"الإخوان" بين طلب الدعم المالي والدعوة لحمل السلاح

الأربعاء 26/أغسطس/2015 - 08:29 م
طباعة الإخوان بين طلب الدعم
 
لا يكاد يمر يوم إلا وتطالعنا الصحف أو المواقع الإخبارية سواء في الداخل أو الخارج بخبر يخص قيام جماعة الإخوان الإرهابية والتحضير لمخططات للسيطرة على الدولة المصرية، أو على أقل تقدير إسقاطها، هذا بجانب تلك الأخبار المتتالية عن تلك الأزمات التي تضرب أركان الجماعة خاصة قصور التمويل وإفلاس من بالداخل عن تمويل عملياتهم الإرهابية التي يقومون بها، وأخيرًا كشفت مجموعة من المخاطبات المسربة، بين طرفي النزاع على القيادة داخل جماعة الإخوان "الإرهابية"، عن أزمة مالية طاحنة تمر بها الجماعة، حيث تشير الخطابات التي سربتها مجموعة "صوت الإخوان" التابعة لمجموعة القيادات الجديدة، إلا أن القيادات القديمة أوقفت تقديم الدعم المالي لهم بسبب اعتراضهم على تهميشهم وإبعادهم عن قيادة الجماعة، ووفقا للرسالة المسربة، فإن مجموعة القيادات الجديدة التي تضم "محمد كمال عضو مكتب الإرشاد الهارب وأحمد عبد الرحمن مسئول المكتب الإداري للإخوان بالخارج وحسين إبراهيم وآخرين"، قالت في خطاب وجهته لمجموعة القيادات القديمة للجماعة إن عناصر الإخوان لا يجدون قوت يومهم وطالبوهم بإرسال الأقساط المالية بلا قيد ولا شرط ووصفت عدم إرسال الأموال بـ"الكارثة الأخلاقية والإنسانية والتنظيمية"، كما اتهمتهم باستخدام الأموال كوسيلة للضغط عليهم، وتجدر الإشارة إلى أن مجموعة القيادات القديمة داخل جماعة الإخوان يقودها محمود عزت، نائب المرشد العام للجماعة والهارب خارج مصر، بالإضافة إلى محمود حسين، الأمين العام للجماعة، ويعاونهم إبراهيم منير، أمين التنظيم الدولي، وقد تصاعد الخلاف بينهم وبين القيادات القديمة بسبب الخلاف حول شرعية القيادة داخل الجماعة. 

الإخوان بين طلب الدعم
ولقد كشفت مصادر مطلعة، عن تفاصيل جديدة حول اختيار نائب مرشد الإخوان إبراهيم منير، وقالت إن تسريب خبر تعيين إبراهيم منير قائما بأعمال مرشد الجماعة عبر مواقع الإخوان، تم عن قصد من قيادات "العواجيز" داخل التنظيم، وتم تسريب الخبر كي يتم التغطية على تعيينه نائبا لمرشد الجماعة، خاصة في ظل الاعتراضات على تعيينه. وأضافت المصادر أن الجماعة أرسلت مندوبا إلى قيادة الجماعة الجديدة في اسطنبول منذ أشهر لمواجهة إدارة الإخوان الجديدة، كان من ضمن الإجراءات التي تم اتخاذها من "قيادات العواجيز" تعيين محمود حسين نائبا لمرشد الإخوان كي يستطيع حل المكتب الإداري للجماعة في الخارج. وأشارت إلى أن محمود عزت، القائم بأعمال مرشد جماعة الإخوان، استشار باقي قيادات العواجيز وقرر تعيين إبراهيم منير نائبا لمرشد التنظيم لكونه الأكبر سنا، وله منصب عالمي بجانب انه الأقل إثارة للجدل وكان ذلك رأى محمود الأبياري بدون علم محمود حسين، وأوضحت المصادر، أن قرار تعيين إبراهيم منير نائب مرشد الجماعة، كان في 10يوليو 2015،  وأرسل للخارج وأخفى لمدة شهر لحين اجتماعهم لترتيب باقي الأمور ومنها السيطرة على مكتب الخارج أو حله، وأشارت المصادر إلى أن قرار تعيين منير نائبا للمرشد باطل لائحيا، لأنه لم يعرض على مجلس الشورى العام للجماعة، صدر عن غير ذي صفة لأن المرشد العام فقط صاحب الحق في تعيين نائب كصلاحية لا تفوض. وإنه كان من المفترض تكوين إدارة منتخبة من جماعة الإخوان من 7 قيادات منذ أكثر من شهر، لكنه لا يبدو أنها ستخرج للنور لعدة أسباب، أبرزها أن هناك 2 من7 يدينون بالولاء لـ"محمود عزت" ويتواصل معهم يوميا ويتغيبوا عن الاجتماع بهدف إضاعة الوقت لحين استمالة عدد من الـ5 الآخرين، بجانب وجود خلاف على نقطة مهمة، حيث تريد الإدارة الحالية تسليم الـ7 كل الصلاحيات، لافتة إلى أن القيادة التاريخية تريد اضافة 5 أشخاص آخرين لضمان الغلبة العددية. وكشفت المصادر أن الأخبار التي تم نشرها عبر مواقع الإخوان حول وجود تهدئة داخل الجماعة كانت للاستهلاك الدبلوماسي عن طرف واحد وهو القيادة التاريخية، ولكن ظلت القيادة الجديدة للجماعة على إصرارها.

