"لواء التوحيد" الداعشي .. الذي يهدد عرش "حماس" في غزة

الخميس 21/مايو/2015 - 04:55 م
طباعة لواء التوحيد الداعشي
 
مع تنامي نفوذ الحركات السلفية الجهادية في غزة، باتت مخاطرها تهديدًا لحركة "حماس" أحد أفرع تنظيم "الإخوان" الإرهابي، باعتبار أن التيار السلفي في غزة يقوم باستقطاب المُتشدد؛ الأمر الذي تراه الحركة في غير مصلحتها.

لواء التوحيد الداعشي
يرى متابعون أن الجماعات السلفية في غزة لا تشكل خطورة على الساحة، إلا أن حركة حماس لديها تحفظات من مفرزات الفكر السلفي وخطورة استغلاله من قِبل بعض الجهات والأطراف لتحقيق بعض الأهداف المشبوهة في غزة.
فيما أثار انضمام مؤيدي تنظيم الدولة الإسلامية تحت راية المقاومة الشعبية وتشكيل جناح باسم "لواء التوحيد" في غزة، مخاوف حركة حماس من حيث قوة نفوذ الجماعة وعدم السيطرة عليها.
وفي ظل توغل تنظيم الدولة الإسلامية في العراق وبلاد الشام "داعش" وبعض الدول الأخرى، أصبحت "حماس" تتخوف من انتشار التنظيم وصعوبة السيطرة عليه، كما حدث في الدول الأخرى.
وفيما يرى متابعون أن لواء التوحيد أصبح الشريك المزعج الذي يهدد عرش حركة حماس في قطاع "غزة".
وفي ظل التصريحات النارية التي تخرج من السلفية الجهادية في غزة، تبدي حماس قلقها من هذا الأمر؛ نظرًا لما تحمله التصريحات والبيانات التابعة للسلفية الجهادية من تهديدات ووعيد للمرتدين والكفار، ويكثر في تسجيلاتها الذبح بالسكين وضرب العنق وتطبيق الحدود؛ الأمر الذي يخالف فكرَ ومنهجيةَ حركات الإسلام السياسي.

لواء التوحيد الداعشي
يتعدد فكر ومنهج الجماعات السلفية.. لا يجمعها فكر واحد أو مرجعية واحدة، وهي قابلة للانقسام بفعل الخلافات الفكرية فيما بينها، وهذا ما يعقد أمر كيفية التعامل معها.
وفي غزة يوجد العديد من التيارات السلفية والتي تمثلها جمعية دار الكتاب والسنة وجمعية ابن باز والمجلس الأعلى للدعوة السلفية، ولها عدة أجنحة عسكرية تتمثل في "لواء التوحيد" التابع للجان المقاومة الشعبية و"جيش الإسلام" و"حركة المجاهدين"، وتختلف تلك التيارات في فكرها ورؤيتها وتوجهاتها.
والجدير بالذكر أن بداية تشكيل "لواء التوحيد" جاء حينما أعلنت جماعة مسلحة في وقت سابق من العام الماضي- انشقت عن ألوية الناصر صلاح الدين الجناح العسكري للجان المقاومة- عن تشكيل مجموعات عسكرية لها باسم "لواء التوحيد".
واستندت الجماعة الجديدة المنشقة عن لجان المقاومة، إلى الفكر السلفي الجهادي، وتتهم كل من ينتمي إلى لجان المقاومة خارج صفوفها بأنه لا يمثل اللجان، وأنه يعمل لصالح إيران وحزب الله.
وكانت جماعة تُطلق على نفسها اسم "مناصرو دولة الخلافة الإسلامية"، قد أصدرت في التاسع من أبريل الماضي بياناً أعلنت من خلاله دعمها وتأييدها لتنظيم "داعش"، وأصدرت بيانًا تتوعد فيه حركة "حماس" بعد هدمها مسجد يتبع الجماعة السلفية الجهادية في غزة، كما اعتقلت بعض أتباعها في القطاع.

لواء التوحيد الداعشي
وقال البيان المنسوب لما يسمى بأنصار الدولة الإسلامية في بيت المقدس: "إن ما تقوم به حماس من حملات وصفتها بالمسعورة، ضد مؤيدي دولة الخلافة- على حد وصفهم- مقابل تسهيلات للعلمانيين والروافض للعمل بحرية، لإرضاء أسيادهم في إيران وطواغيت العرب".
وقال: "إن الأسابيع والأشهر الماضية عمومًا شهدت حملة اعتقالات واسعة بحق أبناء التيار السلفي في قطاع غزة".
وأوضح أن وحدة عسكرية تابعة لكتائب عزالدين القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، اعتدت بالضرب المبرح بالهراوات على أعداد كبيرة من السلفيين، واعتقلت أعدادًا كبيرة منهم في مدينة دير البلح وسط قطاع غزة، وذلك بعدة صلاة الجمعة الماضية.
وأشار إلى أن جهاز الأمن الداخلي التابع لوزارة الداخلية في غزة اعتقل في ذات اليوم عددًا كبيرًا من السلفيين في مدينة دير البلح، بينهم أبوعبيدة أبوالعطا، أحد رموز التيار السلفي في القطاع.
ويقول محللون وكتاب فلسطينيون: إن حركة المقاومة الإسلامية حماس التي لا تزال تسيطر على مقاليد الحكم في قطاع غزة، تشعر بالقلق من وجود مناصرين لتنظيم "داعش"، في قطاع غزة، ويروا أن حماس ستلجأ إلى محاربة أنصار "داعش" إما عبر القوة، أو الحوار الفكري.

لواء التوحيد الداعشي
يرى متابعون أن مخاوف مشروعة بشأن إمكانية تفجر الأوضاع الأمنية في قطاع غزة، ونشوب "توتر" بين مؤيدي داعش والأجهزة الأمنية التي تشرف عليها حركة حماس، قد يجعل حماس تلجأ إلى الحل الأمني مع مناصري داعش ومؤيديها، وقد تفضله على خيارات أخرى.
 قد تلجأ الحركة إلى الحوار الفكري والنقاشات الداخلية، لكن التفجيرات الأخيرة في قطاع غزة، من شأنها أن تدفع حماس نحو استخدام القوة، وعدم السماح بتمدد أنصار داعش بغزة
 وفي مساعي من حركة حماس، بعدم السماح بانتشار فكر تنظيم داعش، وتنامي أعداد المناصرين له، فإنه لا مكان للفكر المتطرف والتنظيمات المتشددة بين أوساط الفلسطينيين.
وشهد قطاع غزة مؤخرًا عدة تفجيرات وحوادث إطلاق نار، وتوعدت الداخلية بمحاسبة المسئولين وراء التفجيرات، وعدم السماح لأي جهة كانت بنشر الفوضى والانفلات الأمني.
وحسب خبراء، فإنه لا تتواجد معلومات دقيقة حول حجم التأييد لتنظيم "داعش" في قطاع غزة، ونفت وزارة الداخلية أي وجود للتنظيم، لكنها تقول: إن "من الوارد والطبيعي كما في كل المجتمعات، أن يعتنق بعض الشباب الأفكار المتطرفة".

شارك