الملا داد الله.. "الذباح" الطالبانى

الإثنين 13/مايو/2024 - 09:19 ص
طباعة الملا داد الله.. حسام الحداد
 
ولد داد الله عبد الله الدورزي البشتوني  المعروف ب" الملا داد الله"  في عام 1966م  بقرية كاجاي بمديرية "دهرا ود" بمحافظة أروزجان بولاية هلمند  في  قبيلة  دورزي  أحد  بطون قبيلة  "سنزر خيل" التي تعد  أحد الأفخاذ الكبيرة من قبيلة  "كاكر" إحدى القبائل البشتونية الشهيرة في أفغانستان وهو من أشهر قادة حركة طالبان العسكرين  المعروفين بوحشتيهم الشديدة ومن مظاهر هذه الوحشية  ذبح صحفي أفغاني وسائقه  كان رهينة لديه بالإضافة الى قيامه بمذبحة  هائلة لقبائل الهزارة الشيعية في أفغانستان عام 1998 إبان حكم حركة طالبان  وكان من أشد الرافضين لفكرة  الديمقراطية  وكان يرى أنها مخالفة للمنهج الإسلامي الصحيح.

نشأته وتعليمه:

نشأته وتعليمه:
تلقى تعليمه الديني في الكتاتيب والحلقات العلمية الأهلية  في المساجد ببلدته بمديرية "دهرا ود" بمحافظة أروزجان الأفغانية   ولم يلتحق بالتعليم الحكومي نظرًا لأن والده الحاج عبد الله كان يعتبره تعليمًا علمانيًا يخضع   
لسيطرة الحكومات العلمانية التي شوهت صورة الدين في المناهج التعليمية الحكومية، وفي النظام التعليمي الأهلي  بدأ الملا داد الله دراسته الدينية الابتدائية على  عقيدة أهل السنة والجماعة من أتباع المدرسة الديوبندية الحنفية الماتريدية، وعلى يد علماء  بلدته وإلى جوار أخويه الكبيرين الملا حاجي لالا والملا منصور حتى وصل  إلى المرحلة المتوسطة  وخلال هذه الفترة حدث الاحتلال الروسي لأفغانستان فألتحق بالعمل الجهادى وعقب انسحاب الروس اتجه الى الدراسة  في مدينة كويتا الباكستانية في مدرسة المولوي شفيع الله ثم انتقل منها إلى مدرسة الشيخ عبد العلي الديوبندي.

انضمامه إلى التنظيمات الجهادية:

انضمامه إلى التنظيمات
بدأ الملا داد الله عمله الجهادى في فترة مبكرة من حياته  وكان عمره لا يتجاوز 17 عامًا من خلال قيامه بتكوين مجموعات من الشباب الأفغاني الراغبين في الجهاد ضد الروس 
 في عام 1983م  بدأ داد الله  مرحلة الجهاد المسلح ضد الروس  وكانت المعركة الأولى ضد الجيش الأحمر في قرية "شاهين" بمديرية "أرغنداب"  وكان قائده المولوي أختر محمد  وقد أظهر في هذه المعركة بسالة كبيرة في القتال عندما أستطاع صد هجوم الروس على القرية وهو ما لفت نظر قادته اليه  حيث كان يبلغ من العمر 17عامًا وكان أصغر المجاهدين في الجبهة عمراً وأشرسهم قتالاً وأنشطهم في تقديم الخدمات اللوجستية للمجاهدين 
وبعد  انسحاب  الروس من أفغانستان  انتقل داد الله  مع أخويه الى محافظة قندهار  ثم الى محافظة هلمند للقتال  ضد  الحكومة الشيوعية  في جبهة الملا محمد نسيم آخوند زاده، وقتال معه لمدة عام  ثم عاد ثانية إلى قندهار  وقتال مع قائده السابق المولوي "أختر محمد" إلى أن سقطت الحكومة الشيوعية في أفغانستان ودخل  العاصمة كابول مع المجاهدون  الافغان وعندما نشبت الحرب الأهلية  الافغانية  رفض المشاركة فيها واتجه الى الدراسة  في مدينة كويتا الباكستانية في مدرسة المولوي شفيع الله ثم انتقل منها إلى مدرسة الشيخ عبد العلي الديوبندي.

