بيعة "كتيبة عقبة بن نافع" لـ"البغدادي" .. تشعل صراع النفوذ بين "داعش" و"القاعدة" في المغرب العربي

الجمعة 22/مايو/2015 - 11:13 ص
طباعة بيعة كتيبة عقبة بن
 
في تطور متوقع ويعقد الوضع الأمني ومواجهة الإرهاب في تونس والشمالي الإفريقي، ويزيد من دور تنظيم الدولة الإسلامية "داعش"، والذي حصل علي مبايعة عددا من التنظيمات الإرهابية في دول المغرب العربين كتنظيم المرابطون والذي يتواجد في موريتانيا والمغرب والجزائر، ومالي، بالإضافة إلى كل من تنظيم "كتيبة سكيكدة"، وكتيبة "أنصار الخلافة" في جبال الرحمن بالجزائر، وأخيرا بايعت إحدى أبرز التنظيمات الإرهابية في تونس زعيم "داعش" .

تبايع زعيم "داعش"

تبايع زعيم داعش
أعلنت ما تسمي بـ"كتيبة عقبة بن نافع" المتحصنة بجبال الشعانبي بمحافظة القصرين، مبايعة أبو بكر البغدادي زعيم  تنظيم الدولة الإسلامية "داعش" ، وهو ما يعتبر تأكل لتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي والذي "جدد" بيعته خلال الأيام الماضية لأيمن الظواهري زعيم القاعدة في العالم، وهو يعد مؤشرا قويا على أن التنظيمين الجهاديين قادمين على "معركة بسط النفوذ" في تونس والجزائر.
وقالت الكتيبة في بيان نشر الأربعاء 20 مايو 2015 على شبكة الانترنت "وأخيرا وبعد عمل سنين وطول انتظار، بعد تضرع لله ودعاء متواصل في أوقات الاستجابة، وبعد جهود كبيرة ووقت طويل، أُعلنت البيعة لخليفة المسلمين من بلاد إفريقية، من قيروان عقبة بن نافع والجهاد تحت راية تنظيم الدولة الإسلامية في تونس".

