نائب المرشد العام للإخوان: "محمود عزت" قائم بأعمال المرشد.. ولا خلافات بين القيادات

الأربعاء 26/أغسطس/2015 - 12:48 م
طباعة نائب المرشد العام
 
قال نائب المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين، إبراهيم منير: إن الجماعة لم تجر انتخابات داخلية على كافة المستويات، وإنما قامت باستكمال كل أمورها الإدارية وهياكلها التنظيمية، في ظل استمرار الدكتور محمد بديع في منصبه مع أعضاء مكتب الإرشاد، على أن يقوم الدكتور محمود عزت بمهام المرشد العام.
نائب المرشد العام
نفى منير خلال حواره مع "عربي21"، وجود خلافات "كما تروج وسائل الإعلام" بين قادة الجماعة، قائلا: "لا توجد خلافات كما تروج وسائل الإعلام، وإنما مجرد اختلافات بين بعض وجهات النظر، وهذا أمر طبيعي يتوافق مع الطبيعة البشرية، وخاصة في ظل الظروف العصيبة التي يمر بها الجميع؛ من محن وقتل واضطهاد للشعب، وبالتالي فمن المتوقع أن يكون هناك تباين في كيفية التعاطي مع الأزمة".
وأشار إلى وجود جهود ومساعٍ تبُذل من أجل تقريب وجهات النظر داخل الجماعة، حتى تصل إلى رؤية واحدة سواء في الداخل أو الخارج، مؤكدًا أن اللقاءات والاجتماعات الداخلية ستستمر للوصول إلى رؤية موحدة.
وشبّه منير الإخوان المطالبين بالانتقال من الحالة الإصلاحية إلى الحالة الثورية؛ بمجموعة "شباب محمد" التي خرجت على حسن البنا بزعم أنه يهادن النظام، ولا يلجأ معه إلى العنف، مضيفًا أن جماعة الإخوان ظلت برؤية واحدة طوال تاريخها لن تحيد عنها، وهي "السلمية والوسطية اللتان لولا الحفاظ عليهما؛ لانتهت الجماعة منذ زمن بعيد".
وكشف عن أن هناك محاولة لإجراء مراجعة شاملة تقوم بها الجماعة للأحداث التي وقعت منذ عام 2011 وحتى الآن، مضيفا: "لعل الأيام القادمة- بعد توفيق الله- تسمح لنا بالإعلان عن تفاصيل هذه المراجعة، لكن إذا لم تسمح لنا الظروف فسوف نحتفظ بها، وقد يطلع عليها قليلون، حتى إذا ما مات البعض؛ احتفظ بها الآخرون، ويكونون شهداء عليها".
وحول المراجعات التي قالت الجماعة إنها تقوم بها منذ حوالي عامين، قال منير: "نحن لم نصل بعد إلى محطة أو نهاية تسمح لنا بتسجيل ونشر المراجعات بصورةٍ فيها تمحيص، والإعلان عنها حال انتهائها واكتمالها، لكننا لا نزال في أتون الحدث، وكل يوم هناك قتل واعتقال وتعذيب ومطاردة، وعندما ينتهي الحدث تستطيع أن تسألنا أين هي المراجعات، وبالتالي فمن الصعب الوصول حاليا إلى صياغة تحدد ما حدث، وما كان ينبغي أن يحدث".
وزعم منير خلال حواره أن "هناك تأكيدًا على الشرعية، وأن الدكتور محمود عزت هو القائم بأعمال المرشد العام، مع استمرار جهود سد الثغرات، بسبب استشهاد بعض القيادات، أو تغييب بعضهم في السجون، أو سفرهم لخارج مصر بسبب الملاحقات الأمنية، وستظل هذه العملية مستمرة طالما ظل العمل قائما، من أجل استكمال الهيئات والكوادر، إلى أن يأذن الله بالفرج".
نائب المرشد العام
وأكد نائب المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين، على أنه "طوال تاريخ الجماعة، ومنذ استشهاد الإمام حسن البنا؛ راهن البعض على انتهاء جماعة الإخوان، بسبب الخلافات التي كانت بداخلها، وقد كانت هناك خلافات حقيقية بالفعل وقتها، كما حدث هذا في أعوام 1954 و1965 إلى حد ما، إلا أن الجماعة بطبيعتها تسعى بتلقائية إلى استكمال صفوفها، وإعادة اللحمة لبنيانها التنظيمي والفكري، وما حدث عقب 2013 حتى الآن؛ لا يمكن الحكم عليه، فما يحدث هو مجرد اختلافات في وجهات النظر، وهي طبيعية جدًّا، فلا يمكن أن تكون الجماعة قوالب مصبوبة أو جامدة، وخاصة بالنسبة لجماعة كالإخوان؛ فيها كفاءات وكوادر عالية جدا، وهي جماعة متقدمة، وليست في بداية عملها".