انضمامه إلى حركة طالبان:

انضمامه إلى حركة
عندما بدأ الملا محمد عمر  زعيم حركة طالبان في تكوين الحركة  انضم إليها مباشرة من خلال تكوينه لمجموعة من 20  طالباً وبدأ القتال تحت قيادة الملا محمد عمر المجاهد وكان أول عمل مسلح لمجموعته  هو طرد  أعضاء الحكومة من مديرية "بنجوايي" ثم مديرية  "بولدك" الحدودية ثم مدينة "تخت بول" ثم مطار قندهار ثم مدينة قندهار وجميع مديرياتها وبعد السيطرة الكاملة على قندهار توجه إلى مسقط رأسه ولاية  "أوروزجان " واستولى عليها وانضمت الولاية لطالبان من دون قتال وبعد السيطرة على محافظة ” أروزجان ” توجه إلى محافظة هلمند وأستولى على  مديرية  "سنجين" ثم محافظة ” فراه ” ثم على مديرية "دلارام" الواقعة على الطريق الممتد بين قندهار وهرات.
وبعد إحكام السيطرة على المناطق المفتوحة توجه إلى محافظة ” زابل ” التي تربط  قندهار بالعاصمة كابول فستولى على زابول وغزني ووردك إلى أن وصل إلى “ميدان شهر” على مشارف كابول ثم اتجه إلى الشرق ليفتح ولاية ” لوجر”  الى ان وصل الى مدينة كابول  وأصبح خط النار الأول عليها من مديرية  "تشهار آسياب" التي تبعد عن قلب المدينة حوالي 20كيلو متراً تقريباً وبعد فترة وجيزة من البقاء في خط النار الأول في "تشار آسياب" أُرسل بأمر القيادة العليا مرة أخرى إلى هلمند  وأستطاع الاستيلاء على محافظتي  "فراه" وهرات الغربيتين.
 وسرعان ما تم تكليفه  بقيادة العمليات في الولايات الغربية  بعد هجوم للقوات المعادية لحركة طالبان  على جبهة ” تشهار آسياب” في كابول وفقد في هذه المعارك رجله اليسرى نتيجة انفجار لغم مضاد للأفراد وأستمر في  قياداته للمعارك في  المحافظات الجنوبية الشرقية،  وأستطاع الاستيلاء على  "كرديز" مركز محافظة "بكتيا" ثم "خوست" ثم "سبينه شكه" في السفوح الجنوبية للجبل الأبيض ثم  ” سبين غر ” ثم ” جلال آباد” مركز محافظة "ننجرهار وبعد إحكام السيطرة على جلال آباد عقد  المجلس العسكري لحركة طالبان وقرر فتح كابول العاصمة، وكان داد الله يقود آلاف من مقاتلي الحركة  برفقة ” الملا بور جان” وأستطاع فتح الحزام الأمني لمدينة كابول في منطقة ” بول تشرخي ” والمناطق الشرقية الأخرى للمدينة أستطاع الوصول الى قلب المدينة وأستطاع السيطرة على مطار كابول الدولي و أصيب بجروح في يده اليمنى في معركة السيطرة على المطار،  ولكنه أكمل إتمام السيطرة على بقية نواحي العاصمة كابول 
وفي عام 1996م عُيّن بمرسوم خاص من الملا محمد عمر  قائداً للفيلق المركزي في العاصمة كابول إلى جانب قيادة خط النار الممتد من محافظة “كابيسا” إلى مديرية ” شكر درة” في شمال كابول وكلف بالتقدم نحو الولايات الشمالية  وأستولى على  ممرسالنك  ولكن تم محاصرته مع  1600 من  مقاتلي  طالبان  في  منطقة “بغلان” ومزار شريف  وخسرت الحركة في هذه المعركة ما يقارب 10000 آلاف مقاتل بعد محاصرتهم من  جميع الجهات ولكن أستطاع داد الله فك الحصار في منطقة ” بولي خمري” وخرج مع  مقاتليه  واستطاعوا بعدها الاستيلاء على  ولايات ” بغلان” و"قندو"  ثم “تخار” و"سمنجان" و“مزار شريف” و“حيرتان” على شاطئ نهر “جيحون وبعد الاستيلاء على هذه  الولايات تحدد خط النار بين طالبان والحكومة الافغانية ، وكان  يمتد من شمال وادي ” بنجشير” مروراً بجنوب “تخار” إلى ولاية ” بدخشان”, وقد عُيّن داد الله مسئولا عسكريا عن هذا الخط وكان يتفقد أحوال الخط ويراقب مواضع العدو ثلاث مرات يوميا براً ومن خلال دورات تفقدية بواسطة المروحية أو الطائرة النفاثة التي كانت تستخدم لتدريب الطيارين، ثم أرسله  الملا عمر إلى ولاية ” فارياب ” في شمال غرب أفغانستان  ودخل في مواجهة  مع مليشيات  الزعيم الشيوعى “دوستم” وأصيب  خلال المعركة بطلقة بيكا (P.K) في كتفه ثم تم إرساله الى  ولاية بغلان لقتال الطائفة الإسماعيلية في وادي “كيان” وأستطاع الأستيلاء عليها  ثم على  ولاية “باميان” ثم ” تخار” في شمال شرق أفغانستان  وقام بمذبحة لقبائل الهزارة الشيعية في عام 1998م مما  دفع الملا محمد عمر  الى عزله وإعفائه مؤقتا من موقعه القيادي ولكنه عاد في عام 2000م  لقيادة العمليات في العاصمة  كابول وتولى قيادة جبهة شمال كابول

