقي، رئيس مركز دراسات الشرق الأوسط، تأكيده وجود خطرين يهددان دول الخليج، هما القاعدة في جنوب اليمن والحوثيون، مبينًا أن عبد الملك الحوثي، بعد تلقيه ضربة موجعة في حرب الحد الجنوبي، حاول أن ينسج علاقات مع المملكة العربية السعودية دون جدوى، وكان يجد دعمًا من الولايات المتحدة لضرب القاعدة ومعاقلها في اليمن، ونجح في ذلك خصوصًا بعدما قام الحوثيون بتفجير مصنع أسلحة القاعدة ومستودعاتها، إلا أنهم نقضوا عهدهم واتفاقهم مع أمريكا وتوجهوا للسلطة في اليمن. 
وأوضح عشقي أن المملكة ودول الخليج أمامهم خطران: خطر مظنون، وخطر مضمون، المظنون هو الحوثيون، والمضمون وهو تنظيم القاعدة في جنوب اليمن، ورغم ما كان يطلقه الحوثيون من شعارات سيئة إلا أن وصولهم للسلطة واستيلاءهم على القصر الرئاسي وفرض الإقامة الجبرية على الرئيس السابق قاد دول الخليج للشجب، حيث طالبوا الحوثيين بتسليم الحكومة، وأن يغضوا الطرف عن الحكم، إلا أن الحوثيين رفضوا العودة للحوار الوطني.
أكد عشقي أن الخليج يرى أن اجتثاث الإرهاب وتحقيق الأمن والسلامة لليمن هو مطلبهم، وإذا بقي الحوثيون مستأثرين بموقفهم فسوف يرتقون مرتقى صعبًا في السلطة، لن يمكنهم من إدارة الدولة، فالموظفون في اليمن لم يتسلموا رواتبهم للشهر الثاني، وفيما يؤكد خبراء الاقتصاد أن الحوثيين بحاجة لـ 12 مليار دولار لتحقيق إدارة الدولة، وهو مستحيل، وإن وفرت إيران ذلك لهم سوف تصاب بانهيار مثل ما أصاب الاتحاد السوفيتي.
هل ينقلب الحوثيون
ويوضح المتفاوضون أن الأطراف اليمنية اتفقت مبدئيًا أمس الثلاثاء على الإبقاء على مجلس النواب الحالي، وتوسعة مجلس الشورى المعين إلى 551 عضوًا، على أن يكون للمجلسين معًا صلاحية إقرار جميع التشريعات، ويشكّلان معًا المجلس الوطني. ونقلت التقارير أن الخلاف اقتصر على تسمية مجلس النواب، إذ يقترح الحوثيون وحلفاؤهم تغييره إلى مجلس الشعب، في حين يتمسك حزب المؤتمر بمسمى مجلس النواب.
ويستأنف الحوار اليوم الأربعاء، وفي حال تم تجاوز هذا الخلاف فسيوكل إلى المبعوث الدولي جمال بنعمر ومستشاريه مهمة صياغة قانونية للاتفاق.
من جانب آخر، اندلعت اشتباكات عنيفة مساء أمس الثلاثاء بين رجال القبائل والميليشيات المسلحة التابعة لجماعة الحوثي في محافظة البيضاء، وسط اليمن، وبحسب مصادر قبلية، ما زالت الاشتباكات مستمرة في مديرية ذي ناعم.
وأوضحت المصادر أن رجال القبائل تمكنوا من تدمير عدد من الآليات العسكرية التابعة للميليشيات الحوثية، والمسنودة بقوات موالية لهم من الجيش، كما أكدت سقوط قتلى وجرحى في صفوف الحوثيين.
وأفادت مصادر مختلفة بسقوط عشرة قتلى حوثيين وأربعة قبليين في المواجهات في منطقة المظفر بمحافظة البيضاء.
وقالت مصادر: إن الحوثيين المدعومين بقوات الجيش دخلوا إلى مديرية الزاهر بعد اتفاق مع زعماء قبائل، سمح لقوات الجيش بملاحقة المطلوبين أمنيًا على ذمة قضايا إرهابية.
واشترط الاتفاق على أن يكون ذلك بالتنسيق مع زعماء القبائل، وألا يسفر عن أي أضرار بأملاك المواطنين الأبرياء.
هل ينقلب الحوثيون
وبحسب مسئولون، فإن الإدارة الأمريكية تواجه تخبطا استراتيجيا في منطقة الشرق الأوسط وليس في اليمن وحده، وإنها لم تتأقلم مع التغيرات العسكرية في هذا البلد، مستبعدين وجود أي تنسيق أو اتصالات بين الحوثيين والولايات المتحدة الأمريكية حتى اليوم، مؤكدين أن تعامل واشنطن هو مع اليمن الرسمي، أي مع الرئيس عبد ربه منصور هادي والأجهزة الأمنية التابعة له.
وفي وقت سابق لفت متابعون إلى أن موقف واشنطن سيتغير مع ذهاب الحوثيين باتجاه باب المندب، حيث سيعني ذلك وجود إيران هناك، مؤكدين على أن واشنطن لم تربط رسميا بين جماعة الحوثي وإيران.
ويؤكد مراقبون على أن هناك استراتيجية أمريكية في اليمن تقتضي إتاحة الفرصة للحوثيين؛ كي يتوسعوا في البلاد، موضحين أن هدف أمريكا هو التحالف مع الأقليات وهي التي ضغطت في مؤتمر الحوار الوطني من أجل حصول الحوثيين على مقاعد لا تتناسب مع حجمهم على الأرض.
وكانت في وقت سابق قد دعت الخارجية الأمريكية الحوثيين إلى التعاون مع حكومة اليمن للوصول إلى حل سياسي سلمي للأزمة.
وتحتفظ الولايات المتحدة بعلاقة استخباراتية مع جماعة الحوثي، في محاولة منها لتحقيق مكاسب في اليمن على حساب إيران، فهل ينقلب الحوثيون علي إيران بصفقه مع الولايات المتحدة؟
كانت بوابة الحركات الإسلامية، تطرقت في إحدى موضوعاتها إلي حقيقة العلاقة ين أمريكا وجماعة الحوثي، والذى حمل عنوان "اليمن.. هل اتفق الحوثيون و أمريكا".
لمزيد من التفاصيل أضغط هنا 

شارك