السعودية تواجه إيران في معركة جديدة بأمريكا اللاتينية

الثلاثاء 10/نوفمبر/2015 - 04:08 م
طباعة السعودية تواجه إيران
 
تحاول المملكة العربية السعودية منع تمدد النفوذ الإيراني، ليس فقط على مستوى العالم العربي والإسلامي، وإنما في الدول الصديقة لها في العالم، وتُعد دول أمريكا الجنوبية إحدى المناطق التي تحرص الرياض على توطيد علاقاتها بها ومنع تمدد النفوذ الشيعي بها؛ حيث أعلن عادل الجبير، وزير الخارجية السعودي، أن دول أمريكا الجنوبية دائماً ما كانت تؤيد القضايا العربية، مشيراً إلى أن إيران تسعى لإقامة علاقات مع هذه الدول لضعف موقفها الدولي؛ لأنه لا يوجد لديها أصدقاء عديدون من دول العالم.
وأضاف على هامش انعقاد قمة الدول العربية واللاتينية في الرياض، أن تقارب الدول العربية مع دول أمريكا الجنوبية سيزيد من عزلة إيران في العالم، وأن طهران باتت "ضعيفة" و"لا يوجد لديها أصدقاء، وهي تسعى لكسب الود من أي دولة كانت".
وكشفت إيليم بوبليتيه المديرة السابقة لمكتب لجنة الشئون الخارجية بمجلس النواب الأمريكي عن أن الولايات المتحدة عازمة على تكرار أخطائها في أمريكا اللاتينية؛ بسبب تصاعد نشاط إيران بها، والتي تسعى من خلالها إلى تطويق وتهديد من يتصور أنهم أعداؤه، لتقليص التكاليف الفعلية أو المحتملة الناجمة عن سياساته، وتعد أمريكا اللاتينية أرضًا خصبة لذلك.
ورصدت النشاط الإيراني في أمريكا اللاتينية، قائلة: التقى النائب الأول للرئيس الإيراني، إسحاق جهانغيري، منذ فترة قريبة الزعيم الفنزويلي نيكولاس مادورو. وكما فعل كثير من الزعماء الإيرانيين من قبله خلال زياراتهم التي قاموا بها إلى أمريكا اللاتينية، وصف جهانغيري العلاقات الإيرانية- الفنزويلية بأنها "أساسية"، وأكد استعداد إيران الدائم لتوسيع الروابط بين البلدين على المستويات كافة، وقال السفير الفنزويلي في طهران: إن فنزويلا مستعدة لأن تصبح محورًا للصادرات الإيرانية إلى دول أمريكا اللاتينية الأخرى.
السعودية تواجه إيران
وترى أن هذه التحركات تأتي في سياق سعي النظام الإيراني منذ بداية الثورة الإسلامية إلى "تصدير" أيديولوجيته الراديكالية باستخدام كل الوسائل الضرورية وتواصل الكيانات المدعومة من إيران، مثل "بيت أمريكا اللاتينية في إيران"، ترعرعها في المنطقة بهدف ظاهره حميد، وهو "تعزيز العلاقات بين الشعب الإيراني وشعوب أمريكا اللاتينية"، غير أن هدفها الحقيقي يبدو أنه تشجيع العنف، والقمع، والإضرار بمصالح الولايات المتحدة".
وتابعت: "دخلت العلاقات الثنائية بين إيران وكوبا مرحلة جديدة بعد زيارة قام بها فيدل كاسترو إلى إيران في مايو 2001؛ حيث صرح كاسترو- خلال لقاء جمعه مع المرشد الأعلى آية الله علي خامنئي- قائلا: "تستطيع إيران وكوبا، بالتعاون فيما بينهما، تركيع أمريكا" ومن جانبه، أكد خامنئي بقوله: "الولايات المتحدة ضعيفة وهشة للغاية في يومنا هذا.. يمكن تحطيم الجبروت الأمريكي".
السعودية تواجه إيران
 وفي السياق نفسه، وثق الكونجرس الأمريكي مجهودًا ممنهجًا استمر على مدى عقود لإقامة وزرع نقاط وعملاء استخباراتيين سريين باستخدام المنشآت الدبلوماسية الإيرانية الرسمية، بالإضافة إلى المؤسسات التعليمية، والدينية، والثقافية كغطاء لشبكتهم الإرهابية، وأعرب المسئولون الأمريكيون عن انزعاجهم بشأن الوجود المتنامي لأفراد من "قوة القدس" النخبوية الإيرانية- التي تتزعم جهود طهران العالمية، والضالعة في أنشطة النظام ذات الصلة بالمقذوفات والقدرة النووية- في أمريكا اللاتينية، وبالأخص في فنزويلا؛ حيث تم الكشف عن شبكات تعمل في أمريكا اللاتينية، وتفيد إيران وشركاءها في "الإرهاب"، بمن في ذلك تجار مخدرات، ومهربو سلع استهلاكية، ومزيفون، وغاسلو أموال يستخدمون شركات، وبيوت صرافة، ومؤسسات مالية أمريكية كواجهة.
 ولذلك تسعى السعودية التي استضافت أعمال القمة الرابعة للدول العربية ودول أمريكا الجنوبية بين 10 و11 نوفمبر 2015م، والتي دعا لها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، في العاصمة الرياض بهدف تعميق مجالات التعاون السياسي والاقتصادي والاجتماعي والثقافي بين الجانبين.
مدير إدارة الأمريكتين
مدير إدارة الأمريكتين في الجامعة العربية السفير إبراهيم محيي الدين
وقال مدير إدارة الأمريكتين في الجامعة العربية السفير إبراهيم محيي الدين، إنه "سيتم خلال القمة تبني مشروع إعلان الرياض الذي سيصدر عن القمة في دورتها الرابعة، بالإضافة إلى بيان ختامي يتضمن ملخصاً لأهم القضايا المعروضة على جدول الأعمال وأن "جدول أعمال القمة يتضمن عدداً من القضايا السياسية التي تهم الجانبين وفي مقدمها القضية الفلسطينية، وتطورات الأوضاع في سوريا واليمن وليبيا، وهي القضايا التي يركز عليها الجانب العربي، إلى جانب القضايا التي يركز عليها الجانب الأمريكي الجنوبي، ومنها قضية جزر المالفينوس المتنازع عليها بين الأرجنتين وبريطانيا، وعلاقة هذه الدول بالمنظمات الدولية، وقضية الديون، بالإضافة إلى مناقشة العديد من قضايا التعاون في المجال الاقتصادي والتجاري والثقافي".
السعودية تواجه إيران
 يذكر أن حجم التبادل التجاري بين الدول العربية ودول أمريكا الجنوبية بلغ نهاية العام 2014 إلى 30 بليون دولار بعد أن كان حوالي 6 بلايين دولار في العام 2005 عند انطلاق أول قمة عربية مع دول أمريكا الجنوبية في البرازيل، وتُعَد هذه القمة الثانية بعد الأولى التي عقدت في العاصمة البرازيلية برازيليا في 10 مايو 2005 م .
مما سبق تستطيع أن نؤكد أن المملكة العربية السعودية تحاول منع تمدد النفوذ الإيراني ليس فقط على مستوى العالم العربي والإسلامي وإنما في الدول الصديقة لها في العالم، ومنها دول أمريكا الجنوبية إحدى المناطق التي يتمدد النفوذ الشيعي بها بقوة، فهل ستنجو الرياض في ذلك، أم ستتحول أمريكا الجنوبية إلى منطقة صدام وصراع جديدة؟ هذا ما ستجيب عليه الأيام وربما السنوات القادمة. 

شارك