أزمة تركية عراقية جديدة بعد نشر جنود أتراك في الموصل وسط تضارب أمريكي

السبت 05/ديسمبر/2015 - 07:30 م
طباعة أزمة تركية عراقية
 

زيادة النفوذ التركى في سوريا والعراق يتزايد، فلم يعد يقتصر على تقديم الدعم اللوجيستى وتزويد الجماعات المعارضة بالسلاح في سوريا لمحاربة نظام بشار الأسد، وإنما قررت تركيا رفع عدد جنودها المرابطين في منطقة "بعشيقة" التابعة لمدينة الموصل منذ عامين لتدريب قوات البيشمركة في إقليم كردستان العراق الذي يرأسه مسعود برزاني من 130 إلى 600 جندي، وهو ما اثار انتقادات الحكومة العراقية التى اعتبرت هذه الخطوة مرفوضة، مشيرة إلى ضرورة عدم تواجد أي قوات أجنبية في العراق.

أزمة تركية عراقية

ووفقا لقناة سي إن إن التركية، فإن المعلومات الصادرة عن قوات التحالف أوضحت أن الجنود الأتراك انتقلوا إلى الموصل، وكان الجنود الأتراك يشاركون في فعاليات تدريبية بالمنطقة منذ نحو عامين، وأفادت المصادر التركية بأن عدد قوات الكوماندوز المتجهة من لواء الكوماندوز الثالث بمدينة سييرت إلى بعشيقة ضمن خطة تغيير المهمة بلغ عددهم 400 جندى، ليصبح عدد قوات الكوماندوز المرابطين في بعشيقة حالياً إلى 600 جندي، وأكدت القناة إن مجموعة من الجنود الأتراك انتقلوا بالفعل إلى منطقة بعشيقة بينما يوجد نحو 130 جندياً في الانتظار، وقوات التحالف الدولي على دراية بعملية الانتقال.

من جانبه قال المحلل السياسي طه أكيول أن مصادر عسكرية قامت بتصحيح الأرقام الأولية المعلنة بأن مجموعة من الجنود انتقلوا إلى المنطقة وأن 1200 جندي في الانتظار، وقالت إن مجموعة من الجنود انتقلت إلى المنطقة بالفعل لكن عدد الجنود المنتظرين ليس 1200 بل 130 جندياً.

يذكر انه ترابط حاليا القوات التركية في المنطقة لتقديم الدعم لقوات البيشمركة القريبة من الحدود التركية في شمال الموصل وقوات المعارضة الأخرى التي تتصدى لداعش.

يأتى ذلك في الوقت الذى قالت فيه وسائل الإعلام العراقية أن الوحدات التركية انتقلت بالأسلحة الثقيلة إلى معسكر زيلكان وأنها ستقدم الدعم لقوات التحالف الدولي من أجل تحرير المدينة من قبضة تنظيم داعش.

وفى هذا السياق أكد رئيس الجمهورية العراقية فؤاد معصوم، أن دخول قوات تركية في عمق الأراضي العراقية انتهاك للأعراف والقوانين الدولية، ودعا إلى سحب تلك القوات وعدم تكرار هذا الحادث، طالب وزارة الخارجية باتخاذ الإجراءات وفق القوانين والأعراف الدولية.

وفى بيان للرئاسة العراقية أن تقدم قوة عسكرية من الجارة تركيا في عمق الأراضي العراقية، يشكل انتهاكاً للأعراف والقوانين الدولية ومسّاً بالسيادة الوطنية ل‍جمهورية العراق، وهو خروج على ما يريده العراق من علاقات حسن الجوار والتعايش وعدم التدخل في شأن أيٍ من دول الجوار".

دعا معصوم السلطات المسؤولة في الجمهورية التركية إلى "سحب قوتها العسكرية من الأراضي العراقية والإيعاز بمنع تكرار مثل هذا الحادث الذي يسيء للعلاقات بين الدولتين الجارتين، وان هذا يسهم في مضاعفة التوترات التي تعتري الجو الإقليمي".