الدعوة لاستخدام السلاح

الدعوة لاستخدام السلاح
وعلى صعيد آخر ومواكب للازمة الطاحنة التي تمر بها الجماعة داخليا، أصدر قيادي بجماعة الإخوان وعضو مجلس شورى الجماعة جمال عبد الستار، بيانا زعم فيه أن استخدام السلاح واجب، وأنهم يرفضون ما أسماه "السلمية". وقال عبد الستار، الهارب في تركيا، في بيانه، مستشهدا بكلام حسن البنا مؤسس الجماعة، إن الجماعة لا توصف بالقوة إلا إذا توفرت لها قوة الوحدة والارتباط، ثم بعدها قوة الساعد والسلاح، فإذا غاب أحد هذه المحاور، فليست جماعة قوية مستحقة للتمكين، على حد قوله، وأضاف عبد الستار: "نعم لا توصف جماعة بالقوة إلا إذا توفرت لها هذه المعاني جميعا، فإذا غاب أحد هذه المحاور، أعنى العقيدة أو الأخوة أو الساعد والسلاح فليست جماعة قوية مستحقة للتمكين ولا آخذة بأسبابه". وزعم عبد الستار في بيانه، الذى نشره على صفحته الرسمية على "فيس بوك"، أن جمهور العلماء أجمعوا على أنه لا يجوز للمسلم أن يُسْلم نفسه للقتل دون مدافعة، قائلا إنه لا يجوز الخلط بين المنهج السلمى في نشر الدعوة وإعداد الأجيال وبين واجب الدفاع عن النفس والعرض، وأن الخلط بينهما من أسباب الخلاف والشقاق. وأشار إلى أن مشكلة الإخوان لا تكمن في السلمية أو الثورية وإنما في غياب الرؤية وتكلس الفكر وضيق الأفق، مضيفا: "قبل أن تحدثني عن السلمية أخبرني عن رؤيتك الشاملة، وقبل أن تحدثني عن الثورية أخبرني عن رؤيتك وعدتك وأدواتك ومنهجك"، وشن جمال عبد الستار، هجوما على قيادات الجماعة الذين وصفوا شباب التنظيم بأنهم خالفوا منهج الجماعة، قائلا:" إن مَنْ يَقُل عن الشباب أنتم خالفتم المنهج، وأخطأتم الطريق فهو مجرم في حق دينه وأمته، كائنا من كان"، على حد قوله. وقال عبد الستار : "هناك بيعة بيننا وبين آلاف الرجال والنساء في ميدان رابعة والنهضة وأنا أسميها بيعة الدم"، بحسب وصفه، وأوضح أن المنادى بالثورية عليه أن يفهم أن الشعارات إذا لم تكن لها إمكاناتها الواقعية وحدودها الشرعية ورؤيتها العلمية وخطتها الاستراتيجية فهي درب من الخيال، وتلاعب بالعواطف، ومنهجية للانتحار. وزعم عبد الستار أن الذى لم يفهم أن الأمور تغيرت، وأن الواقع الجديد يحتاج إلى اجتهاد وفكر ومنهج جديد ورؤية جديدة، وإدارة جديدة مؤهلة وتستثمر الطاقات وتحشد الكفاءات، وتنتهز الفرص في وقتها، لا مكان له في أرض الصراع وإنما عليه أن يخلد للراحة، وفي المقابل، شن إبراهيم منير، أمين التنظيم الدولي لجماعة الإخوان، هجوما على الولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا، زاعما أنهما السبب فيما تتعرض له جماعة الإخوان في الوقت الحالي. 

