الإخوان ولعبة التحريض ضد الدولة المصرية

السبت 07/نوفمبر/2015 - 04:16 م
طباعة البرلمان الإخواني البرلمان الإخواني في تركيا
 
طارق البشبيشى، القيادي
طارق البشبيشى، القيادي السابق بجماعة الإخوان
تواصلاً مع موجة التحريض التي كانت تقوم بها جماعة الإخوان الإرهابية ضد الدولة المصرية، حرض القيادي الإخواني جمال حشمت رئيس المجلس الذي شكله نواب سابقون للجماعة في إسطنبول على سيناريو التدخل الدولي العسكري في مناطق سيناء والقناة خلال الفترة القادمة، وزعم أن الإجراءات الأخيرة الخاصة بإجلاء السياح الروس والإنجليز هي مقدمة لما وصفه بعد تنازلي لهذا التدخل العسكري في مصر، وقال في تغريدة بثها عبر حسابه الشخصي على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، "بعد زيارة نيويورك ولندن وحادثة الطائرة الروسية وسحب السياح والمدنيين الإنجليز والروس بدأ العد التنازلي للتدخل الدولي العسكري في سيناء ومنطقة القناة. 
ومن جانبه قال طارق البشبيشي، القيادي السابق بجماعة الإخوان: إن التنظيم يهدف من خلال نشر هذه الشائعات لتكدير السلم العام، وإظهار مصر بأن ليس لديها إرادة، لاستغلال هذا الأمر في الترويج لمظاهرات ومحاولة استقطاب قوى سياسية جديدة. وأضاف البشبيشي في تصريحات صحفية أن هذه الشائعات تؤكد خيانة الجماعة لهذا الوطن، فكما حاولت من قبل الهجوم على الجيش، في محاولة لضرب استقرار مصر ثم فشلت، أصبح قياداتها تروج حاليًا لتدخل دولي بل وتسعى له. وأوضح القيادي السابق بجماعة الإخوان، أن الجماعة تظن أنه حال وجود تدخل دولي سيسمح لها بأن تعود بشكل تدريجي أو يقبل المصريين بالأمر الواقع، مؤكدا أنه لن يكون هناك أي تدخل لأن مصر دولة ذات سيادة، مشيرًا إلى أن هذه الشائعات تثبت أن الإخوان تريد تحويل مصر مثل ليبيا وسوريا.
القيادي الإخوانى
القيادي الإخوانى جمال حشمت
 وفى السياق ذاته، أكد الدكتور عمرو هاشم ربيع، نائب رئيس مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، أن الشائعات التي تروجها الإخوان حول وجود تدخل دولي ليست حقيقية، ولا يمكن أن تحدث، وهو ما يؤكد أن الجماعة تستخف بعقول أنصارها. وأشار نائب رئيس مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، إلى أن هذه الشائعات تؤكد تورط الجماعة في ما يحدث في سيناء ولو بتوفير مناخ مناسب للقيام بتلك العمليات الإرهابية، موضحًا أن ما قاله القيادي الإخواني يصب ضد الجماعة نفسها.
