مؤشرات عودة العلاقات بين "مصر" و"حماس"

الإثنين 15/يونيو/2015 - 11:15 ص
طباعة مؤشرات عودة العلاقات
 
تتوالى المؤشرات التي تؤكد عودة العلاقات بين مصر وحماس، فعقب إلغاء قرار اعتبار حركة حماس منظمة إرهابية في مصر قامت السلطات المصرية أول أمس السبت 13 يونيه 2015 بفتح معبر رفح في الاتجاهين أمام حركة الفلسطينيين.

مؤشرات إنهاء الخلافات

مؤشرات إنهاء الخلافات
تعتبر هذه المرة هي الأولى منذ ثلاثة أشهر في مؤشر محتمل على إنهاء التوتر بين القاهرة وحركة المقاومة الإسلامية حماس.
أعادت مصر فتح معبر رفح لمدة ثلاثة أيام قبل أسبوعين ولكن في اتجاه واحد أمام الفلسطينيين العالقين خارج غزة حتى يعودوا للقطاع.
بين الحين والآخر تفتح مصر معبر رفح حتى تسمح بعبور المسافرين الأجانب والطلاب والمرضى.
 وتسمح إسرائيل التي شنت حربا على القطاع في يوليو وأغسطس العام الماضي بالتنقل بين مصر وغزة لاعتبارات أغلبها إنسانية مثل مواد الإغاثة والعلاج.
وكانت العلاقة بين حماس ومصر تدهورت بشكل غير مسبوق بعد الإطاحة بالمعزول، في يوليو 2013، إذ يتهم المصريون حماس بالتدخل في شئون مصر ومناصرة الإخوان المسلمين، وهو الأمر الذي نفته حماس على الدوام.
ويشير القرار إلى بداية تحسن العلاقات بين مصر وحماس بعد عامين من تصاعد التوتر، وذكر مصدر بمطار القاهرة الدولي أن الفلسطينيين يصلون جوا للعبور برا إلى غزة.
مراقبون قالوا: إن فتح المعبر سيستمر ثلاثة أيام، وقد يطول لكن لم يصدر تأكيد فوري من الجانب المصري.
كان الحكم الذي صدر السبت الماضي بإلغاء حكم اعتبار حماس إرهابية، يؤشر بإمكانية تحسن العلاقات بين مصر وغزة، وبالأخص لوقوف الحركة إلى جانب مصر في مواجهة الإرهاب في سيناء.
وقال فوزي برهوم المتحدث باسم حماس: إن فتح المعبر لثلاثة أيام مؤشر إيجابي ويأتي بعد مؤشر إيجابي آخر وهو إلغاء القرار الخاطئ باعتبار حركة حماس حركة إرهابية، قائلا: نأمل أن تقوم مصر بفتح المعبر بشكل كامل وأن تستعيد دورها تجاه قطاع غزة وفلسطين.
وقال مسئولو غزة: إن 15 ألف شخص سجلوا أسماءهم للمرور من رفح بينهم ثلاثة آلاف مريض على الأقل ومئات الطلاب الذين يدرسون في القاهرة ودول عربية أخرى.

