بعد تلويح فرنسا بالتصعيد الدولي لمواجهة الارهابيين.. ليبيا في نفق المجهول

الأحد 01/يونيو/2014 - 08:05 م
طباعة الجماعات الارهابية الجماعات الارهابية فى ليبيا محل قلق دولى
 
إبراهيم الدباشي
إبراهيم الدباشي
تتصاعد الأزمة الليبية بشكل ملحوظ، مع طرح خيار التدخل الدولي لمكافحة الإرهاب، وهو المطلب الذى  كان محل طلب من دول مجاورة، ففي الوقت الذى تتفاقم فيه الأزمة بين تنامى نفوذ الجماعات المتطرفة وغياب الاستقرار السياسي، فى ظل وجود حكومتين وبرلمان مثير للجدل، لا تزال "عملية الكرامة" محل اهتمام أوساط محلية وإقليمية ودولية أيضًا، في إطار محاولات تجفيف منابع الإرهاب.   
وكشف إبراهيم الدباشي مندوب ليبيا لدى الأمم المتحدة النقاب عن أن التدخل الدولي العسكري في ليبيا غير مستبعد تمامًا، ودوافع تبريره ستتمثل في القضاء على التطرف، والولايات المتحدة أعلنت منذ 11 سبتمبر 2011 حربها على الإرهاب، ما يجعل فكرة عمل عسكري محدود لها في منطقة معينة من ليبيا، شيئًا متاحًا إذا رأت أن الوقت مناسب.
المبعوث الفرنسي فى
المبعوث الفرنسي فى ليبيا
من جانبه أعرب "دينيس جوير" المبعوث الخاص الفرنسي إلى ليبيا عن قلق بلاده والمجتمع الدولي إزاء الأوضاع السائدة في ليبيا، وأوضح جوير عقب لقاءه مع عبد الله الثني  رئيس الحكومة المؤقتة "من يظن أنه يستطيع امتلاك السلطة بالقوة فهو واهم، والحلول تتحقق بالجلوس على طاولة الحوار وعدم الاحتكام إلى السلاح". 
وأعلن جوير عن قرب عقد اجتماع سيجمعه بالمبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة ومبعوثي بلدان بريطانيا وإيطاليا والولايات المتحدة الأمريكية، من أجل تنسيق الجهود بخصوص الدعم الذي يتعين تقديمه لليبيا لحل الأزمة التي تمر بها. 
من ناحية أخرى دعا تحالف القوى الوطنية، الحكومة الموقتة باتخاذ إجراءات صارمة بحق تنظيم "أنصار الشريعة"، واعتبارها منظمة "إرهابية"، وقد ناشد التحالف الأحزاب السياسية والمنظمات الحقوقية والإنسانية والمدنية وكل النشطاء والسياسيين والمدونين والمثقفين، الاصطفاف مع أبناء شعبهم للتخلص من كل قوى التطرف التي تجتاح البلاد وتهدد أمنها واستقرارها ووحدتها، مُرحبا بانضمام كل من يدعي نبذ التطرف إلى الانضمام للقوى الوطنية التي تتصدى لهم.
يأتي ذلك بعد أن دعا  تنظيم "القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي" ـ في بيانٍ له ـ الشعبَ الليبي إلى قتال اللواء خليفة حفتر، قائد "معركة الكرامة" ضد التشكيلات المسلحة المتطرفة في شرق ليبيا، واصفين إياه بـ"محارب الإسلام"، وقال البيان " ندعو أهلنا من القبائل الليبية الأبية إلى البراءة من الخائن حفتر، ومنع أبنائها من التلطخ بدم إخوانهم الساهرين على أمنهم، الساعين إلى تطبيق شريعة ربهم، رغم الحصار والتشويه المفروض عليهم"، كما قال البيان إلى أن "عدوان حفتر على إخواننا وأهلنا في ليبيا هو في حقيقته مخطط صليبي لوأد مشروع تطبيق الشريعة في مهده، وفرض مناهجهم الكفرية على المسلمين في ليبيا".
ومع تفاقم الأزمة الليبية اعتبرت شبكة" دويتشه فيله" الألمانية، أن مصير ليبيا يسير نحو مزيد من الغموض والفوضى، وخاصة بعد تعقد المشهد السياسي، في أكبر تصعيد تعرفه البلاد منذ انطلاق ثورتها قبل ثلاث سنوات، وسط انقسام سياسي وصناديق ميزانية فارغة إذ لم يتم حتى الآن إقرار موازنة سنة 2014.
خليفة حفتر
خليفة حفتر
واعتبرت الشبكة الألمانية أن التطور الأخير الذي أضيف إلى جانب استمرار سيطرة الميليشيات المسلحة على الكثير من المناطق وانتشار السلاح وانعدام الأمن، جعل بعض المراقبين يحذرون من أن ليبيا قد تدخل حربًا أهلية أو مشروعا لتقسيمها إذا ما استمر الانقسام والفوضى، اللذان يهيمنان على الساحة السياسية.
ونقلت " دويتشه فيله" عن عمار جفال مدير مختبر الدراسات والبحث في الشئون المغاربية بالجزائر "ما تشهده ليبيا حاليًا يعود إلى التفكك الكبير الذي تعرفه الساحة السياسية هناك، وهذا الأمر هو نتاج مرحلة القذافي الذي عاشت ليبيا في عهده ديكتاتورية غريبة أدت إلى غياب أي انسجام مجتمعي أو سياسي كما نرى حاليًا، بالإضافة إلى أن كلًا من الفصائل السياسية الموجودة على الساحة تعتمد على فصيل عسكري، ولهذا تترجم الخلافات إلى مواجهات عنيفة"
ونوه جفال بقوله "أصبحنا نرى تقاربًا في وجهات النظر بين مصر والسعودية ودول أخرى، لأن هناك هدفًا يجمعها وهو منع وصول الإخوان إلى السلطة، وهو ما يدفع الكثير من الدول إلى التوجه نحو دعم جبهة أخرى تستطيع فرض سيطرتها في الأراضي الليبية، على ألا تكون سلطة إخوانية لأن هناك "فيتو" إقليميًا ضد الإخوان، يشمل تقريبًا مختلف دول المنطقة ما عدا قطر".

شارك