"البنعلي".. "الشنقيطي".. "الإزدي".. أهم منظري "داعش" الشرعيين

الثلاثاء 19/مايو/2015 - 11:27 م
طباعة البنعلي.. الشنقيطي..
 
زاد الحديث خلال الفترة الأخيرة، عن القيادات الدينية التي يعتمد عليها تنظيم (الدولة) المعروف بـ(داعش) في مواقفه الشرعية، في الكثير من القضايا وسط اتهامات للتنظيم بالإفلاس الشرعي، وابتداع في الدين مالم يحدثه أحد من قبل، وسط إعلان (داعش) اعتماده، على كتاب أبو الحسن الأزدي، القاعدي السابق، والداعشي الحالي (القسطاس العدل في جواز قتل نساء وأطفال الكفار معاقبة بالمثل)، في المسائل الشرعية، خاصة المتعلقة بقتل اعدائهم.
إعلان (داعش) اعتماده تلك الاستراتيجية، جاءت في 10 فبراير 2015، عقب جريمة حرق الطيّار الأردني، معاذ الكساسبة حيًّا، ما اعتبره القيادي السابق في تنظيم (الجهاد) أبو محمد المقدسي، أن أبو الحسن الأزدي، أجاد ابتداع السنن السيئة الواحدة تلو الأخرى.

البنعلي.. الشنقيطي..
وقبل الحديث عن المنظرين الشرعيين لـ"داعش" لابد من الإشارة إلى أن الأصول الفقهية التي بنى عليها التنظيم أفكاره، تعود إلى شيوخ منظري تنظيم "القاعدة"، من أمثال أبو محمد المقدسي، عاصم طاهر البرقاوي، أردني من أصل فلسطيني، ويعتبر من أبرز منظري تيار السلفية الجهادية اشتهر بسبب نشره لكتاب يكفر الدولة السعودية، وقامت السلطات الأردنية بسجنه مرات كثيرة بسبب آرائه. واعتبر أستاذ لأبي مصعب الزرقاوي عندما جمعهما السجن.
اللافت وبحسب مراقبين، أن التيارات الجهادية، المتطرفة التي جاءت في أعقاب، جيل المقدسي، باتوا أكثر دموية، كون سقف طموحهم التوسعي أكبر، كما تسبب اتساع دائرة العدو عندهم جعلهم أكثر دموية، حيث جاء قتال (الشيعة) على أولويات عملهم الجهادي، وهو ما تسبب في كثرة الدماء حالياً.     

البنعلي.. الشنقيطي..
ويقول الباحث المتخصص في حركات الجماعات الأصولية، هاني نسيرة، خلال رؤية تحليلية نشرها في جريدة (الشرق الأوسط) 22 فبراير 2015: "إن التنظيم يُهاجم خصومه على الأرض لكنه يتراجع أمامهم على مستوى الخطاب، كونه يعتمد على ثلاث منظّرين شرعيين (البنعلي ـ الشنقيطي ـ الأزدي)، وأن أهم ما يميزهم حداثة سنبهم نسبيا، وتصلّبهم في الرأي، وتقديم المصلحة على السياسة الشرعية، والشدة على الخصوم اتهاما وتفسيقا وإخراجا يتماهى مع ممارسات التنظيم أمامهم".
وأوضح نسيرة أن أضلاع هذا (المثلث) الشرعي، وضعوا الرسائل والكتيّبات في تشريع خلافة أبو بكر البغدادي وصحتها، وشرعية تنظيمه وبيعتهما معا، وتغلب عليهم جميعا المحاججة والتبرير الآيديولوجي لهذا التنظيم، وكتاباتهم ليست تأسيسا علميا وشرعيا عميقا بقدر ما هي ردود وسجال يمكن وصفه بـ"الفظاعة" التي تفسر فظاعة ممارسات التنظيم نفسه.

1 - أبو همام الأثري (البنعلي)

1 - أبو همام الأثري
- هو تركي البنعلي، أعلن انضمامه لـ"داعش" في 28 فبراير 2014، وقال وقتذاك أنه نفر إلى الجهاد في الشام، ثم سرعان ما نشط البنعلي دعوياً حيث ظهر في العديد من أشرطة الفيديو داخل أحد المساجد في محافظة الرقّة السورية، التي يسيطر عليها التنظيم، وهو يلقن المصلين نصّ البيعة للبغدادي، الذي نصب نفسه أميرا للمؤمنين.
- ويقول نسيرة في دراسته، إن البنعلي من مواليد 4 سبتمبر 1984، ويصنف أنه من الجيل الثالث من منظري المتشددين، وولد البنعلي في المحرق في البحرين، لأسرة وعائلة مرموقة مشهورة في مملكة البحرين. 
- تخرج في كلية الإمام الأوزاعي، في العاصمة اللبنانية بيروت، بعدما درس لمدة سنة في كلية الدراسات الإسلامية بدبي في دولة الإمارات المتحدة، ورحل منها بعد سجنه لمدة سنة، وعمل بعد تخرّجه إمام مسجد في سوق المحرق في البحرين، وإمام مسجد العمال، ثم أقيل من الإمامة وعمل بالتدريس في مدرسة عمر بن عبد العزيز في مدينة الحالة، ثم أقيل مجددا.
- سبب إقالته من الإمامة - كما يذكر في سيرته - تعليقه فتوى الشيخ المصري الراحل أبو الأشبال أحمد محمد شاكر (توفي عام 1958) في حُكم من ناصر الكفّار على المسلمين، وهي فتوى اعتبرها الظواهري في رسالته "التبرئة"، إحدى مرجعيات "القاعدة" الفكرية.

