"إيصال دفع جزية" في "الرقة" بسوريا.. "داعش" يواصل التحرك ضد عقارب الساعة

الثلاثاء 24/مارس/2015 - 06:02 م
طباعة إيصال دفع جزية في
 
منذ أكثر من قرن اختفى مصطلح الجزية من البلاد الإسلامية، لكن تنظيم "داعش" لم يزل يتعمد الإساءة لروح الإسلام، بإعادة المصطلح للحياة،  حيث تم تداول وثيقة "وصل لدفع جزية"، حُددت قيمتها بـ27 ألفاً و200 ليرة سورية، واسم الدافع المواطن  السوري الأرميني  المسيحي "سركيس يوركي اراكليان"، وكانت قيمة ما دفعه في 8 ديسمبر 2014 يوم كان الدولار يساوي 200 ليرة بالسوق السوداء و176 بالبنك المركزي، هو 136 دولاراً، طبقاً لما نرى في الوصل وهو بتاريخ 16 صفر 1436 هجرية، ومستلم قيمته شخص اسمه  فاروق.
وكان التنظيم الأخطر "داعش" والذي يتبنى دعاوى ما أسماه بـ"عودة الخلافة الإسلامية"، فرض في 26 فبراير 2014 سلسلة أحكام على السكان المسيحيين بـ"الرقة"  سوريا،  تضمنت 12 قاعدة تهدف إلى ما سماه "حماية المسيحيين" مهدداً من لا يحترمها بأنه سيعامل معاملة الأعداء، منها عودة دفع الجزية، بأن تكون على المسيحي  الثري بقيمة 13 جرامًا  من الذهب الخالص (تقريبا 540 دولاراً) والمسيحي المتوسط الثراء يدفع نصف  المبلغ في حين يدفع الفقير ربعه، ويبدو أن سركيس الوارد اسمه في الوصل هو من فقراء الرقة.
أما اللافت للنظر في وصل الاستلام فهو أنه مكتوب بخط اليد، وتضمن الاسم الأول فقط لمستلم قيمته، وخلا من المدة الزمنية التي تم دفع الجزية عنها، لشهر أو نصف عام أو عام بالكامل، مع الاعتقاد أنها كانت عن عام كامل، وهجري، لأن شهر صفر هو ثاني الأشهر الهجرية.
ومع هذه الصورة التي قد تكون الأولى لوصل باستلام جزية في العالم الإسلامي، تعود عقارب الساعة قروناً إلى الوراء، لكنه من غير المعروف في أي قرن يجب أن تبدأ وتتوقف، لأن رفع العمل بالجزية في المنطقة العربية غير معروف تاريخه تماماً، علماً بأن سعيد باشا أوقف في 1855 العمل بقانون الجزية في مصر، وسمح للأقباط فيما بعد بالخدمة العسكرية في الجيش.

شارك