المصالحة مع حماس أمر مرفوض

المصالحة مع حماس
مواطن فلسطيني، قال إنه انتظر أربعة أشهر حتى يستطيع السفر من غزة إلى المملكة وإن الحظ حالفه لأنه سيتمكن من العودة قبل انتهاء تصريح إقامته في السعودية خلال أسبوعين، مضيفًا، "كنت خائفا أن أخسر إقامتي وأفقد عملي ولكن الحمد لله المعبر فتح وأنا مغادر". 
فيما قال مسعد هركي، الخبير في العلاقات الدولية: إن ما تداول من أنباء عن المصالحة مع حماس وطليها وساطة خليجية للمصالحة مع مصر أمر مرفوض لأن المصالحة مع حماس تعني المصالحة مع جماعة الإخوان الإرهابية فهي جناح عسكري لها ولتنظيمها الدولي.
وأضاف هركي أن مذكرات أحد ضباط الموساد أكدت أن حماس حركة صنعها الموساد الإسرائيلي، بالإضافة إلى أنها متورطة في دماء جنودنا وضباطنا من الجيش والشرطة وهو أمر مرفوض وخير دليل على ذلك قول الرئيس السيسي لا مصالحة مع من تورطت أيديهم بالدماء منهم حركة حماس.
وحذر هركي من المصالحة مع حماس لأنها ستفتح باب الغضب للشعب المصري الذي يدرك مدى تآمر حماس ضد مصر فالتعامل مع القضية الفلسطينية يكون من خلال الرئيس الفلسطيني محمود عباس أبومازن والجهات الفلسطينية المختصة
كانت مصادر فلسطينية مطلعة، قالت: إن عودة العلاقات بين مصر وحماس ستكون مرهونة بتغيير الحركة في قطاع غزة نهجها الحالي، وأدائها أدوارا جديدة من شأنها تضييق الخناق على العناصر الخارجة على القانون في سيناء.
ما يروج له عن عودة العلاقات بين القاهرة وحماس فيه كثير من المبالغة، إذ إن الأمر لم يتعد حتى الآن تفعيل قناة اتصال أمنية بين مصر وحماس بعلم وموافقة السلطة الفلسطينية، هذا ما أكدته المصادر.

اجتماع سري لإنهاء التوتر

اجتماع سري لإنهاء
أوضحت المصادر أن مسئولين في المخابرات المصرية التقوا عددًا من مسئولي حماس في الخارج، وأخبروهم بأن على الحركة في قطاع غزة إنهاء أي وجود في القطاع لعناصر "إرهابية" من سيناء، وضبط الحدود بشكل أكبر ومنع تهريب مقاتلين وأسلحة من وإلى سيناء، كما طالبتهم بوقف أي تدخل مباشر أو غير مباشر في الشأن المصري بما في ذلك التحريض عبر وسائل الإعلام.
واعترفت حماس سابقا بعقد لقاء مع مسئولين مصريين لكن من دون أن تعطى أي تفاصيل.
مسئول العلاقات الخارجية في حماس أسامة حمدان، قال: إن وفدا من حركته اجتمع مع مسئول مصري رفيع المستوى في وقت غير محدد من الأسابيع الأخيرة، مؤكدا أن حركته تلقت إشارات إيجابية من القاهرة لتحسين علاقاتهما الثنائية.
وأعقب اللقاء المصري الحمساوي قرارًا من محكمة الأمور المستعجلة في القاهرة بإلغاء حكم قضائي سابق يعتبر الحركة منظمة إرهابية، وهو الأمر الذي قال عنه الناطق باسم حماس سامى أبو زهري إنه ستكون له تداعياته وآثاره الإيجابية على العلاقة بين حماس والقاهرة، وكان لافتا أن الحكومة المصرية هي التي استأنفت على قرار اعتبار حماس منظمة إرهابية.

مصر حذرة

مصر حذرة
المصادر أشارت إلى أنه بعد موافقة حماس على طلبات مصر، طلبت الحركة من مصر فتح معبر رفح ورفعها وكتائب القسام التابعة لها عن قائمة المنظمات الإرهابية، وإعادة فتح قنوات الاتصال والسماح بحرية حركة قياداتها عبر مصر.
وأكدت المصادر أن المخابرات المصرية وعدت بدراسة كل هذه الطلبات، لكنها تنتظر تصرفات حماس على الأرض أولا.
وفي محاولة لعودة الود رفعت مصر الحركة من قائمة المنظمات الإرهابية، وقررت فتح معبر رفح أيام السبت والأحد والاثنين من الأسبوع المقبل.
وقال ماهر أبو صبحة مدير المعابر في غزة: إن معبر رفح سيفتح بالاتجاهين، لكن مصادر في حماس قالت: إن الانفتاح المصري على حماس حذر ومتدرج.
وقال صبحة،: "لا ننسى أن كتائب القسام ما زالت على قائمة المنظمات الإرهابية، ويجرى الحديث عن فتح معبر رفح لمرة واحدة، وليس بشكل دائم أو حتى لأيام محددة كل أسبوع".
وأكدت المصادر أن حماس معنية بالعلاقة مع مصر وبدور مصر، لكنها نفت أن تكون تعهدت أو تنوى تقديم أي مساعدة للسلطات المصرية في سيناء نفسها، مضيفة: "لم ولن نتدخل في أرض عربية".

شارك