الإخوان بين الكذب الدولي والتدريب على التفجير وادعاء السلمية

الأربعاء 09/ديسمبر/2015 - 12:01 م
طباعة الإخوان بين الكذب
 
في الوقت الذي تستشهد فيه جنودنا جراء ارهاب وتطرف تلك الجماعات الخارجة من عباءة الاخوان الارهابية حيث استشهد أمس الثلاثاء 8 ديسمبر 2015، أربعة جنود مصريين وأصيب 4 آخرون جراء انفجار عبوة ناسفة في مدرعة شرطة، أثناء سيرها على الطريق الدولي جنوب مدينة العريش.
أمين عام الأمم المتحدة
أمين عام الأمم المتحدة بان كي مون
وقال مصدر أمني إن من يشتبه بأنهم أعضاء في جماعة ولاية سيناء زرعوا عبوة ناسفة على جانب الطريق وفجروها عن بعد لدى مرور المدرعة. في هذا الوقت تواصل جماعة الاخوان الارهابية محاولاتها المستميتة لفتح قنوات اتصال مع أمين عام الأمم المتحدة بان كي مون لتحريضه ضد مصر، وكشف مصدر داخل الجماعة- رفض نشر اسمه- عن استعداد الإخوان لتقديم ملف كامل للأمم المتحدة يرصد انتهاكات في حقوق الإنسان نفذتها وزارة الداخلية في حق المقبوض عليهم من أنصار الإخوان منذ ثورة ٣٠ يونيو عام ٢٠١٣ وحتى الآن.
وأكد لـ «البوابة»، أن الجماعة سوف تسلم الملف الذى يهاجم وزارة الداخلية لـ «بان كي مون» بشكل رسمي غدا الخميس في اليوم العالمي لحقوق الإنسان بمقر الأمم المتحدة في نيويورك من خلال رجالها هناك، ومطالبته بشكل رسمي بإصدار عقوبات قاسية ضد مصر.
وأشار الى أن هذا التواصل مع أمين عام الأمم المتحدة «بان كي مون» ومحاولة تجنيده ليس الأول من نوعه؛ حيث حاولت الجماعة التواصل مع كي مون إبان زيارة الرئيس عبدالفتاح السيسي لأمريكا لحضور اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر الماضي، وقام وقتها ما يعرف باسم «المجلس الثوري» بإرسال رسالة سرية موقعة باسم «مها عزام»- كانت البوابة قد حصلت على نسخة منها- لمطالبته بمنع الرئيس عبدالفتاح السيسي من إلقاء كلمته أمام الجمعية العامة، وفتح التحقيق معه حول ما أطلقت عليه «عزام» اسم «الانتهاكات» التي تحدث في حقوق أنصار الرئيس المعزول محمد مرسى في مصر، الأمر الذى لم يستجب له الأمين العام للأمم المتحدة، ولم يرد على أي من رسائل الإخوان المستمرة له.
ليس هذا فقط بل تقوم الجماعة الارهابية بالتدريب على التفجيرات بمخابئ سرية فقد كشفت شهادة أحد ضباط الأمن الوطني في قضية مقتل الصحافية ميادة أشرف عن قيام تنظيم الإخوان بشراء مزرعة بمحافظة أسوان لتدريب عناصره على القيام بعمليات إرهابية وتفجيرات وأعمال تخريبية.
المستشار محمد شيرين
المستشار محمد شيرين فهمي
وقال في شهادته أمس الثلاثاء أمام الدائرة 11 إرهاب، برئاسة المستشار محمد شيرين فهمي لمحاكمة 48 متهما بالانضمام إلى جماعة الإخوان وارتكاب أعمال عنف، وقتل الصحافية ميادة أشرف، إن أحد المتهمين التابعين لعناصر جماعة الإخوان قام بشراء مزرعة بمحافظة أسوان وتخصيصها لتدريب عناصر تلك المجموعات، وتحويلها لمعسكر تدريبي على أعمال القتل والتفجير والتخريب واستهداف المنشآت الحيوية والخدمية والشرطية.
وأضاف في  شهادته أن هذه المجموعات التي تدربت في المزرعة تولت تنفيذ العديد من العمليات الإرهابية والقتل خلال تواجدهم بالتظاهرات المؤيدة لتنظيم الإخوان بأحياء عين شمس والمرج، وكذلك تأمين المظاهرات التي تنظمها الجماعة.
وقال إنه وصلته معلومات من مصادره السرية تفيد باضطلاع عدد من قيادات التنظيم الإخواني بالاتفاق فيما بينهم على تصعيد وتيرة أنشطتهم الإرهابية عقب الاستفتاء على التعديلات الدستورية مضيفا أنهم اعتمدوا في تنفيذ المخطط على عدة محاور أبرزها الإعداد للدعوة للتجمهر بالميادين العامة، وقطع الطرق، وتعطيل حركة المواصلات العامة، وتشكيل وإنشاء عدد من اللجان النوعية بمختلف أنحاء الجمهورية للقيام بعمليات إرهابية وتفجيرات واغتيالات.
المستشار هشام بركات
المستشار هشام بركات
وكان النائب العام الراحل المستشار هشام بركات، قد أمر بإحالة 48 متهما من عناصر جماعة الإخوان، منهم 35 محبوسين، للمحاكمة الجنائية، لتورطهم في قتل الصحافية ميادة أشرف، وطفل يدعى شريف عبد الرؤوف، ومواطنة تدعى ماري جورج، في أحداث عنف منطقة عين شمس.