ولم تكن هذه هي المرة الأولى التي تقوم فيها جماعة الإخوان الإرهابية بالتحريض ضد مصر، ففي يوليو 2015 كشفت مصادر إخوانية، عن أن عدداً من قيادات التنظيم الدولي للإخوان، الموجودين في تركيا، وعلى رأسهم جمال حشمت، وعمرو دراج، رئيس لجنة العلاقات الخارجية بحزب الحرية والعدالة المنحل، اجتمعوا مع بعض المسئولين الأتراك، بأمر من الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، لبحث مصادر تمويل التنظيم ووضع خطة للتحريض ضد مصر. وأشارت المصادر إلى أن المسئولين الأتراك عرضوا على قيادات الإخوان كافة سُبل الدعم المادي والدبلوماسي لتنفيذ مهمتهم، من خلال تمويل كافة الزيارات التي يقوم بها أعضاء التنظيم لدول العالم لتحريض المؤسسات الرسمية فيها ضد الرئيس عبدالفتاح السيسي. يذكر أن التنظيم الدولي للإخوان وحلفاءهم بالخارج عقدوا مؤتمراً بالعاصمة البريطانية «لندن»، في 6 يوليو 2015، لتشويه مصر والتحريض ضدها، مستغلين العمليات الإرهابية الأخيرة في سيناء واغتيال النائب العام ومقتل عدد من قيادات الإخوان في إحدى الشقق بـ6 أكتوبر. وطالب الإخوان، خلال المؤتمر، المجتمع الدولي بالتدخل ضد مصر لوقف ما وصفوه بـ«الفوضى». وشارك في المؤتمر كل من: مها عزام، رئيسة المجلس الثوري، التابع لتنظيم الإخوان في تركيا، ومحمد سويدان، القيادي بالتنظيم الدولي، وورودنى ديكسون، محامٍ بريطاني، وبيتر أوبورن، صحفي بريطاني، وتوبي كيدمان، محامٍ دولي في مجال حقوق الإنسان والقانون الدولي. وكان الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، قد واصل هجومه وتدخله في الشأن المصري لدعم تنظيم الإخوان والمعزول محمد مرسى، وذلك بعد هجومه الأخير ضد السلطات المصرية، بعدما وصفه بـ«تصفية أعضاء جماعة الإخوان» على يد قوات الشرطة، وقال «أردوغان»، خلال كلمة ألقاها في 4 يوليو 2015، خلال مشاركته في حفل إفطار رمضاني بمدينة إسطنبول: «اللعنة على من تسبب في استشهاد 13 من أعضاء الإخوان المسلمين وهم في منازلهم بمصر، عن طريق إطلاق الرصاص عليهم»، وختم حديثه: «إذا كنت أؤمن بالديمقراطية وإرادة الشعب، فسأواصل كفاحي ضد من يتجاهلون إرادة الشعوب، وأعيد وأكرر بأن رئيس مصر الشرعي هو محمد مرسي، الذى جاء بأصوات الشعب». من جانبه، قال إسلام خليفة، أحد الكوادر الشبابية بالإخوان: إن هناك حملة حقوقية واسعة سيدشنها قيادات التنظيم بالخارج، بعد مقتل عدد من قياداتهم بإحدى الشقق السكنية في 6 أكتوبر، بعد اتهامهم من جانب وزارة الداخلية بأنهم اشتبكوا معهم وأنهم جزء من خلية إرهابية. وأضاف «خليفة»، في تصريحات صحفية حينها، أن الحملة تتضمن التواصل مع منظمات المجتمع المدني بالخارج، وعلى رأسها العفو الدولية وهيومان رايتس ووتش، بالإضافة إلى منظمة حقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة، فضلاً عن تنظيم عدد من المؤتمرات في عدة دول، من بينها بريطانيا وفرنسا وأمريكا، بشأن ما يحدث في مصر، علاوة على تنظيم المظاهرات والمسيرات بالخارج. وختم «خليفة» كلامه قائلاً: «إن قتل الإخوان في 6 أكتوبر لن يمر مرور الكرام وسيحاسب كل من شارك فيه». في السياق نفسه، واصل الإخوان تحركاتهم في الخارج لإفساد زيارة الرئيس عبدالفتاح السيسي لبريطانيا، وقال محمد عمران، أحد الكوادر الشبابية بالتنظيم، عبر صفحته على «فيس بوك»: إن الإخوان كلفوا عدداً من المحامين برفع مجموعة من القضايا الدولية في المحاكم البريطانية ضد «السيسي»، بحجة ارتكابه مجازر ضد الإنسانية- على حد وصفه- ضد أنصار مرسي في مصر. كما دعا «عمران» أنصار الرئيس المعزول هناك لتنظيم تظاهرات ومسيرات مناهضة لـ«الرئيس» بمجرد وصوله إلى العاصمة البريطانية «لندن». 
فيومًا بعد يوم تحاول جماعة الإخوان إثبات مدى كراهيتها للوطن، فما بين التحريض والشماتة تمثل الظهور والتعليق المعتاد لقياداتها، لا سيما مع كل أزمة تمر بها البلاد، لتظهر الجماعة في مظهر أعداء وكارهي الوطن.
القيادي ممدوح إسماعيل
القيادي ممدوح إسماعيل البرلماني السابق
وكانت حادثة الطائرة الروسية محل شماتة من قيادات الجماعة، لا سيما بعدما أعلنت أمس السلطات الروسية تعليق رحلاتها الجوية إلى مصر؛ كما كلف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الحكومة الروسية بوضع آلية لسحب رعاياها من مصر، بعد قيام عدد من الدول باتخاذ نفس الخطوة.
