اليمن.. فشل الهدنة وارتفاع خسائر الحوثيين في الجنوب

الثلاثاء 28/يوليو/2015 - 09:36 م
طباعة اليمن.. فشل الهدنة
 
لم تصمد الهنة أمام خروقات الحوثيين والقوات الموالية لها، وسط ارتفاع وتيرة القتال في جنوب عدن واقتراب  اللجان الشعبية الموالية للرئيس عبدربه منصور هادي من السيطرة علي قاعدة العند في عدن ، فيما يشهد الحوثيون حالة من الإرباك والتراجع على جبهات القتال وغموض حول موقفهم من الهدنة، وسط مساعٍ أممية لإنهاء الحرب.

الوضع الميداني:

الوضع الميداني:
وتتواصل المعارك على جبهات مختلفة في اليمن بين أنصار الرئيس عبد ربه هادي منصور ومعارضيه مع استئناف التحالف قصفه لمواقع الحوثيين في مؤشر واضح على فشل الجانبين في الالتزام الصارم بالهدنة
وشن طيران التحالف بقيادة السعودية في ساعة متأخرة من الاثنين أعنف هجوم على قاعدة العند العسكرية التي يسيطر عليها الحوثيون، وسمع دوي انفجارات هائلة داخل مجمع العند الجوي، نقلا عن شهود عيان.
وقامت قوات التحالف، بإنزال كاسحة ألغام إلى محافظة عدن، وأسلحة للمقاومة الشعبية في محافظة أبين، في حين تقترب معركة قاعدة "العند" الاستراتيجية من الحسم، وتشهد محافظة الضالع معارك عنيفة في منطقتي سناح وقطعبة.
 وذكر شهود عيان أن "كاسحة ألغام" أنزلتها قوات التحالف اليوم في محافظة عدن، قام من خلالها مهندسين وخبراء متفجرات بانتزاع ألغام وعبوات ناسفة زرعها مسلحو الحوثي أو من يسمون أنفسهم "أنصار الله" والقوات الموالية لهم في محافظة عدن، وقالت تقارير إخبارية أنه تم العثور على عدد من الألغام في المواقع التي كان يسيطر عليها الحوثيون والقوات الموالية لهم في مديرية دار سعد.
وفي جبهة محافظة لحج (جنوب البلاد)، قال مصدر في المقاومة الشعبية لـ"المشهد اليمني"، إن المقاومة مسنودة بوحدات من القوات الموالية للحكومة الشرعية، تقترب من حسم معركة قاعدة "العند" الاستراتيجية. وقال المصدر إن مسلحي الحوثي انسحبوا من منطقتي جعولة واللحوم باتجاه قاعدة العند، كما وصلتهم تعزيزات من منطقة الراهدة بتعز، مستدركا" إلا أن جميع تحركاتهم مرصودة من قبل المقاومة الشعبية وقوات التحالف"، وأضاف "حسم معركة العند اقترب"، متوقعاً أن يتم اقتحامها خلال ساعات، وأشار المصدر إلى ان قوات التحالف شنت أكثر من 30 غارة جوية على قاعدة العند الجوية، ومحيطها وشلت حركة مسلحي الحوثي والقوات الموالية لهم. وتمكنت المقاومة وبدعم من التحالف العربي السيطرة على معظم المرتفعات المطلة على قاعدة العند بنسبة 90 في المئة تقريباً، وهو ما يعني تأمين أي هجوم تنفذه المقاومة صوب قاعدة العند خلال الأيام المقبلة. وتعتبر قاعدة العند من أهم القواعد العسكرية، بسبب تجهيزاتها العسكرية ومساحتها الواسعة التي تبلغ أكثر من 15 كيلومتراً، اضافة إلى موقعها الاستراتيجي القريب من باب المندب. 
وقال مصدر عسكري بمحافظة لحج لوسائل إعلام محلية إن اللجان الشعبية أمطرت القاعدة العسكرية بصواريخ الكاتيوشا ومضادات الدروع ودمرت نقاط المراقبة في سور القاعدة، مشيرا إلى أن وحدات خاصة من الجيش تتأهب مع هذه القوات لاقتحام القاعدة الجوية، بغطاء جوي من مقاتلات التحالف.
في غضون ذلك، ساد الغموض حول مصدر ست ضربات شنتها طائرات مجهولة المصدر استهدفت "المقاومة" في جبهة بله في محافظة لحج وعلى مقربة من قاعدة العند الاستراتيجية، متسببة في سقوط 12 قتيلاً على الأقل. ففي حين تقول مصادر إن التحالف نفذ غارات جوية بالخطأ، إلا أن مصادر أخرى قالت إن مليشيات الحوثيين والمخلوع استخدمت إحدى الطائرات داخل قاعدة العند الجوية، وقامت بقصف قوات "المقاومة" لمنعها من التقدم نحو قاعدة العند الجوية، في محاولة لفك الحصار المفروض على القاعدة منذ أكثر من أسبوع. كما تحدثت المصادر عن احتمال ثالث، مشيرة إلى اتهامات لطائرات أميركية بدون طيار، بتنفيذها.