من هي كتيبة عقبة بن نافع؟

من هي كتيبة عقبة
ظهرت كتيبة عقبة بن نافع بعد ثورة 14 يناير 2011 ، وخططت لإقامة" أول إمارة إسلامية" بشمال إفريقيا، ويرجع أصل تسمية الكتيبة إلى اسم القائد عقبة بن نافع، أبرز القادة الإسلاميين الذين فتحوا بلاد المغرب، بما فيها تونس.
و تعتبر تونس، محطة أساسية بالنسبة لتنظيم داعش، لكنها في الوقت ذاته نقطة عبور لبلدان المغرب العربي الأخرى، لا سيما الجزائر، حيث التنسيق قائم مع "تنظيماتها"، وكذلك موريتانيا ثم نيجيريا وباقي بلدان الصحراء الأفريقية.
وتعتبر كتيبة عقبة بن نافع قوات الأمن والجيش بأنهم "طواغيت" وتحرض على قتلهم واستهدافهم، وقد زرعت ألغاما في جبل الشعانبي حيث يتحصنون لمنع تقدم قوات الجيش والأمن، وأدت هذه الانفجارات إلى مقتل وإصابة عدد كبير من القوات التونسية.
وهي تصنف  من أخطر الجماعات الجهادية التونسي وأشرسها، حيث نفذت أول هجوم لها في يوليو 2014 استهدف نقطتي تفتيش عسكريتين في جبل الشعانبي استشهد خلاله 14 جنديا.
وخلال العام 2014، نقلت الكتيبة هجماتها من سلسلة جبل الشعانبي المتاخمة للحدود مع الجزائر إلى البلدات والقرى في مرحلة أولى ثم إلى العاصمة تونس في مرحلة ثانية حيث نفدت هجوما دمويا على متحف باردو في 18 مارس أوقع 22 ضحية بينهم 21 سائحا أجنبيا وعنصرا أمنيا .
وتقر السلطات الأمنية بخطورة المقاتلين التونسيين في صفوف تنظيم الدولة الاسلامية، بعد أن فاق عددهم 3000 بحسب التقديرات الرسمية و5000 وفق تقديرات الخبراء الأمنيين، غير أنها لم تقر بأن العشرات منهم يحتلون مراكز قيادية خطيرة بحجم المركز الذي كان يتولاه أبوسياف التونسي، مسؤول النفط بتنظيم الدولة، الذي قتلته القوات الامريكية في عملية لقوات الخاصة بسوريا.
وتشير تقارير أمنية عربية وغربية إلى أن عدد القياديين التونسيين في صفوف تنظيم الدولة ما بين 80 و120 قياديا يستحوذون على مراكز أمنية وعسكرية ولوجستية متقدمة في صفوف التنظيم.
ويستولي تنظيم أنصار الشريعة في تونس الموالي لتنظيم الدولة على أكثر من 400 مسجد موزعة في الأحياء الشعبية وفي الجهات الداخلية.
وخلال الأسابيع الأولى من عام 2015 أقرت السلطات التونسية بأن الجهاديين العائدين من سوريا والعراق وليبيا باتوا يشكلون "مشكلا" أمنيا وسياسيا على أمن البلاد واستقرارها.
وذكر كاتب الدولة لدى وزير الداخلية المكلف بالشؤون الأمنية رفيق الشلي في إبريل الماضي، أن عدد الجهاديين العائدين من سوريا والعراق يبلغ عددهم 500 شخصا "يشكلون مشكلا كبيرا"، ملاحظا أن "المعالجة الأمنية لا تكفي وأن التعامل معهم يتطلب تدخل أطراف أخرى منها الاجتماعية والدينية والصحية".
وقاد تزايد عدد هجمات الجهاديين وتفكيك العشرات من الخلايا في عدد من المدن والأحياء الشعبية السلطات الأمنية إلى الإقرار بأن تنظيم "الدولة الإسلامية" بات يهدد أمن البلاد واستقرارها خاصة بعد الهجوم الدموي على متحف باردو في 18 مارس والذي خلف أكثر من 70 ضحية بين قتيل وجريح، وهو أول هجوم تبناه التنظيم.

ليبيا مناطق نفوذ:

ليبيا مناطق نفوذ:
وفيما تقدر السلطات الأمنية عدد الجهاديين العائدين بـ500 شخص نظموا صفوفهم وهم ينشطون في شكل خلايا نائمة، يقول الخبراء في الجماعات الجهادية إن عددهم أكثر من ذلك بكثير ويفوق 1000 شخص تسللوا خلال السنوات الثلاث الماضية عبر الشريط الحدودي الجنوبي مع ليبيا، بعد أن تلقوا تدريبات إضافية في معسكرات بصحراء ليبيا يشرف عليها سيف الله بن حسين الملقب بأبوعياض أمير جماعة أنصار الشريعة المصنف تنظيما إرهابيا.
وتعتبر ليبيا منصة الانطلاق، بما معناه أنه ما دام العديد من "المجاهدين" الذين كانوا بصفوف تنظيم "النصرة" بالعراق وسوريا قد اختاروا العودة لبلادهم، فإن انضمامهم لداعش (في إطار حركة "أنصار الشريعة") قد فسح لهم المجال للقتال إلى جانب حركات سلفية أخرى، بغرض الاستيلاء على المدن الليبية الاستراتيجية، ثم آبار النفط، جريا على عادة التنظيم بالعراق والشام، حيث يعد الاستيلاء على حقول النفط وبيعه بأسعار متدنية أهم مصدر لتمويل أركان التنظيم ومفاصله.

أبرز العمليات:

أبرز العمليات:
ونفذت كتيبة عقبة بن نافع الإرهابية، العديد من العمليات ضد الدولة التونسية، ففي 28 مايو/ر 2014  استهدف التنظيم الإرهابي، منزل وزير الداخلية السابق لطفي بن جدو في محافظة القصرين وأسفر عن مقتل 4 أمنيين وإصابة اثنين.
وفي 16 يوليو2014  نفذ التنظيم هجوما أدى إلى  مقتل 15 عسكريا بجبل الشعانبي، وفق السلطات التونسية، كما تم ذبح 8 عسكريين والاستيلاء على أسلحتهم إثر كمين نصبه عناصر الجماعة لدورية للجيش بجبل الشعانبي في 29 يوليو 2013.
وكانت أشهر العمليات هو الهجوم الذي استهدف متحف باردو في 18 مارس 2015 وأدى إلى مقتل 23 شخصا بينهم 20 سائحا.

