استمرار التصعيد التركي الروسي.. والناتو يتدخل ويعزز من قواته
الأربعاء 02/ديسمبر/2015 - 10:41 م
طباعة
وزير الخارجية الروسي
في إطار التوتر الروسي التركي على خلفية إسقاط مقاتلة روسية على الحدود التركية السورية، صعد كل طرف من خطواته في مواجهة الطرف الآخر، في الوقت الذى زاد فيه الحديث عن احتمالية اسقاط الطائرة عمدا لمنع التوصل إلى تسوية سياسية للأزمة السورية واستمرار التوتر وهو ما يصب في مصلحة الدولة المستفيدة من الحرب السورية.
من جانبه علن وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف أن إسقاط القاذفة الروسية قد يكون محاولة لضرب عملية التسوية السياسية في سوريا، معتبرا في مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره القبرصي إيوانيس كاسوليديس عقب محادثاتهما في نيقوسيا إنه "من الصعب الابتعاد عن الانطباع بأن أحدا ما أراد بقوة ضرب عملية التسوية السياسية التي بدأت في إطار "مجموعة دعم سوريا" الدولية، ومساعدة الإسلاميين في السيطرة على سوريا والمنطقة".
أكد في هذا السياق أن روسيا تدعم عملية فيينا وتعول على أن "جميع المشاركين بلا استثناء في مجموعة دعم سوريا سيلتزمون بشكل صارم ودقيق بالاتفاقيات التي تم التوصل إليها فيما يخص تحضير قائمة المنظمات الإرهابية وإنشاء وفد معارضة يُمثل حقيقيا في المفاوضات مع الحكومة" السورية.
اردوغان
أوضح لافروف أن تركيا يجب أن تدرك بنفسها ما يجب عليها فعله بعد إسقاط الطائرة الروسية "وأعتقد أن الآخرين يفهمون جيدا الوضع ويدركون كيفية التصرف في مثل هذه الحالات".
وأكد لافروف أنه لن يتجنب لقاء نظيره التركي في بلغراد وسيستمع لما تريد أن تقوله أنقرة من طروحات جديدة.. وأوضح قائلا: "الجانب التركي يطلب بإصرار تنظيم لقاء شخصي مع وزير الخارجية التركي على هامش اجتماع مجلس وزراء منظمة الأمن والتعاون في أوروبا (في بلغراد يومي 3 و4 ديسمبر)، لن نتحاشى هذا الاتصال. وسنستمع لما سيقوله تجاووش أوغلو، فربما سيكون شيئا جديدا مقارنة لما تم قوله علنا".
واتهمت وزارة الدفاع الروسية عائلة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بالضلوع بشكل مباشر في تجارة النفط مع جماعة تنظيم الدولة الإسلامية "داعش".
وقال أناتولي أنتونوف، وكيل وزارة الدفاع الروسية، إن تركيا كانت أكبر مشترٍ للنفط "المسروق" من سوريا والعراق.
بينما أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أن أنقرة تريد استئناف العلاقات الجيدة مع موسكو، ولكن في حال تواصل الإجراءات الروسية غير الودية فإن تركيا قد تضطر الى اتخاذ إجراءات جوابية، موضحا بقوله "نحن نراقب سلوك روسيا وإذا استمرت بهذا النهج الحالي، فسنضطر كذلك الى اتخاذ تدابير، نحن نريد استئناف العلاقات الجيدة مع روسيا، ولا نريد فقدانها، وأؤمن بأن روسيا ستعود أيضا الى هذا الموقف".
شدد أردوغان بقوله إنه لا حق لروسيا في "الافتراء" على تركيا بمزاعم أنها تشتري النفط من جماعة تنظيم الدولة الإسلامية.
وكان أردوغان قد وعد بالاستقالة إذا أُثبتت مزاعم مشاركة تركيا في عمليات تهريب النفط من تنظيم الدولة الإسلامية.
اسقاط الطائرة الروسية يزيد الازمة
وذكر الرئيس التركي في وقت سابق أن موسكو وأنقرة تمتلكان إمكانيات كبيرة للتعاون، مؤكدا أن أعمال تركيا غير موجهة ضد روسيا، ومنوها في نفس الوقت الى أنه يراقب بخيبة أمل ردة فعل روسيا على إسقاط القاذفة "سو-24".
