مؤتمر جديد لـ "حل" الأزمة السورية وسط تربص إيرانى وغياب للأسد
الإثنين 07/ديسمبر/2015 - 01:58 م
طباعة
لا يكف العالم عن عقد المؤتمرات للمعارضة السورية وسط إمتناع من النظام السوري عن المشاركة وتربص أيرانى واضح لإفشاله مما يعقد الأزمة ولايصل بها الى حل يرضى كافة الأطراف والخاسر دائما هو الشعب السورى
أخر هذه المؤتمرات وليس أخرها هو ما دعت اليه الخارجية السعودية تحت أسم مؤتمر "الرياض " والذى سيعقد على مدار اليومين القادمين وأكدت المملكة السعودية على ان الهدف منه هو مساعدة المعارضة السورية للحوار بشكل مستقل ولتوحيد موقفها وهو ما أكد عليه مسؤول بوزارة الخارجية السعودية قائلا " أنه انطلاقاً من دعم المملكة السعودية لحل الأزمة السورية سياسياً، واستناداً إلى البيان الصادر عن مؤتمر "فيينا 2" للمجموعة الدولية لدعم سوريا، المنعقد بتاريخ 14 نوفمبر 2015م، وما نص عليه من حشد أكبر شريحة من المعارضة السورية لتوحيد صفوفها واختيار ممثليها في المفاوضات وتحديد مواقفها التفاوضية، وذلك للبدء في العملية الانتقالية للسلطة وفق بيان "جنيف1" 2012م واستجابة لطلب غالبية أعضاء مجموعة "فيينا2" من المملكة باستضافة مؤتمر للمعارضة السورية .
وتابع إضافة إلى رغبة المعارضة السورية بمختلف شرائحها وبناء على ذلك، فقد وجهت المملكة العربية السعودية الدعوة لكافة شرائح المعارضة السورية المعتدلة بمختلف فئاتها وتياراتها وأطيافها العرقية والمذهبية والسياسية داخل سوريا وخارجها للمشاركة في اجتماع موسع للمعارضة السورية في العاصمة الرياض، في الفترة بين 8 إلى 10 ديسمبر 2015م، وقد تم توجيه الدعوات بناء على التشاور مع معظم الشركاء في الأطراف الدولية الفاعلة، ومبعوث الأمم المتحدة إلى سوريا "ستيفان دي ميستورا". وأن المملكة ستوفر كافة التسهيلات الممكنة لتتمكن المعارضة السورية من إجراء المفاوضات فيما بينها وبشكل مستقل، والخروج بموقف موحد وفق المبادئ المتفق عليها في بيان "جنيف1".تبدأ وفود المعارضة السورية المعتدلة التي دعتها السعودية في الوصول إلى الرياض اليوم الاثنين.
وأرسلت المملكة العربية السعودية 100 تأشيرة لعدد من المعارضين السوريين المنتشرين في انحاء العالم وفى سوريا للمشاركة في مؤتمر الرياض المقرر أنعقاده يومى الثلاثاء والأربعاء القادمين بالاضافة الى دعوة رسمية للائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية و المشاركين في مؤتمر القاهرة وتضمنت القائمة العديد من الشخصيات منها عبد الأحد اسطيفو، ممثل المنظمة الآشورية الديمقراطية و هشام مروة عن الكتلة الوطنية و حسان الهاشمي ممثل عن الإخوان المسلمون السوريين وخالد الناصرعن التيار الشعبي الحرّ و سمير نشار، إعلان دمشق للتغيير الديمقراطي و مصطفى أوسو، عن المجلس الوطني الكردي و أحمد رمضان، حركة العمل الوطني من أجل سورية و مصطفى الصباغ، المنتدى السوري للأعمال و شخصيات وطنية سورية على رأسهم عبدالرحمن مصطفى، عضو المجلس السوري التركماني و ميشيل كيلو المعارض السورى و برهان غليون رئيس المجلس الوطنى السورى السابق و هيثم المالح شيخ الحقوقيين السوريين و رياض سيف رئيس الوزارء السورى الاسبق و فاروق طيفور عضو جماعة الاخوان السورية وجورج صبرة و منذر ماخوس و رياض حجاب و عبدالباسط سيدا و عقاب يحيى و أحمـد طعمة
وكشف موفق نيربية عضو الائتلاف الوطنى السورى عن ان الائتلاف تلقى دعوة من المملكة العربية السعودية لحضور مؤتمر الرياض معتبرا ان هذا المؤتمر بمثابة دعوة لتوحيد قوى الثورة والمعارضة السورية السياسية والعسكرية والمدنية، في خضم ضرورة مواجهة التحديات السياسية والعسكرية المتزايدة سواء في مسار فيينا أو تصعيد الاحتلال الروسي عدوانه الخطير مؤخراً على الشعب السوري.