صراع القاعدة و"داعش":

صراع القاعدة وداعش:
وتمثل بيعة الكتيبة لتنظيم الدولة "انسلاخا" من تنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي الذي يتزعمه الجزائري مصعب عبد الودود الملقب بـ"درودكال" غير أن الكتيبة تعتبر أيضا جناحا عسكريا لتنظيم أنصار الشريعة الذي يتزعمه سيف الله بن حسين الملقب بأبوعياض والموجود حاليا في الصحراء الليبية في حماية الجماعات الجهادية هناك.
وقال البيان "كل الإخوة العاملين من أنصار الشريعة بتونس أو جماعة التوحيد والجهاد ببلاد إفريقية هم مع الدولة الإسلامية قلبا وقالبا".
ويقول خبراء إن مبايعة الجماعات الجهادية التونسية لأبوبكر البغدادي يعكس نفوذ المقاتلين التونسيين في صفوف التنظيم بعدما احتلوا مراكز قيادية ما جعلهم يخططون لبسط سيطرتهم على تونس على حساب تنظيم القاعدة، مشددين على أن تونس "قادمة على تصفية حسابات ومعارك وجود بين التنظيمين".
وكانت "كتيبة عقبة بن نافع" نشرت سابقا بيانا كشفت فيه عن وجود أربع تنظيمات جهادية في تونس هي جماعة التوحيد والجهاد ببلاد إفريقية، وطلائع جند الخلافة، وكتيبة عقبة بن نافع وجند الخلافة بتونس.
وتقول تقارير استخباراتية أخرى إن بلدان المغرب العربي ستكون لا محالة "منصة تمركز استراتيجية لداعش.. وستكون الأرض الخصبة الموعودة لقادة الدولة الإسلامية"، من تلقاء حركية هذه الأخيرة، إذا تسنى لها "النجاح النهائي" في العراق وسوريا، أو قسرا في حال نجاح التحالف الدولي في محاصرة "دولة الخلافة"، وتمزيق مفاصلها ببلاد الرافدين وبلاد الشام، ومن ثمة تشتيت أعضائها هنا وهناك، ودفعهم للبحث عن مجالات أخرى أكثر أمنا وأمانا.
وتوقع باحث أميركي أن تتحول تونس خلال الفترة القادمة إلى ساحة صراع على النفود بين تنظيم الدولة وتنظيم القاعدة.
واعتبر الباحث في معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى، هارون زيلين، أن تونس اليوم هي محل تنافس بين تنظيمي "الدولة الاسلامية" و"القاعدة".
وشدد زيلين على أنه وخلال إبريل ، كانت هناك دلائل متزايدة بأن تنظيم الدولة ينوي بناء ولاية أو إمارة جديدة له في تونس في المستقبل القريب، تحت اسم "ولاية إفريقيا"، وهو الاسم القديم من العصور الوسطى لمنطقة تونس، فضلاً عن شمال غرب ليبيا وشمال شرق الجزائر. 

المشهد المغاربي

المشهد المغاربي
يبدو أن الجماعات الإرهابية بالمغرب ستكون مناطق صراع ونفوذ بين تنظمي "داعش" و"القاعدة"، مع ارتفاع وتيرة العمليات الإرهابية ليثبت كل تنظيم أنه الأقوى والأكثر تشدد في تنفيذ أفكاره علي أرض الواقع، مما يضع علي الأجهزة الامنية بدول الشمال الإفريقي عبء التعاون فيما بينها لمواجهة الجماعة الإرهابية، فكما هناك صراع بين  الجماعات الإرهابية، هناك صراع بين الأجهزة الأمنية بتلك الدول وهو ما تستغله هذه الجماعات في التمدد والنفوذ.

شارك