وطالب الحكومة العراقية وجميع الوزارات ذات الصلة وبالأخص وزارة الخارجية بـ"اتخاذ الإجراءات وفق القوانين والأعراف الدولية وبما يحفظ سيادة واستقلال العراق ويؤمّن أوضاعاً سياسية ودبلوماسية وأمنية لعلاقات جيرة مقبولة ومحترمة مع الجارة تركيا وسائر دول الجوار".

من جانبه طالب رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي تركيا بسحب قواتها فورا من محافظة نينوى شمال البلاد واعتبر دخول قوات مع آليات عسكرية لتدريب مجموعات عراقية خرقاً خطيراً للسيادة العراقية، وأكد رئيس الوزراء " لقد تأكد لدينا أن قوات تركية تعدادها بحدود فوج واحد مدرعة بعدد من الدبابات والمدافع دخلت الأراضي العراقية وبالتحديد محافظة نينوى بادّعاء تدريب مجموعات عراقية من دون طلب أو إذنٍ من السلطات الاتحادية العراقية وهذا يعتبر خرقا خطيرا للسيادة العراقية ولا ينسجم مع علاقات حسن الجوار بين العراق وتركيا".

دعا العبادي تركيا إلى احترام علاقات حسن الجوار والانسحاب فوراً من الأراضي العراقية.

أزمة تركية عراقية

من جانبها قالت أحلام الحسيني عضو لجنة العلاقات الخارجية في البرلمان العراقي أن العراق قادر على تحرير أراضيه دون تدخل قوات أجنبية، مطالبة الولايات المتحدة الأميركية بضرورة احترام القرار العراقي الذي يؤكد عدم رغبته بوجود قوات أميركية برية على الأراضي العراقية، وخصوصا أنه قرار رسمي وشعبي".

أشارت إلى أن الانتصارات التي تحققت على الأراضي العراقية لدحر "داعش" كانت انتصارات جسدها أبناء القوات الأمنية، والحشد الشعبي، والعشائر، والبيشمركة، وهذا يعني بأن العراقيين قادرون على تحرير أراضيهم من دون الحاجة إلى أي تدخل من أي دولة بإرسال قوات برية إلى العراق".

على الجانب الاخر قال مسئولون أمريكيون إن الولايات المتحدة لم تتفق مع بغداد بعد على تفاصيل مهمة تحكم دور وحدة جديدة من القوات الأمريكية الخاصة، تهدف إلى ملاحقة مقاتلي تنظيم داعش في العراق، بعد ان سبق وأعلن وزير الدفاع الأمريكي أشتون كارتر خطط إرسال قوة صغيرة، ستكون حملاتها ضد أهداف تنظيم داعش أول عمليات عسكرية متواصلة تنفذها القوات الأمريكية في العراق منذ أن غادرت القوات القتالية الأمريكية البلاد عام 2011.

وقال مسئولون أمريكيون إن القوة كانت محل نقاش وتنسيق مع العبادي. لكن الائتلاف الحاكم في العراق والجماعات المسلحة الشيعية القوية حذرت من تطبيق الخطة، الأمر الذي أثار شكوكا بشأن ما إذا كان للعبادي نفوذ سياسي يتيح له تأمين اتفاق نهائي.

وسبق أن أكد وزير الخارجية الأمريكي جون كيري أن الولايات المتحدة أطلعت الحكومة العراقية على كامل خططها لنشر قوات خاصة بالعراق، وأن الحكومتين ستجريان مشاورات عن كثب بشأن أماكن نشرها ومهامها، والإشارة إلى أنه تم إطلاع  حكومة العراق على الخطة، والتأكيد على مواصلة العمل عن قرب لتحديد القوات التي سيتم نشرها وأماكن نشرها ونوع المهام التي سيضطلع بها الأفراد وكيف ستدعم هذه القوات الجهود العراقية لإضعاف تنظيم داعش وتدميره".

شارك