بعد هجومه على أقدم مسجد عثماني.. هل يشتعل الصراع التركي الكردي مجددًا؟

الثلاثاء 08/ديسمبر/2015 - 11:43 ص
طباعة بعد هجومه على أقدم
 
في ظل الصراعات القائمة بين القوات التركية وحزب العمال الكردستاني الـ "بي كا كا"، واصل الأخير هجماته في البلاد، حيث أفادت وسائل إعلام تركية، اليوم الثلاثاء 8 ديسمبر 2015، بأنّ حريقاً اندلع في مسجد فتحي باشا، أقدم مسجد عثماني بمدينة ديار بكر جنوب شرقي تركيا، بسبب مهاجمته من قبل عناصر من حزب العمال الكردستاني.

عودة الصراع

عودة الصراع
واندلعت النيران في المسجد الواقع في حي "سور" الذي يطبق حظر التجول في بعض مناطقه وتنفذ به فرق الشرطة والدرك عملية أمنية.
ولم تتمكن فرق الإطفاء والشرطة من الوصول إلى المسجد بسبب تعرّضها لإطلاق نار من قبل مسلحين، ما تسبب في تضرر أجزاء كبيرة منه.
ويستهدف مسلحو حزب العمال الكردستاني بشكل أساسي مقرات للشرطة ومراكز للجيش او مواكب عسكرية، او المنشآت الأثرية في البلاد.
 وتركزت هجمات الحزب طوال المرحلة الماضية وحتى الآن في المحافظات الواقعة في جنوب شرق تركيا بمنطقة الأناضول، ويعتبر الهجوم على هذا المسجد الأثري في منطقة يرتادها عادة السياح.
وعاد صراع حزب العمال الكردستاني المستمر منذ 31 عامًا مع الدولة إلى النشوب مرة أخرى في يوليو عندما شنت تركيا ضربات جوية على معسكرات تابعة للمسلحين ردًا على هجمات على قواتها الأمنية وهو ما أنهى وقفًا لإطلاق النار مطبقا منذ مارس 2013، حيث يريد حزب العمال الكردستاني حكما ذاتيًا للأقلية الكردية الكبيرة.
وحزب العمال الكردستاني مدرج على قوائم الجماعات الإرهابية في تركيا والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي.
وكان شن الجيش التركي حتى الآن عشرات الغارات على مناطق جبلية في شمال العراق ليعطي الاولوية بذلك لمواجهته مع الأكراد على محاربة التنظيم الإرهابي "داعش".
في سياق مواز، دخلت السلطات التركية في مواجهة قضائية مع زعماء حزب الشعب الديموقراطي الموالي للأكراد والذي يعتبر من أبرز الفائزين في الانتخابات التشريعية الأخيرة التي جرت يونيو الماضي.
واستهدفت هذه الاجراءات القضائية صلاح الدين دمرتاش الزعيم الشاب لحزب الشعب الديموقراطي المتهم بالعمل على "زعزعة النظام العام" و"الحض على العنف".

بداية الصراع بين الطرفين

بداية الصراع بين
والجدير بالذكر أن بداية صراع حزب العمال الكردستاني مع تركيا كان في فترة الثمانينيات والتسعينيات من القرن الماضي أكثر فترات الصراع الدموي بين الأكراد والجيش التركي الذي قام بتعقّب المسلحين واتُّهم بتدمير آلاف القرى الكردية وتهجير العديد من الأسر إلى داخل تركيا، كما تذهب بعض الإحصاءات إلى أن مجموع من قتلهم المسلحون الكرد يبلغ أربعين ألف شخص.
وبحسب تقارير عالمية، فإن عمليات مسلحي حزب العمال العسكرية لم تقتصر على الجيش التركي بل شملت المدنيين أتراكا وكردا، خصوصا المتعاونين مع الحكومة التركية، كما شملت بعض السائحين الأجانب، وقد وجهوا ضرباتهم لبعض المصالح التركية في البلدان الغربية.
وكان اعتقل زعيم الحزب عبد الله أوجلان عندما كان متجها إلى مطار العاصمة الكينية نيروبي في 15 فبراير 1999، بعد 15 سنة من العمل العسكري المسلح، لإدانته بـ"خيانة البلاد"، وحكم عليه بالإعدام في يونيو من السنة نفسها، ثم خفف الحكم من الإعدام إلى السجن المؤبد بجزيرة صغيرة.
وقد دخلت مفاوضات مسيرة السلام الداخلي بين حكومة حزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا ومنظمة حزب العمال الكردستاني لحل القصية الكردية في طريق مسدود عقب التصريحات الصادرة عن قيادات المنظمة.