الإخوان بين طلب الدعم
وزعم منير، في رسالة له على المركز الإعلامي لجماعة الإخوان في لندن، التابع للتنظيم الدولي، أن الجماعة تتبع السلمية وترفض العنف، زاعما أن من يقومون بالعنف هم من خارج جماعة الإخوان، بدوره قال طارق أبو السعد، القيادي السابق بجماعة الإخوان، إن حالة التناقض الكبيرة التي يشهدها التنظيم مؤخرا سببها حالة الارتباك الشديد التي يتعرض لها التنظيم بسبب اختلاف توجهات طرفي الأزمة داخل الجماعة. وأضاف أبو السعد أن قيادات التنظيم أصبحوا يتهمون بعضهم علانية، وكل منهم يرى أنه على صواب سواء من يرفض توجهات جماعة الإخوان الجديدة، أو من يرفض أسلوب إدارة قيادات التنظيم القديم للجماعة، متوقعا أن يشهد التنظيم انشقاقات خلال الوقت القريب.

مخطط الإخوان لإسقاط الدولة

مخطط الإخوان لإسقاط
وعن مخططات الاخوان لإسقاط الدولة المصرية وتحويلها الى ما يشبه الوضع في سوريا او العراق او ليبيا، لم يكن تحريض القيادي البارز بجماعة الإخوان، وصفى أبو زيد، عناصر الجماعة على تكرار سيناريو العراق وليبيا وسوريا في مصر، هو الأول من نوعه الذى يعلن فيه قيادات للإخوان وحلفاء لها تمنيهم أن يكون الوضع في مصر مثل سوريا والعراق، حيث سبقه تحريض العديد من قيادات الجماعة، وأبرز هذه التحريضات ما قاله وجدى غنيم، الداعية الإخوانى، والذى أعلن أمنيته صراحة بأن تتحول مصر مثل سوريا والعراق، تشهد مثل عمليات العنف ونفس الجماعات الإرهابية المتواجدة هناك، وقال الداعية الإخوانى، في فيديو له خلال الفترة الماضية "إن الوضع بالعراق لم يكن أحد ليصدق حدوثه، وإن شاء الله سيصبح الوضع في مصر كما بالعراق"، ثاني هذه التحريضات، ما قاله الداعية المقرب من الإخوان أكرم كساب، والذى حرض أعضاء الإخوان على تفجير أنفسهم كمحاولة للدفاع عن النفس، على حد قوله، وأوضح كساب، وهو عضو الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين الذى يترأسه الشيخ يوسف القرضاوي، عل أحد قنوات الإخوان التي تبث من تركيا، إنه على أعضاء الإخوان أن يفجروا أنفسهم حال القبض عليهم لتكرار سيناريو ما يحدث في سوريا والعراق، ومن جانبه حرض وصفى أبو زيد القيادي البارز بجماعة الإخوان، أعضاء الجماعة على تكرار سيناريو العراق وسوريا، وليبيا في مصر، عبر استخدام ما أسماه "المقاومة الشاملة" للتنظيم، وقال في مقال له عبر أحد المواقع الإخوانية، أن ما أسماه "اعتماد المقاومة الشاملة سواء في مصر أم سوريا أم اليمن، أم ليبيا أم العراق أم غيرها"، هو واجب شرعي، وفرض حتمي، وضرورة سنية وواقعية- على حد قوله- محرضًا عناصر التنظيم بأن يفعلوا مثل ما تفعله جماعات العنف في سوريا وليبيا. وزعم أبو زيد أنه لا يوجد طريق أمام الإخوان في هذه اللحظات سوى أن يكرروا سيناريو ليبيا وسوريا، متابعًا: "ليس معنى هذا أن نتهور بشكل غير محسوب، بل لابد أن يُفهم الواقع، وتحسب مآلاته- على حد قوله. وتابع القيادي الإخوانى قائلا: "من أجل هذا نقول لمن ينادون بالاستسلام والانبطاح، إذا كانت لكم ترتيبات وأوضاع ومصالح فدعوا الأمر لأهله، فلن نتخلى عن هذا الطريق". ومما تقدم يتبين للقاصي والداني أن هذه النوعية من التحريضات، تؤكد أن الجماعة ليس لديها أية انتماء للوطن، وأن هناك مخطط دولي كي تدخل مصر في سيناريو الدول غير المستقرة. وأن جماعة الإخوان جزء من المخطط الدولي و"أداة" كي تصبح مصر مثل دول ليبيا وسوريا، وتشهد انقسامات، و أن الجماعة تستخدم مبدأ المظلومية إلى جانب استخدام الدين لتحريض أنصارها لتنفيذ هذا المخطط.  

شارك