بعد مطالبتهم بالهجرة.. هل يخلو العراق من الإيزيديين؟

الإثنين 22/يونيو/2015 - 02:27 م
طباعة بعد مطالبتهم بالهجرة..
 
اليزيدية أو الإيزيدية، فهي مجموعة دينية تقيم في الشرق الأوسط ويعيش معظم أتباعها قرب مدينة الموصل ومنطقة سنجار في العراق وتشير التقديرات إلى أن 500 ألف من أفراد الإيزيدية يعيشون في سهول نينوي، ويعاني الإيزيديون اليوم في العراق مخاطر إبادة جماعية حقيقية على يد تنظيم الدولة الإسلامية "داعش" والجماعات المتطرفة، بعد أن عانوا من سياسة التمييز والتهميش والفرمانات والانفلاتات المتبعة تجاههم منذ بداية العهد العثماني وحتى اليوم..!

مطالب اللجوء

مطالب اللجوء
وقد سلم الكرد الإيزيديون، اللاجئون إلى كوردستان تركيا، رسالة إلى سفيرة النوايا الحسنة، الممثلة الأمريكية الشهيرة أنجلينا جولي، طالبوا فيها بأن يتم استقبالهم كلاجئين لدى الدول الأوروبية.
وزارت جولي مخيمات النازحين من مناطقهم بسبب القتال ضد تنظيم داعش، والمقيمين حاليا في مخيمات في قضاء ميديات في كردستان تركيا، وهناك تسلمت رسالة من الكرد الإيزيديين، مفادها أن "أطفالنا ونساءنا يشعرون بالخوف من داعش هنا أيضًا، ولا يمكننا العودة إلى مناطقنا في ظل هذه المخاوف".
ولدى عقدها مؤتمرًا صحافيًّا مشتركًا مع المفوض السامي للأمم المتحدة لشئون اللاجئين أنطونيو جوتيريس، أشارت جولي إلى أنها تراقب أوضاع اللاجئين الكرد الإيزيديين في مخيمات إقليم كردستان وتركيا.
وأضافت جولي: "أعلم أن الكثيرين منهم يرغبون في الحصول على حق اللجوء في دول الاتحاد الأوروبي، لكنهم وخلال لقاءاتي السابقة يطالبون بتحسين أوضاعهم المعيشية في المخيمات".
وأبدت جولي "أتأسف؛ لأنني لست رئيسة لإحدى تلك الدول الأوروبية، لكنني أطالب من هنا جميع دول الاتحاد الأوروبي بفتح أبوابها أمام اللاجئين الإيزيديين، وأن تجد حلا للذين لا يستطيعون البقاء في بلدانهم".

"داعش" والإيزيديون

داعش والإيزيديون
ومع سيطرة تنظيم الدولة الإسلامية "داعش" على الموصل في 10 يونيو 2014، زادت معاناة الإيزيديين، وارتفعت مواجهات اللجوء والهجرة من المناطق التاريخية التابعة لهم إلى كردستان العراق، أو المناطق الكردية في تركيا.
قالت مجلة "دابق"، التي يصدرها تنظيم (داعش) باللغة الإنجليزية، في عددها الجديد: إن نساء الإيزيديين وأطفالهم غنائم حرب بعد وقوعهم في قبضة مقاتلي داعش، بعدما اجتاح عناصر التنظيم بلداتهم وقراهم في كردستان العراق في أغسطس الماضي. 
وكانت مفوضية حقوق الإنسان في العراق، قد قدّرت أن عدد الإيزيديين المختطفين من قبل "داعش" يبلغ نحو 5 آلاف، استطاع 1640 الهروب من قبضة التنظيم.
وهجر عشرات الآلاف من الإيزيديين العراقيين، عندما اجتاح "داعش" منطقة سنجار في شمال العراق. وقال ناجون: إن الرجال كانوا يُذبحون، والنساء والأطفال يُعتقلون. 

تقارير حقوقية

تقارير حقوقية
وأكدت منظمة هيومن رايتس ووتش لحقوق الإنسان في تقرير جديد أن "داعش" كان يعزل الشابات والفتيات الإيزيديات عن عائلاتهن. ونقلت واشنطن بوست عن المستشار الخاص في المنظمة فريد ابراهامز قوله: "إن سجل جرائم داعش المروعة ضد الإيزيديين في العراق يواصل نموه".
وتوثق المنظمة في تقريرها حالات 366 إيزيدية محبوسات في سجون التنظيم، لكنها قالت: إن معتقلات جرى الاتصال بهن هاتفيًا تحدثن عن أكثر من 1000 سجينة. وكانت الحكومة العراقية أعلنت أن 1500 امرأة وقعن في قبضة داعش حين اجتاح منطقة سنجار التي يقطنها مسيحيون أيضًا.
وما يزيد الأمر تعقيداً لحال الإيزيديين، عدم استيعابهم من قبل بعض الكُرد في إقليم كُردستان، بحجة انتمائهم القومي «الإيزيدي» الذي بات واضحاً للجميع، بأن الإيزيديين وحدهم من حافظوا على التراث والثقافة الكردية من الضياع، عبر تمسكهم بالخصوصية الدينية المتمثلة بشعائرهم باللغة الكردية.

مستقبل الإيزيدي

مستقبل الإيزيدي
وهكذا يبقى مستقبل الإيزيدي مجهولاً، فيما حاضره المأساوي ما زال مُشرداً بين مخيمات النزوح في دول الجوار، مع غياب رؤية موحدة لمستقبلهم في قضاء شنكال وما حولها، وهوما يرفع طالبات الهجرة واللجوء من قبل الإيزيديين إلى الدول الغربية.

شارك