العمال الكردستانى يتحدى

العمال الكردستانى
وفي تحدي واضح من الحزب للحكومة التركية، قال دوران كالكان عضو اللجنة التنفيذية للعمال الكردستاني في تصريحات سابقة له إن حزب العمال الكردستاني لن يترك السلاح ولماذا يتخلى عنه أو يتركه؟ الأكراد لا يتركون سلاحهم، ومن يجب عليه التخلي عن السلاح هو الدولة التركية، على حد قوله.
وفي الوقت الذي كان ينتظر فيه أن يتم نزع السلاح من العمال الكردستاني منذ انطلاق مفاوضات مسيرة السلام أدلى دوران كالكان عضو اللجنة التنفيذية بالحزب بهذه التصريحات شديدة اللهجة زاعما أن كيان الأكراد وحريتهم مرتبط ارتباطا وثيقا باعتماد الأكراد على الدفاع المسلّح.
وأضاف:  لا يمكن لمن يترك أمنه لشخص آخر أو لجلاده" قاتله" أن يقول إنني أسّست مجتمعا، ولهذا السبب لا يمكن لأحد أن يخدع الشعب الكردي، ولا يجب أن حاول أحد خداعهم، كما يجب ألا يتم تقديم معلومات خاطئة للمجتمع التركي، مضيفًا: يقولون إن العمال الكردستاني سيترك السلاح! لن نترك السلاح، ولماذا يتخلى الأكراد عن السلاح أو يتركونه؟ لتكن الدولة التركية من ينزع السلاح عن جيشها أو تترك الدول الأخرى أسلحتها.
وواصل هجومه قائلا: جميع القوى الفاشية تهاجم الأكراد.. إذا كان الوضع هكذا فبماذا سيدافع الأكراد عن أنفسهم؟ لهذا السبب يتم تقديم معلومات خاطئة للشعب التركي. إن الحكومة التركية تقول ذلك حتى تستطيع جمع الأصوات وحشد الناخبين في الانتخابات. لكن إذا استمروا في ذلك فهذه المفاوضات لن تدوم طويلا بأية حال من الأحوال وعلى الجميع أن يعرف هذه الحقيقة.
كانت زعمت حكومة العدالة والتنمية في التصريحات التي أدلت بها للرأي العام أن مفاوضات مسيرة السلام مع الأكراد تسير على نحو جيد جدًا وأنه سيتم إحلال السلام في المنطقة من خلال إعلان سيصدر عن الطرفين قريبا، إلا أن أحزاب المعارضة وكذلك العمال الكردستاني زعموا أن حكومة العدالة والتنمية تقوم بتضليل الرأي العام وتحاول أن تظهر له إنها قامت بتسوية المسألة الكردية وهو ما سيمكنها من جمع الأصوات في الانتخابات المقبلة.

تركيا تتهم روسيا بدعم الحزب

تركيا تتهم روسيا
وكانت تركيا قد اتهمت روسيا، باستفزازها بعد رصد بحار على متن سفينة تابعة للأسطول الروسي وهو يحمل قاذفة صواريخ على كتفه أثناء مرور السفينة عبر مضيق البوسفور موجهاً إياه نحو إسطنبول المدينة الأكبر في تركيا.
كما اتهمت تقارير مخابراتية تركية روسيا باستهداف المعارضة السورية والتركمان بالقصف الجوي وأنها وتساهم في تقدم حزب الاتحاد الديمقراطي امتداد منظمة "بي كا كا" في سوريا.
وتدهورت العلاقات بين موسكو وأنقرة بشدة بعد اسقاط تركيا مقاتلة روسية انتهكت مجالها الجوي أثناء تحليقها فوق سوريا، وقتل أحد طياريها وهي المرة الأولى التي تسقط فيها دولة عضو بحلف شمال الأطلسي طائرة روسية منذ أكثر من نصف قرن. 
   وفي نفس السياق وحول الأزمة التركية الروسية، كشفت تقارير استخباراتية تركية، أن "روسيا استهدفت بغاراتها الجوية مناطق شمالي محافظة حلب السورية، فصائل معارضة منها التركمان، وليس تنظيم "الدولة الإسلامية" "داعش".
التقارير التي أعدتها الاستخبارات التركية، أشارت إلى أن المقاتلات الروسية تقصف كل منطقة تحررها قوى المعارضة السورية من قبضة داعش، وأنها تساهم أيضًا في تقدم حزب الاتحاد الديمقراطي امتداد منظمة "بي كا كا" في سوريا.
 التقارير الاستخباراتية، أوضحت أيضاً أن "مروحية روسية هبطت في معسكر تدريب تابع لحزب الاتحاد الديمقراطي، يقع شمالي الطريق الواصل بين بلدتي اعزاز وعفرين السوريتين، بتاريخ 30 نوفمبر الماضي"، مشيرة أن "عناصر الحزب أنزلوا منها أسلحة وذخائر، ونقلوها إلى مستودعاتهم في المنطقة".
 والجدير بالذكر أن طائرات تركية قصفت أهدافًا تابعة لحزب العمال الكردستاني أول أمس في إطار حملة جوية وبرية ضد الجماعة في جنوب شرق تركيا.
وبحسب رويترز قال الجيش التركي إنه ضرب ملاجئ ونقاط إمداد تابعة لحزب العمال الكردستاني في منطقة سيمدينلي الجبلية في إقليم هاكاري شمالي حدود تركيا مع العراق وإيران.

شارك