داد الله والاحتلال الأمريكي:

داد الله والاحتلال
أستمر في موقعه حتى هاجمت الولايات المتحدة الامريكية أفغانستان في عام 2001م  فتم تكليفه بقيادة  جبهة نهر جيحون في شمال أفغانستان وكان معه 3000آلاف  مقاتل ، تمركزوا  على امتداد نهر جيحون في منطقة حيرتان مقابل مدينة (ترمذ) الأزبكستانية،  وكانوا مسلحين ب80 راجمة للصواريخ متوسطة المدى وعدد من الأسلحة الثقيلة والمتوسطة ولكن سرعان ما انهارت جبهتم ولكنه رفض الاستسلام لقوات التحالف بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية في نوفمبر 2001م   وعقب  انهيار حركة طالبان واجتياح  القوات الامريكية لأفغانستان   تمكن من الفرار من حصار ولاية قندوز، إلى مديرية “بلخ” في مزار شريف واختفى هنالك لشهر ونصف في إحدى القرى البشتونية، ثم هرب من الشمال بمساعدة العائلات البشتونية عن طريق ممر “سالنك” إلى العاصمة  كابول، ومنها الى قندهار  وبقى بها 15يوم وحاول الحصول على حق اللجوء في باكستان  حيث توجد له هناك زوجتان وثلاثة أطفال يعيشون في كويتا عاصمة إقليم بالوشستان ولكنه فشل في ذلك. 
وفى 12/7/2002عينه الملا عمر  عضوا من ضمن  10أشخاص من قادة حركة طالبان بمجلس إدارة الشؤون العسكرية والجهادية  وكان مسئول عن قيادة مقاومة القوات الأمريكية في الولايات الجنوبية الغربية "قندهار -هلمند -أورزجان – زابول" وكلف ايضا بإعداد   ما يسمى بمجموعات "الشباب الاستشهاديين"  الذين  بلغ عددهم  المئات  قاموا بالعديد من العمليات الانتحارية ضد قوات التحالف الدولي  في  العديد من الولايات  الافغانية المختلفة و أعلن في عام 2006م عن إرساله 1000من الاستشهاديين إلى العراق بعد مقتل أبي مصعب الزرقاوي للتضامن مع أنصاره في العراق.
وحين ارتكبت الجريدة الدنماركية المتطرفة جريمة طباعة الرسوم الساخرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم عام 2006م ، أعلن الشهيد عن جائزة قدرها 10كيلو جرام  من الذهب الخالص لمن يقتل مرتكب تلك الجريمة ضد الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم.
الملا داد الله..
وكان داد الله مهندس عملية اختطاف الصحفي الإيطالي “دانيل ماستروجيا كومو” في أفغانستان، التي أسفرت عن مبادله بأربعة من كبار قادة طالبان المأسورين لدى الحكومة  الافغانية وهم 
1- محمد ياسر رئيس اللجنة الثقافية للحركة
2- لطيف الله حكيمي مفتي الحركة والناطق الرسمي لها سابقا 
3- والقيادي حمد الله تعالى 
4-الملا منصور عبدالله شقيق وخليفته الآن
ثم عاد إلى قريته كاجاي بولاية هلمند  وقيل أنه أعتقل بها في 19 مايو 2006م ولكن لم تكون أخبار صحيحة وفى عام 2007م أصبح المسئول العسكري في حركة طالبان

مقتله:

مقتله:
استمر في عملياته القتالية ضد القوات الامريكية حتى قتل في اشتباك معها  في منطقة “إسلام قلعة”  التابعة لمديرية “هزار جفت” بولاية هلمند جنوبي أفغانستان يوم 13-5-2007م 






شارك