وأسندت النيابة العامة إلى المتهمين ارتكابهم لجرائم تولي قيادة في جماعة إرهابية وإمدادها بالمعونات المادية والأسلحة، والانضمام إليها، وحيازة وإحراز الأسلحة النارية والذخائر والمفرقعات وتصنيعها، والتجمهر المخل بالأمن والسلم العام، والقتل العمد والشروع فيه، والإتلاف العمدي للممتلكات تنفيذًا لغرض إرهابي.
مرشد الجماعة محمد
مرشد الجماعة محمد بديع
وعلى صعيد آخر بث المركز الإعلامي للتنظيم الدولي لجماعة الإخوان، كلمة لمرشد الجماعة محمد بديع، زعم أنه في إحدى جلسات المحاكمة يحرض فيها قيادات وأنصار جماعة الإخوان لعدم التفريط في الرئيس الأسبق محمد مرسى ورفض أية مبادرات تطرح من شخصيات سياسية، أو دعوات من قيادات إخوانية، في الوقت الذى قال فيه خبراء في الشئون الاسلامية إن تلك الرسالة جاءت بعد اختفاء المظاهرات بشكل كامل ومعظمها رسائل مزعومة تكتبها الجماعة لتنسبها للمرشد. وقال المركز الإعلامي لجماعة الإخوان في لندن، إن المرشد وجه رسالته إلى أنصار وأعضاء الجماعة دعاهم إلى الالتزام بما أسماه "النهج السلمى" وتوحيد الصف والحفاظ على المعزول وعدم التفريط فيه. وزعم مرشد الإخوان، خلال رسالته التي نشرها التنظيم الدولي، أن جماعة الإخوان انتهجت قبل ذلك بالخط السلمى، وأنها لن تلجأ للعنف – على حد زعمه – وحرضهم على الاستمرار في المظاهرات لضمان ما أسماه "عودة الجماعة". كما نشرت بوابة الحرية والعدالة ، أحد نوافذ جماعة الإخوان ، رسالة ثانية لمحمد بديع، مرشد الجماعة دعا فيها إلى الاستمرار في المظاهرات ، زاعما أن عودة الإخوان أصبحت قريبة – على حد قوله -.
طارق أبو السعد القيادي
طارق أبو السعد القيادي السابق بجماعة الإخوان
 من جانبه قال طارق أبو السعد القيادي السابق بجماعة الإخوان، إن هذه الرسائل التي أصدرها التنظيم الدولي عن محمد بديع "كاذبة"، ولم تصدر من بديع، لكن التنظيم الدولي يريد أن يتصدر المشهد خلال الفترة المقبلة، لذلك يقوم مكتبه الإعلامي بكتابة تلك الرسائل ثم ينسبها لمحمد بديع. وأضاف أبو السعد أن التنظيم الدولي لجأ لهذه الحيلة ليثبت للقواعد أن بديع ما زال موجود وهو المرشد العام وما زال، وأنهم لن يقبلوا بطرح اسما آخر بديلا عنه، أو يقبلوا الإطاحة به. 
وفى السياق ذاته قال خالد الزعفراني، الخبير في شئون الحركات الإسلامية، إن رسالة بديع تتضمن مغالطات وأكاذيب كثيرة، حيث لا يوجد في الوقت الحالي أية مبادرات مطروحة كي يطالب بديع الإخوان بعدم الاستجابة لها. وأضاف الخبير في شئون الحركات الإسلامية، أن الرسالة هدفها إظهار الجماعة وقياداتها أنهم في موقف قوى، وأنها لا تعانى من خلافات وهو عكس الحقيقة، بل تعانى من انقسامات حالية، ومطالبات بتغيير القيادة.
ما سبق يؤكد على مجموعة من النقاط أهمها:
1- ان جماعة الاخوان الارهابية ما زالت تصر عل محاولات تدويل قضيتهم باعتبار ان ما حدث في مصر منذ 30 يونيو 2013، انقلاب عسكري، وتم فيه انتهاكات لهذه الجماعة، ما يثبت غباء قيادات الجماعة وعدم درايتهم بالموازين الدولية، فقد اعترف المجتمع الدولي بثورة 30 يونيو وخارطة الطريق التي تم انجازها واصبحت مصر بقيادة السيسي لاعب أساسي في السياسية الدولية خصوصا تلك السياسات المرتبطة بالشرق الأوسط.
2- اصرار جماعة الاخوان الارهابية على انتهاج العنف وسيلة لتحقيق مطالبهم في هدم الدولة المصرية، وهذا ما يثبته الكثير من عمليات التفجير هنا وهناك، بالإضافة الى التعاون الواضح بينها وبين مجموعة "ولاية سيناء" المرتبطة بتنظيم الدولة "داعش". 
3- استمرار الجماعة في الكذب ومحاولة تضليل الغرب بادعاء السلمية، وكذلك ادعاء وجودها الحقيقي على الأرض، رغم ان الجميع بات واثقا ان الجماعة الان ليس لها وجود فعلي مؤثر على ارض الواقع، سوى ببعض العمليات التفجيرية هنا او هناك لا ثبات الوجود ليس اكثر.
4- تحاول الجماعة بقدر الامكان ايهام بعض اعضائها والمتعاطفين معها انها مازالت قوية ومتوحدة، رغم الانشقاقات والصراعات التي تكاد تعصف بالجماعة، فيحاول التنظيم الدول جاهدا لم شتات الاخوة الفرقاء من كل بقاع الارض لإثبات هذه الوحدة في صفوف الجماعة دون جدوى. فالقاصي والداني بات يعلم تفكك بل تفسخ الجماعة، وان كل مكتب اداري او مجموعة مصالح داخلها تقوم بتنفيذ اعمال بمفردها دون الرجوع للاطار التنظيمي للجماعة، بالإضافة الى الصراع على اكثر من مستوى، فهناك صراع بين الشباب والشيوخ، وصراع اخر بين ما يسمى كذبا الحمائم وبين الصقور داخل الجماعة.

شارك