مجددًا.. الأزهر يتناول "تجديد" الخطاب الديني في ظل "ثوابت" بعينها

الأحد 09/أغسطس/2015 - 07:58 م
طباعة مجددًا.. الأزهر يتناول
 
قال الدكتور عباس شومان، وكيل الأزهر، إن "تجديد الخطاب الديني لازمة من لوازم الشريعة الإسلامية، والخوف من التجديد ليس من الشرع، فهي مسألة لازمة لعملية التشريع، وأن يكون المتغير مراعيا للمكان والزمان".
جاء ذلك خلال محاضرته بالمرحلة الثانية من الدورة التخصصية لتجديد الخطاب الديني وتصويب الخطاب الديني المتداول بين الناس، بالرواق العباسي في الجامع الأزهر.
وقال شومان، إن "الباحثين وأعضاء هيئة التدريس وبعض الوعاظ عليهم نقل ما اكتسبوه في هذه الدورات المتعلقة بتجديد الخطاب الديني إلى شباب الباحثين؛ لانطلاق التجديد في الفكر الديني على أسس علمية صحيحة"، لافتا إلى أن "تجديد الخطاب الديني له أسس ومنهج حتى نصل إلى مقاصد الشريعة الإسلامية، وأن تجديد الخطاب الديني ليس له علاقة بالسياسة ولكنه أمر من الشرع".
وحول العلوم التي يجب فيها التجديد، أشار وكيل الأزهر إلى أنها "الفقه والتفسير"، لافتا إلى أن "أشر الناس من يحفظ القرآن الكريم ويتشفى في قتل المسلمين، ويصب عليهم اللعنات ثم يستشهد بالقرآن ويستدل بالقرآن على الباطل ويكون ذلك في بعض الفضائيات، وهذا يعد عدم اعتراف بتفسير العلماء للقرآن، وتفسير العلماء الثقات لا يمكن الاستغناء عنه فليس معنى التجديد التخلي عن التفاسير التي بين أيدينا".
وأوضح وكيل الأزهر، أن "مجالات التجديد في الفقه، هي المرحلة الثانية بالجانب العملي مع توضيح كيفية التجديد في التخصصات المختلفة بضرب الأمثلة التطبيقية التي يُسار على نهجها الباحث، وذلك بعد انتهاء الجانب النظري في المرحلة الأولى للتجديد العلمي والتي تمت على أيدى كوكبة من كبار العلماء".
وحديث وكيل الأزهر حول تجديد الخطاب الديني لا يتعدى كونه حديثًا إعلاميًا، تتداوله الصحف والقنوات التليفزيونية، حيث لا يقدم وكيل الأزهر أو أي من علماء المؤسسة الازهرية حتى الآن رؤية واضحة حول إشكالية تجديد الخطاب الديني، بل على العكس تمامًا فالمؤسسة الأزهرية تتمسك بالمذهب الأشعري وتعتبره صحيح الدين بغض النظر عن المذاهب الأخرى والتي لديها من القيم والمعارف ما يوازي المذهب الأشعري ويدعو حقيقة إلى التجديد هذا من ناحية، ومن ناحية أخرى التزام المؤسسة الأزهرية بما يقال عليه ثوابت الدين دون توضيح لهذه الثوابت، إلا في أماكن متفرقة من الخطاب الأزهري حول التجديد فيذكرون أن البخاري وكتابه من ثوابت الدين رغم اعتراض ونقد بعض الباحثين الجدد والعلماء القدامى للبخاري وكتابه، وما يتضمنه كتاب البخاري من أحاديث ومرويات تناقض تماما في دلالتها ما جاء به كتاب الله عز وجل، هذا من ناحية ومن ناحية اخرى تمسك المؤسسة الازهرية بما يسمى "الإجماع" رغم أن قضية الإجماع هذه تحدث فيها ودحضها الكثير من العلماء القدامى والمحدثين، واخيرا فان التمسك بوجهة نظر او مذهب واحد دون بقية المذاهب قد ثبت علميا ان هذه المنهجية هي التي تخلق التطرف والارهابية، فالانحياز لمذهب واحد والايمان به يؤدى في النهاية الى رمي باقي المذاهب بالضلال وربما الكفر مما يؤدي في النهاية الى خلق جيل جديد من التكفيريين في أحضان المؤسسة الازهرية.

شارك