وفيما يخص أزمة الإخوان بسبب قياداتها، قال: "من حق الجميع أن يقول ما يراه، ولكن الحقيقة أن أزمة الإخوان ليست في قياداتها، بل مع الأنظمة المستبدة على حد وصفه، ومثل هذه الآراء والاجتهادات التي تصدر من داخل الجماعة؛ بعيدة عن الإطار أو الالتزام التنظيمي، وليس فيها عدل ولا فروسية، وخصوصًا أننا نتعرض لمحنة".
وحول تعيينه نائبًا للمرشد العام للجماعة، قال: "منذ وفاة نائب المرشد الأستاذ جمعة أمين رحمه الله؛ لأنني في العمل العالمي أمثل هذا المنصب منذ فترة طويلة، دون إعلان هذا الأمر الذي لا حاجة فعلية لإعلانية".
وحول استمرار محمود حسين أمينًا عامًّا لجماعة الإخوان، تابع: "ماذا يضير الناس إذا ما كان محمود حسين أمينًا عامًّا للجماعة، أو لا؟ هل هذا يقدم أو يؤخر في العمل الإخواني، أو السياسي، أو ما يخص الشعب المصري؟ وهل يساهم في الإفراج أو التخفيف من معاناة المعتقلين في السجون، أو غل يد الانقلاب عن إيذاء المصريين؟".
نائب المرشد العام
وفيما يخص غياب مبدأ المحاسبة والشفافية داخل الجماعة، أضاف منير: "يبدو أن من يقولون ذلك لم يمارسوا المسئولية، ولم يكونوا يوما في مواقع القيادة، وبالفعل قد يكون هناك بعض الإخوان وقعوا في أخطاء ما، والجماعة تحاول احتواء أخطائهم بصورة تحافظ على كرامتهم وشرفهم ووجودهم داخل الإخوان، وعودتهم مرة أخرى إلى الطريق الصحيح".
وحول تورط الجماعة في التفجيرات التي وقعت في مصر مؤخرًا، زعم أن "المتهم الأول والأخير، سواء بالفعل أو الإهمال، هو الأجهزة الأمنية المصرية التي تشرف عليها الدولة العميقة منذ 60 عاما، سواء كان أمن الدولة، أو المباحث العامة، أو المخابرات الحربية، أو العامة، وباقي الأجهزة التي يرعاها النظام المصري قبل الانقلاب العسكري وبعده، فهذه الأجهزة يُنفق عليها المليارات من أموال المصريين، ولم يدخلها إسلامي واحد؛ حيث إنها محرمة وممنوعة على الإسلاميين، وبالتالي فمن غير الممكن أن يتصور أحد أنها مخترقة من الجهات التي اعتاد النظام العسكري تحميلها مسئولية أي انتكاسة تصيبه". 
وحول حرص الجماعة على التواصل مع الغرب، لفت إلى أن "جماعة الإخوان منفتحة على الجميع، وتصارحهم بما يجري في العلن وليس في السر، وتشرح قضية شعبها وحقوقه التي اغتصبها النظام المصري على حد زعمه"، قائلا: "من يتحدث عن تواصلنا مع الغرب وكأن هناك ارتباطات سرية أو خيانة؛ فهذا أمر غير موجود، وغير صحيح بالمرة".
نائب المرشد العام
وفيما يخص وجود اتصالات مباشرة أو غير مباشرة محليا أو إقليمياً أو دولياً، لمحاولة إنهاء الأزمة في مصر، قال: "لا توجد اتصالات، لكن هناك بعض اللقاءات لإبداء وجهات نظرنا ورؤيتنا لما يجري، دون أن نطلب من أي أحد أن يساهم في حل الأزمة على الإطلاق، ومن يدعي غير ذلك؛ فعليه أن يراجع نفسه".
وحول تحركات رئيس حركة النهضة التونسية راشد الغنوشي، ورسالة يوسف ندا، وغيرهما، بهدف وقف الإعدامات، ومحاولة حل الأزمة، زعم قائلا: "لم أسمع من الشيخ راشد الغنوشي مثل هذا الكلام، وقد يكون قد جاء في معرض حديثه عن أمور أخرى، لكن لم تطلب جماعة الإخوان من أحد أن يتحدث باسمها، أو يتحرك نيابة عنها". 
وأضاف: "بالنسبة للمبادرة التي أطلقها يوسف ندا الذي أحزنه ما يحدث في مصر؛ فهو الذي يملك معطياتها، ونحترم قدر الرجل وعطاءه طوال عمره المبارك إن شاء الله، ونحن لم نطالبه بتقديم أية تفاصيل، وخصوصاً أنه يملك شبكة علاقات واتصالات ليس من المناسب، على الأقل في هذه الفترة؛ أن يسأله أحد عن تفاصيلها".
وفيما يخص مستقبل جماعة الإخوان في ظل المتغيرات الإقليمية والدولية، زعم منير أن "مستقبل "الإخوان" سيكون بمثابة إطلالة جديدة في القرن الجديد لتجديد الدين، وستسعى إلى ذلك بكل قوة، ومستقبل الجماعة قائم، وأن الجماعة ستبقى قوية داخل مصر وخارجها على حد توقعه".

شارك