البنعلي.. الشنقيطي..
ويوضح بعض الخبراء، حقيقية الفتوى، إنها كانت تخض مقاومة الاحتلال الإنجليزي في مصر والفرنسي في الجزائر، ولم ينتبهوا لتحريم الشيخ أحمد محمد شاكر - رحمه الله - للاغتيال في مقاله "الإيمان قيد الفتك" في تعليقه على اغتيال محمود فهمي النقراشي باشا رئيس وزراء مصر عقب حرب 1948.
- البنعلي يكنى بـ(أبو سفيان السُلمي) نسبة لبني سُليم، إلا أن خبير الحركات الأصولية هاني نسيرة يقول إنه يوقّع أكثر كتبه بكنيته (أبو همام بكر بن عبد العزيز الأثري)، أو (أبو بكر الأثري)، وبه وقع ترجمته التي صدرت في مايو 2014 لأبو محمد العدناني.

أهم كتاباته:

1 - رسالته (مد الأيادي لبيعة البغدادي) صدرت في 21 يوليو 2013، وتعتبر أول رسالة شرعية في الدعوة لبيعة البغدادي.
2 – رسالته (الإفادة في الرد على أبو قتادة) أصدره في 29 أبريل 2014.
 3 – كتب رسالة مدح للبغدادي تخت اسم (القلادة في ترجمة أبو قتادة).
4 – كتب رسالة يهاجم فيها أبو محمد المقدسي، تحمل اسم (شيخي السابق هذا فراق بيني وبينك) في 31 مايو 2014.
 5 - له كتيب ردا على شبهة (الخارجية ضد داعش) بعنوان (تبصير المحاجج بالفرق بين رجال الدولة والخوارج)، صدر عام 2014، اعتمد فيه على أن الخوارج كانوا يكفّرون بالكبيرة، و(داعش) لا تكفر بالكبيرة، وهذا غير صحيح.
6 - كتاب (القيافة في عدم اشتراط التمكين الكامل للخلافة).
7 - وله في الدفاع عن قيادات تنظيم داعش، كتيب (اللفظ اللساني في ترجمة العدناني: منجنيق الدولة الإسلامية).
8 - وله أيضا في الرد على اتهام أبو بكر البغدادي بطلب الإمارة رسالة بعنوان (مختصر العبارة في حكم طلب الإمارة).

2 - أبو عبيدة الشنقيطي

2 - أبو عبيدة الشنقيطي
أوضح الخبير في الحركات الأصولية هاني نسيرة، إنه لا تتوفر معلومات عن السيرة الذاتية لـ(أبو منذر/ أبو عبيدة الشنقيطي)، أو تعليمه أو نشأته أو تطوره التعليمي، إلا جدل على أحد منتديات المتشددين في 17 و18 فبراير 2013، ذكر فيه أحد عارفيه أن اسمه أحمد المحرزي - وقيل حسن - والأصح أحمد الشنقيطي المغربي.
- كنيته أبو عبيدة الشنقيطي، ولقبه أبو عبيدة المحرزي المراكشي،  وهو موصوف من عارفيه بالعزلة، وله تسجيلات صوتية في التفسير وعلوم القرآن، وغيرهما، إلا أنه ليس مشهورا في أوساط المتشددين. 

كتب الشنقيطي:


 1 – (رفع الحسام نصرة لدولة الإسلام في العراق والشام) المنشور عام 2014.
2 – (أبلغ المعاني في نصح أبو حفص الموريتاني) المنشور أيضا عام 2014.
3 – (النصيحة الشنقيطية لجماعة أنصار الشريعة الليبية)، وطبع بمؤسسة "الغرباء" في أكتوبر2014.
4 – (سبحانك هذا بهتان عظيم: في الرد على الشيخ والمنظر أبو محمد المقدسي).

3 - أبو الحسن الأزدي

3 - أبو الحسن الأزدي
الخبير في الحركات الأصولية هاني نسير، يقول كذلك إنه لا توجد معلومات متوافرة تترجم لأبو الحسن الأزدي، ولكن نرجح كونه خليجيا، ممّن قاتلوا في العراق، وهو معادٍ أشد العداء للمخالفين عموما.
ويوضح نسيرة أن شأن الأزدي شأن البنعلي والشنقيطي، أنه منظرا لفكر (القاعدة) والمتشددين، وله كتابات نصرة لـ(القاعدة) والتوجّهات المتطرفة، من أخطرها كتابه المنشور عام 2011، (القسطاس العدل في جواز قتل نساء وأطفال الكفّار معاقبة بالمثل)، وكتيّب (الصوارم الباترة والمشهورة في الذبّ عن رسالة مَعالم الطائفة المنصورة).

أهم مؤلفات الأزدي في المرحلة الداعشية:

1 - رسالة (موجبات الانضمام للدولة الإسلامية في العراق والشام: اعتراضات وجوابات)، طبع بمؤسسة "المأسدة" الإعلامية، وشبكة "أنصار المجاهدين" عام 2013.
2 - رسالة ضد أبو محمد الجولاني قائد جبهة النصرة بعنوان (القائد الجولاني بين النصيحة والتغرير) أصدره في مارس 2013.
3 – رسالة (الإجافة لشبه خصوم دولة الخلافة؟) أصدره في يوليو 2014، بعد إعلان البغدادي خلافته بأيام.
4 - رسالة (موجبات الانضمام للدولة الإسلامية).
5 - كتيب بعنوان (توبيخ الغالطين على إمام الحرمين فيما نسبوه إليه من دعوى تقويض الإمامة بنقصان التمكين).

شارك