الجهادي جون.. سفاح "داعش"

السبت 14/نوفمبر/2015 - 10:59 ص
طباعة الجهادي جون.. سفاح
 
أعلنت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) مقتل المدعو (محمد الموازي) والمعروف بـ"جون" السفاح رقم واحد لتنظيم الدولة الإسلامية "داعش"، والذي نفذ جرائم الذبح البشعة التي راح ضحيتها رهائن غربيون. في غارة جوية شنتها قواتها علي محافظة الرقة شمال وسط سوريا، مساء الخميس 12 نوفمبر 2015.

من هو جون؟

من هو جون؟
ولد السفاح "جون" بريطاني الجنسية، محمد جاسم عبد الكريم عليان آل الظفيري أو محمد أموازي، في 17 أغسطس من 1988 بالكويت من والدين محسوبين على البدون قبل أن ينتقل برفقتهم إلي بريطانيا في 1994 عندما كان عمره ست سنوات. استقرت عائلته في شمال كنسينجتون في غرب لندن، حيث ذهب ابن سائق سيارة أجرة لكنيسة مريم المجدلية من المدرسة الابتدائية انجلترا.
وخلال دراسته في المدرسة الثانوية، أظهر نوعًا من التناقضات، وطبقًا لوصف زملاء "جون" فهو صبي هادئ كان يحلم بأن يكون لاعب كرة قدم. حصل على دورات إدارة الغضب؛ لأنه كان غير قادر على السيطرة على انفعالاته.
في سن المراهقة بدأ التعرف على مجموعة من المتشددين البريطانيين "الإرهابيين"، بعض منهم لقوا حتفهم الآن أو نهيت من السفر من قبل الأجهزة الأمنية البريطانية. 
في عام 2006 ذهب إلى جامعة ويستمنستر، درس أنظمة المعلومات وإدارة الأعمال وحصل على شهادة البكالوريا بعدها بثلاث سنوات. وفي 2009 وبعمر الـ21، عمل كمسوّق في شركة تقانة في الكويت، واعتبره مديره أفضل موظف حصلت عليه الشركة. عاد إلى لندن نهاية 2010.

الفكر المتشدد

الفكر المتشدد
تشير تقارير إعلامية إلى أن سفاح تنظيم "داعش" اندفع إلى التطرف بعد توقيفه من قبل السلطات البريطانية عقب رحلة إلى تنزانيا، واتهامه من قبل الاستخبارات المحلية، التي قامت باستجوابه، بأنه يحاول التوجه إلى الصومال حيث تنشط حركة الشباب الصومالية المتشددة.
وتحدثت هذه التقارير عن كون الاستخبارات البريطانية استجوبته بشأن وجهة نظره في تفجيرات لندن 2005 والحرب في أفغانستان ورأيه في اليهود. كما أفادت أنه انتقل إلى سوريا في 2013 وأسندت له في البداية مهمة حراسة الرهائن.
وتفيد منظمة "Cage" أن أموازي خضع لاستجواب من جانب الأجهزة الأمنية الهولندية والبريطانية أثناء عودته عبر هولندا. وأن ضابطًا في جهاز الأمن البريطاني أم آي 5 استخدم اسم "نك"، وأشار أموازي في حديثه مع المنظمة أنه جهاز الأمن تحدث إلى خطيبته التي قطعت علاقتها به بعد تخويفها.
وزعم أن جهاز الأمن سأله عن وجهة نظره في تفجيرات لندن 2005 والحرب في أفغانستان ورأيه في اليهود.
وحاول مغادرة بريطانيا في عام 2013، وغير اسمه إللا محمد العيان، وحاول مرة أخرى السفر إلى الكويت، لكنه أوقف من قبل الأمن البريطاني، حتى تمكن الالتحاق بـ"داعش".
وقام والده بالإبلاغ عن فقدانه في أغسطس 2104، وقيل إن الشرطة أبلغت عائلته بعد أربعة أشهر أنه كان في سوريا، على الرغم من أن عائلته كانت تعتقد أنه يعمل في مجال الإغاثة في تركيا.
قبل رحيله من المملكة المتحدة، خضع أموازي لتحقيقات من جانب الـ "إم أي 5" كمشتبه في كونه عضوًا رئيسيًّا بشبكة متطرفة تعمل بشكل فضفاض في مناطق كامدن وشمال غربي لندن.
وطبقًا لوثائق محكمة اطلعت عليها بي بي سي، يقول جهاز الأمن البريطاني إنه حقق في شبكة في بريطانية متورطة بتجهيز تمويل ومعدات إلى الصومال لأغراض ذات صلة بالإرهاب، وتسهيل سفر أفراد من المملكة المتحدة إلى الصومال للقيام بنشاطات ذات صلة بالإرهاب.
ويقول جهاز "أم آي 5": إن الجماعة كانت تعقد "اجتماعات سرية ... في أماكن عامة من أجل منع السلطات من مراقبة محتوى مناقشاتهم".
وخضع اثنان من شركائه إلى أوامر مراقبة- أو شكل من أشكال الإقامة الجبرية أو نظام مراقبة أخف بداية من عام 2011. ويقال: إن أموازي كان يتردد على منزل أحد هذين الرجلين مطلع عام 2011، على الرغم من أنه يقول: إن أموازي كان مجرد معرفة.
ويدعي أحد هذين الرجلين الخاضعين للمراقبة إبراهيم ماغاغ أو يعرف بـ "بي إكس" عندما كان خاضعًا للمراقبة. وقد توارى عن الأنظار منذ 26 ديسمبر عام 2012، ولم يظهر على الملأ منذ ذلك الحين.
كما أن شخصًا آخر يزعم أنه من شركائه يدعى بلال بيجاوي ذهب إلى القتال إلى جانب حركة الشباب في الصومال، قبل أن يقتل في غارة شنتها طائرة بدون طيار عام 2012 بعدما سحبت منه جنسيته البريطانية.
وتقول منظمة "كيج"، وهي جماعة ضغط تمثل أشخاصًا تقول إنهم ضحايا انتهاكات أجهزة الأمن: إن أموازي اتصل بهم مدعيًا أنه عانى من مضايقات من جهاز الأمن "إم أي 5" أثناء محاولته العودة إلى الكويت، البلد الذي ولد فيه.
وتقول المنظمة إنه تخلى عن خطة السفر والزواج في الشرق الأوسط؛ بسبب التدخل المزعوم من قبل جهاز "إم أي 5" أو غيره.