الوضع الإنساني:

الوضع الإنساني:
وعلي صعيد الوضع الانساني، قال المتحدث باسم منظمة الصحة العالمية، طارق جازارفيتش، الثلاثاء، إن حصيلة قتلى الصراع في اليمن بلغت نحو 4 آلاف شخص خلال 4 أشهر.
وأضاف المسؤول الأممي أن 3984 شخصا قتلوا في الفترة بين 19 مارس الماضي وحتى 19 يوليو الجاري. وأشار إلى أن 19347 شخصا، بينهم 4182 مدنيا أصيبوا خلال الفترة المذكورة.
على صعيد آخر، أكدت منظمة حقوق الإنسان "هيومن رايتس" أن غارة للتحالف استهدفت مدينة المخا جنوب شرق اليمن أودت بحياة 65 شخصا بينهم مدنيون، ترتقي إلى جرائم حرب، حسب ما جاء في بيان المنظمة.
وأكد التقرير أن التحالف الذي تقوده السعودية هو من قصف منازل موظفي محطة الكهرباء في المجمع السكني الذي يضم مئتين أسرة بـ6 غارات، وأكدت أنها تحققت من عدم وجود مسلحين أو أسلحة فيه، ووصفت المنظمة الحقوقية ما حدث بجريمة حرب واضحة، وداعية إلى تحقيق دولي في الغرض.
وكانت حصيلة قصف التحالف لتجمعات سكنية بمدينة المخا الساحلية في محافظة تعز جنوب اليمن بلغت أكثر من 120 قتيلا وأكثر من 150 جريحا.
وفي أول تعليق سياسي على مذبحة المخا التي أسفرت عن مقتل 120 والتي اتهم التحالف بارتكابها، نفى العميد العسيري مسؤولية التحالف عنها، مجددا التأكيد على أن قوات التحالف لا تقصف المناطق السكنية حتى لو كان فيها مسلحون من مليشيا الحوثي. 
واتهم العسيري الحوثيين بالوقوف وراء هذه "الجريمة الكبرى، للانتقام من أبناء تعز". 
وأكد أنه سيتم تقديم طلب للأمم المتحدة لإرسال لجنة تقصي الحقائق إلى منطقة المخا لتحديد نوع الصواريخ التي قصف بها التجمع السكني، لافتا الى أن "القصف كان من قاعدة وليس من الطيران".

المشهد السياسي:

المشهد السياسي:
وعلى صعيد المشهد اليمني، أقر مجلس الدفاع الوطني اليمني في اجتماع ترأسه الرئيس عبدربه منصور هادي، اليوم الثلاثاء، استيعاب أفراد المقاومة ضمن القوات المسلحة والأمن، وأكد مواصلة "تطهير المناطق والمدن كافة من المليشيات الحوثية وصالح".
وأوضح موقع وكالة الأنباء اليمنية الرسمية الموالي لهادي، أن الاجتماع الذي عقد في العاصمة السعودية الرياض، ناقش الوضع الميداني للمقاومة الشعبية وقوات الجيش الموالية للشرعية الدستورية، وما سطرته على أرض الواقع من نجاحات ساحقة على المليشيات الانقلابية.
ونقل الموقع عن الرئيس هادي تأكيده خلال الاجتماع على "وحدة الصف وتنظيم جهود الدفاع عن كل شبر من أرض اليمن"، و"أهمية التنسيق الميداني والعملياتي بين مختلف الجبهات وفي إطار التسلسل القيادي لردع الانقلابيين، وكل من تسول له نفسه المساس بأمن المواطن وإقلاق السكينة العامة".
وشدد هادي "على مواصلة تطهير المناطق والمدن كافة من المليشيات الحوثية وصالح، حتى ينعم الوطن والمواطن بالأمن والاستقرار والطمأنينة وتبدأ مرحلة إعادة إعمار المدن التي تضررت من أعمال العنف التي مارستها المليشيات الحوثية وصالح ضد المؤسسات الحكومية والممتلكات الخاصة في كل من عدن وتعز ولحج والضالع وأبين وشبوة ومأرب والحديدة وغيرها من المحافظات التي تعرضت للدمار".