من جانبه رد حلف شمال الأطلسي (الناتو) بإجراءات مضادة على قيام روسيا بتعزيز تواجدها العسكري في كل من سوريا وشرق البحر المتوسط، وقرر وزراء خارجية الناتو إرسال طائرات وسفن حربية وأنظمة دفاع جوي إلى المنطقة لحماية أمن تركيا.
من جانبها قررت بريطانيا إرسال طائرات إلى تركيا، فيما قرر كل من ألمانيا والدنمارك إرسال سفن عمليات تكتيكيّة إلى البحر المتوسط. ومن المقرر نشر المزيد من طائرات الناتو في قاعدة "إنجيرليك" الجوية في مدينة أضنة جنوب تركيا المفتوحة لقوات التحالف الذى تقوده الولايات المتحدة ضد تنظيم "داعش" الإرهابي، ومن بين الطائرات التي ستصل طائرات رادار أواكس)، كذلك سيتم نشر بطاريات صواريخ جديدة على الحدود السورية إلى جانب بطاريات صواريخ باتريوت الإسبانية الموجودة في أضنة.
كان الناتو نشر صواريخ باتريوت في كل من المدن الحدودية أضنة وكهرمان مراش وغازي عنتب في الأول من يناير 2013 تحسبًا للتهديدات الصاروخية المحتملة من سوريا، إلا أن الولايات المتحدة وألمانيا سحبتا بطارياتهما الصاروخية بالرغم من انتهاكات روسيا في الحدود السورية في شهر أكتوبر الماضي وطلب تركيا بعدم سحبها.
داعش
أوضح الأمين العام لحلف شمال الأطلسى يانس شتولتنبرج في كلمة له عقب اجتماع الأمس أنهم في انتظار تعهدات مشابهة من الحلفاء الآخرين، مشيرًا إلى أن الدعم الذي سيقدم سيتضح في غضون أسابيع قليلة، وأكّد شتولتنبرج في تصريحه أن هذه التدابير ليست لها صلة بموضوع المقاتلة الروسية التي أسقطتها تركيا الأسبوع الماضي.
قال إن روسيا طوّرت قدرات بحيث تتمكن من الحيلولة دون اقتراب القوى العسكرية الأخرى بالحشد العسكري الذي نشرته في شرق المتوسط. "وهذا من أحد الأسباب الرئيسية التي جعلت حلف شمال الأطلسي يتخذ موقفًا تجاه هذه الخطوات التي أقدمت عليها روسيا، ونواصل عزمنا على تقوية قدراتنا العسكرية وأساليب ردعنا تجاه روسيا".
وفي المقابل تواصل روسيا بسط نفوذها العسكري في سوريا لا سيّما عقب أزمة الطائرة. وذكرت صحيفة "التايمز" البريطانية في خبر لها أنه تم فتح قاعدة "الشيراط" قرب مدينة حمص والقاعدة الموجودة في ريف اللاذقية الواقعة على ساحل المتوسط أمام القوات الروسية.
يُذكر أن روسيا أرسلت عقب إسقاط مقاتلتها صواريخ (إس-400) و(إس-300) أكثر أنظمة الدفاع الجوي تطورًا إلى جانب سفن حربية ومقاتلات أخرى إلى المنطقة.
من جانبه قال جينادي جاتيلوف نائب وزير الخارجية الروسية إن روسيا لا تنوي حتى اللحظة طرح مسألة إسقاط تركيا القاذفة الروسية "سو-24" أمام مجلس الأمن الدولي، مشيرا إلى أن تعقيد العلاقات الروسية التركية بعد حادثة إسقاط القاذفة الروسية "سو-24" سيؤثر على محادثات فيينا للتسوية السورية.
شدد جاتيلوف أنه جرى الاتفاق في نهاية المحادثات التي عقدت في منتصف شهر نوفمبر الماضي على وضع قائمتين إحداها للمنظمات الإرهابية والأخرى للمعارضة التي يمكنها التحاور مع الوفد الحكومي، وقال "حالما تحل هاتان المسألتان سنتحرك قدما".