سَفاح "داعش"

سَفاح داعش
لا يعرف بالضبط متى دخل إلى منطقة الحرب في سوريا، لكن تقارير أشارت أوليًّا إلى أنه ذهب إلى إدلب 2013 للمساعدة في حراسة رهائن غربيين.
وكان السفاح رقم واحد لتنظيم "الدولة الإسلامية" ظهر في عدة فيديوهات وهو ينفذ عمليات إعدام رهائن. وظهر في فيديو للمرة الأولى في 2014 وهو يقطع رأس الصحافي الأمريكي جيمس فولي البالغ من العمر 40 عامًا. وأثارت الجريمة استنكارًا واسعًا عبر العالم.
وقتل بنفس الطريقة الصحافي الأمريكي ستيفن سوتلوف والعامل الإنساني الأمريكي عبد الرحمن كاسيغ والعاملين الإنسانيين البريطانيين ديفيد هاينس وألن هيننغ والصحافي الياباني كينجي غوتو ورهائن آخرين. كما أعدم جنودًا موالين للرئيس السوري بشار الأسد.
ويبدو الجهادي "جون" في تسجيلات الفيديو مُلَثَّمًا بغطاء أسود، ويحمل في يده سكينًا وهو يطلق خطابات ضد الغرب.
وكان التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة، الذي يشن غارات على تنظيم "الدولة الإسلامية" رصد 10 ملايين دولار لمن يساعد في القبض عليه.

عملية مقتله

عملية مقتله
وتطلب تنفيذ عملية قتل الإرهابي "جون"، أشهراً من التحضير والتعقب، انتهت الخميس الماضي، بطي صفحة واحدة من أشهر قيادات تنظيم داعش، والمنفذ المزعوم لعمليات قطع الرءوس، حسب مسئولين أمريكيين.
وشنت ثلاث طائرات بدون طيار، أمريكية وبريطانية، الخميس الماضي، غارات ضد سيارة كانت تقل شخصين في مدينة الرقة السورية، أحدهما هو البريطاني محمد أموازي، المعروف باسم "جون الجهادي".
وقال مسئولون أمريكيون: إن "العملية العسكرية المشتركة لقتل أموازي، تم التحضير لها بشكل جيد، قبل أن تطلق الطائرات بدون طيار صواريخ هيلفاير ليل الخميس"، مشيرين إلى أن "أجهزة مخابرات أمريكية وبريطانية، تعقبت لأشهر تلك الشخصية الشهيرة من تنظيم داعش، قبل أن تسلم معلومات عن تحركاته وموقعه للجيش الأمريكي".
وأضافوا أنه "في الأيام التي سبقت الغارة، كان أموازي يتحرك في محيط مدينة الرقة، ويتردد على محل إقامة زوجته، ويزور خلية عمليات إعلامية تابعة للتنظيم".
وأعلنت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) مقتل "جون" السفاح رقم واحد لتنظيم الدولة الإسلامية، والذي نفذ جرائم الذبح البشعة التي راح ضحيتها رهائن غربيون. في غارة جوية شنتها قواتها على محافظة الرقة شمال وسط سوريا، مساء الخميس 12 نوفمبر 2015.

شارك