وأظهرت قيادات جماعة الإخوان ومناصريها شماتة بالغة وقت سقوط الطائرة، فقد سبق وهلل القيادي ممدوح إسماعيل البرلماني السابق، وأحد حلفاء الجماعة، معلقًا على صفحته: "اليوم تسقط طائرة روسية ويقتل ركابها الروس 220 حرقًا في الطائرة.. الله أكبر ولله الحمد".
كما أعربت عائشة خيرت الشاطر، ابنة القيادي الإخواني المحكوم عليه بالإعدام خيرت الشاطر، عن سعادتها لوقوع حادث تحطم الطائرة الروسية، وكتبت على صفحتها قائلة: "قتلي ‏دوما‬ بالأمس بسوريا.. كاف لإسعادنا بصورة ‏الطائرة الروسية‬ المحطمة.. بل نسأل الله لهم مزيدًا من حرقة لقلوبهم على قدر ما أحرقوا قلوب العباد هم والخائنين المتآمرين معهم"‫.‬‬‬

ماهر فرغلي، الباحث
ماهر فرغلي، الباحث في شؤون الجماعات الإسلامية
كما صدر بيان من أيمن نور، ونجل القرضاوي، وعمرو دراج، ومحمد محسوب قالوا فيه: "ندعو الشعب الروسي لمباشرة ضغوط فورية، وحقيقية على قيادته للكف عن التدخل في الشأن العربي وسحب قواتها وطائراتها من الأراضي والأجواء السورية".
خبراء الشأن الإسلام السياسي، أكدوا أن الجماعة تسعى لتخويف الشعب المصري تحت زعم الاحتلال العسكري، وإثبات أن الجيش غير قادر على حماية الأراضي المصرية، فضلًا عن محاولتهم للزعم أن عهد الجماعة كان أفضل.
ماهر فرغلي، الباحث في شئون الجماعات الإسلامية، رأى أن شماتة الجماعة في شيء يؤذي الوطن هو دليل قطعي على أنهم أعداء للوطن ومتآمرين وجهلاء، فضلًا عن أنهم يشمتون في الوطن في محاولة فاشلة لإثبات فشل النظام في إدارة البلاد وتأمينها.
وأكد، على أن القيادي جمال حشمت طالب بالتدخل العسكري، في محاولة منه لإثبات فرضية أن الحادث تم عن طريق التفجير من أحد التنظيمات الإرهابية وليس حادثة عادية؛ رغم أن من يحسم الأمر هو التحقيقات الحالية، وهو يسعى لتصدير فكرة إلى العالم كله بأن مصر ليس بها أمن وأمان، وداعش استطاعت قذفها على أراضيها.
سامح عيد، عضو حزب
سامح عيد، عضو حزب المحافظين
وأشار، إلى أن الجماعة اعتادت على تقديم مصالحهم وأهداف تنظيمهم الدولي على مصلحة الوطن، لا سيما أنها لم تكن المرة الأولى التي يحاول فيها بعض قيادات الجماعة الشماتة في الوطن.
بينما أكد سامح عيد، عضو حزب المحافظين، والباحث في شئون الحركات الإسلامية، أنها أكذوبة من الجماعة لتخويف الشعب، بزعم الاحتلال أو التدخل العسكري، وتلك الأمور التي تمثل فَزَّاعة للشعوب في ظل ما نراه في الدول العربية، التي تعاني من ويلات الاستعمار.
وأشار، إلى أن الجماعة في كل حادثة أو أزمة تتعرض لها البلاد تحاول إثبات أن عهدها كان أفضل، عن طريق الشماتة من الشعب والتشفي في الوطن، رغم أن حكم الإخوان شهد حوادث مماثلة.
وأضاف: إن تلك المحاولات نابعة من إحساسهم أن الشعب لفظهم نهائيًا، وأنهى حكمهم، موضحًا أنها محاولة لإثبات فرضية أن الحادث تم عن طريق التفجير، لا سيما بعد حديث بريطانيا وأمريكا الذي دار في ذلك السياق، وأن الدولة غير قادرة على حماية سيناء.

شارك