المشهد الإقليمي:

المشهد الإقليمي:
وعلى صعيد المشهد الاقليمي، أعلنت الجامعة العربية أن أمينها العام الدكتور نبيل العربي سيلتقي غدا الاربعاء في القاهرة مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة لليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد.
ويأتي هذا اللقاء بعد فشل الهدنة الانسانية التي دعا اليها الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي ، وأعلنت الجامعة العربية تأييدها ثم خرقها من قبل الحوثيين.
وأشارت الجامعة في بيان صادر عنها، إن العربي وولد الشيخ سيجريان مباحثات حول مستجدات الأوضاع على الساحة اليمنية والجهود المبذولة لإيجاد مخرج للوضع المأساوي في اليمن خاصة في ظل تدهور الأوضاع الانسانية.
وكان ولد الشيخ بحث، أمس الاثنين، مع وزير الخارجية السعودي عادل الجبير، في العاصمة السعودية الرياض، مستجدات الأوضاع في الساحة اليمنية والجهود القائمة لتدفق المساعدات الإنسانية لليمن جواً وبحرًا عبر محافظة عدن بعد إعادة الأمن والاستقرار لها من قبل قوات التحالف للدفاع عن الشرعية، بحسب ما اوردته وكالة الانباء السعودية.

الموقف الإيراني:

الموقف الإيراني:
انتقد مسئول ايراني، استمرار عمليات التحالف العربي الذي تقوده السعودية في اليمن، متهما المملكة بأنها ارتكبت "خطأ استراتيجيا وانها لعبت بالنار وتمارس اللعب حاليا في موضوع وقف اطلاق النار"، ويأتي تصريح عبد اللهيان كأول تعليق رسمي إيراني عقب تصريحات لوزير الخارجية السعودي عادل الجبير أدلى بها أمس، ووصف فيها تصريحات إيران بشأن السعودية بـ"العدائية"، مشيرا إلى أنها تأتي بعد هزيمة حليفه في اليمن"، في إشارة إلى جماعة الحوثي.
 وقال مساعد وزير الخارجية الايراني في الشؤون العربية والافريقية الايراني امير حسين عبد اللهيان إن الآليات السياسية قادرة على ايجاد حل لازمة اليمن، موضحا أن طهران تعتبر استمرار اللجوء للقوة في اليمن يزعزع الأمن وينشر الإرهاب في المنطقة، بحسب ما أوردته وكالة أنباء "فارس" الإيرانية. 
واعتبر أن العودة إلى السبل السياسية في المنطقة واليمن يصب لصالح جميع الأطراف الداخلية وبلدان المنطقة. واكد ان القوى السياسية المؤثرة والاصيلة في اليمن تتمتع بفهم سياسي رفيع وتقوم بمكافحة الارهاب بصورة جادة وتدعم آليات الحوار الوطني وجهود الامم المتحدة من اجل التوصل الى اتفاق يمني - يمني. 
ووصف عبد اللهيان الوضع الإنساني في اليمن بالكارثي، وأكد على ضرورة أن تتحمل الأمم المتحدة مسؤولياتها في وقف ما أسماه بـ"العدوان" وفك الحصار المفروض على هذا البلد. 
وكان وزير الخارجية السعودي، عادل الجبير، دان في مؤتمر صحفي مشترك مع وزيرة خارجية الاتحاد الأوربي عقده أمس، تصريحات إيران "العدوانية". وقال الجبير إن "تصريحات الإيرانيين ضد السعودية ربما تعود لهزيمة حلفائهم باليمن"، في إشارة إلى جماعة الحوثي او من يسمون انفسهم "أنصار الله"، مضيفا "نرفض العدوانية الإيرانية ضد السعودية ودول المنطقة".

المشهد اليمني:

عقب تحرير مدينة عدن عاصمة الجنوب اليمني، بدأت موازين القوي تتغير في اليمن لصالح حكومة الرئيس عبد ربه منصور هادي، مع استمرار خسائر الحوثيين في المعارك تشير الأمور إلى أن اليمن يشهد تغيرًا لصالح الحكومة اليمنية برئاسة عبدربه منصور هادي.

شارك