فيما أكد محمد النعيمي مدير الرابطة السورية لحقوق اللاجئين على ان الرياض اصبحت احد الاقطاب المؤثرة بقوة في القضية السورية ولذلك فقد سعت منذ شهور الى جمع المعارضة في مؤتمر لمحاولة توحيد الصفوف والرؤى وفي كل مرة يتم التأجيل لسبب او لآخر حتى تم البت في الامر في النصف الاول من هذا الشهر
وأشار في تصريحات لبوابة الحركات الإسلامية الى ان السعودية لديها صدق نوايا للعمل الجاد لايجاد مخرج للازمة السورية ولكن الكثير من الظروف والتعقيدات تجعلها في دائرة خارج المسار المأمول من قبل الشعب السوري فالسعودية تعمل على التقاطعات للرؤى الدولية لما يجري في سوريا ولديها رؤية كاملة لاتستبعد فيها مايجري في اليمن والعراق ولبنان
وتوقع فشل المؤتمر كنتيجة حتمية لعدم اتفاق الاطراف المشاركة لانهم لايستطيعوا الخروج من سجالاتهم الضيقة الغارقين فيها منذ سنوات خمس وكل منهم يحمل اجندة اقل مايقال فيها بعيدة عن اجندة الشعب الثائر .
وشدد على ضرورة قيام السعودية بفرض رؤية محددة ملزمة الجميع على تطبيقها بغض النظر عن اجندة هذا الفريق او ذاك فمعارضتنا للاسف اصبحت قاصرة الفكر والرؤى ولابد لها من وصي شرعي عليها ولا نجد خيرا من الاخوة في المملكة لهذا الدور .
واستنكر خلو قائمة المدعويين من أعضاء المنظمات القانونية ومنظمات المجتمع المدني وممثلين عن اللاجئين الذي سيكونوا الحاضنة الرئيسية لاي مشروع قادم هذا يبعد القرار عن الصورة المأساوية لـ 13 مليون سوري مهجر وان استبعاد وضعهم من اي مشروع مستقبلي يهدد هذا المشروع بالسقوط .
ايران الدعم الاكبر للنظام السورى استبقت المؤتمر بالتأكيد على فشله حيث قال حسين أمير عبد اللهيان نائب وزير الخارجية الإيراني إن اجتماع شخصيات للمعارضة السورية في الرياض سيؤدي إلى فشل محادثات السلام السورية بين دول كبرى في الغرب والشرق الأوسط وان محادثات السلام فرصة للتوصل إلى حل سياسي لإنهاء الحرب في سوريا.. مثل هذه الاجتماعات في الرياض...تهدف إلى الإضرار بمحادثات فيينا، دون أن يحدد كيف ستضر مثل تلك الاجتماعات محادثات الحل". ونفس الامر بالنسبة للنظام السورى الذى رفض المؤتمر واحتفى بحديث الكاتب البريطاني روبرت فيسك الذى اعتبر المعارضة المشاركة فيه تمثل تنظيمات إرهابية تتلقى تمويلا من الخارج وتنظيمات لم يعد لها وجود على أرض الواقع.
مما سبق نستطيع أن نؤكد أن المؤتمرات المتتالية للمعارضة السورية في ظل إمتناع النظام السوري عن المشاركة وتربص الجانب الأيرانى لها لإفشاله يعقد الأزمة السورية ويدفع جميع الأطراف الى المزيد من الصراع والخاسر دائما هو الشعب السورى.
